@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٥) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٥)
      – الجامع الصغير للسيوطي –

– كتاب الجامع الصغير من حديث البشير النذير للحافظ جلال الدين السيوطي

كتاب ضخم حوى ألاف الأحاديث النبوية ، رتبه مصنفه على الحروف الأبجدية.
قال الحافظ السيوطي في مقدمة الجامع الصغير(١/٣١): هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفاً ، ومن الحكم المصطفوية صنوفاً ، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه وبالغت في تحرير التخريج فتركت القشر وأخذت اللباب وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب ، ورتبته على حروف المعجم مراعياً أول الحديث فما بعده تسهيلاً على الطلاب ، وسميته: (الجامع الصغير من حديث البشير النذير) لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته (جمع الجوامع) وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها.اهـ
منهج السيوطي في الحامع:

يذكر الأحاديث حسب الحروف الأبجدية مع بيان درجة كل حديث ، فإذا كان الحديث صحيحًا يرمز له بـ (صحـ) وإذا كان حسنًا يرمز له بـ (ح) وإذا كان ضعيفًا يرمز له بـ (ض) ، ويذكر شواهد كل حديث.
مثاله:

١- (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…).

(ق،٤) عن عمر بن الخطاب ، (حل ، قط) في غرائب مالك عن أبي سعيد ، وابن عساكر في أماليه عن أنس ، والرشيد العطار في جزء من تخريجه عن أبي هريرة.اهـ
٢- (آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول:محمد ، فيقول: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك)

(حم ، م) عن أنس (صحـ)
٣- (آخر من يدخل الجنة رجل يقال له(جهينة) فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين)

(خط) في رواة مالك عن ابن عمر (ض)
تنبيه:

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٥٩):

كان ينبغي له – أي المؤلف – أن يعقب كل حديث بالإشارة بحاله بلفظ صحيح أو حسن أو ضعيف

في كل حديث ، فلو فعل ذلك كان أنفع وأصنع ولم يزد الكتاب إلا وريقات لا يطول بها ، وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى الصحيح والحسن والضعيف بصورة رأس صاد و حاء وضاد ، فلا ينبغي الوثوق به لغلبة تحريف النساخ على أنه وقع له ذلك في بعض دون بعض كما رأيته بخطه فكان المتعين ذكر كتابة صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث.اهـ
قلت: هو كما قال المناوي ، ومثال ذلك:

قال السيوطي في الجامع الصغير(٨٩٣٧)

(من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرؤوها عند موتاكم ). (هب) عن معقل بن يسار.

جاء في فيض القدير للمناوي (٦/٢٤٦) صحـ

يعني صحيح.اهٓ

وفي التنوير للصنعاني(١٠/٣٥٣): ض

قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه.اهـ
وبسبب هذا الإختلاف ، حذف المحدث الألباني أحكام الحافظ السيوطي ولم يثبتها في تحقيقه للجامع.
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث الجامع (١٠٠٣١) حديث.
– الاتنقادات على كتاب الجامع:

من الإنتقادات على الكتاب ، إيراد السيوطي جملة ليست بقليلة من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل والموضوعة.

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٥٩):

وقد أكثر المؤلف في هذا الجامع من الأحاديث الضعيفة ، قال ابن مهدي: لا ينبغي الاشتغال بكتابة أحاديث الضعفاء ، وقال ابن المبارك: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه.اهـ
– شروحات الجامع الصغير:

أشهر شروحات الجامع وأجودها ، شرح العلامة محمد عبدالرؤوف المناوي المسمى بـ ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ).
وشرحه المحدث محمد بن إسماعيل الصنعاني

وسماه ( التنوير شرح الجامع الصغير )

وهو كتاب نافع ، غالب ما فيه مأخوذ من كتاب فيض القدير للمناوي.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

١٥/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٤) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٤)
– سنن ابن ماجه 
كتاب السنن للإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني ، المعروف بابن ماجه.

وماجه بالهاء وقفاً ووصلاً ، قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (٥/٣١٦): ماجه لقب يزيد وأنه بالتخفيف اسم فارسي.اهـ
– عدد أحاديث سننه:

قال العلامة الزركشي في النكت على المقدمة(٦٧): قال أبو الحسن ابن القطان صاحب ابن ماجه: عدة أحاديث كتاب ابن ماجه أربعة ألاف.اهـ
– قلت: أحاديث سنن ابن ماجه (٤٣٤١) حديثاً

منها(٣٠٠٢) أخرجها بقية أصحاب الكتب الستة كلهم أو بعضهم.

