@ إثبات لفظة-الخلاء- في حديث أبي أيوب @

( إثبات لفظة-الخلاء- في حديث أبي أيوب )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

جاء في شرح عمدة الأحكام للعلامة السعدي عند حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً ( إذا أتيتم الخلاء فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا وغربوا )

قال محقق الكتاب/ أنس بن عقيل في حاشية شرح السعدي على العمدة (ص ٥٧) : كذا قال الشارح – أي السعدي-( الخلاء ) بدل ( الغائط) ولم أجدها في أي نسخة من نسخ العمدة ولا في أي رواية من روايات الحديث ولكن موجودة في شرح ابن دقيق العيد (١/٥١) وقال : قوله ( إذا أتيت الخلاء ) . اهـ

كذا قال المحقق في الحاشية وهو كما قال فإن لفظ ( الخلاء ) ليس موجوداً في نسخ العمدة التي بين أيدينا وهي أربع مخطوطات كلها بلفظ (الغائط ) أو ( الغايط ) وليس فيها لفظ(الخلاء).

لكن قول المحقق: ولا في أي رواية من روايات الحديث .
هذا الكلام فيه نظر !!
لأنه جاء في مسند الامام أحمد بسند صحيح عن أبي أيوب مرفوعاً ( إذا أتى أحدكم الخلاء فلا يستقبل القبلة …) الحديث
رقم (٢٣٤٢٧- ط / دار الحديث )
وجاء أيضا في المسند بلفظ ( الغائط ) وهي الرواية المشهور في كتب الحديث.

على هذا تكون لفظة(الخلاء)جاءت في بعض طرق الحديث وجزم المحقق بعدم وجودها في أي رواية من روايات الحديث ليس بصحيح وهو استعجال منه.
لذلك ينبغي لمن يقوم بتحقيق الكتب أن لا يستعجل في نفي حديث بحجة أنه لم يجده في كتب الحديث التي بين يديه لأنه مهما بلغ من العلم ما بلغ لن يستطيع أن يحيط بكتب السنة،
والأولى له أن يقول:لم أجده بهذا اللفظ، أو نحوها
ولا يجزم بعدم وجود هذا اللفظ، لأنه قد يغيب عنه ويجده غيره.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

التعليقات معطلة.