@ الرد العشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد العشرون  / على المعتزلي عدنان إبراهيم في ثناءه على علم الكلام.


علم الكلام من العلوم التي يثني عليها عدنان إبراهيم ويثني على أهل هذا العلم ويحث على تعلمه وتعليمه.

وعلم الكلام هو علم الفلسفة  ، وهو من العلوم المذمومة التي ذمها السلف وعابوها وليس هو من العلوم الممدوحة الذي يمدح متعلمها.

 وأهل الكلام قوم سوء ، يتكلمون في الغيبيات فعطلوا أسماء الله تعالى وصفاته ، كما حصل لأهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والروافض وغيرهم ممن تمسك بفلسفة اليونان وأعرض عن الكتاب والسنة ، ولهذا نهى علماء السلف عن علم الكلام وعن مجالسة أهله.


وقال عمر رضي الله عنه: ( اتقوا الرأي في دينكم)

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٣٩)بسند صحيح



قال الإمام الشافعي:( لأن ألقى الله بكل ذنب ما عدا الشرك أحب إلي من أن ألقاه بعلم الكلام)

رواه البيهقي في السنن الكبرى(١٠/٢٠٦)


قال الإمام البربهاري في شرح السنة(١١٦): وإياك والنظر في الكلام ، والجلوس إلى أصحاب الكلام ، وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس.اهـ


وعلم الكلام مما يفسد القلوب الصحيحة ويفسد الفطر السلمية ويفسد العقول الرشيدة ، لأنه علم مبني على اتباع الهوى والإعراض عن الأدلة الشرعية.


قال تعالى( أفريت من اتخذ إلهه هوىـٰه وأضله الله على علمـ وختمـ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشـٰوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)


قال الإمام الشافعي:( مثل الذي ينظر في الرأي ثم يتوب منه مثل المجنون الذي عولج ثم برئ فأعقل ما يكون قد هاج به)

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥٨) صحيح


وقال الإمام أحمد:( لا تكاد ترى أحداً نظر في هذا الرأي إلا وفي قلبه دغل) يعني:فساد.

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥٩)صحيح



فينبغي للمسلم أن يعرض عن العلم المذموم 

وهو علم الكلام الذي يجلب عليه الوسوسة والتشكيك في الدين كما حصل لطائفة من المتفلسفين

ويقبل على العلم الممدوح وهو العلم الشرعي ، علم الكتاب والسنة


قال مالك بن مغول: قال لي الشعبي:( ما حدثوك هؤلاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فخذ به ، وما قالوه برأيهم فألقه في الحش)

رواه الدارمي في مسنده(٢٠٦) ورجاله ثقات.


وقال الشعبي رحمه الله: ( إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل وحادوا عن الطريق فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم فضلوا وأضلوا)

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥١) وسنده صحيح.



قال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية(٢/٦٢):

وقال سفيان الثوري: إنما العلم كله بالآثار.

وقال الأوزاعي: عليك بالأثر وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت فيه على طريق مستقيم.

وقال الأوزاعي أيضاً: إذا بلغك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حديث فإياك أن تأخذ بغيره فإنه كان مبلغاً عن الله عزوجل.اهـ


قال الإمام ابن مفلح أيضاً في الآداب الشرعية(٢/٤٠):

قال أحمد في رواية المروذي: ليس قوم عندي خيراً من أهل الحديث ليس يعرفون إلا الحديث.

وقال أحمد في رواية أبي الحارث: أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم.اهـ



كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٦/٢هـ