فضل الصحابة الكرام

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٧٠): فضل الصحابة الكرام.

عباد الله: اعلموا رحمكم الله، أن أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام، هم خير أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، فقد جاء في الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خير الناس قرني ثم الذين يَلونهم ثم الذين يلونهم)رواه البخاري(٢٦٥٣)ومسلم(٢٥٣٣)

فهم خير القرون ، وهم خير الناس بعد الأنبياء والرسل ، وقد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على فضلهم ومكانتهم وخيريتهم:

قال تعالى: (والسـٰبقون الأولون من المهـٰجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسـٰن رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنـٰت تجرى تحتها الأنهـٰر خـٰلدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٤/١٤٠): يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم، والنعيم المقيم.اهـ

وفي الحديث عن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول عليه الصلاة والسلام: (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يُوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون)رواه مسلم(٢٥٣١)

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد عليه الصلاة والسلام خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خيرَ قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه)رواه أحمد(١/٣٧٩)قال الهيثمي في المجمع(١/١٨٢): رجاله موثقون.

-عباد الله: إن للصحابة رضي الله عنهم حقوق كثيرة يجب على كل مسلم ومسلمة مراعاتُها ، منها:
١-محبتهم والترضي عنهم والدعاء لهم.
قال تعالى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخوٰننا الذين سبقونا بالإيمـٰن ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم)

٢-اعتقاد خيريتهم وفضلهم.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)رواه البخاري(٣٦٥٠)وفي رواية عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خير الناس قرني ثم الذين يَلونهم ثم الذين يلونهم)رواه البخاري(٢٦٥٣)ومسلم(٢٥٣٣)

قال وكيع سمعت سفيان يقول في قوله تعالى”قل الحمد لله وسلـٰم على عباده الذين اصطفى”قال: (هم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام)رواه الطبري(٢٠/٣)

٣-اعتقاد عدالتِهم ، فهم كلهم عدول ، بإجماع أهل العلم.
قال ابن حبان في صحيحه(١٢٦٥):أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كلهم ثقات عدول.اهـ

٤-الكف عما شجر بينهم.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٣/١٥٢): ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام…ويمسكون عما شجر بين الصحابة.اهـ

-عباد الله: إن سب الصحابة والطعن فيهم من كبائر الذنوب ، وهو طعن في تزكية الله لهم ، وإيذاء للنبي عليه الصلاة والسلام.
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه)رواه البخاري(٣٦٧٣)ومسلم(٢٥٤١)

وعن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً: (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) رواه الطبراني في الكبير(١٢٧٠٩)وحسنه السيوطي في الجامع الصغير(٨٧١٥)وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٦٢٨٥)

قال العلامة الصنعاني في التنوير(١٠/٢٥٢): قوله(من سب أصحابي)ظاهر في كل من صحبه(فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)أي يلحقه كل لعن صادر عن هؤلاء لأنه سب من أمر بالدعاء لهم وسؤال المغفرة ، وأثنى الله عليهم في عدة آيات في كتابه فسابهم مضاد لأمر الله.اهـ

قال ابن عمر رضي الله عنه: (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدِهم ساعة خير من عمل أحدِِكم عمره)رواه ابن ماجه(١٦٢)قال البصيري في الزوائد(١/١٠٦)إسناده صحيح ، وحسنه الألباني في سنن ابن ماجه(١/٣٢)

قال الحافظ أبو زرعة الرازي: (إذا رأيت الرجلَ ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وإنما يريدون أن يُجرحوا شواهدنا ، ليُبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة)رواه الخطيب في الكفاية(٩٧)

وسُئل الإمام أحمد عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال: (ما أراه على الإسلام)رواه الخلال في السنة(٧٨٢)واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد(٣٣٨٦)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٥ محرم ١٤٤٠هـ