@ مسائل منتقاة في الدعاء من مجموع سؤالاتي لشيخنا العلامة صالح اللحيدان @

– مسائل منتقاة في الدعاء من مجموع سؤالاتي لشيخنا العلامة صالح اللحيدان –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

هذه أربعة مسائل في باب الدعاء يكثر السؤال عن مشروعيتها انتقيتها من مجموع سؤالاتي لشيخنا العلامة صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله تعالى.

المسألة الأُولى: ما حكم تلحين الدعاء وترتيله؟
قال شيخنا: تلحين الدعاء هذا من النتطع وينبغي تركه.

المسألة الثانية: ما حكم الإطالة في الدعاء؟
قال شيخنا: لاشك أن الإعتدال في الدعاء مطلوب.

المسألة الثالثة: ما حكم قوم المأموم(سبحانك)في القنوت؟
قال شيخنا: لابأس بذلك لأن سبحانك تنزيه لله تعالى.
-قلت له:هل يجهر بها أم يسر؟
قال: له الجهر بها.

المسألة الرابعة: ما حكم مسح الوجه بعد الدعاء؟
قال شيخنا: لا يمسح وجهه بعد الدعاء ولم يصح في مسح الوجه حديث.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ فوائد منتقاة من شرح شيخنا العلامة صالح اللحيدان على الأصول الستة @

– فوائد منتقاة من شرح شيخنا العلامة صالح اللحيدان على الأصول الستة –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
هذه بعض الفوائد انتقيتها من شرح شيخنا العلامة صالح اللحيدان لرسالة الأصول الستة للإمام محمد بن عبدالوهاب بعد قراءتي عليه للرسالة: يوم الإثنين-١٤٣٤/٦/١٩هـ

– قال شيخنا العلامة صالح اللحيدان:

١- على الإنسان أن يخلص لله في العبادة وأن يجتنب الشرك وما يقربه إليه وهذه هي خلاصة دعوة الرسل،قال تعالى(أن اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)

٢- ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يكون عمله الذي يتقرب به إلى الله خالصاً لله ولا يرغب أن يعجب به الناس ولا أن يظهر أمامهم بأنه من أهل الخير والتقى وهو ليس كذلك.

٣- أقسم الله تعالى أن الناس في خسارة إلا الذين استثناهم كما في سورة العصر،قال تعالى(والعصر إن الإنسان لفي خسر)
إلا من، قال : (إلا الذين ءامنوا)
ليس فقط إيمان وهو التصديق لا بل (وعملوا الصالحات)
وليس إيمان وعمل فقط لا بل (وتواصوا بالحق)أي بالثبات عليه.
(وتواصوا بالصبر)بأن لا يتضرموا ولا يتضايقوا.

٤- ليعلم أن كل من دعاء إلى الله تعالى كثر أعدائه فليصبر ويصابر حتى يكون ممن استثناهم الله من الخاسرين.(إن الإنسان لفي خسر…)

٥- لابد من الحرص على أن تتفق كلمة أهل الخير على الهدى وأن يتعاونوا وأن يحرصوا على تجنب الخلاف،والصحابة رضي الله عنهم من أحرص الناس في هذا الجانب،
قال ابن مسعود رضي الله عنه(الخلاف شر)

٦- التعاون والتفاهم وجمع الكلمة على الحق وليس جمع الكلمة على الباطل لابد منه،ودعوة الإنسان على اجتماع الكلمة مما يعين الإنسان على الثبات.

٧- هذا الأصل في السمع والطاعة
قال تعالى(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) هذا نص قرآني
وفي الحديث(على المرء المسلم السمع والطاعة في المنشط)أي الأمور التي يحبها هو(والمكره)أي في الأمور التي لا يريدها(وفي الأثرة)يعني وإن استأثر الوالي بأمور من الأموال ولم يعط الرعية فينبغي أن يثبت الناس على السمع والطاعة.

٨- الخروج عن مقتضى السمع والطاعة للحاكم يثير الخلاف وإثارة الخلاف تزرع العداوات وزراعة العداوات تحمل على المغالبة وسفك الدماء.

٩- الشريعة جاءت بتوفير الاعتصام بحبل الله قال تعالى(واعتصوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)

١٠- العلم إنما هو ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله عليه الصلاة والسلام،وما سواه إن كان داخلاً فيما نص الله عليه في مفهومه أو فيما نص عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وإلا فيجتنب.

