@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٠) @

سلسلة الألفاظ المنهية (١٠)
١- (خير يا طير)
هذا من كلام أهل الجاهلية ، كانوا إذا أرادوا أمراً 

ورأوا الطير طار يمنه تيمنوا به ، وإن طار يسرة تشاءموا به.
 قلت للعلامة صالح الفوزان: ما حكم قول:(خير يا طير) ؟ قال:هذا قول الجاهلية ما ينبغي أن يقال.
وسألت العلامة صالح اللحيدان عن حكم قول: (خير يا طير)؟

فقال لي: هذا حرام ولا يجوز والواجب أن يقال: (خير إن شاء الله).
‏مسألة:

حكم قول (فال الله ولا فالك)

سئل العلامة ابن عثيمين‏ عن عبارة‏:‏ ‏”‏فال الله ولا فالك‏”‏‏؟‏ 

فأجاب قائلًا‏:‏ هذا التعبير صحيح، لأن المراد الفأل الذي هو من الله، وهو أني أتفاءل بالخير دونما أتفاءل بما قلت، هذا هو معنى العبارة، وهو معنى صحيح أن الإنسان يتمنى الفأل الكلمة الطيبة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ دون أن يتفاءل بما سمعه من هذا الشخص الذي تشاءم من كلامه‏.‏اهـ

فتاوى ابن عثيمين ( ٣/٤٨٣)

٢- ( لا سمح الله )

قال العلامة ابن عثيمين في اللقاء الشهري(٣٨):

عبارة: (لا سمح الله) ينبغي أن يستبدل بدلاً منها (لا قدر الله) لأن كلمة (سمح الله) تشعر بأن الله تعالى يكره على الشيء إن شاء سمح ، وإن شاء ما سمح ، ولكن الأفضل أن يقال: لا قدر الله ذلك مثلاً.اهـ

٣- (الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)
الصواب قول: (ما كان العبد في عون أخيه ) كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم في صحيحه (٢٦٩٩) ، ولا يقال (ما دام العبد في عون أخيه)

قال العلامة ابن عثيمين في شرح الأربعين(٣٥٧):

ويرويه بعض العوام (ما دام العبد في عون أخيه)

وهذا غلط ، لأنك إذا قلت (ما دام العبد في عون أخيه) صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه فإذا قال(ما دام العبد في عون أخيه) عُلم أن عون الله عز وجل كعون الإنسان لأخيه ، وما دام هذا اللفظ (ما كان العبد في عون أخيه) هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢١/١/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٩) @

سلسلة الألفاظ المنهية (٩)
١- ( مبروك عليك )
(مبـروك) مشتقة من بَرَكَ البعير يَبْرُكُ بُروكاً أي إستناخ البعير وأقام وثبت.

فقولنا: (مبـروك يا فلان) يعني : بَرَك عليك البعير واستقر وثبت ، لأنه اسم مفعول من بَرَكَ .
قال العلامة عبيد الجابري في شرح ثلاثة أصول(٥٩): اللفظة الشائعة بين الناس وهي(مبروك على فلان كذا) خاطئة ومخالفة للإستعمال الصحيح لغة ، لأن مبروك فعلها برك ، أما مبارك ففعلها بارك فلا تستعملوا مبروكاً

واستعملوا مباركاً.اهـ
٢- (تبارك المكان )
قول بعض الناس: (تبارك المكان) وقول: (علينا وعليك يتبارك) في التهنئة إذا قيل له:(عيدكم مبارك) قال:(علينا وعليك يتبارك) لا يجوز ، لأن (تبارك) تقال لله تعالى فقط ، ولا يجوز إطلاق تبارك على المخلوق.

كما نص على ذلك الإمام ابن القيم في جلاء الأفهام(٣٤٨) والعلامة عبدالله بن حميد في فتاوى الحرم(١٢٩).

وحدثني العلامة عبيد الجابري قال: (تبارك) تقال لله عز وجل ، ولا تقال لسواه.

