مباحث في علم مصطلح الحديث
– الفرق الغريب والفرد –
ظاهر صنيع الأئمة الحفاظ ، أن الغريب والفرد لفظان لمعنى واحد ، لا تغاير بينهما ، فكلاهما يطلق ويراد به التفرد ، وربما فرّق بعض النقاد بينهما.
قال الحافظ ابن عساكر في مجالسه(٣٦):
حديث ( إن الله يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء ) حديث غريب تفرد به سيار العنزي.اهـ
وقال الحافظ ابن عساكر في مجالسه (٣٨):
حديث ( اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار…) قال ابن شاذان: غريب تفرد به أبو العيناء عن أبي عاصم.اهـ
وقال الحافظ ابن الملقن في المعين(٧٩) حديث (إن الأعمال بالنيات) فرد غريب.اهـ
قال الحافظ ابن حجر في النزهة(٨١): الغريب والفرد مترادفان لغة واصطلاحا ، إلا أن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته ، فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق ، والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي وهذا من حيث إطلاق الاسمية عليهما وأما من حيث استعمالهم الفعل المشتق فلا يفرقون فيقولون في المطلق والنسبي : تفرد به فلان أو أغرب به فلان.اهـ
قال الحافظ السخاوي في التوضيح الأبهر(١/٤٧):
الفرد هو ما تفرد الراوي به عن جميع الرواة ولو تعددت الطرق إليه وهذا هو المطلق ، أو كان التفرد في جهة خاصة كقولهم تفرد به أهل مكة وهو النسبي إلا أن يكون تجوز بإرادة واحد منها ونحوه أي المثال كتفرد به فلان عن فلان مما له طرق سواه ، الغريب : والغريب وهو ما تفرد به واحد عن الزهري وشبهه كمالك مما يجمع حديثه وحينئذ فهو والفرد النسبي سواء بل هما مشتركان في المطلق أيضا وقد أشار ابن الصلاح إلى افتراقهما فيما إذا كان المنفرد به من مكة أكثر من واحد فإنه حينئذ يكون فرداً لا غريباً فكل غريب فرد ولا عكس.اهـ
كتبه/
بدر محمد البدر العنزي.
٢٣/٢/١٤٣٧هـ