مباحث في علم مصطلح الحديث
صيغتان غير مشتهرة في التدليس
١- قول الحسن البصري: (أخبرنا أبو هريرة)
أو(خطبنا ابن عباس)
إذا قال الحسن أخبرنا أبو هريرة أو خطبنا ابن عباس فهذا تدليس أراد به قومه أهل البصرة أي أخبر أبو هريرة أهل البصرة وخطب ابن عباس أهل البصرة.
وقيل إن الحسن جاء بهذا التدليس الذي لا يعرف
من حديث الرجل الذي يقول للدجال في آخر الزمن: ( أنت الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله عليه الصلاة والسلام) أي أخبر عنك المسلمين.
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٢/٢٤٥): قول الحسن خطبنا ابن عباس بالبصرة. قال:إنما أراد خطب أهل البصرة ، كقول ثابت قدم علينا عمران بن حصين. وكذا قال أبو حاتم.اهـ
وقال أيضاً في التهذيب(٢/٢٤٧): قال البزار في مسنده: سمع الحسن من جماعة وروى عن آخرين لم يدركهم وكان يتأول فيقول: حدثنا وخطبنا ، يعني قومه الذين حُدثوا وخُطبوا بالبصرة.
وقال الحافظ العراقي في تحفة التحصيل(٦٩): قال أبو حاتم: لم يسمع الحسن من ابن عباس ، وقوله: خطبنا ابن عباس يعني خطب أهل البصرة.اهـ
٢- قول الدارقطني: (قرئ على البغوي حدثكم فلان)
إذا قال الإمام الدارقطني ( قرئ على البغوي حدثكم فلان ) وسكت ، فهذا تدليس منه لما لم يسمعه من البغوي ، بخلاف قوله: (قرئ على البغوي وأنا أسمع حدثكم فلان)
وهذه الصيغة استعملها الدارقطني في سننه غير مرة.
قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر: عن أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيما لم يسمع من البعوي:( قرئ على أبي القاسم البغوي: حدثكم فلان) ويسوق السند إلى آخره ، بخلاف ما هو سمعه فإنه يقول فيه(قُرئ على أبي القاسم وأنا أسمع ، أو أخبرنا أبو القاسم قراءة).
ينظر:(جامع التحصيل-١١٤)و(تعريف أهل التقديس٨٨)
و(المجموع للمعلمي-١٥/٢٦٤)
كتبه:
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٥/٢٢هـ