١١- الدعايات إلى البدع والضلالات والتنسك بغير دليل فإن هذا من التشريع،قال تعالى(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)

١٢- لابد من التقييد في التعبد والتحليل والتحريم بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله عليه الصلاة والسلام.

١٣- يجب أن يكون العمل كله مبنياً على الإقتداء لا على الإحداث والبدع.

١٤- لا يقل الإنسان هذا حلال وهذا حرام إلا بدليل.

١٥- لا يقل الإنسان هذا عمل فاضل وهذا عمل غير فاضل إلا أن يأتي بالدليل عليه من القرآن والسنة أو ما دل عليه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ تخريج حديث ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) وبيان إدراج لفظة ( كريم ) @

تخريج حديث(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني ) وبيان إدراج لفظة(كريم)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

روى الترمذي (٣٥١٣): عن عبدالله بن بريدة عن عائشة أنها قالت:يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول؟قال:(قولي اللهم إنك
عفو كريم تحب العفو فاعف عني)
قال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح.
– ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة(٧٦٨-ط-
دار البصيرة)عن عبدالله بن بريدة عن عائشة.بمثل لفظ الترمذي.

– وهذا الحديث وقع فيه خطأ من النساخ أو الطباعة وهو زيادة لفظة(كريم)فإن الأئمة الحفاظ رووا حديث عائشة بدون هذه الزيادة.

رواه ابن ماجه(٣٩١٨)من طريق عبدالله بن بريدة عن عائشة بلفظ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)

وأحمد(٢٦٢٠٦)من طريق سليمان بن بريدة عن عائشة. بدونها.

والنسائي في السنن الكبرى(١٠٧١٣) من طريق سليمان بن بريدة عن عائشة.بدونها.

ورواه الطبراني في الدعاء(٩١٦) من طريق
ابن بريدة عن عائشة. بدونها.

والحاكم(١٩٨٥)من طريق سليمان بن بريدة عن عائشة. بدونها.
وقال:صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

– وأورده الأئمة المتأخرون في مصنفاتهم بدون ذكر لهذه الزيادة مع عزوهم الحديث للترمذي

ذكره المجد ابن تيمية في المنتقى(١٧٧٢): بدونها
وعزاه للترمذي وأحمد وابن ماجه
وذكره النووي في الأذكار(٥٨٢):بدونها.
وعزاه للترمذي
وذكره ابن حجر في البلوغ(٦٦٣):بدونها.وعزاه للخمسة غير أبي داود
وذكره السيوطي في الجامع(٤٤٢٣):بدونها.وعزاه للترمذي

@- فائدتان:
– الأولى/ في سنن الترمذي الطبعة الهندية جاء حديث عائشة بلفظ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) بدون زيادة(كريم)
قال العلامة المحدث الألباني في الصحيحة(٣٣٣٧):زيادة (كريم) لا أصل لها في الكتب المتقدمة وهي خطأ من النساخ أو الطابعين.

وجاء في كتاب ابن السني عمل اليوم والليلة الطبعة الهندية بلفظ(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) بدون زيادة(كريم).
قال العلامة المحدث الألباني في الصحيحة(٣٣٣٧):هذه الزيادة وقعت خطأ في نسخة ابن السني.

– الثانية/ صحح حديث عائشة طائفة من الأئمة منهم:
الترمذي والحاكم والألباني.
وضعفه بعض الأئمة منهم:
الدارقطني والوادعي
وسبب ضعفه أن عبدالله بن بريدة لم يسمع من عائشة؛ قاله الدارقطني في سننه والبيهقي في السنن الكبرى.
لكن عبدالله لم يتفرد به فقد تابعه أخوه سليمان
أخرجه أحمد والنسائي في الكبرى والحاكم.
وسليمان ثقة من الثالثة .

كتبه:
بدر بن محمد البدر

@ مسائل منتقاة في الصيام من مجموع سؤالاتي لشيخنا العلامة صالح بن محمد اللحيدان – عضو هيئة كبار العلماء – وقد أذن لي بنشرها يوم الأربعاء ٢٧/شعبان /١٤٣٥هـ @

– مسائل منتقاة في الصيام من مجموع سؤالاتي لشيخنا العلامة صالح بن محمد اللحيدان-عضو هيئة كبار العلماء-وقد أذن لي بنشرها يوم الأربعاء٢٧/شعبان/١٤٣٥هـ-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

قال لي شيخنا العلامة صالح اللحيدان:
١- قول(اللهم بلغنا رمضان) هذا دعاء مشروع جائز لا حرج فيه.
٢- وقال لي:التهنئة بقدوم رمضان أرجو أن لا يكون بها بأس.

