@ تقوية الحديث بالطرق عند المتقدمين @

[ تقوية الحديث بالطرق عند المتقدمين ]
الحمد لله رب العالمين:

أنكر بعض المشتغلين في علم الحديث تقوية الحديث بالطرق عند المتقدمين وقال هذه الظاهرة عُرفت عند المتأخرين مستدلاً بأن ابن حزم لا يرى تقوية الحديث الضعيف بالطرق ولو كثرت؛
ولاشك أن ما قاله ليس بصحيح بل تقوية الحديث بالطرق من الأمور المعرفة والمقررة عند الأئمة الحفاظ؛
وهذه بعض الأمثلة في بيان ذلك:

– حديث أبي هريرة مرفوعاً(إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخطط خطاً)
رواه أبو داود في سننه(٦٨٩)) وقال:قال سفيان: لم نجد شيئاً نشد به هذا الحديث ولم يجئ إلا من هذا الوجه.

-ذكر الذهبي في ميزانه (٢/٢٢٥)عن أحمد بن أبي يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : حديث [ أفطر الحاجم ] وحديث [ لا نكاح إلا بولي ] أحاديث يشد بعضها بعضاً وأنا أذهب إليها .

وذكر أيضاً في السير(٨/١٦) وفي الميزان(٢/٤٧٨) : عن حنبل أنه قال : سمعت أبا عبدالله يقول : ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتبه أعتبر به وهو يقوي بعضه ببعض .

وقال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (٣٣): قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل : ما أكتب حديث ابن لهيعة إلا للاعتبار والاستدلال وقد أكتب حديث هذا الرجل على المعنى كأني أستدل به مع غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد .

-والحسن عند الترمذي

روى البيهقي في الأربعين الصغرى (٧٥)عن معاوية بن حيدة قال (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا , قال ما سد جوعتك وستر عورتك)
قال البيهقي : وروي هذا المتن من وجه آخر عن ثوبان مرفوعاً , ومن وجه آخر عن أبي الدرداء مرفوعاً , ومن وجه آخر عن أبي أمامة مرفوعاً , وإذا انضمت هذه الأسانيد بعضها إلى بعض أخذت قوة .

@- توضيح:
الأحاديث التي تتقوى بالطرق هي الأحاديث ذات الضعف اليسير وأما ما اشتد ضعفه فإنه لا يتقوى بطرقه ولو كثرت كما هو مقرر في علم الحديث.

وكتبه
بدر بن محمد البدر
١٢/شعبان/١٤٣١

التعليقات معطلة.