@ تخريج حديث ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان ) @

– تخريج حديث (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان) –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )
رواه ابن ماجه(١٤٠٩) والدارقطني في كتاب النزول(٩٤)وفي سنده ابن لهيعة ضعيف
وعبدالرحمن بن عزوب مجهول.
قال ابن الجوزي في العلل(٩٢٢): هذا حديث لا يصح وابن لهيعة ذاهب الحديث.

– والحديث له عدة شواهد منها:

١- عن عائشة رواه الترمذي(٧٣٩) وابن ماجه (١٤٠٨) والدارقطني في كتاب النزول(٨٩)
قال أبو عيسى الترمذي: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمداً يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى.
وقال ابن الجوزي في العلل(ح-٩١٥): ضعفه الترمذي والدارقطني.

٢- وعن معاذ رواه الدارقطني في كتاب النزول(٧٧) وابن حبان في صحيحه(٥٦٣٦) وفي سنده انقطاع بين مكحول ومالك بن يخامر.

٣- وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رواه أحمد (٦٦٤٢) وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث ؛ وصححه أحمد شاكر

٤- وعن أبي بكر الصديق رواه الدارقطني في كتاب النزول(٧٥)
قال ابن الجوزي في العلل(ح٩١٦): هذا حديث لا يصح ولا يثبت.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب(٣/٢٨٣):
لا بأس باسناده.

٥- وعن أبي ثعلبة الخشني رواه الدارقطني في كتاب النزول(٧٨) وفي سنده الأحوص بن حكيم العنسي، ضعيف
قال ابن الجوزي في العلل(٩٢٠): هذا حديث
لا يصح.

٦-وعن كثير بن مرة الحضرمي رواه الدارقطني في كتاب النزول(٨٢) وفي سنده حجاج بن أرطاة.
قال ابن حجر في التقريب : صدوق كثير الخطأ والتدليس.
وقد عنعنه.

٧-وعن عثمان بن أبي العاص رواه البيهقي في الشعب(٣/٣٨٣) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع(٦٥٣)

٨-وعن أبي هريرة رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية(٩٢١) وقال:وهذا لا يصح فيه مجاهيل.

٩- وعن علي بن أبي طالب رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية(٩٢٣) وفي سنده ابن أبي سبرة
متهم بالوضع.

– الخلاصة:
قال العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي(٣/١٦١):
ورد في فضيلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلاً.اهـ

وقال العلامة الألباني في الصحيحة(ح-١١٤٤): حديث(يطّلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان…) حديث صحيح روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً وهم:معاذ وأبو ثعلبة الخشني وعبدالله بن عمرو وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وأبو بكر الصديق وعوف بن مالك وعائشة.
وقال: وجملة القول إن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب والصحة تثبت بأقل منها عدداً ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث.اهـ

– فائدة:
لم يثبت في فضل العبادة في ليلة النصف من شعبان حديث.
ومما يروى فيها:
حديث علي بن أبي طالب مرفوعاً( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا…) رواه ابن ماجه(١٤٠٧)
قال ابن رجب في لطائف المعارف(١٩٨):سنده ضعيف.
وقال الألباني في سنن ابن ماجه(١٤٠٧):
ضعيف جداً أو موضوع.

– قال الإمام ابن القيم في المنار المنيف(٩٠):
حديث(يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف-قل هو الله أحد-قضى الله حاجته)
وحديث(من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة -قل هو الله أحد-بعث الله إليه مائة ملك يبشرونه)
وغير ذلك من الأحاديث التي لا يصح منها شيء، والعجب ممن شم رائحة العلم بالسنن أن يغتر بمثل هذا الهذيان ويصليها.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر

التعليقات معطلة.