@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢١) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢١)
( سنن النسائي )
السنن الصغرى للإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي.

أحد الكتب الستة ، ومن أمهات كتب الحديث ، وإذا أُطلق العزو إلى النسائي ، فالمراد السنن الصغرى.

قال المحدث الألباني في تمام المنة(٢٥٧): إطلاق العزو للنسائي المقصود به السنن الصغرى.اهـ
– فائدة:

السنن الصغرى وتسمى المجتبى ، هي اختصار من السنن الكبرى ، اختصرها النسائي

 قال الحافظ ابن الأثير في جامع الأصول(١/٤٠): سأل أحد الأمراء أبا عبدالرحمن عن سننه أصحيح كله؟قال لا.قال الأمير:فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد النسائي المجتبى.اهـ

وقيل: اختصرها الحافظ ابن السني تلميذ النسائي.

قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام(٩/١٧٣):المجتبى من انتخاب أبي بكر ابن السني تلميذ النسائي.اهـ
– والصواب قول ابن الأثير ، لأن الذهبي لم يذكر دليلاً على قوله ، وقصة اختصار النسائي لسننه ذكرها أكثر من واحد منهم أبو علي الغساني نقله عنه ابن خير الأشبيلي بسنده.

والإمام ابن الأثير في جامع الأصول ساق بسنده إلى سنن النسائي من طريق ابن السني عن النسائي فلو كان المختصر للسنن هو ابن السني لاكتفى بالإسناد إلى ابن السني.

والله أعلم.
– ميزة السنن الصغرى.

تميزت السنن الصغرى عن الكبرى بعدة أشياء منها:
– أن أحاديث السنن الصغرى على النصف من السنن الكبرى

فقد بلغت أحاديثها (٥٧٧٤) حديث ، وأما السنن الكبرى فقد بلغت أحاديثها أكثر من عشرة ألاف حديث.

– لطيفة:

عدة أحاديث السنن الصغرى (٥٧٧٤) حديث وأثر.

ويليها سنن أبي داود (٥٢٧٤) حديث 

ثم سنن ابن ماجه (٤٣٤١) حديث 

ثم جامع الترمذي (٣٩٥٦) حديث
– ومن ميزتها: استعمال النسائي في مطلع كل حديث في لفظ ( أخبرنا أو أخبرني)

وفي السنن الكبرى توسع في صيغ الأداء.
– ومنها: أن في السنن الصغرى زيادة تراجم وأبواب واستنباطات لا توجد في السنن الكبرى.
– ومنها: أن الأحاديث الضعيفة في الصغرى قليلة ليست كثرة ، فقد بلغت حسب تخريج المحدث الألباني لها (٣٨٥) حديث ضعيف ، ليس فيها موضوع ولا متروك ولا ضعيف جداً.

قال الحافظ ابن حجر في النكت(١/٤٨٤): سنن النسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً.اهـ

وبالغ بعض الحفاظ فسمى سنن النسائي الصغرى ، بصحيح سنن النسائي ، منهم الإمام الدارقطني والحافظ الخليلي والحافظ ابن السكن وغيرهم، ذكره عنهم الحافظ السخاوي في القول المعتبر(٢٠).

وفي دعوى الصحة نظر.
– عادات الإمام النسائي في السنن الصغرى:
– بدأ سننه بكتاب الطهارة وختمه بكتاب الأشربة.

وكتابه حافل بأحاديث الأحكام.
– ومن عاداته: يكرر الحديث في نفس الباب وقد يكرره في مواضع متفرقة ، وأكثر حديث كرره هو حديث عائشة في باب إباحة الطيب عنده الإحرام كرره (٢١) مرة في موضع واحد.
– ومن عاداته: أحياناً يكرر الترجمة بزيادة كلمة أو كلمتين.
– ومن عاداته: عقدة الترجمة لبيان علة الحديث.
– ومنها: يروي الحديث المرسل أحياناً إذا وجد في الباب ما يعضده.
– ومنها: قلة روايته للأثار.
– ومنها: اختصار الحديث ، تقطيعة.
– ومنها: ذكر علة الحديث أحياناً.
– ومنها: الجزم بالنسخ إذا كان الحديث منسوخاً.
– ومنها: يعقد الترجمة ويبين معناها أحياناً.
– ومنها: يبين الأبواب التي زادها في الصغرى ولا توجد في الكبرى.
– ومنها: سوقه حديث الباب أحياناً بدون ترجمة.
– ومنها: يبين اسم ما أهمل من الرواة وحاله ، وكذا في المبهم ، وهذا على قلة.
– ومنها: يبين حال الراوة ، أحياناً.
– ومنها: يسوق الإسناد العالي ويعقبه بالنازل، وأحياناً يبدأ بالنازل ويعقبه بالعالي.
– ومنها: لا يحول من إسناد لأخر إلا نادر جداً.

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٣/٤/١٤٣٧هـ