@ – مسائل في المفطرات وغيرها – @

١-قال لي شيخنا: حديث(لاصيام لمن لم يبيت النية من الليل)
هذا في الصوم الواجب،وأما صوم النافلة فإنه لا يشترط له نية من الليل لأن النبي عليه الصلاة والسلام(أمر الناس يوم عاشوراء بالأمساك)وهذا يدل على أن النفل لا يشترط له نية من الليل.
٢- وقال لي: ضابط المرض المبيح للفطر:هو المرض الذي يتأذى منه المريض ويتأخر شفاؤه بسبب الصوم.
٣- وقال لي:من كان في فمه أكلة أو ماء وأذن آذان الفجر فإذا لا يلفظ ما في فمه بل يأكله وصومه صحيح.
٤- وقال لي:منظار المعدة الأفضل أن يؤخر إلى الليل إلى ما بعد الإفطار لكن إذا اضطر إليه الصائم في نهار رمضان أرجو أن لا حرج عليه.
– وقال لي قديماً: إنه يفطر لأنه يدخل من الجوف.
٥- وقال لي:الحجامة لا تفطر الصائم على الصحيح وأما حديث(أفطر الحاجم والمحجوم)هذا كان في أول الأمر.
– وقال لي قديماً:إن الدم الكثير يفسد الصيام.
٦-و قال لي: التبرع بالدم فيه خلاف والصحيح أنه لا يفسد الصيام كالحجامة .
٧- وقال لي:سحب الدم للتحليل لا يفسد الصيام
٨- وقال لي:من استقى عمداً فسد صومه ومن غلبه القيء فإن صومه صحيح ولا يفسد بذلك .
٩- وقال لي:حبة الضغط التي توضع تحت اللسان إذا كانت تذوب في الفم وينزل منها شيء في الجوف فإنها تفطر الصائم.
١٠- وقال لي:بخاخ الربو لا يفطر الصائم إلا إذا كان ينزل منه شيء إلى الجوف فإنه يفطر.
١١- وقال لي:كمام الأوكسجين الصحيح أنه هواء لا يفطر.
١٢- وقال لي:غسيل الكلى يفطر الصائم.
١٣- وقال لي: إبرة السكري لا تفطر الصائم.
١٤- وقال لي:إبرة الحرارة لا تفطر الصائم.
١٥- وقال لي:إبرة الفيتامينات هذه إذا كانت تعطى المريض من الجوف فإنها تفطر لأنها أصبحت أشبه بالطعام، وإذا كانت تعطى المريض في غير الجوف فلا تفطر.
١٦- وقال لي:قطرة الأنف غالباً تنزل في الجوف فإذا نزلت في جوف الصائم فسد صومه.
١٧- وقال لي:قطرة العين الأفضل عدم استعمالها في نهار رمضان لأنها قد تنزل إلى الأنف ثم إلى الجوف.
١٨-وقال لي: قطرة الأذن الأفضل عدم استعمالها في نهار رمضان .
١٩- وقال لي:البنج الموضعي للأسنان إذا كان ينزل منه شيء في الجوف فإنه يفطر وإذا كان لا ينزل منه شيء في الجوف فإنه لا يفطر.
٢٠- وقال لي:الفرشاة والمعجون لا حرج في استعمالها في نهار رمضان لكن ليجتنب الصائم أن ينزل شيء منها في جوفه،وإلا فالأصل أنها جائزة لأن الفرشاة أشبه بالسواك.
٢١- وقال لي: البخور لا حرج في استعماله للصائم لكن عليه أن يجتنب استنشاقه.
٢٢- وقال لي:الصائم إذا أمذى بشهوة فإنه لا يفطر لأن المذي لا يفطر ولا يوجب غسل بل ينقض الوضوء فقط.
٢٣- وقال لي:الأكل والشرب عمداً من مفسدات الصيام بإجماع العلماء.
٢٤- وقال لي:الجماع في نهار رمضان من مفسدات الصيام بإجماع العلماء.
٢٥- وقال لي:التغذية عن طريق الوريد هذه من مفسدات الصيام.
٢٦- وقال لي: المسافر له الفطر مطلقاً سواء سافر لأجل الإفطار أو لغيره لأن الأصل أنه مسافر وله رخصة الفطر.
٢٧- وقال لي: المسافر إذا قدم إلى أهله نهاراً فإنه لا يمسك على الصحيح لأنه أفطر بعذر شرعي،وإذا أمسك مداراة للناس لا بأس بذلك.
٢٨- وقال لي: الغيبة والنميمة ونحوهما هذه من المنقصات لأجر الصائم.
٢٩- وقال لي:من ظن أن الشمس غابت وأفطر مجتهداً بذلك ثم تبين له أنها لم تغب بعدما أفطر فهذا لا يقضي اليوم الذي أفطره على الصحيح لأنه ليس بمفرط وأما من أفطر ظاناً مغيب الشمس من غير أن يتحرى ويجتهد فهذا مفرط وعليه قضاء هذا اليوم الذي أفطره.
٣٠- وقال لي: يجوز للصائم تقبيل زوجته والأحوط ترك هذه الأشياء
٣١- وقال لي: الأفضل أن يبتعد الصائم عن مباشرة زوجته لأنه الراعي حول الحمى يوشك أن يرتع فيه.

