– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– شروط الحديث الحسن لغيره –
الحسن لغيره: هو الحديث الضعيف يسير الضعف الذي اعتضد بطرقه أو شواهده.
شروط الحسن لغيره:
١- أن يكون ضعفه يسيراً.
فإذا كان شديد الضعف فإنه لا ينجبر.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٥٢):
ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه بل ذلك يتفاوت فمنه ضعف يزيله ذلك بأن يكون ضعفه ناشئاً من ضعف حفظ راويه مع كونه من أهل الصدق والديانة ، وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك ، ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهماً بالكذب أو كون الحديث شاذاً.اهـ
٢- أن تتعدد طرقه أو شواهده.
فإن لم يكن له متابعات ولا شواهد فلا يحسن.
قال العلامة ابن عثيمين في مصطلح الحديث (٧) والحسن لغيره: الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر بعضها بعضاً، بحيث لا يكون فيها كذاب، ولا متهم بالكذب.اهـ
٣- أن تكون طرقه أو شواهده قوية أو ضعيفة يسيرة الضعف.
فإذا كانت طرقه أو شواهده شديدة الضعف
فإنه لا يعتضد بها.
قال الحافظ ابن حجر في النكت (١/٤٠٢): قال ابن القطان: وهذا القسم-أي الحسن لغيره-لا يحتج به كله إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن.
قلت:وهذا حسن رايق لا أظن منصفاً يأباه.اهـ
– تنبيه:
لا يصح إطلاق عبارة : ( الحديث الضعيف يتقوى بطرقه ) ، لأن الضعف يتفاوت وليس كل ضعف ينجبر.
قال المحدث أحمد شاكر في الباعث(١٣٥):
وبذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحة ، فإنه إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفاً إلى ضعف.اهـ
كتبه:
بدر بن محمد البدر.
٢٥/٩/١٤٣٦هـ