ومنها(١٣٣٩) تفرد بها ابن ماجه عن بقية أصحاب الكتب الستة وهي زوائده.

وهذه الزوائد فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر والموضوع، وقيل كل زوائده ضعيفة، والقول الأول أصح.

وقد اعتنى بزوائده الحافظ شهاب الدين البوصيري في كتاب مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجه.

وللعلامة السندي حاشية جيدة على سنن ابن ماجه.
– أسانيد ابن ماجه في سننه:

أعلى ما وقع لابن ماجه في سننه ثلاثيات

وهي خمس ثلاثيات 

أحدها في كتاب الطب باب الحجامة

وآخر في كتاب الزهد باب صفة

 أمته عليه الصلاة والسلام

وآخر في كتاب الأطعمة باب الشواء

وآخر في كتاب الأطعمة باب الضيافة

وآخر في كتاب الأطعمة باب الوضوء عند الطعام.
كلها من طريق: جبارة بن المُغلس عن كثير بن سليم عن أنس

وهي من زوائده

وجبارة بن المُغلس ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه

وكثير بن سليم ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه.
وبقية أسانيده رباعيات وخماسيات وسداسيات وأنزل ما عنده تساعي.

– عاداته في سننه:

١- صدر سننه بمقدمة نفيسة ذكر فيها أبواب في الحث على اتباع السنة وتعظيم حديث

رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه واتباع سنة الخلفاء واجتناب البدع والجدل وأبواب في الإيمان والقدر وفضائل الصحابة وذكر الخوارج والجهمية وغير ذلك

وختم سننه بكتاب الزهد.
٢- غالب ما في سننه أحاديث الأحكام وقد رتبه على الأبواب الفقهية وترجم لأحاديثه بتراجم نفيسة واضحة المعنى كثيرة الفوائد كقوله (باب ما جاء في الوضوء على أمر الله تعالى) و (باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة) 

وكان يكثر من قوله (باب النهي عن كذا) أو (باب ما جاء في كذا) وهكذا.
٣- من عاداته أنه يعقد الترجمة ثم يسوق الأحاديث المتعلقة بالترجمة متتابعة

كقوله ( باب النهي عن البول في الماء الراكد)

وساق حديث جابر وحديث أبي هريرة وحديث ابن عمر في النهي. وهكذا في سائر الأبواب.
٤- الأحاديث المكررة في سننه ليست كثيرة

وأحياناً إذا كرر الحديث اكتفى بالسند ويقول:مثل حديث فلان،

 وإذا كرر الحديث في الباب كان بالمكرر زايادات نفيسة غير موجودة في الحديث السابق.
٥- غالباً يصدر الترجمة بما صح عنده من الأحاديث فإن لم يكن في الباب حديث صحيح صدره بحديث حسن فإن لم يكن فبحديث ضعيف.
٦- غالب أحاديثه مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعنده أثار موقوفة لكنها قليلة جداً.
٧- روى أحاديث عن مدلسين بالعنعنة وعن ضعفاء ومتروكين وكذابين وهذا كان سبباً في نقد العلماء لسننه.
٨- ومن عاداته أنه يبين غريب الحديث أحياناً:

كقوله (ح-٧٠٣) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جدب لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد العشاء.

قال ابن ماجه: يعني زجرنا عنه ، نهانا عنه.اهـ
وحديث(ح-٧٥٦)عن أنس رضي الله عنه قال: (وفي البيت فحل من هذه الفحول)

قال ابن ماجه: الفحل هو الحصير الذي اسود.اهـ
٩- ومن عاداته: ربما ذكر فقه الحديث وهذا على قلة.
١٠- ومنها: ربما تكلم على الرجال وهذا على قلة.

كقوله(ح-٦١) حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح ، وكان ثقة.
١١- ومنها: ربما تكلم على علة الحديث وهذا على قلة

كقوله(ح-٣٧٣) عن الحكم بن عمرو رضي الله عنه (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة)

وعن عبدالله بن سرجس رضي الله عنه (نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة والمرأة بفضل الرجل..)

قال ابن ماجه: الصحيح هو الأول والثاني وهم.
١٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر لا يبين لمن اللفظ إلا نادرا.