كتبه
بدر بن محمد البدر العنزي

@ لا يُقلل من خطر أحياء التراث الإسلامي إلا تراثي مثلهم @

– لا يُقلل من خطر أحياء التراث الإسلامي إلا تراثي مثلهم –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

جمعية أحياء التراث الإسلامي جمعية حزبية جمعت بين منهجين خبيثين منهج الإخوان المسلمين من جهة ومنهج الخوارج من جهة أخرى فهي خليط من هذين المنهجين المنحرفين.
وهذا الأمر يتضح جلياً لكل من تتبع واستقراء منهج هذه الجمعية .
وقد بيين علماء السلف أمثال الشيخ ناصر الدين الألباني والشيخ مقبل بن هادي الوادعي
رحمهما الله والشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري حفظهما الله وغيرهم من العلماء،
خطر هذه الجمعية وحذروا منها لأنها جمعية حزبية ترى البيعة لرئيس الجمعية والسمع والطاعة له والولاء لكل من وافقهم وإن كان رافضياً والبراء لكل من خالفهم وإن كان سلفياً ويجوزون المظاهرات والإنكار العلني على الحاكم وغير ذلك من أمورهم المعروفة المخالفة للكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
وأصبح أمر هذه الجمعية وتحذير العلماء منها ومن فكرها لا يخفى على أحد ولله الحمد
إلا ما شاء الله تعالى.

ومما ساءني في الأونة الأخيرة أنني رأيت بعض الشباب السلفي يثني على جمعية التراث وبعضهم يطلب العلم عند مشايخ هذه الجمعية بسبب فتاوى طائشة لبعض المشايخ الطائشين الذين أساءوا لأنفسهم قبل أن يسيئوا للدعوة السلفية
(وإن تعجب فعجب قولهم)
ومن العجب أن خلاف جمعية التراث الإسلامي الذي كان بالأمس خلافاً منهجياً عقائدياً أصبح خلافاً صورياً لا حقيقاً.
قال أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول( لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه ) رواه البخاري

وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( قبل الساعة سنون خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة ) رواه أحمد وحسنه بعض الحفاظ.
والرويبضة هو الشخص التافه يتكلم في أمر العامة.
– قال شيخنا العلامة صالح اللحيدان حفظه الله:إذا فسد الزمان تطاولت الحرباء ورفع كل خامل صوته.اهـ
فبسبب هؤلاء الذين قللوا من خطر البدع وأهلها انجراف بعض الشباب السلفي ممن نعرفهم معرفة تامة في تيار جمعية أحياء التراث الإسلامي وأصبحوا معهم بعدما كانوا يحذرون منهم ونسوا أو تناسوا فكر هذه الجمعية وتحذير العلماء منها، وتمسكوا بفتاوى طائشة قلل أصحابها من خطر البدع والمبتدعة.
– قلت لشيخنا العلامة صالح اللحيدان: شخص يقلل من خطر أهل البدع؟
قال : هذا لا يفهم هذا متحذلق كيف يقلل من خطرهم.اهـ
فالحذر الحذر أيها السلفيون
لا تنخدعوا بهذه الجمعية الضالة كما انخدع من نزين له الشيطان سوء عمله.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – الحديث المرفوع @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– الحديث المرفوع –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– المرفوع لغة: الرفع ضد الوضع.
اصطلاحاً: ما أُضيف إلى النبي عليه الصلاة من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.

