@ معرفة الصحابة @

– مباحث في علم مصطلح الحديث-
معرفة الصحابة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

– تعريف الصحابي:
الصحابة لغة:بالفتح من الأصحاب،يقال استصحبه أي دعاه إلى الصحبه وصحبه.
واصطلاحاً: هو من لقي النبي عليه الصلاة والسلام مؤمناً به ومات على الإسلام.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة(١/١٩): الصحابي من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أوقصرت ومن روى عنه أو لم يرو ومن غزا معه أو لم يغز ومن رأه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى،ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى.اهـ

– كيفية معرفة الصحبة:
تعرف الصحبة بعدة أشياء:
١- تعرف الصحبة بالتواتر
٢- تعرف بالاستفاضة
٣- تعرف عن طريق صحابي آخر
٤-أن ينص هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة بأنه صحابي.

– عدالة الصحابة:
الصحابي رضي الله عنهم عدول بنصوص الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٨):الصحابة معدلين بنصوص الكتاب والسنة والإجماع.اهـ

– عدد الصحابة:
الصحابة عددهم كثير جداً.
قال أبو زرعة الرازي:قبض رسول الله عن مائة وألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة .
ذكره الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٩)
وذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة أسماء الصحابة فوصل إلى (١٢٢٩٨)صحابي بما في ذلك المكرر للاختلاف في اسم الصحابي أو شهرته أو كنيته أو غير ذلك.

-أكثر الصحابة رواية:
أكثر الصحابة رواية ستة هم:
أبو هريرة وابن عمر وعائشة وجابر بن عبدالله وابن عباس وأنس.

-أفضل الصحابة:
أفضلهم:أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة وهم:سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح، ثم أهل بدر ثم أهل أحد ثم أهل بيعة الرضوان ثم بقية الصحب رضي الله عنهم أجمعين.

-حكم سب الصحابة:
روى الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً(من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)حسنه السيوطي والألباني.
قال العلامة المناوي في الفيض(٦/١٨١): سبهم كبيرة ونسبتهم إلى الضلال أو الكفر كفر.اهـ وينظر الصارم المسلول لشيخ الإسلام(٤٠٠)وفتح الباري للحافظ ابن حجر(٧/٣٨٩)

– المصنفات في أسماء الصحابة:
أول من جمع في أسماء الصحابة هو الإمام ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى وأَلف بعده الإمام البخاري ثم ألف بعدهما الأئمة وأكثر من جمع في أسماء الصحابة هو الحافظ ابن حجر في الإصابة.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ فائدة لطيفة @

لطيفة:

عندما مَن الله تعالى علي بختم سنن ابن ماجه وقمت باستخراج بعض الفوائد الحديثية التي مرت علي أثناء القراءة.
قمت بتدوين تلك الفوائد في كراستي
وقلت سوف أصدر هذا الختم بترجمة للإمام ابن ماجه.
فقرأت ترجمته في تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر فقال ابن حجر بعد أن ذكر اسمه(تمييز).
فقلت:الله أكبر الإمام ابن ماجه يروي عنه الإمام مسلم في كتاب التمييز
ولم يذكر ذلك أحد من العلماء في ترجمته سوى ابن حجر.
فقمت بالاتصال بأحد الأصدقاء وقد كان حصل على شهادة الدكتوراة بالحديث قريباً،
فذكرت له ذلك واستغرب مثل استغرابي.
فقلت:سبحان الله حتى الدكتور لا يعرف هذه الفائدة.
فقدر الله تعالى أن ألتقي بأحد علماء الحديث من الهنود.
فقلت له:شيخنا هل الإمام مسلم روى عن الإمام ابن ماجه في كتابه التمييز؟
فقال الشيخ:لا.
فقلت :سبحان الله حتى العلماء خفيت عليهم هذه الفائدة.
فقال لي:من قال لك هذا؟
قلت له:ذكره ابن حجر في التقريب،
فقال لي:تعال معي إلى المكتبة،
فذهبت معه وأخذ التهذيب وفتح ترجمة ابن ماجه فضحك،
فقال لي: أنت لم تقرأ مقدمة التهذيب ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة التهذيب أن الراوي إذا لم يرو عنه أحد في الكتب الستة وهناك من يشبه اسمه أذكر بعده(تمييز)
لكي أميزه عن غيره.
وقال لي:انظر فنظرت بمقدمة التهذيب وإذا هو كما قال الشيخ.
فقلت:الحمد لله الذي وفقني لهذا العالم وبيّن لي والأمر.

