@ مرتبة مسند الإمام أحمد @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

     – مرتبة مسند الإمام أحمد –

المسند للإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل الشيباني ، يعد من أهم كتب الحديث النبوي

، ومن أهم المراجع الحديثية التي لا يستغنى عنها ، فقد جمع فيه الإمام أحمد أكثر من عشرين ألف حديث مع المكرر.

وفيه بعض الآثار تزيد على مئتين آثر.
مرتبة المسند:
غالب أحاديث المسند صحاح وحسان

وفيه جملة من الأحاديث الضعيفة وليست بكثيرة.
قال الحافظ الذهبي في السير (١١/٣٢٩):

المسند فيه جملة من الأحاديث الضعيفة مما يسوغ نقلها ولا يجب الاحتجاج بها وفيه أحاديث معدودة شبه موضوعة ولكنها قطرة في بحر.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة( ٦ ):

الحق أن أحاديثه جياد والضعاف منها إنما يوردها للمتابعات وفيه القليل من الضعاف الغرائب الأفراد أخرجها ثم صار يضرب عليها شيئاً فشيئاً وبقي بعده بقية.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٨/٩/١٤٣٦هـ

@ رواية الحديث بالمعنى @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
         – رواية الحديث بالمعنى –
– رواية الحديث بالمعنى : هو نقل حديث النبي عليه الصلاة والسلام بلفظ غير لفظه المروي عنه.
-حكم رواية الحديث بالمعنى:

تنازع أهل العلم في حكم رواية حديث النبي عليه الصلاة والسلام بالمعنى على قولين مشهورين.

– القول الأول الجواز:

قال واثلة بن الأسقع: ( إذا حدثناكم بالحديث عن معناه فحسبكم)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٨٠)
وقال ابن عون: ( كان الحسن وإبراهيم والشعبي يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا ) 

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٣٤١)
وقال سفيان الثوري: ( إن قلت إني أحدثكم كما سمعت فقد كذبت )

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (١/٢٠١)
قال ابن عيينة: ( كان عمرو بن دينار يحدث بالمعاني )

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٢/١١)
– القول الثاني المنع:
قال ابن عون: ( كان ابن سيرين والقاسم بن محمد يحدثنا كما سمعا )

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٢٨٨)
قال ابن عيينة: ( كان إبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع ، وكان إبراهيم فقيهاً )

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٢/١١)

– قال معن بن عيسى : كان مالك يتقي في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الباء والتاء ونحوهما.

– وقال سعيد بن عُفير : سمعت مالك بن أنس يقول:

أما حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فأحب أن يؤتى به على ألفاظه.

رواهما عياض في الإلماع(١٠٠)

– الراجح :

الصحيح جواز رواية الحديث بالمعنى ، وبه قال أكثر المحققين من أهل العلم ، بشرط أن يكون الراوي عالماً بالألفاظ ولم يخل بمعنى الحديث ، فإن لم يكن عالماً وأخل بالمعنى منع من روايته.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٢٠٩):

إذا أراد رواية ما سمعه على معناه دون لفظه فإن لم يكن عالماً عارفاً بالألفاظ ومقاصدها خبيراً بما يحيل معانيها بصيراً بمقادير التفاوت بينها فلا خلاف أنه لا يجوز له ذلك وعليه أن لا يروي ما سمعه إلا على اللفظ الذي سمعه من غير تغيير.

فأما إذا كان عالماً عارفاً بذلك فهذا مما اختلف فيه السلف وأصحاب الحديث وأرباب الفقه والأصول فجوزه أكثرهم ، ولم يجوزه بعض المحدثين وطائفة من الفقهاء والأصوليين من الشافعيين وغيرهم ، والأصح جواز ذلك إذا كان عالماً بما وصفناه قاطعاً بأنه أدى معنى اللفظ الذي بلغه.اهـ
وقال العلامة الصنعاني في إسبال المطر(١٦١):

وأما الرواية بالمعنى فالخلاف فيها شهير والأكثرون على الجواز.اهـ
                 – فصل –

       – ما لا تجوز روايته بالمعنى –
منع المحققون من أهل العلم رواية الأحاديث التي يتعبد بقراءتها كالأذكار مثلاً بالمعنى ، واشترطوا فيها أن تروى بلفظ النبي عليه الصلاة والسلام.
روى البخاري ( ٢٤٧ ) عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام

 ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت.

فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به ) قال: فرددتها على النبي عليه الصلاة والسلام فلما بلغت: ( اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ) قلت: ورسولك. قال( لا ، ونبيك الذي أرسلت ).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(١/٣٥٨):

قوله ( قلت ورسولك ، قال: لا ونبيك ): قال الخطابي: فيه حجة لمن منع رواية الحديث على المعنى ، أو لأن ألفاظ الأذكار توقيفية في تعيين اللفظ وتقدير الثواب.اهـ
وقال العلامة العيني في عمدة القاري(٣/١٨٨):

قوله( قلت ورسولك ، قال: لا ونبيك ): ذكروا في هذا أوجهاً منها: أن ألفاظ الأذكار توقيفية في تعيين اللفظ وتقدير الثواب فربما كان في اللفظ زيادة تبيين ليس في الآخر وإن كان يرادفه في الظاهر.اهـ
وقال الإمام القرطبي في تفسيره(١/٤١١): قوله تعالى (وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) 

استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن تبديل الأقوال المنصوص عليها في الشريعة لا يخلو أن يقع التعبد بلفظها أو بمعناها ، فإن كان التعبد وقع بلفظها ، فلا يجوز تبديلها ، لذم الله تعالى من بدل ما أمره بقوله . وإن وقع بمعناها جاز تبديلها بما يؤدي إلى ذلك المعنى ولا يجوز تبديلها بما يخرج عنه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر

٢٨/٩/١٤٣٦هـ

@ فوائد حديثية @

: سنن الترمذي له عدة تسميات:
١-جامع الترمذي

٢-الجامع الكبير للترمذي

٣-الجامع الصحيح للترمذي

والمشهور عند المتقدمين:الجامع

وعند المتأخرين:السنن
: مميزات سنن الترمذي ثلاث:

١-بيان درجة الحديث وأحوال الرواة

٢-بيان شواهد الحديث بقوله:وفي الباب عن فلان

٣-بيان ما عليه العمل وأقوال الأئمة.

: مسند الدارمي أو سنن الدارمي أوجامع الدارمي.

هو مسند لأن أحاديثه مسندة

وسنن لأنه مرتب على الأبواب الفقهية

وجامع لأنه جمع أنواع الكتب.

: كان مغلطاي يسمي مسند الدارمي بصحيح الدارمي.

وفي قوله نظر: لأن الدارمي لم يشترط الصحة لكتابه ، وقد ضعف بعض الأحاديث في مسنده وأعل بعضها.

: مسند الدارمي يسمى أيضاً:

١- سنن الدارمي

٢- جامع الدارمي

* علم العلل يعد من أصعب أنواع علوم الحديث

لذا لم يتكلم فيه إلا الأئمة النقاد أمثال:

أحمد وابن المديني والبخاري والدارقطني وغيرهم.

* قيل إن أول من أظهر علم العلل وعلم الجرح والتعديل

هو الإمام الحافظ الناقد شعبة بن الحجاج أبو بسطام
* أفضل كتب العلل للمبتدئين.

هو كتاب التمييز للإمام مسلم

ويسمى كتاب ( أخطاء الثقات ).

وهو كتاب مختصر،

ولا يعرف من الذي اختصره.
* كتاب العلل للإمام ابن أبي حاتم الرازي.

كتاب قيم جدا وسهل البحث فيه،

حيث إنه مرتب على الأبواب الفقهية.
* كتاب العلل للإمام الدارقطني.

كتاب كبير جدا قيل إنه أملاه من حفظه.

ينقصه الترتيب حيث إن البحث فيه صعب جدا،

وتارة يطيل في بيان العلة وتارة يختصر.
* كتاب العلل المتناهية للإمام ابن الجوزي،

كتاب قيم مرتب على الأبواب.

استدرك عليه بعض الأحاديث أعلها بما ليس بعلة.