– سبب تسميته بالمرفوع:
سمي المرفوع مرفوعاً لارتفاع نسبته بإضافته إلى المقام الرفيع للنبي عليه الصلاة والسلام.

– لطيفة:
قال ابن الصلاح في المقدمة(٤١): قال الخطيب المرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول النبي عليه الصلاة والسلام وفعله؛ فخصه بالصحابة فيخرج بذلك المرسل.اهـ
– وقال ابن كثير في اختصار علوم الحديث(٥٤):
المرفوع هو ما أضيف إلى النبي عليه الصلاة والسلام قولاً أو فعلاً عنه وسواء كان متصلاً أو منقطعاً أو مرسلاً .اهـ
– به قال ابن حجر في النكت(١/٣٣٨)
– والسخاوي في فتح المغيث(١/١٧٨)
وقولهم أرجح من قول الخطيب لأن المراد بالمرفوع هو نسبة المتن إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام سواء نسبه صحابي أو تابعي.

– نوعا الحديث المرفوع:
ينقسم الحديث المرفوع إلى قسمين:

النوع الأول: مرفوع صريح:
وهو ما أضيف للنبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
مثال القول: عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول(إنما الأعمال بالنيات)متفق عليه
ومثال الفعل: قال ابن مسعود رضي الله عنه(لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام كثيراً ينصرف عن يساره)متفق عليه
ومثال التقرير: قال ابن عباس رضي الله عنه أقبلت راكباً على أتان ورسول الله يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي الصف فلم ينكر ذلك علي)متفق عليه
ومثال الصفة: قال أنس رضي الله عنه(ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي عليه الصلاة والسلام)متفق عليه.

النوع الثاني: مرفوع حكمي:
هو ما كان له حكم الرفع.
كقول الصحابي: السنة كذا أو أُحل لنا كذا أو حُرم علينا كذا أو نُهينا عن كذا أو أُمرنا بكذا
أو كنا نفعل كذا
أو يقول الصحابي قولاً لا مجال للرأي فيه ولم يُعرف بالأخذ عن أهل الكتاب،
أو يقول نزلت هذه الآية في كذا.
فهذا كله من المرفوع الحكمي.
قال أبو عمرو الداني في علم الحديث(١٦):
وإذا قال الصحابي كنا نفعل كذا وكنا نُؤمر بكذا وأُمرنا أن نفعل كذا ونُهينا عن كذا ومن السنة كذا ومن الفطرة كذا وكنا نقول ورسول الله عليه الصلاة والسلام فينا كذا وكنا لا نرى بأساً بكذا وكان يقال كذا وكذا وشبه هذا إذا قاله الصحابي المشهور بالصحبة فهو حديث مسند متصل وجميع ذلك مُخرّج في المسانيد وإن لم يذكر الصحابي في شيء من ذلك النبي عليه الصلاة والسلام.اهـ
وقال أيضاً(٢٢): وقد يحكي الصحابي قولاً لا يضيفه إلى النبي عليه الصلاة والسلام فلا يسميه بل يوقفه على نفسه فيُخرجه أهل الحديث في المسند المتصل بالنبي عليه الصلاة والسلام لامتناع ذلك من أن يكون الصحابي يقوله رأياً دون التوقيف من النبي عليه الصلاة والسلام.اهـ
وقال أيضاً(٣١): الصحابي المشاهد للوحي والتنزيل إذا أخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فهذا حديث مسند.اهـ
وقال ابن حجر في النزهة(١٤٣): وقد يقتصرون-أي التابعين-على القول مع حذف القائل ويريدون به النبي عليه الصلاة والسلام كقول الأعرج عن أبي هريرة قال:قال(تقاتلون قوماً…)الحديث.اهـ

– فائدة:
قول التابعي عن الصحابي(يرفع الحديث أو ينميه أو يبلغ به أو رواية) كل هذه الألفاظ كناية عن رفع الصحابي الحديث وروايته عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يختلف أهل العلم أن الحكم في هذه الأخبار وفيما صرح برفعه سواء في وجوب القبول والتزام العمل.
قاله الخطيب في الكفاية(٤١٥)

