أخطاء دعاء القنوت

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٥): أخطاء دعاء القنوت.

أيها الأخوة: هذه بعض الأخطاء التي يقع بها بعض الأئمة والمأمومين في دعاء القنوت ، أذكره على اختصار كي تجتنب وتترك.

الخطأ الأول: إطالت دعاء القنوت إطالة تشق على المصلين.
قال الإمام ابن قيم في بدائع الفوائد(٤/ ١٥٠٢):
اﺧتلف ﻗﻮل الإمام أحمد ﻓﻲ ﻗﺪﺭ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻮﺕ؟ ﻓﻌﻨﻪ: ﺑﻘﺪﺭ(ﺇﺫا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘت)ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: اﻟﻘﻨﻮﺕ ﻗﺪﺭ: (ﺇﺫا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ)
ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا ﻗﻠﻴﻞ ، ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ.
ﻭﻋﻨﻪ: ﻛﻘﻨﻮﺕ ﻋﻤﺮ.
ﻭﻋﻨﻪ: ﻛﻴﻒ ﺷﺎء.اهـ

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٢١٢٦٣): على الداعي ألا يطيل على المأمومين إطالة تشق بل عليه أن يخفف وأن يحرص على جوامع الكلم ، ويترك ما عدا ذلك كما دلت عليه السنة.اهـ

قلت للعلامة اللحيدان هل يشرع إطالة دعاء القنوت؟ قال: لاشك أن الإعتدال في الدعاء مطلوب.

الخطأ الثاني: تلحين الدعاء وتجويده والسجع فيه.
وهذا ليس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا هدي صحابته رضي الله عنهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه لعكرمة: (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه)رواه البخاري(٦٣٣٧)

وقالت عائشة رضي الله عنها: واجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكرهون ذلك. رواه أحمد(٢٥٨٢٠)وصححه ابن حبان(٩٧٨)

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٢١٢٦٣): المشروع للداعي اجتناب السجع وعدم التكلف فيه ، وعلى الداعي أن لا يشبه الدعاء بالقرآن فليتزم قواعد التجويد فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم.اهـ

قال لي العلامة اللحيدان: تلحين الدعاء هذا من التنطع ، فينبغي تركه

الخطأ الثالث: الاعتداء في الدعاء ، .
قال تعالى: (إنه لا يحب المعتدين)
قال الإمام ابن جرير في تفسيره(٨/٢٠٧): إن ربكم لا يحب من اعتدى فتجاوز حده الذي حده لعباده في دعائه وفي غير ذلك من الأمور.اهـ
وقال العلامة الطرطوشي في الدعاء(١٥٤): (إنه لا يحب المعتدين) يعني المجاوزين في الدعاء ما أُمروا به.اهـ

عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال: أي بني سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار ، فإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء)رواه أحمد(٤/٨٦)وأبو داود(٩٦)وصححه الألباني في سنن أبي داود(٩٦)وقال الأرنؤوط في زاد المعاد(١/١٨٤): سنده قوي.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١٤/٤٤٩): الاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لايجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات ، وتارة يسأل الله تخليده إلى يوم القيامة أو يطلعه على الغيب أو يجعله من المعصومين أو يهب له ولداً من غير زوجة ونحو ذلك.اهـ

الخطأ الرابع: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
وهذا روي فيه عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث ولا يصح منها شيء ، ضعفها كثير من العلماء منهم البيهقي في السنن الكبرى(٢/٢١٢) وشيخ الإسلام في الفتاوى(٢٢/٥١٤)

قال الحافظ ابن المنذر في الأوسط(٥/٢١٧): كان الإمام أحمد بن حنبل يقول: لم أسمع فيه بشيء ، وحكي عنه أنه قال: أما في الصلاة فلا.اهـ
وقال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى(٢/٢١٢): مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت…وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ولا قياس فالأولى أن يفعله بدون مسح.اهـ

وقال لي العلامة اللحيدان: لا يمسح الوجه بعد الدعاء ، ولم يصح في مسح الوجه حديث.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية.

٥ رمضان ١٤٣٩هـ