@ ثبوت الجرح والتعديل بقول واحد @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– ثبوت الجرح والتعديل بقول واحد –

تنازع أهل العلم في ثبوت الجرح والتعديل هل يكتفي بقول عالم واحد أم لابد من اثنين.
– ذهب كثير من أهل العلم: أنه لا يثبت الجرح والتعديل إلا بقول اثنين ، حكاه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح(١٣٨)
– وذهب جمع من أهل العلم: إلى ثبوت الجرح والتعديل بقول واحد ، حكاه الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث (١٣٨) عن الخطيب البغدادي وصححه.

وقال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(٢٩٠): ويكفي قول الواحد في التعديل والتجريح على الصحيح.اهـ

وكذا قال الحافظ ابن حجر في النخبة(١٥)
والتحقيق: ثبوت الجرح والتعديل بقول واحد

بشرط أن يكون ثقة عالماً عارفاً بأصول الجرح والتعديل.

لقوله تعالى: ( يـٰأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا )

مفهوم المخالفة: إن جاء ثقة بنبإ فإنه يقبل قوله ولا يشترط التثبت.
قال الحافظ الصنعاني في إسبال المطر(٢٧٠):

وينبغي أن لا يقبل الجرح والتعديل إلا من عدل مقسط متيقظ فلا يقبل جرح من أفرط فيه ، فجرّح بما لا يقتضي رد حديث المحدث ، كما لا تقبل تزكية من أخذ بمجرد الظاهر فأطلق التزكية.اهـ
تنبيه:

قال الحافظ الصنعاني في إسبال المطر(٢٧٠):

وليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل ، فإنه إن عدّل بغير تثبت كان كالمثبت حكماً ليس بثابت ، فيخشى عليه أن يدخل في زمرة من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب.

وإن جرح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم برئ من ذلك ووسمه بمسيم سوء يبقى عليه عاره أبداً والآفة تدخل تارة في من الهوى والغرض الفاسد ، وكلام المتقدمين سالم من هذا غالباً.اهـ

كتبه:

بدر بن محمد البدر.

٥/١٠/١٤٣٦هـ