@ معنى الإعتبار عند المحدثين @

١٦‏/١٠‏/٢٠١٣ ١٠:٥٢:١٨ ص: بدر البدر: @ معنى الإعتبار عند المحدثين @

الحمد لله. الإعتبار هو تتبع طرق الحديث، والبحث عن المتابعات والشواهد. فالإعتبار أعم من المتابع والشاهد وليس قسيم له . قال الصنعاني: تتبع الطرق لذين يدعى بالإعتبار نلت منه نفعى -فبتتبع الطرق يتين لك حفظ الراوي وضعفه لأنه إذا وافق الناس على رواية الحديث دل على أنه ضابط لما روى وإذا خالفهم دل على عدم حفظه لما روى.ولا يعرف ذلك إلا بجمع الطرق. قال الإمام أحمد عن بشر بن مهاجر:هو منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هي تأتي بالعجائب؛ وقال البخاري عن بشر:يخالف في بعض حديثه. أي عرف ذلك بجمع مروياته وعرضها على مرويات الثقات. -قال أحد الحفاظ:الحديث إذا لم تجمع طرقه لا تتبين عورته. وكان الأئمة يبحثون عن طرق الحديث كما يبحثون عن الضالة. لأنك بتتبع الطرق يتبن لك الشواهد  والمتابعات، الشاهد:هو رواية صحابي لحديث رواه صحابي آخر. كحديث أبي هريرة(ويل للأعقاب من النار) له شاهد عن عائشة وعبدالله بن عمرو. @-وقول الترمذي والحاكم وغيرهما:وفي الباب عن أنس وجابر وعائشة ، أي شواهد والمتابع: وهو رواية تابعي أو دونه لحديث لرواه تابعي أخر أو دونه. كحديث يرويه ثابت عن أنس ويتابعه حميد الطويل عن أنس. -والمتابعة قد تكون تامة أو قاصرة وقد تكون نافعة أو غير نافعة. -المتابعة التامة :هي متابعة تابعي لتابعي أخر مثله في الطبقة. -والمتابعة القاصرة :هي متابعة تابعي صغير لتابعي كبير أو متابعة تابع تابعي لتابعي. -المتابعة النافعة:هي متابعة الثقة، وسميت نافعة لأنها تنفع الرواية إذا كانت الرواية ضعيفة ضعف يسير تتقوى بمتابعة الثقة، وإذا كانت الرواية صحيحة تزداد قوة بمتابعة الثقة. -المتابعة الغير نافعة:هي متابعة الضعيف لرواية الضعيف. وهذه لا تنفع الرواية ولا تقويها، إلا إذا كثرت رواية الضعفاء وكان ضعفهم محتمل وليس ضعفاً شديداً، وهذه قد تعضد الحديث وقد لا تعضده بحسب نظر الحفاظ. @ قد يسمي بعض العلماء الشاهد متابعاًويسمي المتابع شاهداً كما هو في تقريب النووي وغيره والأمر سهل جداً لأن هذه اصطلاحات ولا مشاحة في الإصطلاح. @قول الحفاظ(فلان يعتبر بحديثه) أي يصلح حديثه للشواهد والمتابعات وأنه ليس بذاك الضعف الذي يترك حديثه. -وقولهم(فلان لا يعتبر بحديثه) أي لا يصلح حديثه للشواهد والمتابعة لشدة ضعفه. وقد يقولون( فلان لم يتابعه معتبر)أي لم يتابعه مقبول الرواية. -قولهم(فلان لا يتابع) أي صاحب تفردات، قال ابن عدي:بشر بن مهاجر، روى ما لا يتابع عليه. @ الفرق بين الإعتبار ويعتبر به -الإعتبار: متعلق بجمع الطرق -يعتبر به: متعلق بالراوي . @-فائدة: قال شيخ الإسلام في الرد على الإخنائي: مسلم قد يروي عن الرجل في المتابعات ما لا يرويه فيما انفرد، ولهذا كان كثير من أهل العلم يمتنعون أن يقولوا في مثل ذلك هو على شرط مسلم أو البخاري.

كتبه: بدر محمد البدر.