@ الرد السابع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

-الرد السابع عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم في زعمه أن الصحيحين فيها اسرائليات.

 

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: ( والصحيحان فيهما أحاديث اسرائلية )

 

يجاب على فريته بما يلي:

 

أولاً :  ما هي الاسرائليات:

 الاسرائليات لغة : جمع إسرائيلية ، نسبة إلى إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام.

وقيل إن النسبة فيها إلى بني إسرائيل وهم أبناء يعقوب.

 

واصطلاحاً: هي الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود النصارى.

 

قولنا: (الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل)

أي أن الاسرائليات هي ما نقل عن كتب بني إسرائيل ، وخرج بهذا ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن بني إسرائيل عن طريق الوحي فهذا لا يسمى اسرائليات ، وإنما هو إخبار عن الأمم السابقة تلقاه النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي كحديث (دخلت النار امرآة في هرة) وحديث ( المرأة البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها) وغيرها من الأحاديث المخرجة في الصحيحين ، فهذه ليست من الاسرائليات ، لأن الاسرائليات هي ما نُقل عن كتب بني إسرائيل ، وأما ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة فهذا لا يسمى اسرائليات ، هذا إخبار عن بني إسرائيل تلقاه عن طريق الوحي.

 

 والواجب على كل مسلم أن يصدق بما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام لأنه حق فهو الصادق المصدوق ، وتصديقه فيما أخبر  داخل في معنى شهادة(أن محمداً رسول الله)

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في الأصول الثلاثة(٧٨): ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.اهـ

 

 

– ثانياً: يقال لعدنان إبراهيم: ما هي الأحاديث الإسرائليلة التي في الصحيحين ؟ ومَن سبقك بهذا القول؟ وكيف عرفت إنها من الاسرائليات؟

 

فإن أراد بالاسرائليات ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة ، فليزم من قوله أن القرآن فيه إسرائليات ، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر عن الأمم السابقة في القرآن.

وهذا قول باطل وهو ضلال مبين والعياذ بالله.

 

فإن قال: بأنه لا يعني ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة.

يقال له : ما هي الاسرائليات التي تقول بأنها في الصحيحين ؟ وكيف عرفت إنها اسرائليات؟

 

ومما لاشك فيه أن صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح كتب الحديث المصنفة على الإطلاق ، ونقل غير واحد من الأئمة الإجماع على صحة كل ما فيهما ، وتلقي العلماء لهما بالقبول.

ولم يقل إمام من الأئمة أن الصحيحين فيهما أحاديث اسرائيلية.

وإنما هذه فرية جاء بها عدنان إبراهيم لأمرين:

الأمر الأول: ليطعن في الأئمة النقاد أهل الحديث والآثر بأنه لم يميزوا حديث النبي عليه الصلاة والسلام من حديث غيره ، وهذا باطل مردود عليه، ومن نظر في كتب العلل عرف قدر أهل الحديث ، وأنهم هم أعلم الناس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام.

 

 والأمر الثاني: ليطعن في الصحيحين ،

لكي يقال : بأن الصحيحين أُدخل فيها ما ليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، ليشكك الناس في دينهم  ويلبس عليهم ، وهذا هو مراد الفلاسفة التشكيك في الدين والتلبيس على المسلمين.

 

 

ثالثاً: أقسام الاسرائيليات:

تنقسم الاسرائليات إلى ثلاثة أقسام:

 

القسم الأول: ما أقره الإسلام وشهد بصدقه فهذا حق صحيح.

مثاله ما رواه البخاري(٤٨١١) ومسلم(٢٧٨٦)عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال:يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك ، فضحك النبي عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيـٰمة والسمـٰوٰت مطويـٰت بيمينه سبحـٰنه وتعـٰلى عما يشركون)

 

الثاني: ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل ويجب علينا أن نكذبه.

مثاله: ما رواه البخاري(٤٥٢٨) ومسلم(١٤٣٥)

عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول : إذا جامعها من ورائها -جاء الولد أحول ، فنزلت(نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)

يعني كانوا يقولون: إذا جامع الرجل امرأته في قبلها من الخلف ولد الولد أحول.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإقتضاء(٤٨١):

وفي هذه الإسرائليات ما هو كذب على الأنبياء أو ما هو منسوخ في شريعتنا ما لا يعلمه إلا الله.اهـ

 

 

 

الثالث: ما لم يقره الإسلام ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه.

مثاله: ما رواه البخاري(٤٤٨٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا(ءامنا بالله وما أنزل)الآيه.

 

 

وقال شيخ الإسلام في الإستقامة(١/٢٠١)

الإسرائليات التي لم يُعرف أنها حق أو باطل لم يُصدق بها ولم يكذب ومثل هذه لا يعتمد عليها في الدين بحال.اهـ

 

وقال الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسيره(١١): تجوز حكاية – الاسرائليات المسكوت عنها -وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.اهـ

 

قال العلامة ابن عثيمين في شرح أصول التفسير(٢٠٨):

التحديث بهذا النوع من الاسرائليات مما لم يقره الإسلام ولم ينكره  جائز إذا لم يخش محذور لقول النبي عليه الصلاة والسلام( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)رواه البخاري ، وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه ، وأما سؤال أهل الكتاب عن شيء من أمور الدين فإنه حرام .اهـ

 

وهذا النوع الثالث – أعني ما لم يقره الإسلام ولم ينكره – إذا حدث فيه الأئمة فإنهم يبينون أنه من الاسرائيليات ، أو ينص إمام من الأئمة النقاد أنه من الاسرائليات وهذه الاسرائيليات تذكر في التفاسير والزهد والمواعظ والترغيب والترهيب ، ومضان ما حدث به الأئمة عن بني إسرائيل ، كتب ابن أبي الدنيا وكتاب الزهد لأحمد وكتاب الزهد لأبي داود

وغيرها من المصنفات التي جمعت بين المرفوع والموقوف والمقطوع والصحيح والحسن والضعيف والموضوع وما لا أصل له والاسرائليات.

 

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٥

@ الرد السادس عشر / على المعتزلي عدنان ابراهيم @

الرد السادس عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم

بنفيه علو الله تعالى.

