@ الحديث الحسن عند الإمام الترمذي @

-مباحث في علم مصطلح الحديث-

– الحديث الحسن عند الإمام الترمذي –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

– الحديث الحسن عند الإمام الترمذي :
هو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك. (العلل الصغرى للترمذي-١١)

– شروط الحسن عند الإمام الترمذي:
الحسن عند الإمام الترمذي له ثلاثة شروط :
١- أن لا يكون فيه راوٍ متهم بالكذب.
٢- أن لا يكون شاذاً
٣- أن يكون له طرق.

– الترمذي ليس أول من ذكر الحسن:
اطلاق لفظ الحسن على الحديث كان معروفاً من قبل الإمام الترمذي فقد وجد ذلك في كلام الأئمة
الكبار.

قال الخلال حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد بن حنبل عن حديث أم حبيبة في مس الذكر؟فقال:وهو حديث حسن.(النكت لابن حجر١/٢٦٣)

وقال الترمذي في سننه(ح ١٢٨) حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة.
سألت محمداً-يعني البخاري-عن هذا الحديث؟فقال:هو حديث حسن.اهـ

– الترمذي أول من شهر الحديث الحسن:
الإمام الترمذي هو أول من شهر الحديث الحسن وأكثر من استعماله في سننه حيث ذكره ما يقارب(٣٠٠) مرة

قال الحافظ ابن الصلاح في المقدمة(٢٢):وكتاب الترمذي أصل في معرفة الحديث الحسن وهو الذي نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه.

وقال الحافظ ابن حجر في النكت(١/٢٦١):قد وجد التعبير بالحسن في كلام من هو أقدم من الشافعي كإبراهيم النخعي،ووجد في كلام علي بن المديني وأبي زرعة الرازي وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة
وأما علي بن المديني فقد أكثر في وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد وعن البخاري أخذ الترمذي فبان أن استمداد الترمذي لذلك إنما هو من البخاري ولكن الترمذي أكثر منه وأشاد بذكره وأظهر الاصطلاح فيه فصار أشهر به من غيره.اهـ

وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(١/١٢٩): الترمذي هو الذي أكثر من التعبير بالحسن ونوه بذكره كما قاله ابن الصلاح.اهـ

توضيح :
قال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(١٣٥): وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام:صحيح وحسن وضعيف هو أبو عيسى الترمذي في جامعه.اهـ
معنى قوله: أن الترمذي هو أول من أفرد الحسن بقسم مستقل من أقسام الحديث ولم يرد أن الترمذي هو أول من قاله، لأن الأئمة لم يفردوا الحسن بقسم مستقل بل كان عندهم ضمن الضعيف الذي يحتج به.
قال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(١٣٥):
كان في عُرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف والضعيف عندهم ينقسم إلى قسمين ضعيف متروك لا يحتج به ، وضعيف حسن يحتج به
ولهذا مثل أحمد الحديث الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما.اهـ

وقال الإمام ابن القيم في الفروسية(٢٠٣): فأحمد يقدم الضعيف الذي هو حسن عنده على القياس ولا يلتفت إلى الضعيف الواهي الذي لا يقوم به حجة بل ينكر على من احتج به وذهب إليه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

التعليقات معطلة.