@ اختصار الحديث وتقطيعه @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

        – اختصار الحديث وتقطيعه –
اختصار الحديث وتقطيعه يجوز بشرطين:
الأول: أن يكون المختصر عالماً من العلماء ، فإن لم يكن عالماً لم يجز له ذلك

ونقل الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث (٢٠٩) الاجماع على هذا ، قال: فإن لم يكن عالماً عارفاً بالألفاظ فلا خلاف أنه لا يجوز له ذلك ، وأن لا يروي ما سمعه إلا على اللفظ الذي سمعه.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في النزهة(١٢٨): أما اختصار الحديث فالأكثرون على جوازه بشرط أن يكون الذي يختصره عالماً ، لأن العالم لا ينقص من الحديث إلا ما لا تعلق له بما يبقيه منه بحيث لا تختلف الدلالة ولا يختل البيان حتى يكون المذكور والمحذوف بمنزلة خبرين أو يدل ما ذكره على ما حذفه ، بخلاف الجاهل فإنه قد ينقص ما له تعلق كترك الاستثناء.اهـ

الشرط الثاني: أن لا يخل المختصر بالمعنى.

فإن أخل المختصر بمعنى الحديث ، منع من اختصاره.
قال الحافظ ابن دقيق العيد في الاقتراح(٣١):

اختصار الحديث هل يجوز أم لا ؟ إن كان اختصاره مما يغير المعنى لو لم يختصر لم يجز وإن لم يغير المعنى مثل : أن يذكر لفظين مستقلين في معنيين فيقتصر على أحدهما ، فالأقرب الجواز.اهـ
وقال الحافظ الذهبي في الموقظة(٣١): اختصار الحديث وتقطيعه جائز إذا لم يخل معنى.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٧/٩/١٤٣٦هـ

@ شروط الحديث الحسن لغيره @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

      – شروط الحديث الحسن لغيره –
الحسن لغيره: هو الحديث الضعيف يسير الضعف الذي اعتضد بطرقه أو شواهده.
شروط الحسن لغيره:

١- أن يكون ضعفه يسيراً.

فإذا كان شديد الضعف فإنه لا ينجبر.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٥٢):

ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه بل ذلك يتفاوت فمنه ضعف يزيله ذلك بأن يكون ضعفه ناشئاً من ضعف حفظ راويه مع كونه من أهل الصدق والديانة ، وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك ، ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهماً بالكذب أو كون الحديث شاذاً.اهـ
٢- أن تتعدد طرقه أو شواهده.

فإن لم يكن له متابعات ولا شواهد فلا يحسن.
قال العلامة ابن عثيمين في مصطلح الحديث (٧) والحسن لغيره: الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر بعضها بعضاً، بحيث لا يكون فيها كذاب، ولا متهم بالكذب.اهـ
٣- أن تكون طرقه أو شواهده قوية أو ضعيفة يسيرة الضعف.

فإذا كانت طرقه أو شواهده شديدة الضعف

فإنه لا يعتضد بها.
قال الحافظ ابن حجر في النكت (١/٤٠٢): قال ابن القطان: وهذا القسم-أي الحسن لغيره-لا يحتج به كله إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن.

قلت:وهذا حسن رايق لا أظن منصفاً يأباه.اهـ
– تنبيه:
لا يصح إطلاق عبارة : ( الحديث الضعيف يتقوى بطرقه ) ، لأن الضعف يتفاوت وليس كل ضعف ينجبر.
قال المحدث أحمد شاكر في الباعث(١٣٥):

وبذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحة ، فإنه إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفاً إلى ضعف.اهـ
كتبه:

بدر بن محمد البدر.

٢٥/٩/١٤٣٦هـ

@ حرمة قتل النفس ( الانتحار ) @

– حرمة قتل النفس ( الانتحار ) –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن قتل النفس المعروف بـ ( الانتحار ) من أعظم الذنوب التي حرمتها الشريعة الإسلامية ، وهو كبيرة من الكبائر.

قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر(١١٩)

الكبيرة الخامسة والعشرون: قاتل نفسه وهي من أعظم الكبائر.اهـ

وقتل النفس بغير حق مخالف لمقاصد الشريعة الإسلامية ، فقد جاءت النصوص بتحريم ذلك.
قال تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً )
وقال تعالى ( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق )
عن جندب رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( كان ممن كان قبلكم رجل به جُرح فجزع فأخذ سكيناً فحز به يده فما رقأ الدم حتى مات ، قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري(٣٤٦٣) ومسلم(١١٣)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري(٥٧٧٨) ومسلم (١٠٩) وبوب له النووي في شرح مسلم – باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه.
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله به يوم القيامة ) رواه البخاري(٦٦٥٢) ومسلم (١١٠)
– حكم تسمية العمليات الإنتحارية بعمليات جهادية أو عمليات استشهادية.
يسمي بعض الناس العمليات الإنتحارية بالعلميات الجهادية أو العمليات الاستشهادية.