كتبه
بدر محمد البدر

@ معرفة المخضرمين @

مباحث في علم مصطلح الحديث
– معرفة المخضرمين –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

المخضرمون:هم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام وأسلموا ولا صحبة لهم.

والمخضرمون واحدهم مخضرم بفتح الراء، من كبار التابعين لأنه لم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي عليه الصلاة والسلام ولا رأوه سواء أسلموا في حياته أم لا.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة(١/١٩):هؤلاء-أي المخضرمين-ليسوا صحابة باتفاق أهل العلم بالحديث.اهـ

– عدد المخضرمين:
المخضرمون ليسوا بعدد كبير وهم أكثر من عشرين نفساً.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٥٢): المخضرمون ذكرهم الإمام مسلم فبلغ بهم عشرين نفساً منهم:أبو عمرو الشيباني وسويد بن غفلة وعمرو بن ميمون وعبدخير وأبو عثمان النهدي وعبدالرحمن بن مل وربيعة بن زرارة ، وممن لم يذكره مسلم منهم:أبو مسلم الخولاني وعبدالله بن ثواب والأحنف بن قيس.اهـ

-حكم رواية المخضرم:
رواية المخضرم حكمها حكم رواية غيره من التابعين.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة(١/١٩):وأحاديث هؤلاء عن النبي عليه الصلاة والسلام مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث وقد صرح ابن عبدالبر نفسه بذلك في التمهيد.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ أسباب الطعن في الراوي @

مباحث في علم مصطلح الحديث

– أسباب الطعن في الراوي-

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

أسباب الطعن في الراوي تنقسم إلى قسمين
– القسم الأول: طعن في عدالة الراوي.
وأسبابه خمسة:
١- الكذب.وهو من تبين كذبه بالأدلة.
٢-التهمة بالكذب. هو ما ترجح للعلماء تعمده للكذب من دون دليل ظاهر لذا لم يجزموا بكذبه.
٣-الفسق.وهو ارتكاب المعاصي.
٤-البدعة.وهي الإحداث في الدين الإكمال.
٥- الجهالة.جهالة عين أو حال.

– القسم الثاني: طعن في ضبط الراوي.
وأسبابه خمسة
١- فحش الغلط. أي كثير الغلط
٢-الغفلة. المغفل هو الذي لا يميز بين الأحاديث ، لا يميز حديثه من حديث غيره.
٣- الوهم.أي الغلط وهو ما روي على سبيل التوهم.
٤- المخالفة.أي مخالفته لروايات الناس أو روايات من أحفظ منه
٥- سوء الحفظ.هو كثير الغلط لكنه لم يفحش .

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ ألفاظ قليلة الاستعمال في الجرح والتعديل @

مباحث في علم مصطلح الحديث
– ألفاظ قليلة الاستعمال في الجرح والتعديل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

من الألفاظ النادرة قليلة الاستعمال عند الأئمة الحفاظ في باب الجرح والتعديل

أ- قولهم في تعديل الراوي:
١- فلان كأنه مصحف.
٢- فلان جبل
٣- فلان ميزان
٤- فلان محله الصدق
٥- فلان جيد أو قوي
٦-فلان لا يختلف عليه اثنان
٧-فلان مقارب الحديث
٨- فلان صالح أو صالح الحديث
٩-فلان فقيه البدن
١٠- فلان إلى الصدق ما هو أو إلى الصدق أقرب.