– معنى كلمة (تبارك)
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان(٤/١٣١): وفي معنى قوله تعالى (تبارك)

أقوال لأهل العلم ، قال القرطبي: تبارك اختلف في معناها ، قال الفراء: هو في اللغة العربية بمعنى تقدس ، وهما للفظة.

وقال الزجاج: تبارك تفاعل من البركة ، وقيل عن ذلك.اهـ
توضيح:
قول:(رجل مبارك) أو (أصابتنا البركة) جائز لا بأس به.

قال العلامة عبدالله بن حميد في فتاوى الحرم(١٢٨): قول أنت مبارك ، لا بأس به.اهـ
وقال العلامة ابن عثيمين في فتاوى أركان الإسلام(١٩٤): قول العامة (تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله تعالى ، وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان ، قال أسيد بن حضير رضي الله عنه لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة رضي الله عنها الذي ضاع(ما هذا بأول بركاتكم يا آل أبي بكر.اهـ
وسألت العلامة صالح اللحيدان عن قول: (رجل مبارك) و(زارتنا البركة)

فقال: لا حرج بذلك.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٣/١/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٨) @

– سلسلة الألفاظ المنهية (٨) –
١- (عصى موسى سحرية)
هذا قول باطل ، ليس بصحيح ، فإن عصى موسى عليه السلام معجزة من المعجزات وليست عصى سحرية.

قال العلامة صالح الفوزان: موسى عليه السلام ما كان ساحراً ، وما كانت عصاه سحرية ، وإنما هي معجزة من آيات الله عزوجل ، فالذي يقول هذا الكلام يتوب إلى الله ، لأن هذا كفر يخرج من الملة.

(مجموعة رسائل دعوية ومنهجية-٤٧٣)

٢- (تعلموا السحر ولا تعملوا به)
هذا قول باطل ، ظاهر البطلان ، فإن تعلم السحر محرم مطلقاً ، سواء عمل به صاحبه أو لم يعمل به.

وهو ناقض من نواقض الإسلام ، قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في رسالته نواقض الإسلام(٢): الناقض السابع السحر ، ومنه الصرف والعطف فمن فعله أو رضي به كفر ، قال تعالى: (يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر).اهـ
قال العلامة الفوزان: ولا يُمكن للساحر أن يتعاطى السحر وأن يؤثر إلا إذا تعامل مع الشياطين وأشرك بالله عزوجل فإذا أشرك بالله وكفر بالله فإن الشياطين تتعاون معه للإضرار ببني آدم

أما إذا لم يشرك بالله ولم يكفر بالله فإن الشياطين لا تتعاون معه ، ولذلك لا يكون الساحر إلا كافراً ومشركاً بالله عزوجل.اهـ
وقالت اللجنة الدائمة برئاسة العلامة ابن باز: يحرم تعلم السحر سواء للعمل به أو ليتقه ، وقد نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على أن تعلمه كفر ، فقال تعالى (يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)

وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن السحر أحد الكبائر وأمر باجتنابه فقال: اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر منها السحر. وفي السنن عند النسائي: من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد أشرك.

وأما ما ذكرت من قول: (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فليس بحديث لا صحيح ولا ضعيف فيما نعلم.

وبالله التوفيق.

( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-٦٢٨٩)

٣- (يا أرض احفظِ ما عليك)
هذا الكلام ليس بصحيح ، فإن الأرض لا تحفظ أحداً ، إنما الحافظ هو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى:(فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: (احفظ الله يحفظك)

رواه الترمذي في جامعه(٢٥١٦)وقال:حديث حسن صحيح. وصححه الألباني.
ثم إن قول (يا أرض احفظِ) هذا دعاء غير الله ودعاء غير الله شرك ، قال الله تعالى:

( وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ ).
سئل سماحة المفتي العلامة عبدالعزيز آل الشيخ ، عن مقولة: (يا أرض احفظِ ما عليك)؟

فقال: الأرض من جملة مخلوقات الله عز وجل يقول الله تعالى: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) ويقول سبحانه: (هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) ، وهي مع كونها مخلوقة من مخلوقات الله فإن الله سبحانه هو المدبر لها ولما فيها وما عليها وهو ربها عز وجل يقول سبحانه: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخانِ فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)

ولما كان الأمر بهذه المثابة علمنا أن الحافظ للأرض ومن عليها هو الله عز وجل فوجب أن نفرده سبحانه بالدعاء وطلب الحفظ، لا أن نطلب ذلك من مخلوقه مربوب غير قادر على تنفيذ مطلوبن.

