– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– توثيق ابن حبان –
اشتهر بين أهل العلم تساهل الحافظ ابن حبان البستي في توثيقه للرواة ، وتوثيقه لا يترك مطلقاً بحجة التساهل ، ولا يقبل مطلقاً ، وإنما يترك ما ثبت تساهله فيه ، ويقبل ما عداه.
وقد قسّم العلامة المحدث عبدالرحمن المعلمي في كتابه التنكيل (١/٤٣٧) توثيق ابن حبان إلى خمسة درجات:
الأولى: أن يصرح به ، كأن يقول ( كان متقناً )
أو ( مستقيم الحديث ) أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يُعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة ، بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم ، والثانية قريب منها ، والثالثة مقبولة ، والرابعة صالحة ، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل.اهـ
قال المحدث الألباني في تعليقه على التنكيل(١/٤٣٨): هذا تفصيل دقيق ، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله وتمكنه من علم الجرح والتعديل ، وهو مما لم أره لغيره ، فجزاه الله خيراً غير أنه قد ثبت لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
٢١/١١/١٤٣٦هـ