– فائدة أخرى:
المرفوع الصريح يقدم على المرفوع الحكمي حيث يتعارضان ولا يمكن الجمع بينهما.
قال الحازمي في الإعتبار(٢٨)-من وجوه الترجيح بين الأحاديث المتعارضة- أن يكون أحد الحديثين منسوباً إلى النبي عليه الصلاة والسلام نصاً وقولاً والآخر ينسب إليه استدلالاً واجتهاداً فيكون الأول مُرجحاً.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – معنى قول الأئمة ( حديث لا أصل له ) @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– معنى قول الأئمة ( حديث لا أصل له ) –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

من العبارات التي استعملها الأئمة الحفاظ في الحكم على بعض الأحاديث قولهم:
( حديث لا أصل له ) ومرادهم بهذه العبارة
أي : ليس له إسناد مقبول، بل يُروى بأسانيد موضوعة أو منكرة أو مرسلة، ونحوها مما يدل على عدم ثبوت الحديث عندهم .

– قال السخاوي في المقاصد الحسنة(٥٦٠):
قول الميموني:سمعت أحمد بن حنبل يقول:ثلاث كتب ليس لها أصول:المغازي والملاحم والتفسير،قال الخطيب في جامعه:وهذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها لعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها.اهـ

– وقال شيخ الإسلام في الاستغاثة(١٧): قول الإمام أحمد(ثلاث علوم ليس لها أصول:المغازي والملاحم والتفسير)معنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة ومنقطعة.اهـ

– من الأمثلة على ذلك:
– حديث أبي رافع أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للعباس( يا عم ألا أصلك ألا أحبوك ألا أنفعك…) وذكر صلاة التسابيح
قال النووي في الأذكار رويناه في كتاب الترمذي وابن ماجه،
وقال أبو بكر بن العربي:حديث أبي رافع ليس له أصل في الصحة ولا الحسن وإنما ذكره الترمذي لينبه عليه لئلا يغتر به.اهـ
قوله(ليس له أصل في الصحة ولا الحسن)
أي ليس له سند صحيح ولا حسن بل يروى بأسانيد ضعيفة.

– حديث أبي رافع أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( إذا طنت أُذن أحدكم فليذكرني وليصلي علي)
قال السخاوي في المقاصد(ح-٧٠) رواه الطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة والخرائطي وآخرون عن أبي رافع مرفوعاً وسنده ضعيف
بل قال العقيلي:إنه ليس له أصل.اهـ
قوله (ليس له أصل)أي ليس له سند ثابت.

– حديث أنس مرفوعاً( اطلبوا العلم ولو بالصين)
قال السخاوي في المقاصد الحسنة(ح-١٢٥): رواه البيهقي في الشعب وغيره من حديث أبي عاتكة طريف بن سلمان ومن حديث عبيد بن محمد عن ابن عيينة عن الزهري كلاهما عن أنس مرفوعاً به، وهو ضعيف من الوجهين،بل قال ابن حبان : إنه باطل لا أصل له.اهـ
قوله(باطل لا أصل له)أي ليس له سند ثابت .

– فائدة:
قد يطلق الأئمة أحياناً عبارة لا أصل له
ومرادهم : الحديث الذي لا وجود له في كتب السنة.
قال شيخ الإسلام في الاستقامة(١/٢٩٦):
حديث : أن رجلاً أنشد بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام فقال :هل عليَّ ويحكما إن عشقت من حرج.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام(لا حرج إن شاء الله)
هذا الحديث لا أصل له وليس هو في شيء من دواوين الإسلام وليس له إسناد.اهـ

– وقال السخاوي في المقاصد الحسنة(ح-١٧٨):
حديث(أُمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر) اشتهر بين الأصوليين والفقهاء ولا وجود له في كتب الحديث المشهورة ولا الأجزاء المنثورة، وجزم العراقي بأنه لا أصل له.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – معنى قول المحدثين ( أصله في الصحيحين ) @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– معنى قول المحدثين ( أصله في الصحيحين ) –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

معنى قول المحدثين : حديث أصله في الصحيح أو الصحيحين المراد منه أن لفظ الحديث أو بعض ألفاظه أو معناه مُخّرج في الصحيح أو الصحيحين من حديث نفس الصحابي أو صحابي آخر.

