صحيح فضائل القرآن: (٦)
– سورة الفاتحة –
– قال القاضي العليمي الحنبلي في فتح الرحمن (١/٤٠): سورة الفاتحة ، مكية ، وآيها سبع آيات ، وحروفها بالبسملة والتشديدات لمن قرأ ( مالك ) مئة وست وخمسون حرفاً ، وكلمُها تسع وعشرون كلمة ، وبغير البسملة حروفها مئة وأربعة وثلاثون ، وكلمها خمس وعشرون.اهـ
– أسماء سورة الفاتحة:
– الفاتحة: لأنها افتُتح بها المصحف فهي أول سورة فيه ، أو لأنها تفتح بها الصلاة.
– السبع المثاني: سبع لأن آياتها سبع آيات ، ومثاني لأنها تكررت قراءتها في كل ركعة.
– القرآن العظيم: لأنها اشتملت على القرآن كله من أنواع التوحيد وغيرها.
– أم القرآن: لأن كل المعاني التي اشتمل عليها القرآن اشتملت عليه هذه السورة.
– الصلاة: كما جاء في الحديث القدسي ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ..) رواه مسلم (٣٩٥) وفسر الصلاة بالفاتحة.
– الكافية: لأنها تكفي وتغني عن غيرها ولا يغني عنها غيرها ، فلو قرأ المصلي القرآن كله في الصلاة ولم يقرأ الفاتحة لم تصح صلاته ، ولو اقتصر على قراءة الفاتحة بالصلاة صحة صلاته ، هذا معنى كونها كافية.
– الرقية: لأنها يرقى بها المريض.
– الشافية: لأنها تشفي بإذن الله من الأمراض.
– فضائل سورة الفاتحة –
١- باب: لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
رواه البخاري (٧٥٦) ومسلم (٣٩٤)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام)
رواه أحمد (٣/٤٥) ومسلم ( ٣٩٥)
٢- باب: في بيان أن الفاتحة أعظم السور ، وهي السبع المثاني ، والقرآن العظيم.
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال له:
( لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن
قبل أنْ تخرج من المسجد )
ثم أخذ بيدي فلما أراد أنْ يخرج قلت له: ألم تقل لَأُعلمنَّك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟
قال: (الحمد لله رب العالمين ، هي السَّبع المثاني والقرآن العظيم الذي أُوتيته )
رواه البخاري (٥٠٠٦)
وعن عبدالله بن محمد بن عقيل عن ابن جابر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له:( ألا أخبرك يا عبدالله بن جابر بأخير سورة في القرآن؟
قلت: بلى يا رسول الله ، قال: اقرأ: ( الحمد لله رب العالمين ) حتى ختمها.
رواه أحمد في المسند(٤/١٧٧) والبيهقي في الشعب(٥/٢١٥٣) ، وسنده حسن.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/١٥٣):
هذا إسناد جيد ، وابن عقيل هذا يحتج به الأئمة الكبار ، وعبدالله بن جابر هذا هو صحابي ذكر ابن الجوزي أنه هو العبدي ، والله أعلم ، ويقال: إنه عبدالله بن جابر الأنصاري البياضي ، فيما ذكره الحافظ ابن عساكر.اهـ
وقال الحافظ الهيثمي في المجمع(٦/٣١٠):
رواه أحمد وفيه عبدالله بن عقيل وهو سيء الحفظ وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات.اهـ
٣- باب: في بيان أن سورة الفاتحة لم ينزل في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا الفرقان مثلها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال لأبي بن كعب رضي الله عنه أَتُحب أنْ أُعلمك سورة لم يَنزل في التوراة ولا في الإنجِيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟
قال: نعم ، يا رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه والسلام : كيف تَقرأ في الصلاة؟
قال: فقرأ أُم القرآن.
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده ما أُنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلُها)
رواه الترمذي (٢٨٧٥) وقال: حسن صحيح.
وصححه الإمام ابن خزيمة في صحيحه(٥٠٠)
وصححه المحدث الألباني في سنن الترمذي (٢٨٧٥)
وله شاهد عن أنس رواه النسائي في عمل اليوم والليلة(٧٢٣) وابن حبان(١٧١٣) والحاكم(١/٥٦٠) وقال: صحيح.
وشاهد آخر عن أبي بن كعب ، رواه النسائي في سننه (٩١٣) وصححه المحدث الألباني في سنن النسائي(٩١٣)
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١٧/١٤):
قال أبو عمر ابن عبدالبر: وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام لأُبي(هل تعلم سورة ما أنزل الله لا في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في القرآن مثلها) فمعناه مثلها في جمعها لمعاني الخير
لأن فيها الثناء على الله بما هو أهله وما يستحقه من الحمد الذي هو له حقيقة لا لغيره
لأن كل نعمة وخير منه لا من سواه فهو الخالق الرازق لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وهو المحمود على ذلك وإن حَمِد غيره فإليه يعود الحمد
وفيها التعظيم له وأنه الرب للعالم أجمع ومالك الدنيا والآخرة
وهو المعبود والمستعان ، وفيها تعليم الدعاء والهدى
ومجانبة طريق من ضل وغوى والدعاء لباب العبادة ، فهي أجمع سورة للخير، ليس في الكتب مثلها على هذه الوجوه.اهـ
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله وعنده جبريل إذا سمع نقيضاً فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال: هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط ، قال: فنزل منه ملك ، فأتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لم تقرأ حرفاً منها إلا أوتيته)
رواه مسلم(٨٠٢) والنسائي في سننه ( ٩١١)
٤- باب الرقية بفاتحة الكتاب.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا في مسير لنا ، فنزلنا فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم ، وإن نفرنا غيب ، فهل منكم راق ، فقام معها رجل ما كنا نأبِنُه برقية ، فرقاه فبرأ
فأمر له بثلاثين شاة ، وسقانا لبناً ، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن الرقية؟ أو كنت ترقي؟
قال: لا ما رقيت إلا بأم الكتاب ، قلنا: لا تحدثوا شيئاً حتى نأتي رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فلما قدمنا إلى المدينة ذكرنا للنبي عليه الصلاة والسلام.
فقال: ( وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم )
رواه البخاري(٥٠٠٧) ومسلم(٢٢٠١)
– فائدة:
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين(١/٧٨): قال شيخ الإسلام ابن تيمية: تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في : (إياك نعبد وإياك نستعين).اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٤/١١/١٤٣٦هـ