– التكبير في العيدين –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
التكبير نوعان:
الأول: التكبير في الفطر.
وهو مطلق غير مقيد. قال تعالى ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هدىـٰكم )
ووقته إذا خرج إلى صلاة العيد حتى يكبر الإمام
للصلاة ، وقيل من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد.
ويجهر به في الخروج إلى المصلى.
كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الإمام.
رواه الدارقطني (١٧٠٠) والحاكم(١١٤٧)
وصححه الألباني في الإرواء(٣/١٢٢)
الثاني: التكبير في الأضحى.
وهو نوعان:
الأول: تكبير مطلق.
وهو في جميع الأوقات ، من أول عشر ذي الحجة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق ، ويرفع الرجل صوته به ، وتُسر المرأة ولا تجهر.
قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١٥٢):
فأما المطلق فالتكبير في جميع الأوقات من أول العشر إلى آخر أيام التشريق.اهـ
وعن مجاهد قال ( كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران فيكبر الناس معهما لا يأتيان السوق إلا لذلك )
رواه الفاكهي في أخبار مكة(١٧٠٤)
وإسناده حسن
الثاني: تكبير مقيد.
وهو عَقِب كل صلاة مكتوبة في جماعة من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق.
عن علي رضي الله عنه: ( أنه كان يُكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر).
رواه ابن أبي شيبة(٥٦٣١)
والحاكم (١١١٣) وصححه.
قال الحافظ ابن حجر في الدراية(١/٢٢٢): صحيح.
وصححه الألباني في الإرواء(٣/١٢٥)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما
( أنه كان يُكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق ، لا يكبر في المغرب )
رواه ابن أبي شيبة(٥٦٤٦)
وصححه الألباني في الإرواء(٣/١٢٥)
قال الإمام ابن قدامة في الكافي (١٥٢):
وأما المقيد فهو التكبير في أدبار الصلوات من صلاة الصبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق ، قيل لأحمد: بأي حديث تذهب إلى التكبير من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق؟ قال: بالإجماع عن عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود.اهـ
وقال الحافظ النووي في الأذكار(٢٩٣):
وأما عيد الأضحى فيكبر فيه من بعد صلاة الصبح يوم عرفة إلى أن يصلي العصر من آخر أيام التشريق ويكبر خلف هذه الصلاة ثم يقطع هذا هو الأصح الذي عليه العمل.اهـ
فيه مسائل:
المسألة الأولى: التكبير المقيد للحاج يبدئ من صلاة ظهر يوم النحر ، إلى عصر آخر أيام التشريق ، لأن التلبية تنقطع برمي جمرة العقبة.
قال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/١٦١): نص عليه الإمام أحمد.اهـ
المسألة الثانية: لا يشرع التكبير الجماعي ، بل يكبر كل شخص على حده.
المسألة الثالثة: يشرع التكبير عقب أذكار الصلاة ولا يكبر قبلها.
المسألة الرابعة: يشرع قضاء التكبير لمن نسيه ، ما لم يخرج من المسجد.
قال الإمام الحجاوي في الزاد(١٢٠):
وإن نسيه – يعني التكبير – قضاه ، ما لم يحدث أو يخرج من المسجد.اهـ
وقال لي العلامة اللحيدان: لا حرج بقضاء الأذكار لمن نسيها أو شُغِل عنها.
المسألة الخامسة: لا يشرع التكبير بعد صلاة النافلة.
قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١٥٢): التكبير موضعه عقيب أدبار الصلوات المفروضات ولا يشرع عقيب النوافل.اهـ
قال الإمام ابن بطال في شرح البخاري(٢/٥٦٣): سائر الفقهاء لا يرون التكبير إلا خلف الفريضة.اهـ
وقال الإمام الكاساني في بدائع الصنائع
(١/١٩٧): ولنا ما رُوي عن علي وابن مسعود أنهما كانا لا يكبران عَقيب التطوعات، ولم يُرو عن غيرهما خلاف ذلك ، فحل محل الإجماع.اهـ
المسألة السادسة: يشرع للمسبوق أن يأتي بالتكبير بعد السلام.
قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١٥٣): وإن سبق الرجل ببعض الفريضة كبر إذا سلم.اهـ
المسألة السابعة: لا يشرع التكبير لمن صلى منفرداً في أصح قولي العلماء.
عن نافع ( أن ابن عمر كان إذا صلى وحده في أيام التشريق لم يُكبر دُبُر الصلاة )
رواه الطبراني في الكبير(١٣٠٧٤)
قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١٥٣): وإن صلاها وحده ففيه روايتان: إحداهما: يكبر لأنه ذكر مشروع للمسبوق.
والثانية: لا يكبر لأن ابن عمر كان لا يكبر إذا صلى وحده ، وقال ابن مسعود: إنما التكبير على من صلى في الجماعة.اهـ
وقال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/١٦٠): قيل لأحمد: تذهب إلى فعل ابن عمر لا يكبر إذا صلى وحده؟ قال: نعم.اهـ
فصل
– في صفة التكبير –
– يقول: (الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله ،
الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد).
رواه ابن أبي شيبة في (٥٦٩٤) عن عبدالله بن مسعود.
وصحح إسناده الألباني في الإرواء (٣/ ١٢٥).
– أو يقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد).
رواه ابن أبي شيبة(٥٦٧٦) عن عبدالله بن مسعود
وصحح إسناده الألباني في الإرواء (٣/ ١٢٥).
– أو يقول: (الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً ، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر ولله الحمد).
رواه ابن أبي شيبة (٥٦٩٨)
والدارقطني في سننه(١٧٢١) عن ابن عباس
قال المحدث الألباني في الإرواء (٣/ ١٢٥): سنده صحيح.
– أو يقول: (الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا).
رواه البيهقي في السنن الكبرى(٣/٣١٤) عن ابن عباس.
وقال الألباني في الإرواء(٣/١٢٥): أخرجه المحاملي في صلاة العيدين بإسناد صحيح.اهـ
– أو يقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا).
رواه البيهقي في السنن الكبرى (٦٠٧٤) عن ابن عباس.
وصحح إسناده الألباني في «الإرواء» (٣/ ١٢٥).
– أو يقول: (الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيراً).
رواه عبدالرزاق في المصنف (٢٠٥٨١) عن سلمان الفارسي.
وصحح إسناده الحافظ في فتح الباري
(٢/ ٥٩٥)
كتبه/
بدر بن محمد البدر
٧/ذي الحجة/١٤٣٦هـ
مجدد