 

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: إن الله ليس في العلو وأما قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقوله( وهو الذي في السماء) وغيرها من الآيات هذه آيات مشابهة.

 

 

يجاب عليه :

 

بأن علو الله سبحانه وتعالى  من الصفات الذاتية التي دل عليها الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطر السليمة.

قال شيخ الإسلام كما في النقض(١/٣٦٨): قد ثبت بالفطرة التي اتفق عليها أهل الفطر السليمة وبالنقول المتواترة عن المرسلين من الأخبار وما نطقت به كتب الله واتفق عليه المؤمنون بالرسل قبل حدوث البدع : أن الله تعالى فوق العالم ، وثبت أيضاً بالكتاب والسنة والإجماع أنه استوى على العرش ، فالعلو على العالم معروف بالفطرة والمعقول وبالشرع والمنقول.اهـ

 

وأما قوله: (بأن الله ليس في العلو)

 

فهذا قول باطل فاسد مخالف للكتاب والسنة المتواترة والإجماع والعقل والفطر السليمة.

 

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(٦/٣٥٥)في رده على من قال إن الله ليس في العلو : هذا معلوم الفساد بالضرورة الفطرية والعقلية وبالأدلة النظرية وبالضرورة الإيمانية السمعية الشرعية وبالنقول المتواترة المعنوية عن خير البرية وبدلالة القرآن على ذلك في آيات تبلغ مئين وبالأحاديث المتلقاة بالقبول من علماء الأمة في جميع القرون وبما اتفق عليه سلف الأمة وأهل الهدى من أئمتها وبما اتفق عليه الأمم بجبلتها وفطرتها.اهـ

 

 

الأدلة الواردة في علو الله تعالى:

 

١- الكتاب:

قال تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقال تعالى( وهو العلي العظيم)

وقال تعالى( سبح اسم ربك الأعلى)

وقال تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب) 

الصعود إلى أعلى لأنه سبحانه وتعالى عالٍ على خلقه.

وقال تعالى( وهو القاهر فوق عباده)

وقال تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه)

والعروج يكون إلى فوق لأنه سبحانه عالٍ على خلقه.

وقال تعالى( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)

 

٢- السنة:

تواترت الأحاديث في إثبات علو الله تعالى فوق خلقه وممن حكى تواترها الذهبي في العلو(١/٢٤٩) وابن القيم في اجتماع الجيوش(٩٨)

 

ومن هذه الأحاديث:

 

روى البخاري(٧٤٢٢) ومسلم(٢٧٥١) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء)

 

وروى مسلم(٧٧٣) عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا سجد(سبحان ربي الأعلى)

 

وروى مسلم(٥٣٧) عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للجارية

( أين الله؟ فقال: في السماء. فقال:اعتقها فإنها مؤمنة)

 

 

٣- الإجماع:

قال الأوزاعي رحمه الله: ( كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات )

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٤٠٨)

وصححه شيخ الإسلام في الفتوى الحموية(٤٣)

وابن القيم في اجتماع الجيوش(٤٣) وقال الألباني في مختصر العلو(١٨٣):رواته أئمة ثقات.

 

وقال الدارمي: ثم إجماع من الأولين والآخرين العالمين منهم والجاهلين أن كل واحد 

ممن مضى وممن غبر إذا استغاث بالله تعالى أو دعاه أو سأله يمد يديه وبصره إلى السماء يدعوه منها ، ولم يكونوا يدعوه من أسفل منهم من تحت الأرض ولا من أمامهم ولا من خلفهم ولا عن أيمانهم ولا عن شمائلهم إلا من فوق السماء لمعرفتهم أنه فوقهم ، حتى اجتمعت الكلمة من المصلين في سجودهم (سبحان ربي الأعلى) لا ترى أحداً يقول( سبحان ربي الأسفل).اهـ

( الرد على الجهمية-٣٥)

 

 

قال الدارمي أيضاً: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء إلا المريسي الضال وأصحابه ، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواه.اهـ ( نقض الدارمي على المريسي-١/٢٢٨)

 

 

وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة(١١٦) يقول: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله عزوجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات فلو لا أن الله عزوجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض.اهـ

 

 

٤- العقل:

دل العقل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص ، والعلو صفة كمال ، والسفل صفة نقص ، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده.

 

 

٥- الفطر السليمة:

دلت الفطر السليمة على علو الله تعالى ، فإذا دعا داعٍ رفع يديه إلى السماء واتجه إلى العلو 

فلا تجد أحداً إذا دعا يلتفت يميناً وشمالاً وتحت وفوق  ولا يلوح بيده في كل جهه ، هذا لا يفعله أحد قط.

 

 

– وقول عدنان ( بأن آيات الواردة في علو الله تعالى من المتشابه)

 

فهذا قول من لا يعرف المحكم من المتشابه

الآيات الوادرة في علو الله تعالى محكمة قطعية الدلالة ، ليست من المتشابه في شيء.

فقوله تعالى(سبح اسم ربك الأعلى) هذا نص محكم في علو الله ، وقوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم) وهذا نص محكم في علو الله ، فأين المتشابه في هذه الآيات.

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٤هـ

@ الرد الخامس عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الخامس العشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم في قوله بنظرية داروين في تطور الإنسان من قرد إلى إنسان.

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم وهو يقرر نظرية داورين: لا ينكر نظرية التطور الإنساني إلا جاهل لا يعرف التطور.

 

يجاب عليه بما يلي:

 

أولاً: هذا القول معارض لما جاء في كتاب الله

قال تعالى( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)

قال ابن عباس رضي الله عنه: ( في أحسن تقريم) في أعدل خلق.

وقال إبراهيم وأبو العالية ومجاهد وقتادة: (في أحسن تقويم)في أحسن صورة.

وقال مجاهد أيضاً: في أحسن خلق.

رواه عنهم الطبري في تفسيره(١٢/٦٣٦)

فبيّن سبحانه وتعالى  بأنه خلق الإنسان في أحسن صورة وأجمل خلق ، ولم يخلقه قرداً كما ادعى هذا المعتزلي مقرراً لنظرية داروين.

