– استدراك على الدكتور بشار عواد –
ادعى الدكتور بشار عواد في مقدمة تحقيقه لموطأ مالك برواية أبي معصب الزهري(١/٣٦)
أن سبب اختلاف ألفاظ الأحاديث في الموطأ هو رواية مالك للحديث بالمعنى.اهـ
ولاشك أن كلامه ليس بصحيح لما عُرف عن الإمام مالك رحمه الله المنع من رواية الحديث بالمعنى
قال سعيد بن عفير قال مالك بن أنس: ( كل حديث للنبي عليه الصلاة والسلام يؤدى على لفظه وعلى ما روي ، وما كان عن غيره فلا بأس إذا أصاب المعنى) رواه الخطيب في الكفاية(٦٦٤)
وقال أشهب سألت مالكاً عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد ، فقال: (أما ما كان منها من قول رسول الله عليه الصلاة والسلام فإني أكره ذلك وأكره أن يزاد فيها وينقص منها ، وما كان من قول غير رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا أرى بذلك بأساً إذا كان المعنى واحداً) رواه الخطيب في الكفاية(٦٦٧)
ولعل الذي حمله على هذا القول هو ما قاله الحافظ السيوطي في تدريب الراوي(٣٨٣): وقال جمهور السلف والخلف من الطوائف منهم الأئمة الأربعة يجوز الرواية بالمعنى إذا قطع بأداء المعنى.اهـ
والأئمة الأربعة هم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، والثابت عن مالك المنع كما مر ، ولم أقف على قوله بجواز رواية الحديث بالمعنى ، وإنما أجازه في الآثار الموقوفة والمقطوعة ، قال مالك:( وما كان من قول غير رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا أرى بذلك بأساً إذا كان المعنى واحداً) رواه الخطيب في الكفاية(٦٦٧)
والأرجح والله أعلم أن الاختلاف بين أحاديث موطأ مالك سببه رواة الموطأ ، ويحتمل من النساخ.
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
٢٨/٧/١٤٣٦هـ