الرد الثلاثون / على عدنان إبراهيم في انكاره الصراط.
قال عدنان إبراهيم( ذكر الصراط لم يأت في القرآن الكريم وإنما ورد في آحاديث آحاد وأحاديث الآحاد لا تؤخذ منها عقيدة )
يجاب عليه:
بأن الصراط حق لا ريب فيه.
وهو بكسر الصاد لغة : الطريق الواضح.
وشرعاً: جسر منصوب على متن جهنم يمر عليه الناس على قدر أعمالهم.
وجاء في وصف الصراط أنه : أحدّ من السيف ، وأدق من الشعر ، دحض مزلة ، يمر عليه الناس على قدر أعمالهم ، منهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدوا عدواً ومنهم من يمشي مشياً ومنهم من يزحف زحفاً وعلى حافتي الصراط كلاليب تخطف الناس.
ودل على وجوب الإيمان بالصراط الكتاب والسنة والإجماع.
– الكتاب:
قال تعالى ( وإن منكمـ إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظـٰلمين فيها جثياً )
قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله(وإن منكم إلا واردها) قال: الصراط على جهنم مثل حد السيف) رواه ابن جرير في تفسيره(١٦/١١٠)
– السنة:
أحاديث الصراط كثيرة رواها جمع من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأنس وابن مسعود وأبي بن كعب وثوبان وعائشة رضي الله عنهم ، وأحاديثهم مخرجه في الصحاح والسنن والمسانيد.
ونص شيخ الإسلام في الفتاوى(١٦/٤٦٣) على تواتر أحاديث الصراط.
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ، قلنا: يا رسول الله وما الجسر؟
قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم). رواه البخاري(٧٤٣٩) ومسلم(١٨٣)
-الإجماع:
أجمع أهل السنة والجماعة على وجوب الإيمان بالصراط وأنه حق لا ريب فيه.
ونقل الإجماع غير واحد من أهل العلم منهم
ابن أبي حاتم في عقيدة الرازيين(١٠)
وقال أبو الحسن الأشعري في رسالة إلى أهل الثغر(٢٨٦): وأجمعوا على أن الصراط جسر ممدود على جهنم يجوز عليه العباد بقدر أعمالهم.اهـ
وقال ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة(٢٠١): ونحن الآن ذاكرون شرح السنة … مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة…ثم الإيمان بالبعث والصراط.اهـ
وقال السفاريني في اللوامع(١/١٩٠): اتفقت الكلمة على إثبات الصراط في الجملة.اهـ
– وأول من يعبر الصراط من الأمم أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، وأما الكفار فإنهم لا يعبرون عليه بل يساقون إلى جهنم.
قال الحافظ ابن رجب في التخويف من النار(١٧١): المشركون لا يمرون على الصراط وإنما يقعون في النار قبل وضع الصراط ، ويدل على ذلك ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام
قال( يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع الشمس من يعبدها ويتبع القمر من يعبد القمر ويتبع الطواغيت من يعبد الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها)فذكر الحديث إلى أن قال(ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزه).اهـ
وقال العلامة ابن باز في شرح الواسطية(٩١):
المؤمنون يردون الصراط وينجون وغير المؤمن لا يرده أصلاً ولا يمر عليه بل يساق إلى جهنم.اهـ
وقال العلامة ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١/٢٦٨): وأما الكافرون فإنهم لا يعبرون على هذا الصراط بل يحشرون إلى جهنم ورداً.اهـ
وقال لي العلامة الفوزان: الصراط يمر عليه المسلمون وأما الكفار فلا يمرون عليه.اهـ
– إنكار الصراط:
وأنكر الصراط المعتزلة والجهمية وغيرهم من أهل الزيغ والضلال ممن يرد النصوص الشرعية والإجماع ولا يحتج بها.
قال السفاريني في اللوامع(١/١٩٠): وأنكر الصراط القاضي عبدالجبار المعتزلي وكثير من أتباعه.اهـ
– حكم من أنكر الصراط:
قال العلامة ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١/٢٦٨): حكم من أنكر وجود الصراط إن كان جاهلاً فإنه يعلم حتى يتبين له ، فإذا بلغ بالأحاديث الواردة في ذلك فإنه يجب عليه أن يعتقده فإن أنكره مع علمه أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر به كان مرتداً كافراً لتكذيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٤٣٦/٧/٢٣هـ