 

ثانياً: يقال لهذا المعتزلي: كيف عرفت أن أصل الإنسان قرد ، فإن قال إنه شاهد أول الخلق فهذا تكذب لقوله تعالى ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) ، وادعى علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله قال تعالى: (قل لا يعلم من في السمـٰوات والأرض الغيب إلا الله) ، فإن قال إنه لم يشاهد أول الخلق يقال له: فمن أين أتيت بهذا القول الذي لم تشاهده أنت ولا غيرك من الخلق؟

 

ثالثاً: يقال لهذا المعتزلي: إن نظرية داروين التي تقول بها ، لم يقل بها أحد من أهل الملة قط ، فإقرارك بهذه النظرية مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل الملة.

 

وقد سئلت اللجنة الدائمة برئاسة العلامة ابن باز

السؤال التالي رقم(٥١٦٧): س: هناك من يقول إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قرداً وتطور فهل هذا صحيح وهل من دليل؟

الجواب: هذا القول ليس بصحيح ، والدليل على ذلك أن الله بيّن في القرآن خلق آدم فقال تعالى(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) ثم إن هذا التراب بُل حتى صار طيناً لازباً يعلق بالأيدي ، فقال تعالى( ولقد خلقنا الإنسـٰن من سلـٰلة من طين) وقال تعالى(إنا خلقنـهم من طين لازب) ثم صار حمأ مسنوناً ، قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسـٰن من صلصـٰل من حمإ مسنون)

ثم لما يبس صار صلصالاً كالفخار ، قال تعالى(خلق الإنسـٰن من صلصـٰل كالفخار)

وصوره الله على الصورة التي أرادها ونفخ فيه من روحه ، قال تعالى(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له سـٰجدين)

هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القرآن ، وأما الأطوار التي مرت على خلق ذريتة آدم فقال تعالى( ولقد خلقنا الإنسـٰن من سلـٰلة من طين ثم جعلنـٰه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظـٰما فكسونا العظـٰمـ لحماً ثم أنشأنـٰه خلقاً

ءاخر فتبارك الله أحسن الخـٰلقين)

وأما زوجة آدم ( حواء ) فقد بيّن الله تعالى أنه خلقها منه فقال تعالى( يـٰأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكمـ من نفس وٰحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) وبالله التوفيق.اهـ

 

ختاماً: أثبت الطب الوراثي الحديث ، خلاف نظرية التطور التي جاء بها داروين ، وصنفت مجموعة من الأبحاث والرسائل لعدة من الأطباء في نقض هذه النظرية ، وبيان كذب من قال بها.

 

كتبه

بدر محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٢هـ

@ صيغتان غير مشتهرة في التدليس @

مباحث في علم مصطلح الحديث

 صيغتان غير مشتهرة في التدليس


١- قول الحسن البصري: (أخبرنا أبو هريرة)

أو(خطبنا ابن عباس)


إذا قال الحسن أخبرنا أبو هريرة أو خطبنا ابن عباس فهذا تدليس أراد به قومه أهل البصرة أي أخبر أبو هريرة أهل البصرة وخطب ابن عباس أهل البصرة.

وقيل إن الحسن جاء بهذا التدليس الذي لا يعرف

من حديث الرجل الذي يقول للدجال في آخر الزمن: ( أنت الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله عليه الصلاة والسلام) أي أخبر عنك المسلمين.


قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٢/٢٤٥): قول الحسن خطبنا ابن عباس بالبصرة. قال:إنما أراد خطب أهل البصرة ، كقول ثابت قدم علينا عمران بن حصين. وكذا قال أبو حاتم.اهـ

وقال أيضاً في التهذيب(٢/٢٤٧): قال البزار في مسنده: سمع الحسن من جماعة وروى عن آخرين لم يدركهم وكان يتأول فيقول: حدثنا وخطبنا ، يعني قومه الذين حُدثوا وخُطبوا بالبصرة.


وقال الحافظ العراقي في تحفة التحصيل(٦٩): قال أبو حاتم: لم يسمع الحسن من ابن عباس ، وقوله: خطبنا ابن عباس يعني خطب أهل البصرة.اهـ



٢- قول الدارقطني: (قرئ على البغوي حدثكم فلان)

إذا قال الإمام الدارقطني ( قرئ على البغوي حدثكم فلان ) وسكت ، فهذا تدليس منه لما لم يسمعه من البغوي ، بخلاف قوله: (قرئ على البغوي وأنا أسمع حدثكم فلان)

وهذه الصيغة استعملها الدارقطني في سننه غير مرة.

قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر: عن أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيما لم يسمع من البعوي:( قرئ على أبي القاسم البغوي: حدثكم فلان) ويسوق السند إلى آخره ، بخلاف ما هو سمعه فإنه يقول فيه(قُرئ على أبي القاسم وأنا أسمع ، أو أخبرنا أبو القاسم قراءة).

ينظر:(جامع التحصيل-١١٤)و(تعريف أهل التقديس٨٨)

و(المجموع للمعلمي-١٥/٢٦٤)


كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٢هـ

@ الرد الرابع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الرابع عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم بنفيه صفات الله تعالى بدعوى التشبيه.

 

– قال المعتزلي عدنان إبراهيم عن حديث الصورة

( هذا تشبيه هذا ليس بحديث )

 

يجاب على تعطيله بما يلي:

 

أولاً: يقال لهذا المعتزلي: هل أنت أعلم بصفات الله من الله؟

فإن قال إنه أعلم بالله من الله ! فهذا هو الضلال المبين ، وإذا قال إنه ليس بأعلم بالله من الله ،

نقول له: إذا كنت تقر أن الله تعالى أعلم منك فلماذا تنفي ما أثبته لنفسه من صفات. والله سبحانه وتعالى يقول(أأنتم أعلم أم الله)

 

 

ثانياً: يقال لهذا المعتزلي: هل أنت أعلم بصفات الله من رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟

فإن قال إنه أعلم بالله من رسول الله عليه الصلاة والسلام فهذا هو الضلال المبين ، وإذا قال إن رسول الله عليه الصلاة والسلام أعلم منه بالله، فنقول له: إذا كنت تقر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أعلم منك بالله ، فلماذا تنفي ما أثبته لربه وهو أعلم منك بربه. وقد قال سبحانه تعالى عن رسوله عليه الصلاة والسلام(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)

 

 

ثالثاً: الواجب على المسلم أن يثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه من الصفات وما أثبته له نبيه عليه الصلاة والسلام من الصفات ، من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ، قال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقال تعالى(ولم يكن له كفؤا أحد)

وها هم  الصحابة رضي الله عنهم كان يسمعون من النبي عليه الصلاة والسلام النصوص الواردة في الصفات ولا ينكرونها وهذا إجماع سكوتي منهم.

