– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– مراد الإمام مسلم من قوله:( وضعت في كتابي ما أجمعوا عليه) –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :
قال الإمام مسلم في صحيحه(ح-٤٠٤): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا سعيد بن أبي عروبه ح
وحدثنا أبو غسان المسمعي حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن سليمان التيمي كل هؤلاء عن قتادة في هذا الإسناد بمثله وفي حديث جرير عن سليمان عن قتادة من الزياة(وإذا قرأ فأنصتوا)
قال أبو إسحاق-صاحب مسلم راوي الكتاب عنه-
قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث فقال مسلم : تريد أحفظ من سليمان ؟
فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟
فقال:هو صحيح-يعني وإذا قرأ فأنصتوا-فقال:هو عندي صحيح .
فقال:لمَ لمْ تضعه هاهنا؟
قال:ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا إنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه.اهـ
وتنازع الحفاظ في الإجماع الذي أراده الإمام مسلم بقوله: (وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه)
على عدة أقوال :
قيل : إنه يريد إجماع شيوخه عامة.
وقيل : إنه يريد إجماع المحدثين عامة.
وقيل : إنه يريد إجماع يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة وسعيد بن منصور.
وقيل غير ذلك،
( ذكر الأقوال الزركشي في النكت على المقدمة-٦٣)
وأرجح ما قيل في الإجماع الذي عناه الإمام مسلم هو قول الحافظ ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم(١٥):
قال: قول مسلم مشكل جداً فإنه قد وضع في صحيحه أحاديث قد اختلفوا في صحتها لكونها من حديث من اختلفوا في صحة حديثه ولم يجمعوا عليه
وقد أجبت عنه بجوابين:
أحدهما: أنه لم يضع في كتابه إلا الأحاديث التي وجد عنده فيها شرائط المجمع عليه وإن لم يظهر اجتماعها في بعضها عند بعض.
والثاني: أنه أراد أنه ما وضع فيه ما اختلفت الثقات فيه في نفس الحديث متناً أو إسناداً ولم يرد ما كان اختلافهم إنما هو في توثيق بعض رواته وهذا هو الظاهر من كلامه فإنه ذكر ذلك لما سئل عن حديث أبي هريرة (وإذا قرأ فأنصتوا)
هل هو صحيح؟ فقال:هو عندي صحيح، فقيل له لمَ لمْ تضعه ههنا؟ فأجاب بالكلام المذكور.اهـ
عليه يكون مراد الإمام مسلم من هذا الإجماع
إما اجتماع شروط الحديث الصحيح الخمسة في الحديث الذي يخرجه.
وإما اجتماع الحفاظ وعدم اختلافهم في لفظ الحديث الذي يخرجه لذلك لم يسند زيادة(وإذا قرأ فأنصتوا)
لتفرد سليمان التيمي فيها ومخالفته لأصحاب قتادة مع اعتقاده صحة هذه الزيادة.
كتبه
بدر محمد البدر
التعليقات معطلة.