ب- قولهم في جرح الراوي:
١- فلان للضعف ما هو أو للضعف أقرب
٢- فلان تعرف وتنكر
٣- فلان نزكوه
٤-فلان حاطب ليل
٥- فلان يُثبّج الحديث
٦- فلان يزرف في الحديث
٧- فلان أعور بين عُميان
٨-فلان على يدي عدل
٩- فلان فسل
١٠- فلان كذا وكذا أو فلان لا يساوي كذا.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ زيادة الثقة @

مباحث في علم مصطلح الحديث

– زيادة الثقة –

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:

زيادة الثقة معناها : هو أن يزيد الثقة لفظاً أو رجلاً في الحديث لم يزده غيره من الثقات.

– والزيادة نوعان:
١- زيادة غير منافية.
وهذه مقبولة وحكمها حكم الحديث المستقل.
قاله الحافظ ابن حجر في النخبة(٧)
والحافظ الصنعاني في إسبال المطر(٢٤٤)

٢- زيادة منافية.
وهذه لها ثلاث حالات:

أ-زيادة الثقة على من هو دونه في التوثيق.
هذه مقبولة عند الحفاظ.
قال الإمام ابن حبان في صحيحه( ح-٥١٦٢):كان مالك يرفع في الأحايين الأخبار ويوقفها مراراً ويرسلها مرة ويسندها أخرى، فالحكم أبداً لمن رفع عنه وأسند بعد أن يكون ثقة حافظاً متقناً.

ب-زيادة ثقة على ثقة مثله.
وهذه أيضاً مقبولة عند الحفاظ.
قال الإمام ابن أبي حاتم أيضاً في علله(٧٤٩): قال أبو زرعة: إذا زاد حافظ على حافظ قبل.

ج-زيادة الثقة أو الصدوق على من هو أوثق منه أو على جماعة ثقات.
هذه شاذة.لا سيما إذا اتحدا مجلس السماع.
قال الإمام ابن أبي حاتم في العلل(٤١٩): قيل لأبي : هذه الزيادة التي رواها نافع بن أبي نعيم محفوظة؟ قال:هؤلاء-أي الثقات-أعلم وأحفظ.
وقال ابن أبي حاتم أيضاً في علله(٩٤٤):قال أبي: قد زاد عندي شعبة في هذا الإسناد رجالاً لم يذكرهم الثوري وليست هذه الزيادة بمحفوظة.
وقال الإمام الدارقطني في سننه(ح-٦٢٢): مخالفة الثقة للثقات الحفاظ لا تقبل.
وقال الدارقطني في سننه أيضاً(ح-٤٥٣٧):إذا تعارض حديث مع حديث الحافظ يقدم الحافظ.

كتبه:
بدر بن محمد البدر

@ معنى قول الحفاظ / فلان يسرق الحديث @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– معنى قول الحفاظ / فلان يسرق الحديث –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد :

معنى يسرق الحديث : هو أن يكون الحديث مشهوراً براوٍ فيجعل مكانه راوٍ آخر في طبقته تعمداً.
أو ينفرد محدث بحديث فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضاً من شيخ ذاك المحدث.

مثاله:
كأن يكون الحديث يرويه مالك عن الزهري
فيجعله من رواية ابن عيينة عن الزهري
فحذف مالكاً عمداً وجعل مكانه ابن عيينة
أو يدعي سماعه للحديث من الزهري ليشارك به مالك.

قال الحافظ الذهبي في السير(١١/٥٠٤):قال أبو أحمد العسال:سمعت فضلك يقول:دخلت على محمد بن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون.
قلت:آفته هذا الفعل وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متناً.وهذا معنى قولهم(فلان يسرق الحديث).اهـ

وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(٢/١٢١):
قال الإمام الذهبي:فلان يسرق الحديث أهون من وضعه واختلاقه في الإثم،إذ سرقة الحديث أن يكون محدث ينفرد بحديث فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضاً من شيخ ذاك المحدث.
قلت:أو يكون الحديث عرف براوٍ فيضيفه لراوٍ غيره ممن شاركه في طبقته.اهـ

قال المحدث أحمد شاكر في الباعث(٨٤):هذا الصنيع يطلق على فاعله أنه يسرق الحديث إذا قصد إليه،وقد يقع هذا غلطاً من الراوي الثقة لا قصداً كما يكون من الوضاعين.اهـ

– حكم حديث من يسرق الحديث:
من ثبت عنه أنه يسرق الحديث فإنه يطعن في عدالته ولا يحتج به ويترك حديثه .