قال العلامة عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب

كما في الدرر السنية(٣/٣١): الذي عليه أكثر الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن الأمر إذا اشتهر بين الصحابة رضي الله عنهم فلم ينكره منهم أحد كان إجماعاً.اهـ

فهل أنت أيها المعتزلي أعلم من الصحابة رضي الله عنهم.

 

قال الآجري في الشريعة(٢/٢٩٧):

حديث ابن عمر( خلق الله ابن آدم صورة الرحمن)

هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولا يقال فيها كيف ولما بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما من تقدم من أئمة المسلمين.اهـ

 

وإثبات صفات ربنا سبحانه وتعالى مما أجمع عليه السلف.

قال الإمام الأوزاعي( كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق سماواته ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته)

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٥١٥) وصححه شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية(٢/٣٧)

 

وقال الإمام ابن عبدالبر في التمهيد(٧/١٤٥):

أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز.اهـ

 

 

رابعاً: قولكم في إثبات الصفات: (هذا تشبيه)

يجاب عنه:

أ- أن هذا جناية على النصوص الشرعية  ، حيث جعلها هذا المعطل دالة على معنى باطل لا يليق بالله سبحانه وتعالى.

 

ب- أن هذا قول على الله بغير علم.

قال تعالى( ولا تقف ما ليس لك به علم)

وقال ( أأنتم أعلم أم الله)

 

ج- أن هذا صرف لكلام الله تعالى عن ظاهره وصرف لكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ظاهره.

 

د-  أن التشبيه هو أن تقول: يد الله كيدي وسمع الله كسمعي وبصر الله كبصري وهكذا.

أما إذا قلت: إن الله له يد تليق به وسمع يليق به وبصر يليق به وهكذا في سائر الصفات ، فهذا يسمى إثباتاً لا تشبيهاً.

قال الترمذي في سننه(٦٦٢): قال إسحاق بن راهوية: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يدٍ أو سمع كسمع أو مثل سمع ، وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر ، ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).اهـ

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

21/جمادى الاول/1436هـ

@ وصف الراوي بالحفظ ليس توثيقاً له @

مباحث في علم مصطلح الحديث

– وصف الراوي بالحفظ ليس توثيقاً له –



وصف الراوي بالحفظ ليس توثيقاً له ، فالحفظ شيء والتوثيق شيء آخر ، لذلك قد تجد الراوي موصوفاً بالحفظ وكثرة الرواية لكنه ضعيف ، أو مختلف في توثيقة ،  والأمثلة على ذلك كثيرة منها:


١- سعيد بن بشير الأزدي

قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٤/٩): في ترجمة سعيد بن بشير الأزدي ، قال مروان بن محمد سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظاً ،

وقال يعقوب بن سفيان: سألت أبا مسهر عنه فقال: لم يكن في جندنا أحفظ منه وهو ضعيف منكر الحديث.اهـ


٢- عبدالله بن لهيعة المصري.

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ(١/٢٣٧)

قال الذهبي عنه في الكاشف(٣٥٦٣): عبدالله بن لهيعة ، ضُعف ، قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وإتقانه وضبطه؟ قلت: العمل على تضعيف حديثه.اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٥/٣٣٢):

قال حنبل عن أحمد قال: ما حديث ابن لهيعة بحجة.اهـ



٣- نعيم بن حماد الخزاعي.

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ (٢/٤١٨)

قال الذهبي عنه في الكاشف(٧١٦٦): مختلف فيه.

وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري(٦٢٤): نعيم بن حماد ، مشهور من الحفاظ الكبار ، كان أحمد يوثقه وقال ابن معين: كان من أهل الصدق إلا أنه يتوهم الشيء فيخطئ فيه ، وقال العجلي:ثقة، وقال أبو حاتم:صدوق ، وضعفه النسائي والدولابي.اهـ


٤- حجاج بن أرطاة الكوفي

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ(١/١٧٦)

وقال الذهبي عنه في الكاشف(١١١٩): حجاج بن أرطاة ، أحد الأعلام ، على لين فيه ، وقال أحمد: كان من حفاظ الحديث ، وقال أبو حاتم: صدوق يدلس ، وقال النسائي: ليس بالقوي.اهـ


كتبه:

بدر محمد البدر

@ الرد الثالث عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الثالث عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم

بطعنه في صحة حديث ( خلق الله آدم على صورته )

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: حديث( إن الله خلق آدم على صورته ) هذا من الإسرائليات التي جاء بها همام بن منبه ، وفي رواية( على صورة الرحمن) كيف يقال خلقه على صورته.

 

 

يجاب على هذا المعتزلي بما يلي:

 

حديث( خلق الله آدم على صورته ) ليس هو من الاسرائليات كما يدعي عدنان ، بل هو من أحاديث الصفات الثابتة في السنة المطهرة.

 

وحديث همام 

رواه أحمد في مسنده(٨١٥٦)والبخاري في صحيحه(٣٣٢٦)

ومسلم في صحيحه(٢٨٤١)وابن حبان في صحيحه(٦١٢٩)

واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة(٧١٢)

عن عبدالرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام( خلق الله آدم على صورته…)

 

وقد توبع همام على رواية هذا الحديث ، فقد تابعه جملة من الرواة عن أبي هريرة منهم:

 

١- تابعه الأعرج.

رواه عبدالله بن أحمد في السنة(١١٠٠)وابن حبان في صحيحه(٥٦٠٥)والآجري في الشريعة(٧٢١)

عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

 

٢- وتابعه أبي عثمان التبان.

رواه عبد بن حميد في مسنده(١٤٢٧)

وابن خزيمة في التوحيد (٤٣)

عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة به.

 

٣- وتابعه أبي أيوب المراغي.

