-كلمات في الدعوة إلى الله.
-الكلمة رقم(٦٤): آداب قراءة القرآن.
-أيها الأخوة: إن قراءة القرآن أحب القُربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل ، كما جاء في الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه-يعني القرآن)رواه الحاكم في المستدرك(١٤٢٧)وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقراءة القرآن لها آداب ينبغي لقارئ القرآن أن يتحلى بها وهي:
١-إخلاص النية لله تعالى فيها، لأن تلاوة القرآن عبادة ، والعبادة لابد لها من نية خالصة ، قال الله تعالى: (فادعوا الله مخلصين له الدين) وقال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤا القرآن وابتغوا به الله عز وجل)رواه أحمد(١٤٥٦٠)وأبو داود(٨٣٠)وحسنه الألباني في صحيح الجامع(١١٧٦)
٢-يستحب قراءة القرآن على طهارة من الحدث.
عن المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهر أو قال: على طهارة)
رواه أبو داود(١٧) وابن خزيمة في صحيحه(٢٠٦) وابن حبان في صحيحه(٨٠٠)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٤٧٢)
والقرآن ذِكر فيستحب قراءته على طهارة.
قال الحافظ النووي في التبيان(٧٢): يستحب أن يقرأ وهو على طهارة ، فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع المسلمين.اهـ
٣-يستحب أن يستاك بسواك رطب قبل القراءة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك)رواه ابن ماجه(٢٩١) وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(٢٩١)
قال الحافظ النووي في التبيان(٧٢): وينبغي لمن أراد القراءة أن ينظف فاه السواك وغيره.اهـ
٤-يستحب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة.
قال تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
٥-ويستحب الاتيان بالبسملة بعد الاستعاذة في أول كل سورة سوى سورة التوبة فلا يبدأ بها بالبسملة.
٦- ويستحب لقارئ القرآن القراءة بحضور قلب ، وخشوع وتدبر للآيات.
قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) وقال عزوجل: (كتاب أنزلناه عليك مبارك ليدبروا آياته)
٧- ويستحب لقارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وأن يحسن صوته بالقراءة.
قال تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا)
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زيِّنوا القرآن بأصواتكم ) رواه أبو داود(١٢٥٩) والنسائي(١٠٠٤) وصححه ابن خزيمة(١٤٧٤)وابن حبان في صحيحه(٧٥٧)
قال الحافظ النووي في التبيان(٨٨): اتفق العلماء على استحباب ترتيل القرآن.اهـ
٨- ويستحب له إذا مر بآية سجدة كبر ويسجد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلتى ، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأُمرت بالسجود فعصيته فلي النار ) رواه مسلم(٨١)
٩- ويستحب له إذا مر بآية رحمة وقف وسأل الله من فضله ، وإذا مر بآية عذاب وقف وتعوذ.
عن حذيفة رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة)وفيه(إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ)رواه مسلم(٧٧٢)
ورواه أبو داود(٨٧٣) عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: (قمت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا قف وسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ)
قال الحافظ النووي في التبيان(٩١): ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله ، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب…ويستحب هذا السؤال والاستعاذة لكل قارئ سواء كان في الصلاة أو خارجاً منها.اهـ
١٠-يستحب أن يقول بعد الإنتهاء من القراءة: (سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جلس رسول الله عليه الصلاة والسلام مجلساً قط ، ولا تلا قرآناً ، ولا صلى صلاة ، إلا ختم ذلك بكلمات ، فقلت: يا رسول الله أراك ما تجلس مجلساً ولا تتلو قرآناً ولا تصلي صلاة إلا ختمت بهذه الكلمات؟ قال: (نعم ، من قال خيراً ختم له طابع على ذلك ، ومن قال شراً كن له كفارة: سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك)رواه النسائي في الكبرى(١٠٠٦٧)وبوب له:باب ما تُختم به تلاوة القرآن.
والحديث صححه ابن حجر في النكت(٢/٧٣٣)والألباني في الصحيحة(٧/٤٩٥)والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(٢/١٢٨)
كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية.
٣ رمضان ١٤٣٩هـ