– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– أقسام الرواة عند الإمام مسلم –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
قسم الإمام مسلم في مقدمة صحيحه(٣٩)الرواة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : ما رواه الحفاظ المتقنون.
وهذا القسم أخرجه في صحيحه.
القسم الثاني : ما رواه الضعفاء والمتروكون.
وهذا القسم لم يخرجه في صحيحه.
القسم الثالث : ما رواه المستورون المتوسطون في الحفظ والاتقان.
وهذا القسم تنازع فيهم الأئمة هل روى لهم مسلم في صحيحه أم لا؟ على قولين مشهورين:
القول الأول: أن الإمام مسلماً لم يخرج لهم في صحيحه.
وهو قول الحاكم والبيهقي وابن عساكر وطائفة وعللوا ذلك بإن المنية قد اخترمت الإمام مسلماً قبل استيفاء غرضه من كتابه هذا.
القول الثاني : أن الإمام مسلماً أخرج لهم في المتابعات والشواهد ولم يخرج لهم في أصول صحيحه.
وهو قول القاضي عياض والنووي وغيرهما.
وقال الحافظ ابن الصلاح: وكلام مسلم محتمل لما قاله عياض ولما قاله غيره.
(ينظر صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح-٢٥)
(وغنية المحتاج للسخاوي-٧٥)
– والصواب القول الأول وهو عدم إخراجه لهم في صحيحه لأمرين:
أولاهما: أن كتاب مسلم موسوم بالصحة وقد نقل غير واحد الإجماع على صحة ما فيه وهو كتاب متلقى بالقبول عند العلماء.
الثاني: لو كان مسلم روى لهم في صحيحه كما ادعاه القاضي عياض وغيره لما انتقد عليه بعض الحفاظ اخراجه لبعض الرواة المتكلم فيهم.
قال العلامة ربيع بن هادي:العلماء قبل القاضي عياض لم يفهموا شيئاً من هذا في حدود علمي وأن الجميع يفهمون أن مسلماً ملتزم بالصحة في كتابه كله،
ثم بعد هذا هم على قسمين:
منهم من يرى أنه التزم الصحة في كل كتابه وأنه أخل بهذا الالتزام في بعض الأحاديث ومن هذا المنطلق ناقشوه في تلك الأحاديث ومن هؤلاء الإمام الدارقطني والإمام أبو مسعود الدمشقي والإمام أبو علي الجبائي.
وممن نقل الإجماع على صحة ما في الصحيحين
إمام الحرمين والحميدي وابن الأثير والجوزقي وأبو نصر السجزي وخلق غيرهم.(منهج الإمام مسلم-١٥ بتصريف )
كتبه
بدر بن محمد البدر