وهذا قول باطل ظاهر البطلان.

 فإن العمليات الانتحارية ليست من الجهاد

في شيء ، بل هي من الإفعال المحرمة شرعاً

فإذا ظن هذا الانتحاري الذي يفجر نفسه أنه يتقرب إلى الله تعالى بقتل نفسه فقد أخطأ ولم يصب ، وشابه بفعله فعل أهل الجاهلية الذي يتقربون إلى الله بفعل المحرمات

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في مسائل الجاهلية (١٣٦) المسألة الخامسة والثلاثون : التعبد بكشف العورات كقوله (وإذا فعلوا فـٰحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمر بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء).اهـ
وفرق بين الجهاد في سبيل الله الذي شرعته الشريعة الإسلامية وبين الانتحار الذي حرمته الشريعة الإسلامية.

ولهذا أفتى علماء الأئمة بحرمة هذه العمليات الانتحارية وأنها قتل نفس بعير حق ، وممن أفتى بحرمتها العلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين والعلامة عبدالعزيز آل الشيخ والعلامة اللحيدان والعلامة الفوزان وغيرهم من أهل العلم والفضل.
ومن الخطأ أيضاً تسمية الانتحار بـ ( عمليات استشهادية )

 لأن قاتل نفسه لا يسمى شهيداً بل منتحراً والعياذ بالله.

ثم ليعلم أن الذي عليه أهل السنة والجماعة

عدم الشهادة لمعين أنه شهيد إلا لمن شهد له النص لأنه أمر الشهادة أمر غيبي.

قال الإمام البخاري في صحيح -٧٧- باب لا يقول فلان شهيد.

قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام(الله أعلم بمن يجاهد في سبيله)

وساق بسنده (٢٨٩٨) عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام التقى هو والمشركين فاقتتلوا فلما مال رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقال: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله ( أما إنه من أهل النار ) فقال رجل من القوم : أنا صاحبه ، قال: فخرج معه كلما وقف ، وقف معه وإذا أسرع ، أسرع معه ، قال: فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله فقال: أشهد أنك رسول الله

قال(وما ذاك) 

قال:الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه.

قال النبي عليه الصلاة والسلام عند ذلك (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٦/١١٤): قوله(باب لا يقال فلان شهيد) أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي ، وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال( تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيداً ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم ، ولكن قولوا كما قال رسول الله:من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد)حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما.اهـ
– والغريب أن هؤلاء أصحاب العمليات الانتحارية يبشرون هذا المنتحر بالجنة قبل أن ينتحر ويهنئونه بالحور العين وبعضهم يقسم عليه أن يشفع له يوم القيامة ، ويخالفون قول النبي عليه الصلاة والسلام في الذي قتل نفسه

( إنه من أهل النار ) رواه البخاري(٢٨٩٨)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٤/٩/١٤٣٦هـ

@ أقسام الغريب النسبي @

 مباحث في علم مصطلح الحديث

– أقسام الغريب النسبي –
تنقسم الغرابة النسبية في الحديث إلى أربعة أقسام وهي:
القسم الأول: تفرد ثقة بالحديث.

– كقولهم: لم يروه ثقة سوى فلان.

– مثاله: حديث خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا ولغ الكلب فى الإِناء فاغسلوه سبع مرات أولاهن بالتراب )

– رواه البيهقي في السنن الكبرى (١١٩٢) وقال:هذا حديث غريب ، لم يروه ثقة غير ابن سيرين عن أبي هريرة.

الثاني: تفرد راوٍ معين عن راوٍ معين.

– كقولهم: لم يروه عن فلان سوى فلان.