رواه ابن خزيمة في التوحيد(٤٠)

واللالكائي في شرح أصول أعتقاد أهل السنة(٧١٣)

عن قتادة عن أبي أيوب عبدالملك بن مالك المراغي عن أبي هريرة مرفوعاً( إذا قاتل أحدكم فيجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) 

 

٤- وتابعه سعيد المقبري.

رواه أحمد في مسنده (٧٤١٤)ابن أبي عاصم في السنة(٥١٩) وابن خزيمة في التوحيد(٣٥)والآجري في الشريعة(٧٢٣) واللالكائي في شرح أصول أعتقاد أهل السنة(٧١٥)

عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا( لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ولا وجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته)

صححه ابن مندة في التوحيد(٩١).

وقال أحمد شاكر في تحقيق(٧٤١٤)إسناده صحيح.

 

 

وله شاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما

رواه ابن أبي عاصم في السنة(٥١٨) وعبدالله بن أحمد في السنة(١٥٠) والآجري في الشريعة(٧٢٥) واللالكائي في شرح أصول أهل السنة(٧١٦)

عن جرير عن الأعمش عن حبيب عن عطاء عن ابن عمر مرفوعا( لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته)

ورجاله ثقات سوى عطاء بن السائب اختلط بأخره ولا يدرى متى روى عنه حبيب بن أبي ثابت قبل اختلاطه أم بعده ، وصححه بعض الحفاظ رواية حبيب عن عطاء.

 

وله شاهد مرسل سنده صحيح رواه عبدالله أحمد في السنة(١١٢٢) عن أبيه عن عبدالرزاق عن معمر عن قتادة يبلغ به النبي عليه الصلاة والسلام( خلق الله آدم على صورته)

 

فالحديث لم يتفرد به همام بن منبه كما هو واضح ، بل رواه طائفة عن أبي هريرة رضي الله عنه غير همام ، وله شواهد.

 

قال الحافظ ابن مندة في التوحيد(٩٠): روى هذا الحديث عن أبي هريرة جماعة غير همام منهم:الأعرج وسعيد المقبري وأبو عثمان التبان وأبو سلمة بن عبدالرحمن وأبو أيوب العتكي وأبو رافع الصائغ وأبو صالح وأبو يونس سليم بن جبير ، وروي عن عبدالله بن عمر وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله وغيرهم.اهـ

 

وهذا دليل على عدم معرفة هذا المعتزلي بعلم الحديث الشريف وجهله به ، بدعوى تفرد همام بالحديث عن أبي هريرة  ، وإن كان تفرد مثله لا يضر لأنه ثقة حافظ ، ولكن قصد عدنان إبراهيم من طعنه في  هذا الحديث وغيره من الأحاديث ، هو رد السنة الصحيحة الصريحة في إثبات صفات الله تعالى ومنها صفة الصورة، وهذا هو مذهب أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ومن نحا نحوهم من أهل الزيغ والضلال.

 

– والضمير في قوله( على صورته) أي على صورة الله سبحانه وتعالى.

لما رواه ابن أبي عاصم في السنة(٥١٧) وابن خزيمة في التوحيد(٤١) والبيهقي في الأسماء والصفات(٢٩١)

عن جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر مرفوعاً( لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن)

قال الحاكم(٣٢٤٣) : حديث صحيح على شرط الشيخين.

وقال الهيثمي في المجمع(٣/٤١٧): حديث ابن عمر رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة وفيه ضعف.اهـ

 

ورواه الدارقطني في الصفات(٤٦)

عن زيد بن أبي الزرقا عن ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً : ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الإنسان على صورة الرحمن)

وابن لهيعة فيه ضعف.

 

ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى(٢٥٧٥)

عن أبي الأسود عن ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة مرفوعاً : ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإنما صورة الإنسان على صورة الرحمن)

وابن لهيعة في ضعف.

 

قال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات(١/٨١): وقد روى ابن مندة بإسناده عن إسحاق بن راهوية قال: قد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال إن آدم خلق على صورة الرحمن.اهـ

 

وقال القاضي أيضاً في إبطال التأويلات(١/٨٨)

: قال أحمد كما في رواية أبي طالب: من قال: إن الله خلق آدم على صورته – يعني صورة آدم – فهو جهمي ، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه.

قال أبو يعلى: وهذا من أحمد دليل على صحته.

 

قال الحافظ الذهبي في الميزان(٢/٤٢٠): حديث صحيح وصححه إسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل.اهـ

 

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(٥/١٨٣): رجاله ثقات.اهـ

 

وصنف العلامة المحدث حماد الأنصاري كتاباً صحح فيه حديث الصورة سماه ( تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن )

 

وقد أجمع السلف على أن الضمير في قوله( خلق الله آدم على صورته) عائد إلى الله.

قال شيخ الإسلام: هذا الحديث لم يكن بين السلف نزاع في أن الضمير عائد إلى الله فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك.

( عقيدة أهل الإيمان للتويجري-٥٤)

 

قال الإمام الآجري في الشريعة-٥٣- باب الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف.اهـ

 

وقال الإمام ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث(٢٢١):

والذي عندي والله أعلم بأن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلفُ لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت بالقرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد.اهـ

 

وقال الحافظ الذهبي في الميزان(٢/٤٢٠):

أما معنى حديث الصورة فنرد علمه إلى الله ورسوله ونسكت كما سكت السلف مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء.اهـ

 

وقال العلامة عبدالله أبا بطين كما في الدرر السنية(٣/٢٦٠) : قال بعض أهل التأويل : الضمير في قوله(صورته) راجع إلى آدم ، وقال بعضهم : الضمير راجع على صورة الرجل المضروب ، ورد هذا التأويل بأنه: إذا كان الضمير عائداً على آدم فلا فائدة في ذلك إذ ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته ، وأنه خلق الأنعام والسباع على صورها فأي فائدة في الحمل على ذلك؟ 

ورد تأويله: بأن الضمير عائد على ابن آدم المضروب بأنه لا فائدة فيه إذ الخلق : عالمون بأن آدم خلق على خلق ولده وأن وجهه كوجوههم

فيرد هذا التأويل كله ، بالرواية المشهورة ( لا تقبحوا الوجه فإن آدم خلق على صورة الرحمن)

وقد نص الإمام أحمد على صحة الحديث وإبطال هذه التأويلات ؛ فقال في رواية إسحاق بن منصور(لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) صحيح .