كقوله(ح-٦٤١): حدثنا أبوبكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها وكانت حائضاً(انقضي شعرك واغتسلي)

قال ابن ماجه: قال علي في حديثه (انقضي رأسك).

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

١٢/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٣) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٣)

كتاب اللؤلؤ والمرجان

كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان

للأستاذ/ محمد فؤاد عبدالباقي.

جمع فيه مصنفه الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان الإمامان البخاري ومسلم.
قال عبدالباقي في مقدمة كتابه(١/٥): ترتيب صحيح مسلم هو الترتيب الذي توخيته وارتضيته ، فأخذت منه أسماء كتبه ، وأبوابه مع أرقامها ، ومن صحيح البخاري نص الحديث الذي وافقه مسلم عليه.

وبينت عقب سرد كل حديث موضعه من صحيح البخاري بذكر اسم الكتاب وعنوان الباب مع أرقامها.اهـ
تنبيه:

الأبواب التي اعتمدها الأستاذ عبدالباقي

هي أبواب الحافظ النووي وليست للإمام مسلم

فإن الحافظ النووي لما شرح صحيح مسلم وضع الأبواب والتراجم ، فظن الأستاذ عبدالباقي أنها من صنيع الإمام مسلم وليس كذلك ، فإن صحيح مسلم مجرد منها.

وقيل إن الأبواب التي وضعها الحافظ النووي في شرحه لصحيح مسلم ، على فقه الإمام الشافعي.
– عدة أحاديث اللؤلؤ والمرجان:

بلغت أحاديثه (١٩٠٦) حديث.
– عاداته في كتابه:

يعقد الترجمة ، ثم يسوق الحديث ، ويبين موضعه في صحيح البخاري دون صحيح مسلم.

مثاله:

باب تغليظ الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام.

١- حديث علي: قال النبي عليه الصلاة والسلام

:(لا تكذبوا علي ، فإنه من كذب علي فليلج النار)

أخرجه البخاري في(٣)كتاب العلم ، (٣٨)باب إثم من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام.
٢- حديث أنس قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم كثيرًا أن النبي عليه الصلاة والسلام

قال:(من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار)

أخرجه البخاري في(٣)كتاب العلم ، (٣٨)باب إثم من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام.

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

١١/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٢) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٢)
 – مسند عبد بن حميد –
مسند الإمام الحافظ عبد بن حُميد بن نصر

وقيل: عبدالحميد بن حميد ، قاله الإمام البخاري كما في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير(٨/٦٨٩)

وبه جزم الإمام ابن حبان في الثقات(٨/٤٠١)

وقال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام(٦/٤٨٩):عبد بن حميد اسمه عبدالحميد ولكن خفف.اهـ
– التعريف بمسنده:

عبد بن حميد له مسندان ، المسند الكبير والمسند الصغير ، أما الكبير فلا نعلم عنه شيئاً،

والمسند الصغير يسمى المنتخب ، قيل انتخبه من المسند الكبير ، وسمعه منه إبراهيم الشاشي

طبع مرارًا في مجلد لطيف ، وهو خالٍ من مسانيد كثير من الصحابة منهم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام(٦/٤٨٩): صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه والتفسير وغير ذلك.
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث مسنده (١٥٩٤) حديث مع المكرر.

وأكثر من روى عنه من الصحابة:

أنس بن مالك رضي الله عنه ، روى عنه (٢٥٩) حديث.
وأكثر من روى عنه من الشيوخ:

عبدالرزاق الصنعاني روى عنه (١٦٥) حديث

ثم يزيد بن هارون روى عنه (١٤٥) حديث ، وربما روى عن يزيد بواسطة ابن أبي شيبة (ح٩٩٨)(ح١٣٨٤)

ثم ابن أبي شيبة روى عنه (١٤١) حديث 
– أسانيده:

 أعلى ما عنده من الأسانيد ثلاثيات بلغت ما يقارب (٥٠) حديثاً أكثرها رواها عن يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه.

