صحيح فضائل القرآن:(٥)
– سورة الإخلاص.
قال القاضي العليمي في فتح الرحمن(٧/٤٦٠): سورة الإخلاص ، مختلف فيها – يعني مكية أو مدنية – ، وآيها: أربع آيات ، وحروفها: سبع وأربعون حرفاً ، وكلمها: خمس عشرة كلمة.اهـ
– سميت سورة الإخلاص بهذا الاسم لأنها تضمن الإخلاص لله عز وجل ، ومَن آمن به فهو مخلص.
– فضل سورة الإخلاص.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١٧/٧):
روي عن الدارقطني أنه قال: لم يصح في فضل سورة أكثر مما صح في فضلها – يعني سورة الإخلاص-.اهـ
قال الحافظ ابن رجب في تفسير سورة الإخلاص(٧٣): فضائلها كثيرة جداً.اهـ
١- باب: ما جاء أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ : ( قل هو الله أحد ) يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها.
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن )
رواه البخاري (٥٠١٣)
وعن ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف أنه أخبره: ( أن “قل هو الله أحد” تعدل ثلث القرآن )
رواه مالك في الموطأ (٤٨٨) بسند صحيح.
قال الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد(٧/٢٥٢): مثله لا يقال من جهة الرأي ولابد أن يكون توقيفياً ، لأن هذا لا يدرك بنظر وإنما فيه التسليم.اهـ
قال الحافظ ابن جب في تفسير سورة الإخلاص(٨٥): المراد بكونها تعدل ثلث القرآن ، أجره وثوابه.اهـ
٢- باب: قول النبي عليه الصلاة والسلام ( وجبت الجنة ) لمن قرأ سورة الإخلاص.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أقبلت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فسمع رجلاً يقرأ “قل هو الله أحد” ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( وجبت ) فسألته: ماذا يا رسول الله؟
فقال: ( الجنة ). فقال أبو هريرة: فأردت أن أذهب إليه فأبشره ثم فَرِقْت أن يفوتني الغداء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فآثرت الغداء مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
رواه مالك في الموطأ( ٤٨٧) وأحمد في المسند(١٠٩١٩) والترمذي (٢٨٩٧) وقال: حديث حسن صحيح غريب.
وقال المحدث الألباني في سنن الترمذي(٢٨٩٧):
صحيح.
٣- باب في حب سورة الإخلاص.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رجلاً من الأنصار يؤُمُّهم في مسجد قباء ، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها ، افتتح بـ “قل هو الله أحد” حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة ، فكلمه أصحابه ، فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بسورة أخرى.
قال: ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤُمكم بها فعلت وإن كرهتم تركتكم ، وكانوا يرونه أفضلهم ، وكرهوا أن يؤُمهم غيره ، فلما أتاهم النبي عليه الصلاة والسلام أخبروه الخبر.
فقال:( يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك ، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟)
فقال: يا رسول الله إني أحِبُّها ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( إن حبها أدخلك الجنة )
رواه الترمذي(٢٩٠١) وقال: حديث حسن غريب صحيح.
وصححه ابن خزيمة في صحيحه (٥٣٧)
وقال المحدث الألباني في سنن الترمذي(٢٩٠١): حسن صحيح.
قال الحافظ ابن رجب في تفسير سورة الإخلاص(٧٥): من فضائل سورة الإخلاص: أن حُبها يُوجب دخول الجنة.اهـ
٤- باب مَن قرأ سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة.
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( من قرأ “قل هو الله أحد” حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة)
رواه أحمد (١٥٥٨٨) بسند ضعيف
وله شاهد عن أبي هريرة رواه الطبراني في الأوسط (١/١٩٨) بسند ضعيف
وشاهد مرسل عن سعيد بن المسيب رواه الدارمي في سننه (٢١٥٦) بسند جيد
قال المحدث الألباني في الصحيحة(٥٨٩): الحديث حسن بشواهده.
٥- باب ما جاء أن سورة الإخلاص فيها صفة الرحمن.
عن عائشة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام فقال: ( سَلُوه لأي شيء يصنع ذلك؟)
فسألوه ، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها.
فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أخبروه أن الله يحبه )
رواه البخاري(١٣/٣٤٧) ومسلم (١/٥٥٧)
قال الحافظ ابن رجب في تفسير سورة الإخلاص(٧٤): من فضائل سورة الإخلاص: أنها صفة الرحمن ، وأن حبها يوجب محبة الله ، وأن حبها يُوجب دخول الجنة.اهـ
٦- باب الدعاء بسورة الإخلاص.
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام سمع رجلاً يصلي يدعو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
قال: ( والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أَعطى ، وإذا دُعي به أجاب )
رواه أحمد (٥/٣٦٠) وأبو داود(١٤٩٣) والترمذي(٣٤٧٥) وحسنه.
وصححه ابن حبان (٢٣٨٣) والحاكم(١/٥٠٤)
قال الحافظ ابن رجب في تفسير سورة الإخلاص(٧٧): من فضائلها أن الدعاء فيها مستجاب.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٤/١١/١٤٣٦هـ