واللفظ الذي فيه (على صورة الرحمن) رواه الدارقطني والطبراني وغيرهما بإسناد رواته ثقات قاله ابن حجر عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وأخرجها ابن أبي عاصم عن أبي هريرة مرفوعاً، وصححه إسحاق ابن راهوية اللفظ فيه (على صورة الرحمن)وأما أحمد فذكر أن بعض الرواة وقفه على ابن عمر وكلاهما حجة.

قال القاضي أبو يعلى: والوجه فيه: أنه ليس في حمله على ظاهره ما يزيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه ، لأننا نطلق الصورة كما أطلقلنا تسمية ذات ونفس لا كالذوات والأنفس ، وقد نص أحمد في رواية يعقوب بن بختان قال(خلق آدم على صورته) لا نفسره ، كما جاء الحديث ، وقال الحميدي لما حدث بحديث (إن الله خلق آدم على صورته) قال: لا نقول غير هذا ، على التسليم والرضى بما جاء به القرآن والحديث ، ولا نستوحش أن كما قال القرآن والحديث.

ثم قال أبابطين: وقد ثبت في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام قال( فأتيهم الله في صورة غير الصورة التي يعرفون ، فيقول أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون)

وفي لفظ آخر( صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيعرفونه) الحديث ؛ فالذي ينبغي في هذا ونحوه إمرار الحديث كما جاء ، على الرضى والتسليم مع اعتقاد أنه:(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).اهـ

 

وصنف العلامة المحدث حمود التويجري كتاباً في بيان إيمان السلف الصالح بحديث الصورة سماه  (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن)

 

كتبه:

بدر محمد البدر

20/جمادى الاول/1436هـ

@ الرد الثاني عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الثاني عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم

في إنكاره خروج المهدي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: بأن خروج المهدي في آخر الزمان خرافة من الخرافات وأن الأحاديث التي جاءت بذكر المهدي كلها كذب.

 

– يجاب عليه بما يلي:

 

أولاً: اعلم أن  أهل الإسلام يعتقدون في المهدي أنه : رجل من ولد فاطمة ، اسمه محمد بن عبدالله ، كما جاء في الأحاديث الثابتة ، وهو من ولد الحسن بن علي.

قال الإمام ابن القيم في المنار المنيف(١٣٩): وفي كون المهدي من ولد الحسن سر لطيف ، وهو أن الحسن رضي الله عنه ترك الخلافة لله ، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة ، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئاً أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه.اهـ

 

وأنه يخرج في آخر الزمان ، وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً ، وقيل خروجه قبل نزول عيسى عليه السلام.

 

قال ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي)

رواه الترمذي(٢٢٣٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريرة.

 

وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه(٦/٢٤٧): المهدي وردت الأحاديث المستفيضة بذكر المهدي وأنه يكون في آخر الزمان.اهـ

 

وذكر الخلوتي في كتابه : سواء السراط لشأن الأشراط(٢/٥) أن خروج المهدي من أشراط الساعة.اهـ

 

وقال الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٦/٩٢): اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي.اهـ

 

ولم ينكر خروج المهدي سوى ميرزا أحمد غلام القادياني مدعي النبوة ، وتابعه المعتزلي عدنان إبراهيم ، وهذا ليس بغريب منه فإنه يأخذ بقول كل من يوافق هواه ، ليطعن في الدين الإسلامي ويشكك فيه ويلبس على المسلمين.

 

 

توضيح:

المهدي عند أهل الإسلام  ليس هو المهدي المنتظر الذي تنتظر خروجه الرافضة من سرداب في سامراء كما يزعمون.

قال الحافظ ابن كثير في النهاية(١/٤٠):

المهدي هو أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وليس بالمنتظر الذي تزعم الروافض وترتجي ظهوره من سرداب في سامراء فإن ذاك ما لا حقيقة له ولا عين ولا أثر.اهـ

 

ثانياً: اعلم أن أحاديث خروج المهدي من الأحاديث المتواترة.

قال الحافظ أبو العلا المباركفوري في التحفة(٦/٩٣): قال الشوكاني في الفتح الرباني: الذي أمكن الوقوف عليه من الأحاديث الواردة في المهدي خمسون حديثاً وثمانية وعشرون آثراً ؛ ثم سردها مع الكلام عليها ، ثم قال: وجميع ما سقناه بالغ حد التواتر.اهـ

 

وقال العلامة الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر(٢٨٩): خروج المهدي الموعود ، وقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة، والسخاوي ذكر ذلك في فتح المغيث ، ونقله عن أبي الحسن الأبري وقد تقدم نصه أول هذه الرسالة ، وفي تأليف لأبي العلاء إدريس محمد العراقي في المهدي: هذا أن أحاديثه متواترة أو كادت ، قال: وجزم بالأول غير واحد من الحفاظ النقاد.اهـ

 

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٣/١٠١): الأحاديث التي دلت على خروج المهدي كثيرة وردت من طرق متعددة ورواها عدد من أئمة الحديث وذكر جماعة من أهل العلم أنها متواترة معنوياً منهم أبو الحسن الآبري من علماء المائة الرابعة والعلامة السفاريني في كتابة لوامع الأنوار البهية والعلامة الشوكاني في رسالة سماها( التوضيح في تواتر أحاديث المهدي والدجال والمسيح)اهـ

 

وقد جمع الإمام أبو نعيم أحاديث المهدي في كتاب ولخصه السيوطي وحذف إسانيده في جزء سماه( العرف الوردي في أخبار المهدي) ضمنه في كتابه الحاوي(٢/٥٧)

 

 

– وقال عدنان إبراهيم: ( وضعف أحاديث خروج المهدي كلها الجورقاني وابن الجوزي وابن خلدون وابن بدران وقالوا لا يصح في المهدي حديث)

 

يجاب عنه:

أولاً: كتاب الأباطيل للجورقاني عليه بعض الانتقادات من أهل العلم.