وأنزل ما عنده من الأسانيد ثمانيات بلغت ما يقارب (٤٣) حديثاً.
– عاداته في مسنده:

١- رتب مسنده على مسانيد الصحابة بدأه بمسند الخلفاء الأربعة ثم مسانيد باقي الصحابة وختمه بمسند النساء وأوله مسند أمهات المؤمنين.
٢- من عاداته: يسوق كل أحاديث التابعي الذي رواها عن الصحابي في موضع واحد غالباً.
٣- من عاداته: يسوق كل أحاديث شيخه في موضع واحد غالباً.
٤- في مسند أبي سعيد الخدري ، ساق بعض الأحاديث التي رواها أبو سعيد الخدي وأبو هريرة رضي الله عنهما ، معاً.
٥- ومن عاداته: لا يذكر علل الأحاديث إلا نادراً جداً.

مثاله:

قال عبد بن حميد في مسنده(ح-٨١٥): أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا وضع موتاكم في القبر فقولوا بسم الله).

قال عبد بن حميد: قال يزيد لم يرفع هذا الحديث أحد غير همام.
٦- ومنها: لا ينسب المهمل من شيوخه إلا نادراً

كقوله (ح-١١٠): حدثنا حسين الجعفي وهو ابن علي.
٧- ومنها: إذا روى الحديث عن أكثر من شيخ ، ولا يبين لمن اللفظ.

كقوله(ح-٢٦٤): حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا ثنا يوسف بن صهيب.

وقوله(ح-٢٦٩): حدثناعفان بن مسلم و أبو الوليد قالا حدثنا حماد.

وقوله(ح-٦٣٧): حدثنا أبو نعيم وسليمان بن داود ومسلم بن إبراهيم عن شعبة.
٨- ومنها: يرى جواز اختصار الحديث

كحديث(٤١٧).
٩- ومنها: أحيانًا يدخل مسند صحابي في مسند صحابي آخر.

كقوله(ح-٦٣٠): في مسند ابن عباس، قال أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: (لا ترفع القصعة حتى تلعقها).
١٠- ومنها: أحياناً يسوق الإسناد ويعقبه بقوله: وبالإسناد عن ابن عمر(ح٧٤٧)

وبالإسناد عن جابر(ح١١١٧) ثم يسوق المتن .

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

١١/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢١) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢١)
( سنن النسائي )
السنن الصغرى للإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي.

أحد الكتب الستة ، ومن أمهات كتب الحديث ، وإذا أُطلق العزو إلى النسائي ، فالمراد السنن الصغرى.

قال المحدث الألباني في تمام المنة(٢٥٧): إطلاق العزو للنسائي المقصود به السنن الصغرى.اهـ
– فائدة:

السنن الصغرى وتسمى المجتبى ، هي اختصار من السنن الكبرى ، اختصرها النسائي

 قال الحافظ ابن الأثير في جامع الأصول(١/٤٠): سأل أحد الأمراء أبا عبدالرحمن عن سننه أصحيح كله؟قال لا.قال الأمير:فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد النسائي المجتبى.اهـ

وقيل: اختصرها الحافظ ابن السني تلميذ النسائي.

قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام(٩/١٧٣):المجتبى من انتخاب أبي بكر ابن السني تلميذ النسائي.اهـ
– والصواب قول ابن الأثير ، لأن الذهبي لم يذكر دليلاً على قوله ، وقصة اختصار النسائي لسننه ذكرها أكثر من واحد منهم أبو علي الغساني نقله عنه ابن خير الأشبيلي بسنده.

والإمام ابن الأثير في جامع الأصول ساق بسنده إلى سنن النسائي من طريق ابن السني عن النسائي فلو كان المختصر للسنن هو ابن السني لاكتفى بالإسناد إلى ابن السني.

والله أعلم.
– ميزة السنن الصغرى.

تميزت السنن الصغرى عن الكبرى بعدة أشياء منها:
– أن أحاديث السنن الصغرى على النصف من السنن الكبرى

فقد بلغت أحاديثها (٥٧٧٤) حديث ، وأما السنن الكبرى فقد بلغت أحاديثها أكثر من عشرة ألاف حديث.

– لطيفة:

عدة أحاديث السنن الصغرى (٥٧٧٤) حديث وأثر.

ويليها سنن أبي داود (٥٢٧٤) حديث 

ثم سنن ابن ماجه (٤٣٤١) حديث 

ثم جامع الترمذي (٣٩٥٦) حديث
– ومن ميزتها: استعمال النسائي في مطلع كل حديث في لفظ ( أخبرنا أو أخبرني)

وفي السنن الكبرى توسع في صيغ الأداء.
– ومنها: أن في السنن الصغرى زيادة تراجم وأبواب واستنباطات لا توجد في السنن الكبرى.
– ومنها: أن الأحاديث الضعيفة في الصغرى قليلة ليست كثرة ، فقد بلغت حسب تخريج المحدث الألباني لها (٣٨٥) حديث ضعيف ، ليس فيها موضوع ولا متروك ولا ضعيف جداً.

