– نصيحة للمشتغلين بالتحقيق –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإني أنصح نفسي أولاً ثم أنصح إخواني طلاب العلم المشتغلين بتحقيق الكتب
أن يرجعوا بأنفسهم إلى المصادر حال العزو
ولا يعتمدوا على غير المصدر الأصلي حال عزوهم للأحاديث.
وسبب هذه النصيحة أنني كنت أقرأ في كتاب الدر المثنور للحافظ السيوطي وذكر حديثاً وعزاه للحاكم ،
فقال محقق كتاب الدر المنثور: ( الحديث صححه الحاكم وصححه الألباني في الصحيحة ).اهـ
هكذا قال!!
وبعد رجوعي إلى السلسلة الصحيحة للمحدث الألباني فإذا بالشيخ الألباني يقول بعد ذكره للحديث:( رواه الحاكم وصححه ، وهو عندي حسن لا صحيح ).
فالشيخ ناصر ، حسن الحديث ولم يصححه كما قال محقق الدر المنثور.
وقرأت في إحدى المرات في تفسير الحافظ ابن كثير ، حديثاً في فضل سورة البقرة ، قال ابن كثير : رواه أحمد.
فقال محقق تفسير ابن كثير وهو من كبار المشتغلين بعلم الحديث: الحديث رواه أحمد وأبو عبيد والطبراني ، وقال شيخنا الألباني في الصحيحة : حديث سنده حسن.اهـ
وبعد رجوعي إلى السلسلة الصحيحة وجدت الشيخ الألباني يقول: الحديث صحيح بطرقه.اهـ
فالشيخ ناصر صحح الحديث ولم يحسنه كما قال المحقق.
وهناك أمثله كثيرة يطول ذكرها ، وأكتفي بهذين المثالين لأن المقصد هو التنبيه على مثل هذه الأخطاء وليس ذكر الأخطاء
لأنه قد يأتي بعض المحققين وينقل العزو من محقق آخر ولا يرجع للمصدر الأصلي فيوافقه على الخطأ الذي وقع فيه من غير أنْ يعلم أنه خطأ.
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٦/١١/١٤٣٦هـ