قال الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٤٨): كتاب الموضوعات ويقال له كتاب الأباطيل لأبي عبدالله الحسين بن إبراهيم بن حسين الجورقاني ، قال الذهبي:وهو محتو على أحاديث موضوعة وواهية طالعته واستفدت منه مع أوهام فيه وقد بين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث صحاح لها، وقال غيره: أكثر فيه من الحكم بالوضع بمجرد مخالفة السنة الصحيحة، وقال الحافظ ابن حجر: وهو خطاء إلا أن تعذر الجمع.اهـ

 

– ثانياً: ابن الجوزي لم يضعف كل أحاديث المهدي كما ادعى عدنان بل ضعف بعضاً منها وأثبت بعضها.

قال ابن الجوزي في العلل(٢/٨٥٥):

حديث في خروج المهدي ، فيه عن عثمان وعلي وابن مسعود وعمار بن ياسر وابن عباس وحذيفة وأبي سعيد وأبي هريرة وثوبان وأم سلمة.

ثم قال: وهذه الأحاديث معلولة ، إلا أن فيها ما لا بأس به.اهـ

ومن المعلوم عند المحققين من أهل العلم : أن ابن الجوزي منتقد في حكمه على الأحاديث كما نص على ذلك غير واحد منهم الحافظ أبو العلا المباركفوري في مقدمة التحفة(٢٠٠)

 

ثالثاً: ابن خلدون لم يضعف كل أحاديث المهدي

كما ادعى عدنان إبراهيم ، وإنما ضعف بعضاً منها وأثبت بعضا ، كما في كتابه التاريخ(١/٣١٣).

وابن خلدون كما هو معروف عند المحدثين ليس من أئمة الحديث المعتبرين الذين تؤخذ أقوالهم في التصحيح والتضعيف.

وقد خطأه الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي (٦/٩٣)

 

رابعاً: العلامة ابن بدران الحنبلي من فقهاء الحنابلة المتأخرين وليس هو من أهل الحديث المعتبرين الذين تؤخذ أقوالهم في التصحيح والتضعيف ، بل ولم أقف على قول ابن بدران في تضعيفه لأحاديث المهدي.

 

 

وقال عدنان إبراهيم أيضاً: ( بأن البخاري ومسلم لم يخرجا أحاديث المهدي لأنها معلولة عندهم)

 

يجاب عليه من وجهين:

الأول: أين أعل البخاري ومسلم أحاديث خروج المهدي؟ ومن سبقك إلى هذه المقولة؟

 

الثاني: من المعلوم عند المحدثين أن البخاري ومسلم لم يستوعبا الأحاديث الصحيحة في صحيحيهما بل تركا أحاديث كثيرة صحيحة على شرطهما لم يخرجها خشية الإطالة وبغيت الاختصار.

قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٦١): لم يستوعبا البخاري ومسلم الصحيح في صحيحيهما ولا التزاما ذلك ، فقد روينا عن البخاري أنه قال:ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول ، وروينا عن مسلم أنه قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا -يعني في كتاب الصحيح- وإنما وضعت ما ههنا ما أجمعوا عليه.اهـ

 

وقال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(٢٣): البخاري ومسلم لم يلتزما بإخراج جميع ما يحكم بصحته من الأحاديث فإنهما قد صححا أحاديث ليست في كتابيهما كما ينقل الترمذي وغيره عن البخاري تصحيح أحاديث ليست عنده بل في السنن وغيرها.اهـ

 

وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري(٧): روى الإسماعيلي عن البخاري قال: لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحاً وما تركت من الصحيح أكثر.

 

وبهذا يتضح لكل عاقل ، جهل المدعو عدنان إبراهيم الذي يرد ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ولا يقبله ، حاله حال غيره من أهل الزيغ والضلال ، الذين يشككون في الدين لهوى في أنفسهم.

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

17/جمادى الاول/1436هـ

@ الرد الحادي عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الحادي عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم.

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: ( إن عدم جواز الطعن بالصحابة هي فكرة أموية جاؤا بها لكي لا يسب معاوية )

 

يجاب عليه :

 

أولاً: سب الصحابة رضي الله عنهم ،  علامة من علامات أهل البدع كالروافض والخوارج والنواصب وأصحابه المعتزلة ومن سلك مسلكهم من أهل الزيغ والضلال.

 

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٤/٣٦٥):

قال ابن السمعاني: التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة.اهـ

 

وقال العلامة الشوكاني في نثر الجوهر(١٠٧): فإنه لم يعادهم – أي الصحابة – ويتعرض لأعراضهم المصونة إلا أخبث الطوائف المنتسبة إلى الإسلام ، وشر من على وجه الأرض من أهل هذه الملة ، وأقل أهلها عقولاً ، وأحقر أهل الإسلام علوماً ، وأضعفهم حلوماً ، بل أصل دعوتهم لمكيدة الدين ، ومخالفة شريعة المسلمين ، يعرف ذلك من يعرفه ويجهله من يجهله.اهـ

 

ثانياً: حب الصحابة والترضي عنهم وذكرهم بالجميل والكف عما شجر بينهم ، أصل من أصول الإعتقاد عند أهل السنة والجماعة وهو مما أمر الله به وأمر به رسوله عليه الصلاة والسلام.

قال تعالى: ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا)

 

 وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:

(الله الله في أصحابي لا تتخذوا أصحابي غرضاً من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)رواه الترمذي(٣٨٧١) عن عبدالله بن المغفل ، وقال:حديث حسن غريب ، وصححه ابن حبان(٧٢١٢)

 

ثالثاً: النهي عن سب الصحابة ليس بدعة أموية كما قال عدنان إبراهيم ، بل هو مما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد استفاضة الأحاديث في النهي عن سبهم رضي الله عنهم.

 

قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( لا تسبوا أصحابي 

فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولو نصيفه )

رواه البخاري(٣٦٧٣) ومسلم(٢٥٤٠)

 

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( آية النفاق بغض الأنصار وآية الإيمان حب الأنصار ) رواه مسلم(١٢٨)

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ) رواه مسلم(١٣٠)

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) رواه الطبراني (٣/١٧٤) 

وحسنه السيوطي والألباني في الجامع(٦٢٨٥)

 

وعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )

رواه أحمد في المسند(١/٩٨) وصححه أحمد شاكر.

