-كلمات في الدعوة إلى الله.
-الكلمة رقم(٦٧): فضل ذكر الله عزوجل.
-عباد الله: إن من أفضل الأحوال التي ينبغي أن يكون عليها العبد المسلم ، حال ذكره ربه عزوجل ، فإذا ذكر العبدُ ربَه عزوجل ، ذكره اللهُ ، قال تعالى: (فاذكرونى أذكركم).
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منهم)رواه البخاري(٧٤٠٥)ومسلم(٢٦٧٥)
-وأوصى النبيُّ عليه الصلاة والسلام بذكر الله ، وأخبر أنه أحب الأعمال إلى الله.
عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به ، قال: (لا يزال لسانُك رطباً من ذكر الله)رواه الترمذي(٣٣٧٥)وحسنه ، وابن ماجه(٣٧٩٣) وصححه ابن حبان(٨١١)
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سألت رسول الله عليه الصلاة والسلام: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أن تموت ولسانُك رطب من ذكر الله)رواه ابن حبان في صحيحه(٨١٥)
-عباد الله: لقد أثنى الله عزوجل على الذين يذكرون الله على كل حال هم عليها ، يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، وبيّن عزوجل أنهم أصحاب العقول ، قال تعالى: (إن في خلق السمـٰوات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيـٰت لأولىِ الألبـٰب الذين يذكرون الله قيـٰماً وقعوداً وعلى جنوبهم) أي أنهم يذكرون الله على كل حال قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.
وقال تعالى لعباده المؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً)
وعن عائشة رضي الله عنه قالت: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يذكر الله تعالى على كل أحيانه)رواه مسلم(٣٧٣)
قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٣٣١): المقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله تعالى متطهراً ومحدثاً وحنباً وقائماً وقاعداً ومضطجعاً وماشياً.اهـ
فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يكثر من ذكر الله تعالى ، يذكر الله على كل حال هو عليها ، وهكذا ينبغي للعبد المسلم أن يذكر الله في كل وقت وكل مكان ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون) رواه أحمد(١١٦٥٣) وصححه ابن حبان(٨١٧)والحاكم(١/٤٩٩)وقال الهيثمي في المجمع(١٠/٧٥): رواه أحمد وفيه دراج وقد ضعفه جماعة ووثقه غير واحد وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.اهـ
إلا أنه يستثني بعض الأماكن ، كأماكن قضاء الحاجة ونحوها فإنه لا يذكر الله فيها تكريماً لذكر الله عزوجل عن هذه المواضع.
قال أبو ميسرة رحمه الله: (لا يُذكر الله تعالى إلا في مكان طيب)رواه ابن أبي شيبة(١/١٣٩)وابن سعد(٦/١٠٧)
-عباد الله: اعلموا رحمكم الله أن الإكثار من الذكر له فضائل كثيرة دلت عليها الأدلة من الكتاب والسنة فمن فضائله:
١-أن الله عزوجل يذكر عبده إذا ذكره ، قال تعالى: (فاذكرونى أذكركم).
٢-أنه سبب من أسباب المغفرة ، وحصول الأجور العظيمة ، قال تعالى: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً)
٣- أنه سبب من أسباب الفلاح للعبد ، قال تعالى: (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)
قال العلامة السعدي في تفسيره(١٠١٧): الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح.اهـ
٤-أنه دأب الأنبياء والصالحين ، قال تعالى لنبيه زكريا عليه السلام: (واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار)
وقال تعالى عن موسى عليه السلام: (كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً)
٥-أن أهل الذكر هم هم أهل السبق.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (سبق المفردون) قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: (الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)رواه مسلم(٢٦٧٦)
-قال الحافظ النووي في الأذكار(٣٩): قال مجاهد رحمه الله: (لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً) ، وقال عطاء رحمه الله: (مَن صلى الصلوات الخمس بحُقُوقها فهو داخل في قول الله تعالى: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) ، وسُئل الإمام ابن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيراً؟ فقال: (إذا واظب على الأذكار المأثورة المُثبتة صباحاً ومساءاً وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهاراً كان من الذاكرين الله تعالى كثيراً).اهـ
-أيها الأخوة: إياكم والغفلة عن ذكر الله ، فإن الغفلة عن الذكر من استحواذ الشيطان على قلب ابن آدم.
قال تعالى: (استحوذ عليهم الشيطـٰن فأنسـٰهم ذكر الله أولـٰئك حزب الشيطـٰن ألا إن حزب الشيطـٰن هم الخـٰسرون)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٨٤٣): أي استحوذ على قلوبهم الشيطان حتى أنساهم أن يذكروا الله عزوجل ، وكذلك يصنع بمن استحوذ عليه.اهـ
والإعراض عن الذكر ، صفة من صفات أهل النفاق ، قال تعالى: (إن المنـٰفقين يخـٰدعون الله وهو خـٰدعهمـ وإذا قاموا إلى الصلوٰة قاموا كسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً).
-والله أعلم.
-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
٢٢ شوال ١٤٣٩هـ