– أسماء من قيل عنهم يسرق الحديث:
هذه بعض أسماء رواة قيل عنهم يسرق الحديث:

١- محمد بن موسى بن مسكين أبو غزية
قال الإمام ابن حبان في المجروحين(٢/٢٨٩): كان ممن يسرق الحديث ويحدث به ويروي عن الثقات أشياء موضوعات.

٢- عبدالوهاب بن الضحاك الحمصي.
قال الحافظ ابن طاهر في الموضوعات(١٥٧):عبدالوهاب هذا كان يسرق الحديث لا يحل الاحتجاج به.

٣- السري بن عاصم
قال الحافظ ابن طاهر في تذكرة الموضوعات(٢٣٧):السري هذا كان يسرق الحديث ويرفع الموقوف لا يحل الاحتجاج به.

٤- إسماعيل بن زياد المخراقي
قال الحافظ ابن طاهر في تذكرة الموضوعات(٤٦٣):إسماعيل يسرق الحديث ضعيف.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ الحديث الحسن عند الإمام الترمذي @

-مباحث في علم مصطلح الحديث-

– الحديث الحسن عند الإمام الترمذي –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

– الحديث الحسن عند الإمام الترمذي :
هو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك. (العلل الصغرى للترمذي-١١)

– شروط الحسن عند الإمام الترمذي:
الحسن عند الإمام الترمذي له ثلاثة شروط :
١- أن لا يكون فيه راوٍ متهم بالكذب.
٢- أن لا يكون شاذاً
٣- أن يكون له طرق.

– الترمذي ليس أول من ذكر الحسن:
اطلاق لفظ الحسن على الحديث كان معروفاً من قبل الإمام الترمذي فقد وجد ذلك في كلام الأئمة
الكبار.

قال الخلال حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد بن حنبل عن حديث أم حبيبة في مس الذكر؟فقال:وهو حديث حسن.(النكت لابن حجر١/٢٦٣)

وقال الترمذي في سننه(ح ١٢٨) حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة.
سألت محمداً-يعني البخاري-عن هذا الحديث؟فقال:هو حديث حسن.اهـ

– الترمذي أول من شهر الحديث الحسن:
الإمام الترمذي هو أول من شهر الحديث الحسن وأكثر من استعماله في سننه حيث ذكره ما يقارب(٣٠٠) مرة

قال الحافظ ابن الصلاح في المقدمة(٢٢):وكتاب الترمذي أصل في معرفة الحديث الحسن وهو الذي نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه.

وقال الحافظ ابن حجر في النكت(١/٢٦١):قد وجد التعبير بالحسن في كلام من هو أقدم من الشافعي كإبراهيم النخعي،ووجد في كلام علي بن المديني وأبي زرعة الرازي وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة
وأما علي بن المديني فقد أكثر في وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد وعن البخاري أخذ الترمذي فبان أن استمداد الترمذي لذلك إنما هو من البخاري ولكن الترمذي أكثر منه وأشاد بذكره وأظهر الاصطلاح فيه فصار أشهر به من غيره.اهـ

وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(١/١٢٩): الترمذي هو الذي أكثر من التعبير بالحسن ونوه بذكره كما قاله ابن الصلاح.اهـ

توضيح :
قال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(١٣٥): وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام:صحيح وحسن وضعيف هو أبو عيسى الترمذي في جامعه.اهـ
معنى قوله: أن الترمذي هو أول من أفرد الحسن بقسم مستقل من أقسام الحديث ولم يرد أن الترمذي هو أول من قاله، لأن الأئمة لم يفردوا الحسن بقسم مستقل بل كان عندهم ضمن الضعيف الذي يحتج به.
قال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(١٣٥):
كان في عُرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف والضعيف عندهم ينقسم إلى قسمين ضعيف متروك لا يحتج به ، وضعيف حسن يحتج به
ولهذا مثل أحمد الحديث الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما.اهـ