(مجلة الدعوة العدد-٢٠٦٠)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٠/١/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٧) @

١٣‏/١١‏/٢٠١٣ ٤:١٩:١٦ م: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية(٧) -@

الحمد لله رب العالمين:

١-( يا غبي- يا خبل) هذا من التنابز بالألقاب المنهي عنها قال تعالى(ولا تنابزوا بالألقاب) والألقاب جمع لقب وهو ما أُشعر بمدح أو ذم. -قال الشوكاني في تفسيره: والتنابز بالألقاب أن يلقب بعضهم بعضاً،قال عطاء:كقولك يا كلب يا حمار يا خنزير. قال الإمام ابن باز في الفتاوى:قول(يا غبي و يا خبل)المشروع للمؤمن أن يخاطب إخوانه المسلمين بالألقاب الحسنة وأسمائهم التي سموا بها ثم ينصحهم في ما ينتقد عليهم بالأسلوب الحسن لأن ذلك أقرب إلى قبول النصيحة وبقاء الإخوة الإيمانية.

-توضيح: قال الشوكاني في تفسيره:قال القرطبي إنه يستثنى من هذا من غلب عليه الاستعمال كالأعرج والأحدب ولم يكن له سبب يجد نفسه منه عليه فجوزته الأئمة.

٢-(فلان شكله غلط) هذا قول منكر لا يجوز لأن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة قال تعالى(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) قال ابن كثير في تفسيره(٨/٤٣٥):خلق تعالى الإنسان في أحسن صورة وشكل منتصب القامة سوي الأعضاء حسنها.

٣- (جن أخذك) قول( جن أخذك )أو (شيطان طار بك) هذا شتم وسب. وفي البخاري عن عبدالله بن عمرو مرفوعاً(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) قال ابن باز في الفتاوى(٢/٥٤٧):هذا الكلام من باب السب والشم ولا يجوز بين المسلمين.

كتبه: بدر بن محمد البدر.

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٦) @

١٠‏/١١‏/٢٠١٣ ٩:٤٩:٣٥ م: بدر البدر: @-سلسلة الألفاظ المنهية (٦)-@

الحمد لله رب العالمين:

١-(بالرفاء والبنين) هذه تهنئة أهل الجاهلية كانوا في الزفاف يدعون للزوج بالبنين دون البنات لكرههم للبنات. – ومنع هذه اللفظة طائفة من أهل العلم منهم العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع والعلامة الألباني في أداب الزفاف. لما جاء عن عقيل ابن أبي طالب أنه تزوج امرأة من بني جشم فقالوا:بالرفاء والبنين؛ فقال:لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام(اللهم بارك لهم وبارك عليهم) رواه ابن ماجه(١٩٣٣) وصححه الألباني. في لفظ عند الدارمي(٢٢١٠) (إن رسول الله عليه الصلاة والسلام نهانا عن ذلك)

٢-(شهر العسل) هذه من العادات المنكرة والظواهر السيئة وهي دخيلة على المجتمع الإسلامي وهي عادة غربية يصحب الزوج زوجته ويسافر فيها قبل أو بعد الدخول عليها إلى بلد غير بلده لقضاء فترة من الزمن في تلك البلاد سواء كانت بلاد إسلامية أو غير إسلامية. عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً(لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم) قلنا يا رسول الله: آليهود والنصارى؟ قال(فمن)رواه البخاري(٣٤٥٦)ومسلم(٢٦٦٩) قال ابن حجر في الفتح(١٣/٢٣٦):ووقع في حديث عبدالله بن عمرو عند الشافعي بسند صحيح(لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها) قال النووي في شرح مسلم(٨/١٨٩):المراد الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر ووقع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام

٣-(التحدث بما يجري بين الزوجين حال الجماع) من الأمور المحرمة قول الرجل أمام الرجال فعلت بامرأتي كذا وكذا، ومثله قول المرأة أمام النساء فعل بي زوجي كذا وكذا من جماع. لما روى مسلم وأحمد عن أبي سعيد مرفوعاً(إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها) وفي رواية عند أحمد وأبي داود وحسنها الترمذي من حديث أبي هريرة(إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانه لقي أحدهما صاحبه بالسكة فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه) قال الشوكاني في النيل(٦/٦١٩)الحديثان يدلان على حرمة إفشاء أحد الزوجين لما يقع بينهما من أمور الجماع وذلك لأن كون الفاعل لذلك من أشر الناس وأنه بمنزلة شيطان لقى شيطانه فقضى حاجته منها والناس ينظرون.

كتبه: بدر بن محمد البدر.

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٥) @

٨‏/١١‏/٢٠١٣ ١٢:٢٢:٣٠ م: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية(٥) -@

الحمد لله رب العالمين ١-(أسألك بوجه الله) قول بعض الناس(أسألك بوجه الله) أو(وجه الله عليك)  ونحوهما من الألفاظ المنكرة التي ينبغي أن لا تقال لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة وأما الأمور الدنيوية فلا. روى أبو داود عن سليمان بن معاذ عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً(لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) رجاله ثقات إلا سليمان بن قرم بن معاذ مختلف فيه. قال ابن حجر في ترجمة سليمان كما في التهذيب(٤/١٩٣): ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي ووثقه أحمد وقال ابن عدي له أحاديث حسان أفراد.اهـ وروى له الترمذي وحسن حديثه(٣٦٣٣) وروى له الدارقطني وصحح حديثه(٢٢١٢) وذكره الذهبي في من تكلم فيه وهو موثق(١٤٦) ووثقه العيني في نخب الأفكار(١٢/١٧٢)

ويشهد لعموم النهي حديث أبي موسى مرفوعاً(ملعون من سأل بوجه الله ملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً)رواه الطبراني في الدعاء؛ وقال الألباني في الصحيحة(٢٢٩٠):إسناده حسن وقد حسنه الهيثمي والعراقي والسيوطي وقال المنذري:رجاله رجال الصحيح إلا يحيى بن عثمان وهو ثقة.اهـ

– وبوب الإمام محمد بن عبدالوهاب في التوحيد باب:لا يسأل بوجه الله إلا الجنة. – قال عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد(٥١٦):الحديث يدل على المنع من أن يسأل حوائج دنياه بوجه الله. – وقال السعدي في القول السديد(١٣٢):على السائل أن يحترم أسماء الله وصفاته وأن لا يسأل شيئاً من المطالب الدنيوية بوجه الله بل لا يسأل بوجه الله إلا أهم المطالب وأعظم المقاصد وهي الجنة.

@- توضيح: قال عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد(٥١٥): حديث(أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات) وحديث(أعوذ بوجه الله الكريم) وأمثال ذلك من الأحاديث المرفوعة بالأسانيد الصحيحة والحسان؛ والجواب عنها:أن ما ورد من ذلك فهو في سؤال ما يقرب إلى الجنة أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنعه من الجنة ويكون قد سأل بوجه الله ونور الله ما يقرب إلى الجنة.اهـ

٢-(يا وجه الله) هذا سؤال الصفة ومثله قول (يا رحمة الله) أو(يا لطف الله) ونحو ذلك من الألفاظ المنكرة، وقد ذكر شيخ الإسلام كما في الإستغاثة أن سؤال الصفة كفر، قال محمد بن إبراهيم في الفتاوى(١/١١٧):قول(يا وجه الله) لا ينبغي، وممكن أن مقصودهم الذات.اهـ وقال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١/٦٧٧):لا يجوز بل يجب أن تقول(يا الله) ولا تقول(يا وجه الله) فمعنى هذا أنها دعت بالصفة منفردة عن موصوفها وهذا حرام.اهـ وقال أيضاً كما في الفتاوى:العوام يقولون(يا وجه الله)ولا يريدون الصفة بل يريدون الذات وهذا جائز.

