– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– اختلاط الرواة –
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:
– تعريف الاختلاط :
الاختلاط : لغة : فساد العقل.
اصطلاحا : هو فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال إما بخرف أو ضرر أو مرض أو عرض : من موت ابن أوسرقة مال أو ذهاب كتب واحتراقها.
قاله السخاوي في فتح المغيث(٤/٤٥٨)
– حالات الاختلاط :
الاختلاط له ثلاث حالات:
١- من لم يضره الاختلاط
إما لقصر مدة اختلاطه كسفيان بن عيينة وإسحاق بن راهوية
وإما لأنه لم يرو شيئاً حال اختلاطه
كجرير بن حازم وعفان بن مسلم.
٢- من كان ضعيفاً قبل الاختلاط وزاده الاختلاط ضعفاً.
كعبدالله بن لهيعة.
٣- من كان ثقة قبل الاختلاط ثم اختلط
وهذا في قبول حديثه تفصيل:
أ- ما حدث به قبل الاختلاط قُبل .
ب- ما حدث به حال الاختلاط لا يقبل،
إلا إذا تابعه على روايته أحد الثقات فإنه يقبل،
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٤/٥٧) : قال وكيع : كنا ندخل على سعيد بن أبي عروبة فنسمع فما كان من صحيح حديثه أخذناه وما لم يكن صحيحاً طرحناه.اهـ
أي إذا وافق حديثه حديث الثقات قبلناه وإذا خالف حديثه حديث الثقات تركناه.
وقال الإمام ابن حبان في مقدمة صحيحه(١٦١):
وحكم هؤلاء-أي المختلطين-الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات.
ج- ما أشكل فلم يدر حدث به قبل الاختلاط أو بعده لا يقبل ،
إلا إذا تابعه على روايته أحد الثقات فتقبل روايته كما مر .
– الفرق بين التغير والاختلاط:
التغير هو ضعف حفظ الراوي.
الاختلاط هو فساد عقل الراوي.
– قال الإمام الذهبي: كل تغير يوجد في مرض الموت فليس بقادح في الثقة فإن غالب الناس يعتريهم في مرض الموت الحاد نحو ذلك، وإنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده ومتنه فيخالف فيه.اهـ
(السير-١٠/٢٥٤)
وقال المحدث الألباني:التغير ليس جرحاً مسقطاً لحديث من وصف به بخلاف من وصف بالاختلاط، والأول يقبل حديث من وصف به إلا عند الترجيح
وأما من وصف بالاختلاط فحديثه ضعيف إلا إذا حدث به قبل الاختلاط.
( السلسلة الضعيفة-٨/٣٦٦)
– وقال المحدث الوادعي : التغير ليس بمنزلة الاختلاط ذكر هذا الحافظ الذهبي في ترجمة هشام بن عروة عند قول ابن القطان:إنه اختلط بعد ما نزل إلى العراق.
فأنكر عليه الذهبي وقال : إنه ضعف حفظه-أي هشام-ولم يبلغ حد الاختلاط.اهـ
( المقترح-٦١)
– أسماء بعض المختلطين:
١- عبدالرحمن المسعودي:
قال أبو النضر:إني لأعرف اليوم الذي اختلط فيه-المسعودي-كنا عنده وهو يُعزى في ابن له فجاءه إنسان فقال له:إن غلامك أخذ من ملكك عشرة آلاف وهرب، ففزع وقام ودخل منزله ثم خرج إلينا وقد اختلط.
( الجرح والتعديل لابن أبي حاتم -٥/٢٥١)
٢- سعيد ابن أبي عروبة
قال يزيد بن زريع:أول ما أنكرنا ابن أبي عروبة يوم مات سليمان التيمي جئنا من جنازته،فقال:من أين جئتم؟قلنا من جنازة سليمان التيمي،فقال:
ومن سليمان التيمي؟!
( تهذيب التهذيب لابن حجر-٤/٥٨)
٣- سهيل بن أبي صالح
قال البخاري:كان لسهيل أخ فمات فوجد عليه فنسي كثيراً من الحديث.
(تهذيب التهذيب لابن حجر-٤/٢٣٩)
٤- إسماعيل بن مسلم المكي:
قال ابن المديني سمعت يحيى وسئل عن
إسماعيل بن مسلم المكي؟قال:كان لم يزل مختلطاً كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة أضرب.
( الميزان للذهبي-١/٢٤٨)
كتبه
بدر محمد البدر
التعليقات معطلة.