– مثاله: حديث شريك عن أبي اليقظان عن عدى بن ثابت عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن النبى عليه الصلاة والسلام قال في المستحاضة ( تدع الصلاة أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة وتصوم وتصلي )

– رواه الترمذي (١٢٦) وقال: هذا حديث تفرد به شريك عن أبي اليقظان.
الثالث: تفرد أهل بلد بالرواية.

– كقولهم: تفرد به أهل مصر.

– مثاله: حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام ( يا أبا ذر إنى أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي )

– رواه أبو داود(٢٨٧٠) وقال : تفرد به أهل مصر.

الرابع: تفرد أهل بلد بالرواية عن أهل بلد آخر.

– كقولهم: تفرد أهل الحجاز بروايته عن أهل الشام.

– مثاله: حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً ( السراويل لِمن لا يجد الإِزار والخف لِمن لا يجد النعلين )

– رواه أبو داود (١٨٣١) وقال: هذا حديث أهل مكة ومرجعه إلى البصرة.

كتبه:

بدر بن محمد البدر.

٢٤/رمضان/١٤٣٦هـ

@ أصل الخوارج @

 – أصول الخوارج –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن كل فرقة من الفرق لها أصول تعتقدها وتدين الله بها وتدعو إليها وتوالي لأصولها وتعادي عليها  

ومن هذه الفرق فرقة الخوارج ، وهم شر الفرق على الإطلاق.

وقد استفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في تحذيره من الخوارج ، بل وأخبر عليه الصلاة والسلام أنه لو أدركهم ليقتلهم قتل عاد.

وهذه الفرقة لها عدة أصول أشهرها أربعة وهي:
– الأصل الأول: تكفير المسلمين.

فإن من أصول الخوارج تكفيرهم لمرتكب الكبيرة

من المسلمين وأنه خالد مخلد في النار ، وتوسع بعض الخوارج وكفر مرتكب الكبيرة والصغيرة.

قال الحافظ محمد الكرجي كما في نكت القرآن الدالة على البيان(١/٢٧٣): الشراة – يعني الخوارج – في باب الذنوب فإنهم يعدون صغيرها وكبيرها كفراً والذنب كفراً.اهـ

وعد الحافظ الذهبي التكفير بالكبائر من كبائر الذنوب

قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر(١٧١):

الكبيرة التاسعة والأربعون:الخروج بالسيف والتكفير بالكبائر.
والخوارج خالفوا بتكفيرهم المسلمين بالكبائر والصغائر وتخليدهم في نار جهنم ، الكتاب والسنة والإجماع
– الكتاب:

قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) أي أنه سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب صغيرها وكبيرها سوى الشرك فإنه الذنب الذي لا يغفر.
– السنة:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) 

رواه مالك (١٨٤٤) بسند صحيح.

قال الحافظ السيوطي في التنوير(٢/٢٥١): قال الباجي: قوله( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) أي إن كان المقول له كافراً فهو كافر وإن لم يكن خيف على القائل أن يصير كذلك ، وقال ابن عبدالبر: أي احتمل الذنب في ذلك القول أحدهما ، وقال أشهب: سئل مالك عن هذا الحديث قال أرى ذلك في الحرورية الخوارج.اهـ
واستفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى يغفر كل ذنب دون الشرك ، منها:

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ) رواه مسلم (٩٣)
وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : ( قال الله تعالى : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )

رواه الترمذي(٣٥٤٠) وحسنه ، وقال ابن رجب في الجامع(٣٨١): اسناده لا بأس به.

وله شاهد عن أبي ذر رضي الله عنه رواه أحمد(٥/١٦٧)
– الإجماع:

 قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي في إعتقاد أئمة الحديث(٣٢٤): ويقولون – يعني أهل الحديث أهل السنة والجماعة -: إن أحداً من أهل التوحيد ومن يصلي إلى القبلة لو ارتكب ذنباً أو ذنوباً كثيرة صغائر أو كبائر مع الإقامة على التوحيد لله

والإقرار بما إلتزمه وقبله عن الله فإنه لا يكفر به

ويرجون له المغفرة قال تعالى ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
ونقل الإجماع أيضاً الحافظ ابن أبي حاتم الرازي في عقيدة الرازيين(١٤٢) قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك ، قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم: ولا نكفر أهل القبلة بذنوبهم ونكل سرائرهم إلى الله عز وجل.اهـ

– الأصل الثاني: استباحة دماء المسلمين.