 

وقال ابن عمر رضي الله عنهما:( لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة)

رواه أحمد في فضائل الصحابة(١/٥٧)  وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ، رواه عنه ابن بطة بإسناد صحيح كما في شرح الطحاوية لابن أبي العز(٦٦٩)

 

– وقد صنف الإمام الحافظ ضياء الدين المقدسي كتاباً في النهي عن سب الصحابة سماه :

( النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب ) جمع فيه النصوص وأقوال السلف في النهي عن سبهم رضي الله عنهم.

 

فمن سب الصحابة  رضي الله عنهم أو لعنهم أو انتقص قدرهم قد عصا النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (لا تسبوا أصحابي) وهذا نهي ، والنهي للتحريم ، فمن سبهم فقد خالف نهيه عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) الضمير في قوله : (عن أمره)

 راجع إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، وقيل إلى الله عزوجل ، والمعنى واحد ، لأن الأمر من الله عزوجل ، والنبي عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله. قال الإمام الزهري:( من الله الرسالة على رسول الله البلاغ وعلينا التسليم)

علقه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد – باب قول الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).

 

وقال شيخ الإسلام في الفتاوى(٦/٥٠٠): قال الإمام أحمد: إذا لم نُقر بما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ودفعناه رددنا على الله أمره ،

 قال الله:( وما ءاتىٰكم الرسول فخذوه وما نهىٰكم عنه فانتهوا)

 

– رابعاً: حكم سب الصحابة.

قال العلامة ابن عثيمين في شرح لمعة الإعتقاد(٩٤): سب الصحابة على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا ، فهذا كفر ، لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم ، بل من شك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ، لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار فساق.

 

الثاني: أن يسبهم باللعن والتقبيح ، ففي كفره قولان لأهل العلم ، وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عما قال.

 

الثالث: أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل ، فلا يكفر ، ولكن يعزر بما يردعه عن ذلك.اهـ

 

كتبه/

بدر بن محمد البدر

14/جمادى الاول/1436هـ

@ الرد العاشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد العاشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم

بطعنه في التابعي همام بن منبه وصحيفته

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه  وبعد:

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم:( همام بن منبه يهودي روى عن أبي هريرة أحاديث إسرائلية رواها البخاري وغيره منها حديث( خلق الله آدم على صورته)

 

يجاب عن فريته بما يلي:

 

أولاً: من هو همام بن منبه:

هو أبو عقبة همام بن منبه بن كامل اليماني الصنعاني.

تابعي من أوسط التابعين ، وثقه ابن معين وغيره.

روى عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وغيرهم

وروى عنه أخوه وهب ومعمر بن راشد وغيرهما.

أخرج له الجماعة.

توفي (١٣١ هـ)

 

ثانياً: صحيفة همام:

صحيفة همام سمعها من أبي هريرة رضي الله عنه ، ورواها عنه معمر بن راشد الأزدي

ورواه عن معمر:عبدالرزاق الصنعاني ، ورواها الأئمة عن عبدالرزاق.

 

 قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(١١/٥٩):قال الميموني عن أحمد: كان همام يغزو وكان يشتري الكتب لأخيه وهب فجالس أبا هريرة فسمع منه أحاديث وهي نحو من أربعين ومائة حديث بإسناد واحد، وأدركه معمر وقد كبر وسقط حاجباه على عينيه فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ الباقي.اهـ

 

وهذه الصحيفة تعتبر من أوائل ما كتب من الحديث النبوي.

قال المحدث أحمد شاكر في حاشيته على المسند(٨/١٨١):هذه الصحيفة من أوائل ما كتب من الحديث النبوي وهي تعتبر تأليفاً مستقلاً بكتابة همام إياها والظاهر من الروايات أنه كتبها عن أبي هريرة مباشرة أعني أنه كتبها في حياته.اهٓ

 

ثالثاً: درجة صحيفة همام.

هي صحيفة صحيحة وسندها من أصح أسانيد اليمانيين ، وتلقاه الأئمة بالقبول.

قال الحافظ الذهبي في السير(٥/٣١٢):

همام صاحب تلك الصحيفة الصحيحة التي كتبها عن أبي هريرة وهي نحو من مائة وأربعين حديثاً حدث بها عنه معمر.اهـ

وعد الذهبي في الموقظة(١٠) من مراتب الصحيح: رواية معمر عن همام عن أبي هريرة.

 

واتفق الشيخان على رواية جملة من أحاديث صحيفة همام ، وانفرد البخاري منها بعدة أحاديث ، وانفرد مسلم بعدة منها.

 

رابعاً:  متابعة الأعرج لهمام.

روى عبدالرحمن بن هرمز الأعرج التابعي الثقة

هذه الصحيفة عن أبي هريرة.

– قال المحدث أحمد شاكر في حاشيته على المسند (٨/١٨٥) الأحاديث التي رواها همام عن أبي هريرة، رواها أيضاً الأعرج عن أبي هريرة

وهذا يدل على أن هماماً والأعرج كلاهما قد كتب الصحيفة عن أبي هريرة وسمعها منه، فتكون الصحيفة مروية عن أبي هريرة بإسنادين من وجهين متباعدين.

وقد وصلت صحيفة همام عن أبي هريرة إلى البخاري كما وصلت إليه أيضاً صحيفة الأعرج عن أبي هريرة.اهـ

 

ومتابعة الأعرج لهمام تعد صفعة في وجه هذا المعتزلي ، وترد على دعواه أن هماماً انفرد بالصحيفة ، وهذا دليل واضح في بيان جهل عدنان إبراهيم وعدم معرفته لعلم الحديث ، وإنما هو رجل يقول ما لا يعلم ويدعي أنه يعلم.

 

– ختاماً: سؤال لهذا المعتزلي:

مَن مِن الأئمة الحفاظ طعن في صحيفة همام ، أو ضعف همام أو قال إن صحيفته روى فيها جملة من الاسرائليات؟

الجواب: لن يجد أحداً يطعن فيها أبداً ، أو يطعن في همام أو قال إن فيها جملة من الاسرائليات

، وإنما أراد هذا المعتزلي التشكيك في السنة النبوية الصحيحة كعادته ،قال تعالى (كبرت كلمة تخرج من أفوٰههمـ إن يقولون إلا كذبًا)

 

كتبه

بدر بن محمد البدر

13/جمادى الاول/1436هـ