قال الحافظ ابن حجر في النكت(١/٤٨٤): سنن النسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً.اهـ

وبالغ بعض الحفاظ فسمى سنن النسائي الصغرى ، بصحيح سنن النسائي ، منهم الإمام الدارقطني والحافظ الخليلي والحافظ ابن السكن وغيرهم، ذكره عنهم الحافظ السخاوي في القول المعتبر(٢٠).

وفي دعوى الصحة نظر.
– عادات الإمام النسائي في السنن الصغرى:
– بدأ سننه بكتاب الطهارة وختمه بكتاب الأشربة.

وكتابه حافل بأحاديث الأحكام.
– ومن عاداته: يكرر الحديث في نفس الباب وقد يكرره في مواضع متفرقة ، وأكثر حديث كرره هو حديث عائشة في باب إباحة الطيب عنده الإحرام كرره (٢١) مرة في موضع واحد.
– ومن عاداته: أحياناً يكرر الترجمة بزيادة كلمة أو كلمتين.
– ومن عاداته: عقدة الترجمة لبيان علة الحديث.
– ومنها: يروي الحديث المرسل أحياناً إذا وجد في الباب ما يعضده.
– ومنها: قلة روايته للأثار.
– ومنها: اختصار الحديث ، تقطيعة.
– ومنها: ذكر علة الحديث أحياناً.
– ومنها: الجزم بالنسخ إذا كان الحديث منسوخاً.
– ومنها: يعقد الترجمة ويبين معناها أحياناً.
– ومنها: يبين الأبواب التي زادها في الصغرى ولا توجد في الكبرى.
– ومنها: سوقه حديث الباب أحياناً بدون ترجمة.
– ومنها: يبين اسم ما أهمل من الرواة وحاله ، وكذا في المبهم ، وهذا على قلة.
– ومنها: يبين حال الراوة ، أحياناً.
– ومنها: يسوق الإسناد العالي ويعقبه بالنازل، وأحياناً يبدأ بالنازل ويعقبه بالعالي.
– ومنها: لا يحول من إسناد لأخر إلا نادر جداً.

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٣/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٠) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٠)
– مسند الإمام الشافعي
– مسند الإمام الكبير محمد بن إدريس الشافعي ، مسند قيم ، لم يصنفه الشافعي رحمه الله ، وإنما صنفه أبو العباس الأصم من مروياته عن الربيع بن سليمان عن الشافعي ، ولم يرتبه الأصم على الأبواب ولا المسانيد وإنما جمع الأحاديث وساقها من غير ترتيب ، ورتبه المحدث محمد عابد السندي على الأبواب الفقهية.
قال الحافظ الذهبي في السير(١٢/٥٨٩):

مسند الشافعي لم يصنفه هو، إنما صنفه أبو العباس الأصم من كتاب الأم.اهـ
وقال المحدث الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٧):

مسند الشافعي ليس من تصنيفه وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها ووقعت في مسموع أبي العباس الأصم عن الربيع بن سليمان

وقيل جمعها الأصم لنفسه فسمى ذلك مسند الشافعي ولم يرتبه فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع.اهـ
– عدة أحاديث المسند (١٨٥٩) حديث وأثر بالمكرر.
لطيفتان:

الأولى: سمي مسند الإمام الشافعي مسندًا لأن أحاديثه مسندة إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
الثانية: أفضل من شرح مسند الشافعي ، هو العلامة أبو القاسم الرافعي الشافعي.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٢٧/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٩) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٩)
مسند الإمام أبي حنيفة رواية الحارثي
 مسند الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت ، لم يصنفه هو رحمه الله ، إنما صنفه عبدالله بن محمد الحارثي ، جمع الأحاديث التي رواها أبو حنيفة عن شيوخه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولم يرتبه الحارثي ، وقام بترتيبه المحدث محمد عابد السندي على الأبواب الفقهية.
– قال الحافظ الذهبي في السير(١٥/٤٢٥): 

مسند أبي حنيفة لم يصنفه هو إنما صنفه أبو محمد عبدالله بن محمد بن يعقوب الحارثي المشهور بعبدالله الأستاذ.اهـ
– عدة أحاديث مسند أبي حنيفة (٩١٥)

– وللإمام أبي حنيفة مسند آخر رواية الحافظ أبو نعيم الأصبهاني.
قال المحدث الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٦):مسانيد أبي حنيفة تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه.اهـ

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

٢١/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٨) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٨)
كتاب مسند الدارمي

مسند الإمام الحافظ أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي

يعد من أمهات الكتب الحديثية ، واختلاف أهل العلم في اسم كتابه.