كتبه: بدر بن محمد البدر.

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٤) @

٣‏/١١‏/٢٠١٣ ٧:٤١:٤٦ م: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية(٤) -@

الحمد لله رب العالمين

١-(أنا واثق من نفسي) قول بعض الناس(أنا واثق من نفسي)أو (كلي ثقة بنفسي)أو(أنا لا أخشى على نفسي) ونحوها من العبارات الخاطئة. والقلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء. كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام(واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام)قال إبراهيم التيمي(ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم)رواه الطبري قال العلامة ابن القيم في المدارج(١/١٨٩):ومن أحسن ظنه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه. وقال العلامة محمد بن إبراهيم كما في فتاواه(١/١٧٠):لا تجب ولا تجوز الثقة بالنفس وفي الحديث(ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين).

٢-(أنا حر في تصرفاتي) قول(أنا حر في تصرفاتي)أو(حرية شخصية)أو(حرية رأي) ونحوها. الإنسان له حرية الإختيار في المأكل والمشرب والملبس وغيرها من المباحات وفق الضوابط الشرعية، وليس له فعل المحرمات أو ترك الواجبات بدعوى الحرية قال العلامة ابن عثيمين في المناهي(٢٥):هذا خطأ نقول:لست حراً في معصية الله بل إنك إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية الله إلى رق الشيطان والهوس. -فائدة: قول(على هواك) قال العلامة ابن عثيمين في المناهي(١٠٥)ليس فيها بأس إلا أنها تقييد بما يكون غير مخالف للشرع.

٣-(حرية الفكر) المراد بحرية الفكر أي حرية الدين وهذا لاشك أنه كفر وضلال فليس للإنسان حرية في التنقل من دين لآخر. قال ابن عثيمين في المناهي(٤٨):الذي يجيز أن يكون الإنسان حر الإعتقاد يعتقد ما شاء من الأديان فإنه كافر يستتاب فإن تاب وإلا وجب قتله وهذه الكلمة-أي حرية الفكر-التي يقصد بها الدين يجب أن تحذف من قواميس الكتب الإسلامية لأنها تؤدي إلى هذا المعنى الفاسد.

كتبه: بدر بن محمد البدر.

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٣) @

٣٠‏/١٠‏/٢٠١٣ ١١:٠٦:٠٦ ص: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية (٣)-@ ا

لحمد لله رب العالمين:

١- (فلان بعيد عن الهداية) قول (فلان بعيد عن الهداية) أو (والله لا يغفر الله لك) أو (فلان بعيد عن الجنة) أو (فلان بعيد عن رحمة الله) ونحوها من الألفاظ المحرمة التي فيها التألي على الله تعالى.وهو الحلف أن لا يغفر أو  لا يهدي فلاناً . روى مسلم عن جندب مرفوعاً(قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان! فقال الله عزوجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك). وفي رواية عند أبي داود عن أبي هريرة (تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخرته)صححه الألباني. قال العلامة ابن عثيمين في المناهي(٧٤): هذا لا يجوز لأنه من باب التألي على الله ولا يجوز للإنسان أن يستبعد رحمة الله كم من إنسان قد بلغ من الكفر مبلغاً عظيماً ثم هداه الله فصار من الأئمة الذين يهدون بأمر الله والواجب على من يقول ذلك أن يتوب إلى الله حيث يندم على ما فعل ويعزم على أن لا يعود في المستقبل.

