-مباحث في علم مصطلح الحديث-
– سبب اشتراط عدم الشذوذ في تعريف الحديث الصحيح –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
اشترط الأئمة الحفاظ للحديث الصحيح خمسة شروط ثلاثة مثبتة وهي:اتصال الإسناد وعدالة الرواة وضبطهم.
وشرطان منفيان وهما:عدم الشذوذ وعدم العلة.
ومن المعلوم أن الشذوذ ضرب من العلل، فالشاذ معلول.
ولكن أفرد الشاذ بالذكر في تعريف الحديث الصحيح دون غيره من أنواع العلل للرد على من قبل زيادة الثقة مطلقاً سواء كانت الزيادة منافية أو غير منافية وهم جمهور الفقهاء والأصولييون.
وأما أصحاب الحديث فإنهم يقبلون الزيادة غير المنافية مطلقاً ويفصلون القول في الزيادة المنافية إذا كانت من حافظ متقن على من دونه أو مثله أو كانت من جماعة على من دونهم فإنها تقبل عند المحدثين وما عداها لا تقبل
كزيادة الثقة على من هو أوثق منه أو زيادته على جماعة ثقات.
بخلاف الفقهاء والأصوليين فإنهم قبلوا الزيادة مطلقاً من الثقة ولم يلتفتوا إلى مسألة الشذوذ،
لهذا السبب جاء ذكر الشذوذ في تعريف الحديث الصحيح.
والله أعلم
كتبه
بدر بن محمد البدر