فإن من أصول الخوارج استباحتهم لدماء المسلمين المعصومة ، فلا يرون لدم المسلم حرمة.

وخالفوا باستباحتهم دماء المسلمين ، الكتاب والسنة والإجماع.
– الكتاب:

قال تعالى ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيماً )
– السنة:

عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام 

( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل )

رواه مسلم (٢٣)
وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواه البخاري(١٠٥) ومسلم(١٦٧٩)
– الإجماع:

لا خلاف بين أهل العلم على حرمة قتل المسلم بغير حق ، وأن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ الدماء.

وعد الحافظ الذهبي قتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب.

قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر(٤٦) الكبيرة الثانية: قتل النفس من كبائر الذنوب.

– الأصل الثالث: الخروج على ولاة المسلمين.

فإن من أصول الخوارج خروجهم على ولاة الأمر فلا يرون لحاكم طاعة ، بل يخرجون على الحاكم فمنهم من يخرج عليه بالسيف ويقاتله ، ومنهم من يخرج عليه بالقول فتجده يكذب على الحاكم ويقلل من شأنه ويحرض على الخروج عليه ، ومنهم من يخرج على الحاكم بالسيف والقول معاً.

وخالفوا الخوارج بعدم طاعتهم الحاكم ، الكتاب والسنة والإجماع.
– الكتاب:

قال تعالى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )

قال الإمام الطبري في تفسيره(٦/٤٢٨):( وأولي الأمر منكم) هم الأمراء على قول الجمهور كأبي هريرة وابن عباس وغيرهم.
-السنة:

عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتة جاهلية ) رواه البخاري(٧٠٥٤) ومسلم(١٨٤٩)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني )

رواه البخاري(٧١٣٧) ومسلم (١٨٣٥)
– الإجماع:

قال الحافظ ابن أبي حاتم الرازي في عقيدة الرازيين (١٤٥) قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك ، قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم: ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعة.اهـ
ونقل الإجماع أيضاً الحافظ النووي في شرح مسلم (١٢/٢٢٩) 

وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة(٥/٥٢٩)

وعد الحافظ الذهبي الخروج على الحاكم من الكبائر.

قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر (١٧١) الكبيرة التاسعة والأربعون: الخروج بالسيف والتكفير بالذنوب.

– الأصل الرابع: الطعن في علماء المسلمين.

فإن من أصول الخوارج طعنهم في علماء المسلمين والسخرية منه وتسميتهم بعلماء السلاطين أو علماء حيض ونفاس أو علماء الأموال أو لا يفقهون الواقع وغير ذلك من الألقاب والتهم الكاذبة. 

وخالفوا بذلك الكتاب والسنة والإجماع.
– الكتاب:

أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالرجوع إلى العلماء وسؤالهم في غير آية.
قال تعالى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ )
وقال تعالى : (فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تَعلمون )

وهذا فيه بيان عظم منزلة العلماء عند الله سبحانه وتعالى.
– السنة:

استفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في بيان فضل العلماء وعظم قدرهم ورفعة منزلتهم وأن ذهاب العلم بموت العلماء.
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) رواه البخاري(١٠٠) ومسلم(٢٦٧٣)
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : ( إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ) رواه أبو داود (٣٦٤١) والترمذي(٢٦٨٢) وصححه الألباني.
-الإجماع:

أجمع أهل السنة والجماعة على حب العلماء وتوقيرهم وأنهم أهل العلم والفضل.
قال الإمام أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف(٣٠٧): وإحدى علامات أهل السنة : حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٢/رمضان/١٤٣٦هـ

@ مرتبة سنن النسائي @

 – مباحث في علم مصطلح الحديث –

        – مرتبة سنن النسائي –
كتاب سنن النسائي الصغرى ويسمى المجتبى

كتاب جليل ، كثير النفع والفائدة ، عظيم القدر والمنزلة عند أهل العلم.

اجتباه الإمام النسائي من كتابه السنن الكبرى.

وتنازع الحفاظ في صحته.
فأطلق بعض الحفاظ عليه اسم (صحيح النسائي)

منهم الإمام الدارقطني والإمام الخليلي والإمام ابن السكن.

