– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– اختلاف نسخ جامع الإمام الترمذي –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
جامع الإمام الترمذي المعروف بالسنن وقع فيه اختلاف في حكم الإمام الترمذي على الأحاديث من حيث التصحيح والتضعيف،
فتجده في بعض النسخ يحكم على الحديث بالغرابة وفي بعضها يحكم عليه بالحسن أو الصحة وهكذا.
– أقوال الحفاظ في اختلاف نسخ الترمذي:
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٥٢):
وتختلف النسخ من كتاب الترمذي في قوله(هذا حديث حسن)أو (هذا حديث حسن صحيح) ونحو ذلك فينبغي أن تصحح أصلك به بجماعة أصول وتعتمد ما اتفقت عليه.اهـ
وقال الحافظ ابن الملقن في المعين(٢٣٨):
اعلم أن نسخ الترمذي تختلف بالحسن والصحيح ففي بعضها حسن وفي بعضها صحيح وذلك بحسب اختلاف الرواة عنه لكتابه والضابطين له.اهـ
وقال الحافظ النووي في الأربعين(١٨):عن أبي ذر ومعاذ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال(اتق الله حيثما كنت)رواه الترمذي وقال(حسن)وفي بعضها(حسن صحيح).اهـ
– بسبب اختلاف النسخ رمي الترمذي بالتساهل:
وكان هذا الاختلاف في النسخ سبب من عدة أسباب رمي بها الإمام الترمذي في التساهل ، فتجد في بعض النسخ يحكم على حديث في سنده راو مجروح بالصحة وفي بعض النسخ يحكم على حديثه بالغرابة
فمن اطلع على النسخة التي فيها التصحيح رماه بالتساهل في التصحيح وقال يصحح للضعفاء
ومن اطلع على النسخة التي فيها الحكم بغرابة الحديث لم يرمه بالتساهل، وهكذا.
قال الحافظ الذهبي في التاريخ(٢٠/٤٦٠):الترمذي يترخص في التصحيح والتحسين ونفسه في التخريج ضعيف.
وقال أيضاً في الميزان(٣/٤٠٧):لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي.
وقال أيضاً في الميزان(٤/٤١٦):لا يغتر بتحسين الترمذي فعند المحاققة غالبها ضعاف.
وقال أيضاً في التاريخ(٤/٣٥):تحسين الترمذي لا يكفي في الإحتجاج بالحديث.
وقال الحافظ أبو العلاء المباركفوري في مقدمة التحفة(٢٤٠):الترمذي مع إمامته وجلالته في علوم الحديث متساهل في تصحيح الأحاديث وتحسينها.
– سبب اختلاف النسخ:
قيل إن سبب الاختلاف في النسخ إما أنه بسبب الرواة لجامع الترمذي أو بسبب نساخ جامعه.
لذا ينبغي لمن ينقل حكم الإمام الترمذي على حديث أن ينظر في عدة نسخ لجامع الترمذي ويعتمد منها أكثر النسخ المتفقة فيما بينها كما نص على ذلك الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث.
كتبه
بدر بن محمد البدر