مثاله:
قول الحافظ النووي في الأربعين النووية(ح-٣٣): عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر) حديث حسن رواه البيهقي وغيره وبعضه في الصحيحين.اهـ
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم(٦٤٦): أصل هذا الحديث حرجاه في الصحيحين من حديث ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه) .اهـ

– لفظ رواية الصحيحين مقاربة للفظ رواية البيهقي.

– وقول الحافظ ابن حجر في البلوغ(ح-٨٩) عن
ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً( يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فينفخ في مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) أخرجه البزار
وأصله في الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد.اهـ
لفظ الحديث في الصحيحين البخاري(١٣٧) ومسلم(٨٠٢)
عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال(لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)

– لفظ حديث عبدالله بن زيد في الصحيحين مقارب للفظ حديث ابن عباس .

– وقال الحافظ ابن حجر أيضاً في البلوغ(ح-٣٧٣):
عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث علياً إلى اليمن-فذكر الحديث-قال:فكتب علي بإسلامهم فلما قرأ
رسول الله عليه الصلاة والسلام الكتاب خر ساجداً)
رواه البيهقي وأصله في البخاري.اهـ
لفظ الحديث في البخاري(٤٣٤٩)
عن البراء رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله عليه الصلاة والسلام مع خالد إلى اليمن ثم بعث علياً بعد ذلك مكانه فقال:مر أصحاب خالد من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل فكنت فيمن عقب معه).

– لفظ رواية البخاري بمعنى رواية البيهقي.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ تخريج حديث ( ثلاث جدُّهن جَد وهزلُن جد النكاح والطلاق والرجعة ) @

– تخريج حديث( ثلاث جدُّهن جَد وهزلُهن جد النكاح والطلاق والرجعة)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:

عن عبدالرحمن بن حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن ابن ماهك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة )

رواه أبو داود(٢١٩٤)
والترمذي(١١٨٦) وقال :حديث حسن غريب والعمل عليه عند أهل العلم من الصحابة وغيرهم.
وابن ماجه(٢٠٣٩)
والدارقطني(٣٥٩٣)
والحاكم(٢٨٥٤) وصححه وتعقبه الذهبي وضعفه.
والطحاوي في معاني الآثار(١١/٢٧٥)
وابن الجوزي في التحقيق وضعفه(ح-١٨٧٧)

وقال ابن حجر في التلخيص(٣/٢١٠): عبدالرحمن بن حبيب مختلف فيه قال النسائي منكر الحديث ووثقه غيره فهو على هذا حسن الحديث.
وقال العيني في نخب الأفكار(١١/٢٧٧): حسن
وغلط ابن الجوزي في تضعيفه.
وقال الألباني في الإرواء(٦/٢٢٤): حسن
وقال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١٠/٣٧١): حديث صحيح

ورواه ابن عدي(٢/٢٦١) من طريق غالب عن الحسن عن أبي هريرة بلفظ (الطلاق والعتاق والنكاح)
ولا يصح غالب الجزري ضعيف والحسن لم يسمع من أبي هريرة
قال ابن عدي في كامله(٢/٢٦١):غالب الجزري له أحاديث منكرة
وقال ابن حجر في البلوغ(١٠٠٨): ضعيف
وقال الألباني في الإرواء(٦/٢٢٦): ضعيف جداً

والحديث له شواهد منها:
١- عن عبادة بن الصامت
رواه الحارث بن أسامة كما في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث(ح-٥٠٣)
قال ابن عبدالهادي في التنقيح(٣/٢١٥): ضعيف
وضعفه ابن حجر في البلوغ(١٠٠٩)
والشوكاني في النيل(٢٨٧٧)
و الألباني في الإرواء(٦/٢٢٦)

٢- عن أبي ذر الغفاري.
رواه عبدالرزاق في المصنف(١٠٢٤٩)
قال ابن حجر في التلخيص(٣/٤٢٣): منقطع
وضعفه الشوكاني في النيل(٢٨٧٧)
وقال الألباني في الإرواء(٦/٢٢٦): سنده واه جداً

٣- عن فضالة بن عبيد
رواه الطبراني في الكبير(١٨/٧٨٠)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد(٤/٢٣٥): فيه
ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح.

٤- عن الحسن البصري مرسلاً
رواه ابن أبي شيبة في المصنف(٥/١٠٦)
قال الألباني في الإرواء(٦/٢٢٧): مرسل صحيح الإسناد.

