– معرفة الوحدان –
الوحدان لغة: بضم الواو جمع واحد
اصطلاحاً: هم الرواة الذين من لم يرو عنهم إلا راوٍ واحد فقط.
– ويسمى المنفردات والآحاد.
مثاله:
– أسامة بن خزيم
لم يرو عنه سوى عبدالله بن شقيق.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(٢/٢٨٣):
قال أبي: حدث عنه ابن شقيق وحده.
– الربيع بن البراء بن عازب.
لم يرو عنه سوى أبو إسحاق السبيعي.
قال المعلمي في الوحدان(٦٧):لم يذكر له راو إلا أبو إسحاق.
– عمرو بن بُجدان العامري.
لم يرو عنه سوى أبو قلابة.
قال ابن حجر في التهذيب(٧/٨): قال ابن المديني: لم يرو عنه غير أبو قلابة.
– فائدة معرفة الوحدان:
فائدة معرفة هذا النوع من علوم الحديث هو معرفة المجهول إذا لم يكن صحابياً.
– الكتب المصنفة في الوحدان:
١- أسامي الصحابة والوحدان – للبخاري
٢- المنفردات والوحدان – لمسلم بن الحجاج
٣- الوحدان – لأبي حاتم الرازي.
٤- الآحاد والمثاني – لابن أبي عاصم
٥- من ليس له إلا راوٍ واحد – للنسائي
– استدراك:
قال الإمام الحاكم في المدخل في أصول الحديث(٧): والقسم الثاني من الصحيح: الحديث الصحيح بنقل العدل عن العدل رواه الثقات الحافظون إلى الصحابي وليس لهذا الصحابي إلا راوٍ واحد.
ثم قال: ولم يخرج البخاري ومسلم هذا النوع من الأحاديث في الصحيح.اهـ
وقال الإمام البيهقي في السنن الكبرى(٤/١٠٥):
فأما البخاري ومسلم فإنهما لم يخرجاه جرياً على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راوٍ واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين.اهـ
وفي ما قالا نظر ، فإن الصحيحين فيهما جملة من الأحاديث عن صحابة لم يرو عنهم سوى راوٍ واحد.
قال السيوطي في التدريب (١٠١): قال شيخنا ابن حجر: بل في الصحيحين جملة من الأحاديث عن جماعة من الصحابة ليس لهم إلا راوٍ واحد.اهـ
من هذه الأحاديث:
١- عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه قال (لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله عليه الصلاة والسلام وعنده عبدالله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له: يا عم قل: لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله…)
رواه البخاري(١٣٦٠) ومسلم (٢٤)
قال النووي في شرح مسلم(٢٤): هذا حديث اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحهيما من رواية سعيد بن المسيب عن أبيه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يروه عن المسيب إلا ابنه سعيد كذا قال الحفاظ ، وفي هذا رد على الحاكم أبي عبدالله بن البيع في قوله: لم يخرج البخاري ولا مسلم عن أحد ممن لم يرو عنه إلا راو واحد ، ولعله أراد من غير الصحابة.اهـ
وقال ابن حجر في التهذيب(١٠/١٣٩):
المسيب بن حزن روى عنه ابن سعيد ، وعده الأزدي وغيره فيمن لم يرو عنه إلا واحد.اهـ
٢- عن الحسن عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أُتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً..)رواه البخاري(٩٢٣)
قال ابن حجر في التهذيب(٨/٨): عمرو بن تغلب لم يرو عنه غير الحسن ، قاله غير واحد ، وذكر ابن عبدالبر أن الحكم بن الأعرج روى عنه.
قلت وقد سبق ابن عبدالبر إلى ذلك ابن أبي حاتم ، قال البخاري: لم يذكر له راوياً غير الحسن.اهـ
وقال السيوطي في التدريب(٥٤٢): لم يرو عنه غير الحسن،كما قاله مسلم في الوحدان وغيره ، وإن قال ابن عبدالبر وابن أبي حاتم روى عنه الحكم بن الأعرج. فقد قال العراقي: لم أر رواية عنه في شيء من طرق الحديث.اهـ
– استدراك آخر:
قال الإمام الحاكم في المدخل أيضاً(٨):
والقسم الثالث من الصحيح ، أخبار جماعة من التابعين عن الصحابة والتابعون ثقات إلا أنه ليس لكل واحد منهم إلا الراوي الواحد.
ثم قال: وليس في الصحيح من هذه الروايات شيء وكلها صحيحة.اهـ
ونحوه قال الإمام البيهقي كما في السنن الكبرى(٤/١٠٥)
وهذا أيضاً فيه نظر ، فإن في الصحيحين بعض التابعين لم يرو عنهم سوى واحد.
قال السيوطي في التدريب(١٠١):قال شيخنا ابن حجر: بل في الصحيحين القليل من ذلك.اهـ
من التابعين الذين لم يرو عنهم سوى واحد:
١- عبدالله بن وديعة ، له في صحيح البخاري عن سلمان الفارسي.
قال الذهبي في الكاشف(٣٦٨٨): روى عنه أبو سعيد المقبري.اهـ
٢- عمر بن محمد ، أخرج له البخاري
قال ابن حجر في التهذيب(٧/٤١٩): عمر بن محمد بن جبير ، روى له البخاري حديثاً واحداً.
قلت: ذكر غير واحد إن الزهري تفرد بالرواية عنه.اهـ
٣- ربيعة بن عطاء ، أخرج له مسلم.
قال الذهبي في الكاشف(١٩١٤): روى عنه بكير بن الأشج.
كتبه/
بدر بن محمد البدر