– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– معنى قولهم: ( أصح ما في الباب ) –
من العبارات التي استعملها المحدثون في حكمهم على الأحاديث قولهم: ( هذا الحديث أصح ما في الباب) وقولهم: (هذا الحديث أحسن ما في الباب)
والمراد منها: أن هذا الحديث أرجح أحاديث الباب سواء كانت أحاديث الباب صحيحة أو ضعيفة فإن كانت صحيحة فهو أرجحها في الصحة وإن كانت ضعيفة فهو أقلها ضعفاً.
قال الحافظ النووي في الأذكار(٢١٥): وبلغنا عن الإمام الحافظ الدارقطني أنه قال:أصح شيء في فضائل السور فضل(قل هو الله أحد)وأصح شيء في فضائل الصلوات فضل صلاة التسبيح.
وقد ذكرت هذا الكلام مسنداً في كتاب طبقات الفقهاء في ترجمة الدارقطني،
ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون حديث صلاة التسبيح صحيحاً فإنهم يقولون:هذا أصح ما جاء في الباب، وإن كان ضعيفاً ومرادهم أرجحه وأقله ضعفاً.اهـ
وقال المحدث التهانوي في قواعد في علوم الحديث(٩١): لا يلزم من قولهم ( ليس في الباب شيء أصح من هذا) صحة الحديث بل المراد أنه أصح شيء في هذا الباب ، وكثيراً ما يريدون بهذا الكلام هذا المعنى. كذا في الجوهر النقي.
قلت: يجوز أن يكون ضعيفاً ولكنه أمثل من غيره ولا يجوز أن يكون موضوعاً.اهـ
– توضيح:
استعمل الإمام الترمذي في جامعه عبارة (أصح ما في الباب) كثيراً ، تارة على أحاديث في الصحيحين كحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً : (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول)
وحديث أنس رضي الله عنه : كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل الخلاء قال: (اللهم أعوذ بك من الخبث والخبائث)
وتارة على أحاديث ليست في الصحيحين ، وهي صحيحة عنده كحديث عائشة رضي الله عنها : (من حدثكم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يبول قائماً فلا تصدقوه)
وأراد بها الصحة الاصطلاحية لا غيرها والله أعلم.
– توضيح آخر:
قولهم : (هذا أصح من ذلك)
هذه العبارة استعملها الحفاظ في كتب علل الأحاديث والمراد منها أن هذا الحديث أرجح من الحديث الآخر سواء كان صحيحاً أو ضعيفاً.
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٢/٨/١٤٣٦هـ