– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– معنى قول الحفاظ (مثله) و(نحوه) –
إذا روي الحديث من طريقين وكان اللفظ واحداً
جاز للحافظ أن يقول بعد أن يسوق السند الثاني(مثله)
ويعني به مثل اللفظ.
وإذا روي من طريقين متقاربين في المعنى دون اللفظ ، فله أن يقول بعد أن يسوق السند الثاني (نحوه) ويعني به مقارب للفظه.
قال الحافظ الذهبي في الموقظة(٣١): إذا ساق حديثاً بإسناد ، ثم أتبعه بإسناد آخر ، وقال:(مثله)
فهذا يجوز للحافظ المميز للألفاظ ، فإن اختلف اللفظ قال:(نحوه) أو قال:(بمعناه) أو (بنحو منه).اهـ
وقال المحدث أحمد شاكر في الباعث الحثيث(٤١٧): قال الحاكم: إن مما يلزم الحديثي من الضبط والإتقان أن يفرق بين أن يقول:(مثله) أو يقول:(نحوه) فلا يحل له أن يقول:(مثله)
إلا بعد أن يعلم أنهما على لفظ واحد ، ويحل له أن يقول:(نحوه) إذا كان على مثل معانيه.اهـ
مسألة:
قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(٤١٦): إذا روى حديثاً بسنده ثم أتبعه بإسناد له آخر ، وقال في آخره:(مثله)أو(نحوه)
وهو ضابط مُحرر فهل يجوز له رواية لفظ الحديث الأول بإسناد الثاني؟
قال شعبة: لا ، وقال الثوري: نعم.
حكاه عنهما وكيع ، وقال يحيى بن معين:يجوز في قوله(مثله)ولا يجوز في (نحوه)
قال الخطيب: إذا قيل بالرواية على المعنى فلا فرق بين قوله(مثله)أو(نحوه).
ومع هذا أَختارُ قول ابن معين.اهـ
قلت: وما اختاره الحافظ ابن كثير هو الصواب ، فكم من حديث قيل بعده(نحوه) ومتنه يختلف عن متن الحديث الذي سبق قبله.
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٩/١٢/١٤٣٦هـ