ذكره عنهم الحافظ السخاوي في القول المعتبر(٢٠)
وقال الحافظ ابن عدي : صحاح النسائي

ذكره الحافظ الذهبي في الميزان(١/٤١٠)
وسماه الحافظ الذهبي في التذكرة(١/١٢٨) صحيح النسائي.
حتى بالغ بعض المغاربة فقدم سنن النسائي على صحيح مسلم في الصحة.
– والصحيح أن سنن النسائي فيها الصحيح وهو الغالب وفيها الضعيف لكنه ليس كثير.
قال ابن حجر في النكت(١/٤٨٤):سنن النسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً.اهـ
وقال الحافظ أبو العلا المباركفوري في مقدمة التحفة (٩٣): قال البقاعي في شرح الألفية عن ابن كثير: إن في النسائي رجالاً مجهولين إما عيناً أو حالاً وفيهم المجروح وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة . وقال الشوكاني: سنن النسائي أقل السنن الأربع بعد الصحيح حديثاً ضعيفاً.اهـ
– وقال العلامة السندي في حاشية سنن النسائي

(١/١٠): وبالجملة فكتاب السنن للنسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجالاً مجروحاً.اهـ
– وبرهان ذلك أن الإمام النسائي أخرج في سننه لبعض الضعفاء والمتروكين والمجهولين منهم:
١- عبدالرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي

قال الذهبي في الميزان (٢/٥٩٨): عبدالرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي ، قال النسائي: متروك الحديث ، وهذا عجيب من النسائي إذ يروي له ويقول متروك.اهـ
٢- قطن بن إبراهيم القشيري النسيابوري.

قال الذهبي في الميزان (٣/٣٩٠): والعجب أن النسائي خرَّج عن قطن بن إبراهيم القشيري ، ويقول عنه : فيه نظر.اهـ
٣- إسماعيل بن عياش.

قال الذهبي في التذكرة (١/٢٥٤): إسماعيل بن عياش ضعفه النسائي وغيره مع أن النسائي احتج به.اهـ
٤- يزيد بن كعب العوذي.

قال الذهبي في الميزان(٤/٣٩٩): يزيد بن كعب العوذي مجهول ، لكن خرّج له النسائي.اهـ
كتبه:

بدر بن محمد البدر.

٢١/رمضان/١٤٣٦هـ

@ رواية الأقران @

 – مباحث في علم مصطلح الحديث –       

        – رواية الأقران –
الأقران لغة جمع قرين بمعنى المصاحب.

واصطلاحاً: هم الرواة المتقاربون في السند والسن غالباً.

– ومعنى قولنا: المتقاربون في السند يعني بالأخذ من الشيوخ.

والمتقاربون في السن يعني متماثلين في العمر غالباً.
– فائدة معرفة رواية الأقران:

الأمن من ظن الزيادة في الإسناد وإبدال الواو ب(عن) إن كان بالعنعنة.
– نوعا رواية الأقران:

تنقسم رواية الأقران إلى قسمين،

القسم الأول: المدبج.

وهو لغة اسم مشتق من ديباجتي الوجه أي الخدين.

اصطلاحاً: رواية القرينان كل واحد منهما عن الآخر.

سمي مدبجاً: لتساوي الراوي والمروي عنه.
مثال المدبج في الصحابة:

رواية أبي هريرة عن عائشة

ورواية عائشة عن أبي هريرة
مثاله في التابعين:

رواية الزهري عن أبي الزبير

ورواية أبي الزبير عن الزهري
مثاله في أتباع التابعين:

رواية مالك عن الأوزاعي

ورواية الأوزاعي عن مالك.

القسم الثاني: رواية أقران.

والمراد رواية أحد القرينين عن الآخر.
مثال رواية الأقران في الصحابة:

رواية ابن عباس عن أبي بن كعب
مثاله في التابعين:

رواية الزهري عن عمر بن عبدالعزيز
مثاله في أتباع التابعين:

رواية الثوري عن مسعر.
– الفرق بين المدبج ورواية الأقران:

المدبج أعم من رواية الأقران.

قال السخاوي في فتح المغيث(٤/١٣١):

كل مدبج أقران ولا عكس.
كتبه:

بدر محمد البدر.

٢١/رمضان/١٤٣٦هـ