– حجية خبر الآحاد –
– الآحاد جمع أَحَد بمعنى الواحد
وهو ما لم يجمع شروط المتواتر.
– وشروط التواتر عند أهل العلم :
أن يروي الحديث عدد كثير من الناس، وأن تكون الكثرة في كل طبقات السند، وأن تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وأن يكون مستند خبرهم الحس.
– والحديث الذي لم يجمع هذه الشروط هو الآحاد.
@- إذا صح الحديث أفاد العلم والعمل سواء كان متواتراً أو آحاداً.
وهذا قول عامة أهل العلم
قال ابن عبدالبر في التمهيد(١/٤): أجمع أهل العلم على قبول خبر الواحد العدل وإيجاب العمل به إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع وعلى هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع شذرمة لا تعد خلاف.
وقال الخطيب في الكفاية(٣١): وعلى العمل بخبر الواحد كان عامة التابعين ومن بعدهم من الفقهاء في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا ولم يبلغنا عن أحد منهم إنكار ذلك.
وقال ابن القيم في مختصر الصواعق(١/٣٣٢):
ومعلوم ومشهور استدلال أهل السنة بأحاديث الآحاد فهذا إجماع منهم على قبول أحاديث الآحاد
وقال بدرالدين العيني الحنفي في نخب الأفكار(٧/٦٨): مذهب فقهاء الأمصار أن خبر الواحد تقوم به الحجة ويجب به العمل في أمور الدين.
هذا هو الحق ولم يخالف في ذلك إلا شذرمة من أهل الكلام ومن نحا نحوهم من أهل الزيغ والضلال الذين تركوا العمل بأحاديث الآحاد في باب الإعتقاد وعملوا بها في أبواب الأحكام بحجة أن أحاديث الآحاد ظنية الدلالة لا قطعية فلا تثبت بها عقيدة، وذكروا ذلك في بعض كتب أصول الفقه ومصطلح الحديث، وليس لهم في هذا التفريق سلف.
وخالفوا في ذلك الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة
قال تعالى( وما ءاتىٰكم الرسول فخذوه وما نهىٰكم عنه فانتهوا) وهذا عام في كل شيء يأتي به رسول الله عليه الصلاة والسلام،
وعَمِل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بعموم الآية كما هو ظاهر قوله للنامصة(وما لي لا ألعن من لعنها رسول الله وهو في كتاب الله، ثم تلى: وما ءاتىـٰكم الرسول فخذوه وما نهىـٰكم عنه فانتهوا)
وقال تعالى( يـٰأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ) مفهوم المخالفة: إن جاءكم ثقة بنبإ
لا تتبينوا.
وفي الصحيحين عن ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث معاذاً إلى اليمن فقال(إنك تقدم قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم به شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)
وفي رواية(أن يوحدوا الله)
– ونقل الإجماع طائفة من أهل العلم منهم
ابن عبدالبر والخطيب وابن القيم والعيني وغيرهم.
والعمل ببعض النصوص وترك بعضها هو فعل المشركين الذين قال الله تعالى فيهم(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى في الحيوٰة الدنيا ويوم القيٰمة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغـٰفل عما تعملون)
– والغريب أن هؤلاء الذين لم يعملوا بأحاديث الآحاد تذبذبوا في هذا الباب تذبذباً شديداً فقد ثبت عن بعضهم أنه احتج بأحاديث الآحاد في بعض المسائل العقدية وخالف ما سار عليه بعدم العمل بأحاديث الآحاد، ومن نظر في كتبهم تبين له هذا التناقص.
الحمد لله الذي وفقنا لمنهج السلف.
كتبه:
بدر بن محمد البدر.
التعليقات معطلة.