@ الحديث المعلل عند ابن الصلاح @

(( الحديث المعلل عند ابن الصلاح ))

الحمد لله رب العالمين:
ابن الصلاح: هو الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الكردي. توفى(٦٤٣)
-تعريف العلة:
العلة لغة لها عدة معان ذكرها ابن فارس في مقاييس اللغة منها: الضعف والمرض.
وقال الرازي في مختار الصحاح :العلة المرض.

-والعلة اصطلاحاً:
عرفها ابن الصلاح في علوم الحديث: هي الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها.

-ركنا العلة عند ابن الصلاح:
١-أن تكون خفية.
اشتراط الخفاء في العلة يدل عليه أقوال الأئمة الحفاظ في القرون المتقدمة .
قال ابن مهدي:لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثاً ليس عندي
وقال أيضاً:معرفة علل الحديث إلهام.
وذكر الترمذي في العلل الصغرى:إنه كان يسأل البخاري والدارمي وأبا زرعة عن علل الأحاديث.
وقال بعض الحفاظ:معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل.
وقال الحاكم في علوم الحديث:وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل.
-ظاهر كلام الأئمة أن العلة أمر خفي ليس بظاهر لأنه لو كان ظاهراً لما خفي على كثير من علماء الحديث لذلك لم يتكلم في هذا العلم إلا القليل من الأئمة الحفاظ، وأول من تكلم في علل الحديث هو الإمام شعبة بن الحجاج .

– إشكال والإجابة عليه:
– قد يشكل على البعض أن كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم والعلل للترمذي والعلل للدارقطني وغيرها يوجد فيها أحاديث معلة بعلة ظاهرة
كالإعلال بجرح الراوي أو الإنقطاع الظاهر.
– والجواب عن هذا الإشكال:
أن الأئمة قد يسمون الضعف الظاهر علة من باب التسمية اللغوية لا الاصطلاحية فإن العلة ضعف ومرض من حيث اللغة لا من حيث الاصطلاح.

أو يقال : إن الأئمة عبروا بالخفاء من باب الغالب والعبرة بالغالب فغالب العلل خفية لا ظاهرة.

٢-أن تكون قادحة
قال ابن حجر في النكت:وأما العلل غير القادحة فكثيرة منها أن يروي العدل الضابط عن تابعي عن صحابي حديثاً، فيرويه عدل ضابط غيره مساوٍ له في عدالته وضبطه وغير ذلك من الصفات العلية عن ذلك التابعي بعينه عن صحابي آخر؛
فإن مثل هذا يسمى علة عندهم لوجود الاختلاف على ذلك التابعي في شيخه، لكنها غير قادحة لجواز أن يكون التابعي سمعه من الصحابيين معاً.
ومثله الانتقال من ثقة لثقة في سند الحديث
: كحديث يعلى بن عبيد عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً(البيعان بالخيار)
والصواب:عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر. والخطأ من يعلى.
ومثل هذه العلة لا تؤثر لأن عبدالله وعمرو كلاهما ثقة.والانتقال من ثقة لثقة لا يقدح في صحة الحديث.

@- كيفية معرفة العلل:
تعرف العلة بجمع طرق الحديث والنظر في اختلافها.
قال أحمد:إذا لم يجمع طرق الحديث لم يفهم.
وقال ابن المديني:الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه.
وقال الخطيب في الكفاية:السبيل إلى معرفة علة الحديث الحديث أن يجمع طرقه وينظر في اختلاف رواته.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

التعليقات معطلة.