٥- عن عمر موقوفاً
رواه عبدالرزاق في المصنف (١٠٢٤٨)

٦- عن علي موقوفاً
رواه عبدالرزاق في المصنف(١٠٢٤٧)

– الخلاصة:
قال العلامة المحدث الألباني في الإرواء(٦/٢٢٨):
والذي يتلخص عندي مما سبق أن الحديث حسن بمجموع طريق أبي هريرة الأولى التي حسنها الترمذي وطريق الحسن البصري المرسلة وقد يزداد قوة بحديث عبادة بن الصامت والآثار المذكورة عن الصحابة فإنها ولو لم يتبين لنا ثبوتها عنهم عن كل واحد منهم تدل على أن معنى الحديث كان معروفاً عندهم.اهـ

– فائدة فقهية:
– قال الإمام ابن القيم في الزاد(٥/١٨٦):
المكلف إذا هزل بالطلاق أو النكاح أو الرجعة لزمه ما هزل به،فدل على أن كلام الهازل معتبر وإن لم يعتبر كلام النائم والناسي وزائل العقل والمكره والفرق بينهما أن الهازل قاصد للفظ غير مريد لحكمه.اهـ

– وقال لي العلامة اللحيدان: هذه الثلاثة النكاح والطلاق والرجعة تقع حتى لو كان قائلها مازحاً
ولا يشترط النية فيها بل تقع سواء سوى نوى أم لم ينو.

كتبه:
بدر بن محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – مراد الإمام مسلم من قوله ( وضعت في كتابي ما أجمعوا عليه ) @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– مراد الإمام مسلم من قوله:( وضعت في كتابي ما أجمعوا عليه) –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

قال الإمام مسلم في صحيحه(ح-٤٠٤): حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا سعيد بن أبي عروبه ح
وحدثنا أبو غسان المسمعي حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن سليمان التيمي كل هؤلاء عن قتادة في هذا الإسناد بمثله وفي حديث جرير عن سليمان عن قتادة من الزياة(وإذا قرأ فأنصتوا)
قال أبو إسحاق-صاحب مسلم راوي الكتاب عنه-
قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث فقال مسلم : تريد أحفظ من سليمان ؟
فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟
فقال:هو صحيح-يعني وإذا قرأ فأنصتوا-فقال:هو عندي صحيح .
فقال:لمَ لمْ تضعه هاهنا؟
قال:ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا إنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه.اهـ

وتنازع الحفاظ في الإجماع الذي أراده الإمام مسلم بقوله: (وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه)
على عدة أقوال :
قيل : إنه يريد إجماع شيوخه عامة.
وقيل : إنه يريد إجماع المحدثين عامة.
وقيل : إنه يريد إجماع يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعثمان بن أبي شيبة وسعيد بن منصور.
وقيل غير ذلك،
( ذكر الأقوال الزركشي في النكت على المقدمة-٦٣)

وأرجح ما قيل في الإجماع الذي عناه الإمام مسلم هو قول الحافظ ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم(١٥):
قال: قول مسلم مشكل جداً فإنه قد وضع في صحيحه أحاديث قد اختلفوا في صحتها لكونها من حديث من اختلفوا في صحة حديثه ولم يجمعوا عليه
وقد أجبت عنه بجوابين:
أحدهما: أنه لم يضع في كتابه إلا الأحاديث التي وجد عنده فيها شرائط المجمع عليه وإن لم يظهر اجتماعها في بعضها عند بعض.
والثاني: أنه أراد أنه ما وضع فيه ما اختلفت الثقات فيه في نفس الحديث متناً أو إسناداً ولم يرد ما كان اختلافهم إنما هو في توثيق بعض رواته وهذا هو الظاهر من كلامه فإنه ذكر ذلك لما سئل عن حديث أبي هريرة (وإذا قرأ فأنصتوا)
هل هو صحيح؟ فقال:هو عندي صحيح، فقيل له لمَ لمْ تضعه ههنا؟ فأجاب بالكلام المذكور.اهـ

عليه يكون مراد الإمام مسلم من هذا الإجماع
إما اجتماع شروط الحديث الصحيح الخمسة في الحديث الذي يخرجه.
وإما اجتماع الحفاظ وعدم اختلافهم في لفظ الحديث الذي يخرجه لذلك لم يسند زيادة(وإذا قرأ فأنصتوا)
لتفرد سليمان التيمي فيها ومخالفته لأصحاب قتادة مع اعتقاده صحة هذه الزيادة.

كتبه
بدر محمد البدر