مباحث في علم مصطلح الحديث
– قول التابعي إذا كان لا مجال للرأي فيه –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
تنازع العلماء في التابعي إذا قال قولاً لا مجال للرأي فيه كإخباره عن المغيبات أو الأمور الماضية أوالمستقبلية أو ما فيه ثواب وعقاب،
هل له حكم الرفع أم لا،
والتحقيق أن له حكم الرفع فيكون مرسلاً بشرطين:
الأول:أن لا يعرف عنه الأخذ عن أهل الكتاب.
الثاني:أن لا يكون قاله من باب الاجتهاد بناء على فهمه للنصوص.
قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(١/٢٣١): وألحق ابن العربي بالصحابة في ذلك ما يجيء عن التابعين مما لا مجال للاجتهاد فيه فنص على أنه يكون في حكم الرفع وادعى أنه مذهب مالك،ولهذا أدخل مالك-أي في الموطأ-عن سعيد بن المسيب(صلاة الملائكة خلف المصلي)اهـ
وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(١/١٩١): وسم بالمقطوع قول التابعي وفعله حيث لا قرينة للرفع ويحكم له بالرفع للقرينة.اهـ
وقال العلامة سليمان آل شيخ في تيسير العزيز الحميد(١٧٣): قال ابن جبير(من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة)رواه وكيع وهذا عند أهل العلم له حكم الرفع لأن مثل ذلك لا يقال بالرأي فيكون على هذا مرسلاً لأن سعيداً تابعي.اهـ
وكذا قال العلامة عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد(١/٢٥٠)
كتبه
بدر بن محمد البدر