-مسائل: – قلت للعلامة اللحيدان قول بعض الناس(يا ويلك من الله)هل هو من التألي على الله؟ قال: لا هذا قول جائز لأنه من باب التخويف من عذاب الله. -قلت له وقول(يهديك الله)؟ قال:هذا دعاء له بالهداية لا شيئ فيه. -قلت له وقول(الله لا يهينك)؟ قال:لا شيئ فيه هذا دعاء بعدم الإهانة.

٢- (هلك الناس) قول (هلك الناس) منهي عنه لما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً(إذا قلال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم). قال النووي في شرح مسلم(١٦/٣٩١):روي أهلكهم على وجهين رفع الكاف وفتحها والرفع أشهر، ومعناه:أشدهم هلاكاً، وأما رواية الفتح فمعناها:هو جعلهم هالكين، واتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح أحوالهم لأنه لا يعلم سر الله في خلقه، قالوا:فأما من قال ذلك تحزناً لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه. ومثل(هلك الناس) (ضل الناس) فهما سواء

كتبه: بدر محمد البدر.

@ سلسلة الألفاظ المنهية (٢) @

٢٨‏/١٠‏/٢٠١٣ ٣:٣٨:٢٥ م: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية (٢)-@

الحمد لله رب العالمين

١- ربنا افتكره هذه المقولة يقولها البعض إذا سُئل عن شخص متوفى. وهي مقولة منكرة لأنا فيها نسبت النسيان لله تعالى وقد نص أهل العلم على كفر هذه المقولة لأنه  سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص، قال تعالى(لا يضل ربي ولا ينسى) وقال سبحانه(وما كان ربك نسياً) قال العلامة ابن عثيمين في المناهي(٧٥):إذا كان مراده بذلك أن الله تذكر ثم أماته فهذه كلمة كفر لأنه يقتضي أن الله ينسى والله تعالى لا ينسى(لا يضل ربي ولا ينسى) فإذا كان هذا قصد المجيب وكان يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر، أما إذا كان جاهلاً ولا يدري  ويريد بقوله(ربنا افتكره)يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر لكن يجب أن يطهر لسانه عن هذا الكلام الموهم لنقص رب العالمين ويقول(توفاه الله أو نحو ذلك) . – توضيح: قال الإمام ابن كثير في تفسيره(٧٦١): قوله تعالى(فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) أي نعاملهم معاملة من نسيهم لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيئ ولا ينساه كما قال تعالى(لا يضل ربي ولا ينسى) وإنما قال هذا من باب المقابلة(نسوا الله فنسيهم)قال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس:نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا). – وصحيفة علي عن ابن عباس جيدة لأنه سمع تفسير ابن عباس من أصحاب ابن عباس كمجاهد وغيره. -مسألة: قلت للعلامة اللحيدان: قول بعض الناس (فلان الله يذكره بالخير)فيها شيئ؟ قال:لا شيئ فيها وهي دعاء أن يذكر الله عبده بالخير.

٢- الفاتحة على روح المرحوم: هذه من البدع المنكرة التي لم يرد بها دليل. قالت اللجنة الدائمة(٢/٣٨٤):هذه بدعة لأنه لم تثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أحد من صحابته.

٣-الذكر عند تشييع الجنازة. من البدع المنكرة قول(وحدوه) ونحوها من الأذكار عند تشييع الجنازة روى أبو داود بسند فيه لين عن أبي هريرة مرفوعاً(لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار) وذكر الحجاوي في شرح منظومة الأداب(٢٩٢) عن الإمام أحمد أنه قال:قول القائل مع الجنازة استغفروا له ونحوه بدعة. وقال العلامة عبدالله بن حميد في فتاواه(٣٦٩):هذا من البدع التي لا أصل لها كم من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام يموتون ويمشي معهم رسول الله وكذلك الخلفاء ما بلغنا أنهم يقولون(وحدوه)بل يمشون معه بسكينة ويدفنونه ويسألون الله إذا دفنوه له الثبات.

كتبه: بدر بن محمد البدر.

