[ الإدخال على الشيخ ما ليس من حديثه ]
الحمد لله رب العالمين:
الإدخال على الشيخ ما ليس من حديثه هو نوع
من أنواع علل الحديث وهو قريب من علة التلقين إلا أن التلقين يكون بعلم الملقن مشافهة كأن يقول له القائل :
حدثك فلان بكذا وكذا ويسمي له من شاء من الرواة ويذكر حديثه، وهذا الحديث لم يسمعه الشيخ من الراوي المذكور فيقول : نعم حدثنا .
فيلقن ما ليس من حديثه، وهذا الفعل يضعف الشيخ.ويسمى عند المحدثين(يقبل التلقين).
وأما الإدخال على الشيخ ما ليس من حديثه فإنه يحصل من غير علم الشيخ فيحدث الشيخ بالحديث المدخل عليه ظاناً أنه من سماعه وليس كذلك .
وهذا النوع من العلل حصل لطائفة من المحدثين منهم:
١- سفيان بن وكيع بن الجراح – ضعيف – أخرج له الترمذي وابن ماجه
ابتلي بوراق له أدخل في كتبه أحاديث مناكير ,ونصحه أبو حاتم وابن خزيمة وبيين له أبو حاتم كيف يميز ما أدخل عليه فلم يأخذ بنصحه فسقطت رواياته .
ينظر (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٤/٢٣١)و (تهذيب الكمال للمزي(١/٣٨٨)
٢- أبو صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ؛ صدوق كثير الغلط – أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه؛ وروى عنه البخاري تعليقاً،
ابتلي من قبل جار له أدخل في حديثه ما ليس منه.
– قال ابن حبان في المجروحين(٢/٤٠): وإنما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له رجل سوء سمعت ابن خزيمة يقول : كان له جار بينه وبينه عداوة فكان يضع الحديث على شيخ عبدالله بن صالح ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبدالله بن صالح ويطرح في داره في وسط كتبه فيجده عبدالله فيحدث به فيتوهم أنه خطه وسماعه فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره .
٣- قيس بن الربيع الأسدي – صدوق أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه
ابتلي بابن له يدخل عليه ما ليس من حديثه وهو لا يعلم فأفسد حديثه .
روى البخاري في التاريخ الأوسط (٢/١٢٨)عن أبي داود الطيالسي أنه قال : إنما أوتي قيس من قبل ابنه كان ابنه يأخذ حديث الناس فيدخلها في خرج كتاب قيس ولا يعرف الشيخ ذلك .
@- كيف يعرف الإدخال على الشيخ:
يعرف الإدخال بأمرين
١-إقرار المدخل على الشيخ بأنه أدخل في حديثه ما ليس من حديثه.
٢-تنصيص إمام من الأئمة بأن هذه الروايات ليست أُدخلت على الشيخ.
@- توضيحان:
الأول- يعذر أهل الحديث ذلك الراوي الذي أدخلت عليه الأحاديث فلا يتهم بوضعها مع كونهم يحكمون عليه بما يناسب حاله من الغفلة ونحوها .
– قال سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث(٨١١): عن هارون القطان فعلى أنه أدخل عليه فلا يذكر مع هؤلاء – أي الكذابين – إلا أنه لا يحتج به لأنه مغفل.
الثاني-بعض الرواة قد يرجع عن تلك الأحاديث التي أدخلت عليه ويتركها وهذا لا يؤثر فيه ذلك الفعل كأبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي المعروف بخطيب الموصل فقد رجع عن كل ما أدخل عليه وذكر قصته الذهبي في تاريخ الإسلام(٣٩/٣٢٤)
كتبه
بدر بن محمد البدر