@ مباحث في علم مصطلح الحديث – بلاغات الإمام مالك في الموطأ @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– بلاغات الإمام مالك في الموطأ –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

– معنى البلاغات:
البلاغات لغة جمع بلاغ وله عدة معان منها الخبر والإعلان.
اصطلاحاً : وهو قول الراوي بلغني عن فلان

– حكم البلاغات:
الأصل في البلاغات الضعف لانقطاع سندها،
ما لم توصل بسند صحيح.
– قال الزرقاني في شرح الموطأ(١/٢٩٤): البلاغ من أقسام الضعيف،
وقد قال سفيان:إذا قال مالك بلغني فهو من أقسام الصحيح.اهـ
– يحمل قول سفيان على قوة بلاغات مالك لا على صحة نسبتها إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
– قال الذهبي في الموقظة(١٩): بلاغات مالك أقوى من مراسيل مثل حميد وقتادة لأن مالكاً متثبت.

– عدد بلاغات مالك في الموطأ:
بلغ عدد بلاغات الإمام مالك في الموطأ (٤٢) بلاغاً
وهذه البلاغات التي أوردها الإمام مالك في الموطأ وصلها الإمام الحافظ ابن عبدالبر الأندلسي في كتابه التمهيد
إلا أربعة أحاديث لم يجدها مسندة
ووصلها الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح في رسالة سماها( رسالة في وصل البلاغات الأربعة في الموطأ )
وهذه الأربع هي:

١- قال الإمام مالك أنه بلغه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال( إني لأَنسى أو أُنسي لأَسُن)
قال الإمام ابن عبدالبر في التمهيد(٢٤/٣٧٥): لا أعلمه يروى مسنداً ولا مقطوعاً من غير هذا الوجه.اهـ
– الحديث وصله الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-١) من طريق أبي داود عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون )
وقال : إنما يتقوى به من حديث مالك طرف منه.اهـ
– الحديث الذي أسنده الحافظ ابن الصلاح قريب من لفظ الموطأ وليس هو كما لا يخفى،
لذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٣/١٠١):
لا أصل له،
ونحو منه قول الحافظ العراقي في تخريج الأحياء(٤/٤٣)

٢- قال الإمام مالك أنه بلغه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يقول( إذا أنشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غُديقة)
قال في التمهيد(٢٤/٣٧٧): حديث لا أعرفه بوجه من الوجوه.اهـ
– الحديث وصله الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-٢) من طريق ابن أبي الدنيا عن عائشة مرفوعاً بلفظ( إذا أنشأت السماء بحرية …)
وقال : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وفي سنده محمد بن عمر الواقدي ضعيف.اهـ

٣- قال الإمام مالك أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول إن رسول الله عليه الصلاة والسلام ( أُري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر )
قال في التمهيد(٢٤/٣٧٣):لا أعلم هذا الحديث يروى مسنداً بوجه من الوجوه.اهـ
– الحديث وصله الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-٣) عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ( ما عسى أن تكون محاسن أعمال أمتي في قصر أعمارهم…)
وقال : هذا حديث غريب المتن جداً وضعيف إسناد جداً.اهـ
– ما رواه ابن الصلاح قريب من معنى بلاغ مالك وليس هو،
لكن الحديث له شواهد مرسلة كما في تنوير الحوالك للسيوطي(١/٢٩٩)

٤- قال الإمام مالك أن معاذ بن جبل قال:آخر ما وصى به رسول الله عليه الصلاة والسلام حين وضعت رجلي في الغرز(أحسن خلقك للناس يا معاذ)
قال في التمهيد(٢٤/٣٠٠): هذا منقطع جداً ولا يوجد مسنداً.اهـ
قال الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-٤) عن معاذ
بلفظ( قلت يا رسول الله أوصني…)
وقال : فيه ليث بن أبي سليم
وقد توبع من بعض الرواة.اهـ

– الحديث له شاهد من حديث أبي ذر ومعاذ بلفظ( اتق الله حثيما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
رواه أحمد(٢١٣٥٤) والترمذي(١٩٨٧) وحسنه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

التعليقات معطلة.