قيل سنن الدارمي ، وقيل مسند الدارمي ، وقيل جامع الدارمي.

ولا تعارض بين هذه الأقوال ، فهو مسند لأن أحاديثه مسندة ، وسنن لأنه مرتب على الأبواب الفقهية ، وجامع لأنه جمع أنواع الكتب كتاب الطهارة والصلاة والأشربة والرؤيا والعقائد وهكذا.

والمشهور تسميته بالمسند.

وكان الحافظ مغلطاي يسمي مسند الدارمي بصحيح الدارمي.

وفي تسميته بالصحيح نظر ، لأن الإمام الدارمي جملة ضعف من الأحاديث في مسنده.

قال الحافظ السيوطي في التدريب(١٢٧) قال الحافظ ابن حجر: لم أر لمغلطاي سلفاً في تسمية مسند الدارمي صحيحاً إلا قوله إنه رأه بخط المنذري.اهـ
– أسانيد الدارمي في مسنده:

أعلى ما عنده ثلاثيات ، وبلغت ثلاثياته (١٥) حديثاً.

وأنزل ما عنده من أسانيد تساعي 

وغالب أسانيده رباعية وخماسية.
– أكثر من روى عنه في مسنده:

أكثر راوٍ روى عنه في مسنده هو: الإمام الحافظ يزيد بن هارون ، فقد روى عنه ما يقارب (٣٥٤) حديث

وروى عن الإمام أحمد بن حنبل حديثاً واحداً مقروناً بغيره ، رقم(ح-١٩٠٧)
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث الدارمي في مسنده (٣٥٣٨) حديث

وأثر ، عدد الأحاديث المرفوعة (١٨٧٨)

والآثار (١٦٦٠).
– عاداته في مسنده:

١- صدر مسنده بمقدمة نفيسة جداً اشتملت على أحاديث وآثار بالعقيدة والشمائل ودلائل النبوة وفضل العلم.
٢- من عاداته أنه يبين غريب الحديث

كقوله: (ح-٤) الصفي: الكثير اللبن

وقوله: (ح-٢٦٥) المذاييع: كثير الكلام.
٣- من عاداته يبين المهمل من الرواة.

كقوله(: ح-٩١٥) يعقوب- هو ابن القعقاع قاضي مرو.
٤- من عاداته يبين اسم من روي عنه بكنبته.

كقوله(ح-١٦٣٠) أبو الحوراء اسمه ربيعة بن شيبان

وقوله(ح-٢٥٧٣) أبو حمزة هو ميمون الأعور.
٥- ربما يذكر بلد شيخه أحياناً ليميزه.

كقوله(ح-٥٠) أخبرنا عبدالله بن عبدالحكم المصري

وقوله(ح-٢٦٣٤) أخبرنا معاذ بن هانئ من أهل البصرة.
٦- من عاداته أنه يذكر اختلاف الأئمة في أسماء الرواة ، ويهتم بضبط الأسماء.

كقوله(ح-٧٩٩) الناس يقولون:سهلة بنت سهيل 

وقال يزيد بن هارون: سهيلة بنت سهل.

وقوله(ح-٣٤٢٠) المغيرة بن سبيع، ومنهم من يقول:المغيرة بن سميع.

وقوله(ح-٢١٣٩) عمرو بن بيان إنما هو

عمر بن بيان.
٧- أحياناً يذكر حال الراوي

كقوله(ح-٦٨٨) عبدالكريم شبه المتروك

وقوله(ح-٢٧١٥)عثمان بن سعد ضعيف
٨- يبين أحياناً اسم من أبهم في المتن أحياناً.

كقوله(ح- ٢٣٥٥) عن أبي الهيثم بن نصر عن أبيه قال: كنت فيمن رجمه.

قال الدارمي: يعني ماعز بن مالك.
٩- ربما يذكر درجة الحديث أحياناً.

