@ مباحث في علوم مصطلح الحديث – الحديث المتروك والمطروح والفرق بينهما @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– الحديث المتروك والمطروح والفرق بينهما –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

@- المتروك لغة: الساقط وما لا فائدة فيه.
اصطلاحاً : هو ما رواه المتهم بالكذب.

– مثاله:
روى ابن ماجه(٦٦٣)قال حدثنا محمد بن أبان حدثنا عبدالرزاق عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه
قال( انكسرت إحدى زنديَّ فسألت النبي عليه الصلاة والسلام فأمرني أن أمسح على الجبائر )
قال الإمام الدارقطني في سننه( ٨٦٧ ): فيه
عمرو بن خالد الواسطي متروك.

– حكمه :
ضعيف جداً.

-من يترك حديثه من الرواة :
المتروك ليس خاصاً برواية المتهم بالكذب بل قد يطلق على فاحش الغلط وعلى من قبل التلقين وغيرهما.
قال عبدالرحمن بن مهدي: لا يترك حديث رجل إلا رجلاً متهماً بالكذب أو رجلاً الغالب عليه الغلط.
رواه الخطيب في الكفاية(١٤٣)
وقال الحميدي : من قبل التلقين ترك حديثه.
رواه الخطيب في الكفاية(١٤٩)

– فائدة:
أكثر ما يستخدم الحفاظ كلمة( متروك ) على الراوي دون المروي ، فيقولون( فلان متروك )أو (متروك الحديث )أو (تركه الناس ) وهكذا ، وأما استعمال كلمة متروك على المروي فقليل جداً.

– فائدة أخرى:
قيل إن أول من أفرد الحديث المتروك في أنواع الحديث هو الحافظ ابن حجر في النخبة وتبعه الناس على ذلك . وكان يسمى قبله بالحديث المطروح.

– المطروح
لغة الساقط والمرمي.
و اصطلاحاً :ًهو ما انحط عن رتبة الضعيف.

مثاله:
روى الإمام مسلم في كتاب التمييز(١٥٧) قال:حدثنا حجاج بن الشاعر أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن إسحاق حدثني شعبة بن أبي هند عن رجل من العرب من أهل البادية أن أباه حدثه قال
لرسول الله عليه الصلاة والسلام : يا نبي الله أرايت من فاتته الدفعة من عرفات؟ فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام( إن وقفت عليها قبل الفجر فقد أدركت)
فقلت يا نبي الله إن أدركني الفجر؟
فقال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام( إن وقفت عليها قبل أن تطلع الشمس فقد أدركت)
– قال الإمام مسلم في التمييز(١٦٠): رواية
ابن إسحاق رواية ساقطة وحديثاً مطروحاً.

@- الفرق بين المتروك والمطروح:
المتروك والمطروح بمعنى واحد .
لذلك مثل الحافظ الذهبي في الموقظة(١٦) للمطروح بأحاديث المتروكين.
وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(١/٣١٨):تتمه يقع في كلامهم المطروح وهو غير الموضوع جزماً وقد أثبته الذهبي نوعاً مستقلاً وعرفه بأنه ما نزل عن الضعيف وارتفع عن الموضوع ومثل له بحديث عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الحارث عن علي وبجويبر عن الضحاك عن ابن عباس،
وقال شيخنا-أي ابن حجر-وهو المتروك في التحقيق.اهـ

– وقد يعبر عن المتروك والمطروح أيضاً بـ(الهالك)
أو(الساقط)أو(ضعيف جداً) أو(واهٍ جداً) نحوها من الألفاظ .

كتبه
بدر بن محمد البدر