@ إفادة العلم في خبر الواحد @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– إفادة العلم في خبر الواحد –
خبر الواحد يفيد العلم بشيئين:

– الأول: إذا احتفت به قرائن.

كأن يكون الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أو يكون الحديث مسلسلاً بالأئمة الحفاظ المتقنين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى العراقية(١/١٢٧): ورواية الواحد لا تفيد العلم إلا مع قرائن.اهـ
وقال شيخ الإسلام أيضاً في الفتاوى الكبرى(١/٣٨٦): الصحيح أن خبر الواحد قد يفيد العلم إذا احتفت به قرائن.اهـ
– الثاني: إذا تلقته الأمة بالقبول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى(١/٣٨٦):

خبر الواحد المتلقى بالقبول يوجب العلم عند جمهور العلماء من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد ، وهو قول أكثر أصحاب الأشعري فإنه وإن كان في نفسه لا يفيد إلا الظن ، لكن اقترن به إجماع أهل العلم بالحديث على تلقيه بالتصديق.اهـ
وقال العلامة ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية (٣٥٥): وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملاً وتصديقاً له يفيد العلم اليقيني

عند جماهير الأمة ، وهو أحد قسمي المتواتر

ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع

كخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه(إنما الأعمال بالنيات) وخبر ابن عمر رضي الله عنهما(نهى عن بيع الولاء وهبته) وخبر أبي هريرة رضي الله عنه(لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها) وكقوله(يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) وأمثال ذلك ، وهو نظير خبر الذي أتى مسجد قُباء وأخبر أن القبلة تحولت إلى الكعبة

فاستداروا إليها.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١/١١/١٤٣٦هـ