كقوله(ح-٧٦٨) ( التيمم ضربة للوجه والكفين)

قال الدارمي:صح إسناده.

وقوله( ٣٥١٨) قال سعد ابن أبي وقاص( إذا وافق ختم القرآن…)

قال الدارمي:هذا حسن.
١٠- من عاداته أنه يذكر الأحاديث المعلولة والضعيفة والمنسوخة والمصحفة وينص عليه أحياناً

كقوله(ح-٦٨٧)وهذا أصح من حديث عبدالكريم

وقوله(ح-١٢٣١)حديث الثوري أصح

وقوله(٢٤٣٧) عمر بن عبدالعزيز لم يلق عقبة.

وقوله(ح-٧٣٨)هذا حديث منسوخ.

وقوله(ح-٤٣) (وجعلت القدر على الأثاثي) قال الدارمي إنما هو الأثافي ولكن كذا.
١١- من عاداته أنه يذكر أقواله الفقهية.

كقوله(ح-٧٤٥)إذا نام قائماً ليس عليه وضوء.

وقوله(١٦٧٢)لا أرى في تعجيل الزكاة بأساً.
١٢- من عاداته أنه يختصر الحديث أحياناً

ويقطعه أحياناً مكتفياً بموضع الشاهد منه.
١٣- أحياناً يعقد الترجمة بآية أو لفظ حديث

كقوله:باب قوله تعالى(يوم تبدل الأرض)

كقوله:باب في الحلال بين والحرام بين.

وقوله:باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
١٤- من عاداته إذا كرر الحديث فإنه إما لزيادة في متنه وإما لطريق آخر.
١٥- من عاداته إذا روى عن شيخين أو حوّل من سند لآخر فإنه لا يبين لمن اللفظ إلا نادراً جداً

كقوله(ح-٢١٥٠)أخبرنا يزيد وسعيد واللفظ ليزيد.

كتبه

بدر محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٢٠/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٧) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٧)
كتاب العلل الصغرى للترمذي

كتاب العلل الصغرى للإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي ، كتاب صغير الحجم ، طُبع في آخر كتابه الجامع ، وفي بعض طبعات الجامع لم يطبع معها ، وطُبع مستقلاً.
ذكر الإمام الترمذي في العلل الصغرى عدة أمور

منها: أسانيده المتصلة للأئمة الذين نقل عنهم مسائل فقهية في جامعه كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم.
– وبيّن أن كل أحاديث كتابه الجامع معمول بها سوى حديث ابن عباس (جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مطر)

وحديث (النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه).
– وبيّن في علله أن جرح الرواة ونقدهم من باب النصحية لا الغيبة.
– وذكر في علله بعض القواعد والفوائد المهمة في علم مصطلح الحديث والعلل والرجال.
– وذكر معنى قوله (حديث حسن)

قال في علله(١١) وما ذكرنا في هذا الكتاب (حديث حسن) فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن.اهـ
– وذكر معنى (حديث غريب) عند الحفاظ ، وأطال الكلام فيه وبه ختم علله.

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

١٤/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٦) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٦)
كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني
كتاب عمل اليوم والليلة للإمام الحافظ أحمد بن محمد ابن السني ، كتاب جيد في الأدعية والأذكار.

قال الحافظ الذهبي في السير(١٦/٢٥٦): صنف ابن السني كتاب (يوم وليلة) وهو من المرويات الجيدة.اهـ
– بدأ كتابه في باب حفظ اللسان

وختمه في باب ما يقول إذا استعبر الرؤيا.
– عدد أحاديث الكتاب بلغت (٧٧٣) حديثاً.
– أكثر من روى عنهم في كتابه:

روى ابن السني في عمل اليوم والليلة عن الإمام الحافظ أبي يعلى الموصلي أكثر من مائة حديث ، وروى عن الإمام الحافظ النسائي أكثر من مائة حديث أيضاً.
– عاداته في كتابه:
– يميز الرواة بعضهم عن بعض أحياناً

مثاله:

قال ابن السني (ح٥٣٦): يحيى بن سعيد المديني ليس هو يحيى بن سعيد بن قيس.اهـ
– ومن عاداته يتكلم على الرواة جرحاً وتعديلاً وهذا قلة.

مثاله:

قال ابن السني (ح٧١٠): بشير بن حبيب السعدي-لا بأس به.اهـ

كتبه

بدر بن محمدالبدر العنزي

١٤٣٧/٣/١٤هـ