@ سلسلة الألفاظ المنهية (1) @

٢٨‏/١٠‏/٢٠١٣ ١٠:١٥:٢٨ ص: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية-(١)-@

الحمد لله رب العالمين ١- سب الريح: سب الريح من الأمور المحرمة وهو نظير سب الدهر إلا أن سب الدهر عام في جميع حوادث الدهر وسب الريح خاص بالريح. روى الترمذي عن أبي بن كعب مرفوعاً(لا تسبوا الريح)صححه الترمذي والألباني وله شاهد رواه البخارى في الأدب المفرد عن أبي هريرة، صححه ابن حجر والألباني وحسنه النووي في الأذكار. -قال العلامة عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد:الريح تهب عن إيجاد الله وخلقه لها وأمره لأنه هو الذي أوجدها وأمرها فمسبتها مسبة للفاعل وهو الله تعالى . – فائدة: وصف الريح بالبرودة أو الحرارة أو بالشدة ليس سب لها، قال تعالى(وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية)أي باردة شديدة الهبوب.

٢- سب الزمان: قول بعض الناس(زمن غدار)أو(زمن لا يرحم)أو(أنت والزمن علي)أو(يوم نحس)أو(يوم أسود) وغيرها من الألفاظ المنكرة المحرمة شرعاً لأن سب الزمان سب لخالقه وهو الله تعالى. روى الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً(يؤذيني ابن أدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)وفي رواية لمسلم(لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)أي هو خالق الدهر. – قال العلامة عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد:قال الشافعي وأبو عبيد وغيرهما من الأئمة في تفسير(لا تسبوا الدهر): كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا: يا خيبة الدهر، فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله فكأنهم إنما سبوا الله لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهي عن سب الدهر بهذا الإعتبار . -فائدة: قول يوم حار أو شديد البرد ونحوهما هذا إخبار عن اليوم وليس سب لليوم، قال تعالى(هذا يوم عصيب)أي شديد البلاء.

٣- قسوة القدر: قول بعض الناس(قسوة القدر)أو(لعبة القدر)أو(يلهوا بنا القدر) كل هذا من الألفاظ المحرمة المنافية لكمال التوحيد. قال العلامة ابن باز في الفتاوى(١/١٥١)هذا الكلام مناف لكمال التوحيد وكمال الإيمان بالقدر فإن القدر لا يلهو والزمن لا يعبث وأن كل مايجري في هذه الحياة هو بتقدير الله وعلمه والله هو الذي يقدر السعادة والشقاوة حسب ما تقتضية حكمته وقد تخفى تلك الحكمة على الناس لأن علمهم محدود وعقولهم قاصرة عن إدراك تلك الحكمة الإلهية.

٤- لم تسمح لي الظروف: قول(لم تسمح لي الظروف)أو(لم يسمح لي القدر) قال العلامة ابن عثيمين كما في المناهي(٨٢):استعمال هذه الألفاظ فيه تفصيل إن كان القصد أنه لم يحصل وقت يتمكن فيه من المقصود فلا بأس، وإن كان يقصد أن للوقت تأثير فلا يجوز.

٥-شاءت قدرة الله: قال العلامة ابن عثيمين في المناهي(٦٣):لايصح أن تقول شاءت قدرة الله لأن المشيئة إرادة والقدر معنى والمعنى لا إرادة له وإنما الإرادة للمريد والمشيئة لمن يشاء ولكننا نقول(اقتضت حكمة الله كذا)أو تقول عن الشيئ إذا وقع هذه قدرة الله أي مقدوره كما تقول:هذا خلق الله أي مخلوقه. وأما أن نضيف أمراً يقتضي الفعل الإختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز، ومثال ذلك قولهم(شاء القدر كذا)هذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويان لا مشيئة لهما وإنما المشيئة لمن هو قادر ولمن مقدر. – ومثله قول(شاءت الأقدار)أو(شاءت الظروف) هذا لا يجوز لأنها لا مشيئة لها وإنما المشيئة لمن هو قادر.

كتبه: بدر بن محمد البدر.