وقال الإمام ابن القيم في الفروسية(٢٠٣): فأحمد يقدم الضعيف الذي هو حسن عنده على القياس ولا يلتفت إلى الضعيف الواهي الذي لا يقوم به حجة بل ينكر على من احتج به وذهب إليه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ أقسام الناس في الضبط والاتقان @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– أقسام الناس في الضبط والاتقان –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

ينقسم رواة الحديث من حيث الضبط والاتقان إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول : ثقة حافظ وهذا يقبل حديثه.
الثاني : ضعيف شديد الضعف وهذا يترك حديثه.
الثالث : من يصيب تارة ويخطئ تارة وهذا يكتب حديثه ويقبل في الشواهد والمتابعات.

قال مسلم في كتاب التمييز(٣٥) حدثني محمد بن المثنى قال : قال لي عبدالرحمن بن مهدي : يا أبا موسى أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد.
قلت يا أبا سعيد هم يقولون إنك تحدث عن كل أحد.
قال ابن مهدي:عمن أُحدث؟
فذكرت له محمد بن راشد المحكولي،
فقال لي: احفظ عني، الناس ثلاثة
– رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه
– وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهو لا يترك ولو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس
– وآخر الغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – قاعدة ضبط الراوي / إذا روى الراوي الحديث أكثر من مرة ولم يخطأ فيه فهو دليل على حفظه @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– قاعدة في ضبط الراوي / إذا روى الراوي الحديث أكثر من مرة ولم يخطأ فيه فهو دليل على حفظه –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

إذا روى الراوي الحديث أكثر من مرة في أوقات مختلفة ولم يخطأ به فهو دليل على حفظه لما روى.

قال مسلم في كتاب التمييز( ح١٢) باب ما جاء في التوقي في حمل الحديث وأدائه والتحفظ من الزيادة فيه والنقصان.
حدثنا أبو بكر بن نافع حدثنا عمر بن علي عن هشام عن أبيه عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول.
ثم لقيت عبدالله بن عمرو على رأس الحول فسألته فرد علي الحديث كما حدّث.اهـ

وروى الترمذي في العلل الصغرى( ص ٦) حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا جرير عن عمارة القعقاع قال : قال لي إبراهيم النخعي إذا حدثتني فحدثني عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير فإنه حدثني مرة بحديث ثم سألته بعد ذلك بسنين فما أخرم منه حرفاً.اهـ

وروى الترمذي أيضاً في العلل الصغرى(ص٧):حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو داود قال : قال شعبة: ما رويت عن رجل حديثاً واحداً إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة أحاديث أتيته أكثر من عشر مرار والذي رويت عنه خمسين حديثاً أتيته أكثر من خمسين مرة والذي رويت عنه مئة أتيته أكثر من مئة مرة إلا حيان الكوفي فإني سمعت منه هذه الأحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات.اهـ

وأما إذا حدث الراوي بالحديث أكثر من مرة في أوقات مختلفة ورواه على أوجه مختلفة فهذا دليل على عدم حفظه لما روى.

قال الترمذي في العلل الصغرى(ص٥) : وذكر عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان إذا رأى الرجل يحدث بالحديث عن حفظه مرة هكذا ومرة هكذا لا يثبت على رواية واحدة تركه.

وقال الترمذي أيضاً(ص٥): وهكذا من تكلم في ابن أبي ليلى إنما تكلم فيه من قبل حفظه.
قال علي قال يحيى بن سعيد القطان روى شعبة عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي عليه الصلاة والسلام في العطاس.
ثم لقيت ابن أبي ليلى فحدثنا عن أخيه عيسى عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي عن النبي عليه الصلاة والسلام.
ويروى عن ابن أبي ليلى نحو هذا غير شيء كان يروي مرة هكذا ومرة هكذا يغير الإسناد وإنما جاء هذا من قبل حفظه.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر