التصنيف: غير مصنف
@ نصيحة لإخواني السلفيين @
( نصيحة لإخواني السلفيين )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
إخواني السلفيين: إن مما يحزن القلب ويؤلمه ويزيده حسرات وحسرات ما نراه اليوم
من فرقة واختلاف وعداوات بين إخواننا السلفيين
أصحاب العقيدة الصحيحة السليمة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
إخواني السلفيين: إن هذه الخلافات بينكم جعلت أهل الزيغ والضلال يفرحون بها أشد الفرح ، ويشمتون بكم أشد الشمت ، ويقول أحدهم شامتاً: السلفييون كالنار إذا لم تجد ما تأكله أكلت بعضها بعضاً. ويقول الآخر: الإخوة عند السلفيين أياماً معدودة ثم بعد ذلك عداوات وتحذير. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إخواني السلفيين: احرصوا على وحدة الكلمة ونبذ الخلافات فإن الخلافات تورث العداوات والعداوات تورث المغالبات ، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( الخلاف شر )
رواه أبو داود.
إخواني السلفيين: إني أذكركم بقول الله تعالى
( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )
وأذكركم بقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
كما في الصحيح ( المسلم أخو المسلم ) وفي الصحيح أيضاً( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
فالمؤمنون أخوة ، والواجب على الأخ أن يصفح عن أخيه إذا رأى منه ما يكره ، وأن ينبهه على ما وقع منه من خطأ بلين وحكمة وموعظة حسنة.
قال تعالى( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
واحرصوا على أن تكون النصيحة سراً لا علانية
قال بعض السلف: من نصح أخاه سراً فقد نصحه ومن نصح أخاه علانية فقد فضحه.
فاحرصوا على بذل النصح فيما بينكم سراً لا علانية ، وارجعوا للعلماء الربانيين فإن الرجوع للعلماء من فعل السلف.
إخواني السلفيين: والله إنه ليس في قلبي غل
على أحد من إخواني السلفيين في كل مكان ، وإني والله لأفرح برؤية إخواني السلفيين ، كما يفرح أهل الغائب بغائبهم ، وأشعر عند الالتقاء بإخواني بالعزة والفخر والسرور ، فكونوا هكذا مع إخوانكم.
إخواني السلفيين: اتقوا الله تعالى حق تقواه ، اتقوا الله في السر والعلن ، اتقوا الله في أقوالكم وأفعالكم ، واعلموا أنكم مفارقون هذه الدنيا لا محالة ، فاعملوا ليوم تشخص فيه الأبصار ، اعملوا لذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه/
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٦/٩هـ
محافظة الخفجي
@ مذهب الحافظ ابن حبان في التوثيق @
مباحث في علم مصطلح الحديث
مذهب الحافظ ابن حبان في التوثيق
مذهب الحافظ ابن حبان في توثيق الرواة: هو إذا روى عن الراوي ثقة وروى عنه ثقة ولم يأت بحديث منكر قُبل حديثه لأن الأصل في المسلمين العدالة.
( ذكره الوادعي في السير الحثيث-١٩١)
وهذا قول منتقد ، فيه توثيق جملة من المجاهيل وقبول حديثهم ، وهو خلاف ما عليه الأئمة النقاد ، فإنهم يردون حديث المجهول لا يقبلونه
قال الحافظ الذهبي في الميزان(٣/١٧٥): قاعدة ابن حبان معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف.اهـ
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(١/٩٣):
وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة أن يتبين جرحه مذهب عجيب ، والجمهور على خلافه ، وهذا هو مسلك ابن حبان في ( كتاب الثقات ) الذي ألفه
فإنه يذكر خلقاً ممن ينص عليهم أبوحاتم وغيره على أنهم مجهولون ، وكأن عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره.اهـ
كتبه:
بدر بن محمد البدر
@ شهادة حق في الشيخ خالد @
– شهادة حق في الشيخ خالد –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
لاشك أن الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري
من إخواننا المشايخ السلفيين الفضلاء ، ممن له جهود طيبة في الدعوة إلى الله تعالى في دولة الكويت وخارجها ، ولا يختلف اثنان من أهل العدل والإنصاف على عدالة الشيخ خالد وسلفيته وصدعه بالحق وصبره على الدعوة ولم يتغير في دعوته ، وهذه شهادة مسؤول عنها أمام الله تعالى
قال تعالى( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)
قال أبو بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول(أنتم شهداء الله في الأرض) رواه ابن مردوية
وله شاهد عن ابن عمر رواه ابن ماجه
ونهانا سبحانه وتعالى عن كتمان الشهادة التي نعلمها وحذرنا عن كتمانها وأنّ مَن كتم الشهادة يأثم بكتمانها.
قال تعالى( ولا تكتموا الشهـٰدة ومن يكتمها فإنه ءاثمـ قلبه والله بما تعملون عليمـ )
وقال تعالى(ولا نكتم شهادة الله إنا إذاً لمن الآثمين)
فالشيخ خالد لا نشك في عدالته وديانته والله على ما نقول شهيد ، وما رأينا منه إلا الحرص على العلم تعلماً وتعليماً ، والحرص على نشر الدعوة
الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وقد رأيت في الأونة الآخيرة بعض الشباب هداهم الله ممن يعرفون الشيخ خالد ضحوي معرفة جيدة
بل وهم طلاب له درسوا عنده وقرؤا عليه
فإذا بهم يشغبون على الشيخ خالد ويرمونه بتهم باطلة أنه يوالي جمعية أحياء التراث ،
وهم يعرفون الشيخ حق المعرفة أنه من أشد الناس عداوة للأحزاب والجماعات المنحرفة ، وهذه كتب الشيخ خالد بين أيديكم فاقرؤها ، فهل تجدون فيها ما يدل على صدق كلامكم؟! ، وهذه دروسه بين أظهركم فاحضروا فهل تسمعون منه ما يدل على صدق كلامهم؟!
أم هي تهم يتهم بها الناس ، بغير حجة ولا برهان
فاتقوا الله حق تقواه
اتقوا الله في أنفسكم
اتقوا الله في مشايخكم
فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل حتى مع أعدائنا فكيف مع اخواننا الذين نحن معهم على عقيدة واحدة.
قال تعالى( يـٰأيها الذين ءامنوا كونوا قوٰمين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكمـ شنئـان قومـ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
وأمرنا سبحانه وتعالى الصدق.
وقال تعالى( يـٰأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصـٰدقين)
وأخبرنا سبحانه وتعالى بأن كلامنا مكتوب وأننا موافونا بأعمالنا يوم القيامة.
وقال تعالى( إذ يتلقى الـمتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وقال تعالى( وإن عليكمـ لحـٰفظين كراماً كـٰتبين يعلمون ما تفعلون )
والله الموعد.
كتبه
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٦/٤هـ
@ الرد الحادي والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @
الرد الحادي والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم في دعوى كراماته
قال المعتزلي عدنان إبراهيم: بأنه حصلت له كرامات كثيرة جداً منها سماعه لكلام الجن وطلبهم منه أن يدعو لهم ، ووضع يده على سلك فاشتغل الكهرباء ، ويقول بأن زوجته تبكي من كثر كراماته !!
وقال: ومن كراماتي أن أحد الأصدقاء ضاعت له ورقة ، قلت له إن الورقة تجدها في تفسير ابن كثير الجزء كذا في صفحة كذا ، فوجد الورقة.
وقال: ومن كراماتي أنه جاءتني رسالة باللغة الألمانية لا أعلم هل هي من الله أو من غيره مكتوب فيها ( مال عدنان حلال)
وقال أيضاً: الناس ينكرون كرامات عدنان إبراهيم ولا ينكرون كرامات ابن تيمية).
ولا يشك عاقل ما في كلام هذا الرجل من مفاخرة وعُجب وغلو ودجل وتلبيس، وهذه الخرافات التي يدعيها عدنان إبراهيم ، أشبه بالخرافات التي ذكرها الصوفي يوسف النبهاني في كتابه ( جامع كرامات الأولياء ) وادعى انها حصلت لبعض المتصوفة.
ويجاب على خرافاته بما يلي:
أولاً: ما هي الكرامات:
الكرامات لغة: جمع كرامة ، وهي النعمة الخاصة
قال تعالى( فأما الإنسـٰن إذا ما ابتلىـٰه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن)
واصطلاحاً: هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولي من أوليائه.
والولي: هو المؤمن التقي
قال تعالى( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهمـ ولا هم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتقون)
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٢/٢٢٤): من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً.اهـ
والكرامة ليست ميزان الولاية ، بل الميزان أن تكون الكرامة جرت على يد مؤمن تقي.
ولهذا قال بعض السلف: (لو رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا وقوفه عند الأمر والنهي أو حتى يعرضوا أمره على الكتاب والسنة).
والولاية تكون بالإيمان والتقوى.
قال العلامة ابن عثيمين في شرح الواسطية(٤٩٠): ليست الولاية بالدعوى والتمني ، الولاية إنما هي بالإيمان والتقوى ، فلو رأينا رجلاً يقول: إنه ولي ، ولكنه غير متقٍ لله تعالى فقوله مردود عليه.اهـ
وقال أيضاً(٤٩١): وقد كثرت هذه الكرامات التي تُدعى أنها كرامات في هؤلاء المشعوذين الذين يصدون عن سبيل الحق فالواجب الحذر منهم ومن تلاعبهم بعقول الناس وأفكارهم.اهـ
فأهل الكرامة هم أهل الاستقامة الذين فعلوا المأمور وتركوا المحظور وصبروا على المقدور ، ومن لم يكن من أهل الاستقامة فليس له كرامة إنما هي من الأمور الشيطانية ، فليست الكرامة لمن يرد النصوص الشرعية ويقدم عقله على النقل ويرد اجماع الأمة وينكر نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان وينكر خروج المهدي وينكر خروج الدجال في آخر الزمان ويسب الصحابة ويطعن فيهم وغير ذلك من الطوام ، التي لا تصدر من أولياء الله تعالى.
قال العلامة ابن باز في شرح الواسطية(١٢١):
والمقصود أن الشيء الخارق للعادة ، إن كان صاحبه متقياً لله معروفاً بالخير فهي كرامة وهم يتبعون في هذا الكتاب والسنة ، وإن كان بخلاف ذلك فهي من مخاريق السحرة والشياطين.اهـ
وقال العلامة الفوزان في شرح الطحاوية(٤٩٤):
ضابط الكرامة ننظر إلى عمله ، فإن كان موافقاً للإسلام ، فما يجري على يده كرامة ، وإلا فهو من خدمة الشيطان ، والفرق بين الكرامة والعمل الشيطاني هو الإيمان والعمل الصالح.اهـ
– علامات أولياء الله وأولياء الشيطان:
قال شيخ الإسلام في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (٩):
أولياء الله هم: الذين آمنوا به ووالوه فأحبوا ما يحب وأبغضوا ما يبغض ورضوا بما يرضى وسخطوا بما يسخط وأمروا بما يأمر ونهوا عما ينهى وأعطوا لمن يُحب أن يعطى ومنعوا من يُحب أن يمنع.
وقال أيضاً (٦٢):
أولياء الشيطان هم: الذي باشروا النجاسات والخبائث التي يُحبها الشيطان أو يأوى إلى الحمامات والحشوش التي تحضرها الشياطين أو يأكل الحيات والعقارب أو يشرب البول ونحوه من النجاسات التي يُحبها الشيطان أو يدعو غير الله فيستغيث بالمخلوقات ويتوجه إليها أو يسجد إلى ناحية شيخه ولا يخلص الدين لرب العالمين أويلابس الكلاب أو النيران أو يكره سماع القرآن وينفر عنه ويقدم عليه سماع الأغاني والأشعار ويؤثر سماع مزامير الشيطان على سماع كلام الرحمن ، فهذه علامات أولياء الشيطان لا علامات أولياء الرحمن.اهـ
وهنا تنبيه:
الكرامة لا تدل على مزية من ظهرت له على غيره
لأنه قد يُعطاها ضعيف الإيمان.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١١/٢٨٣):
ومما ينبغي أن يُعرف أن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج إليها ضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ، ويكون من هو أكمل ولاية لله منه مستغنياً عن ذلك ، فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته وغناه عنها لا لنقص ولايته ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة.اهـ
وقال العلامة ابن أبي العز في شرح الطحاوية(٤٩٧): فاعلم أن عدم الخوارق علماً وقدرة لا تضر المسلم في دينه فمن لم ينكشف له من المغيبات ولم يسخر له شيئاً من الكونيات لا ينقص ذلك في مرتبته عند الله ، بل قد يكون عدم ذلك أنفع له.اهـ
وقال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في شرح الواسطية(٢٢٨): وأهل السنة أثبتوها – أي الكرامة- وصدقوا بأن ما جرى لهم من ذلك فهو كرامة وقالوا: إن من صدرت عنه فليس له مزية على غيره وفضيلة ، فليست الكرامة هي الميزان في علو الدرجة في الولاية وأن من ظهرت له كرامة أنه أفضل ممن لم تظهر له كرامة ، بل من ليس له كرامة أفضل بكثير ممن له كرامة ، بل هي من نوع الحظ والبخت يعطيها الله من يشاء.
ثم هي قد تكون لمن جرت له فتنة وشر وتنقص في دينه وقد تكون خيراً.اهـ
ثانياً: أقسام كرامات الأولياء:
قسّم شيخ الإسلام الكرامات في الواسطية(١١٩) إلى قسمين:
الأول: كرامات من باب العلم والكشف.
وهو ما يحصل للإنسان من العلوم أو يظهر له من الأشياء ما لا يحصل لغيره.
مثاله: قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه
حينما نظر في بطن امرأته وهي حامل فقال:
(أراها جارية) فلما ولدت بعد مدة كانت جارية.
رواه مالك في الموطأ(١٤٣٨) وعبدالرزاق في مصنفه(٩/١٠١)
ومثله: قول عمر رضي الله عنه (يا سارية الجبل) وكان عمر يخطب في المدينة وسارية في العراق.
(ذكره شيخ الإسلام في الفرقان بين الحق والباطل-٥٨)
والثاني: كرامات من باب القدرة والتأثير.
وهو ما يحصل للإنسان من قدرة وتأثير لا يحصل لغيره.
مثاله:
ما حصل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
حيث يبس الماء ومر عليه الجيش.
ذكره الطبري في تاريخه(٢/٤٦٠)
ثالثاً: أقسام الناس في كرامات الأولياء:
انقسم الناس في كرامات الأولياء إلى ثلاث أقسام.
القسم الأول: قوم يؤمنون بكرامات الأولياء ويثبتونها على مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة وهم أهل السنة والجماعة.
القسم الثاني: قوم ينفون كرامات الأولياء وهم الفلاسفة والجهمية والمعتزلة وبعض الأشاعرة
وشبهتهم: دعوى الالتباس بين الكرامة والمعجزة!
ويجاب عليهم: بأن الكرامة لا تقترن بدعوى الرسالة بخلاف المعجزة فإنها مقترنة بدعوى الرسالة ، والكرامة تكون على يد ولي ، والولي لا يمكن أن يدعي النبوة ولو ادعاها لم يكن ولياً.
القسم الثالث: قوم يغلون في إثبات الكرامات.
وهم الصوفية والرافضة.
رابعاً: الفرق بين الكرامات والمعجزات
المعجزة مقرونة بدعوى الرسالة.
والكرامة مقرونة بالولاية.
خامساً: الفرق بين الكرامات والأحوال الشيطانية
الكرامة مقرونة بالإيمان والتقوى
والأحوال الشيطانية مقرون بفعل الفواحش وعدم التقوى
قال شيخ الإسلام في الفرقان بين أولياء الله وأولياء الشيطان(١٢٥): كرامات الأولياء سببها الإيمان والتقوى ، والأحوال الشيطانية يكون سببها ما نهى الله عنه ورسوله ويستعان بها على ما نهى الله عنه ورسوله.اهـ
سادساً: الفرق بين الكرامة والفراسة:
الكرامة تعطى لأهل الإيمان والتقوى.
والفراسة تعطى لأهل الإيمان والتقوى ، وتعطى لأهل الخبرة في معرفة الأمور.
(ينظر شرح الطحاوية لابن أبي العز-٤٩٨)
ختاماً:
يتضح مما سبق أن:
ما يجري من الخوارق على أيدي الأنبياء فهذه آيات وبراهين وتسمى معجزات
وما يجري من الخوارق على أيدي الأولياء فهذه كرامات
وما يجري من الخوارق على أيدي العصاة والمبتدعة فهذه أمور شيطانية.
كتبه/
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٦/٣هـ
@ من علم حجة على من لم يعلم @
مباحث في علم مصطلح الحديث
قاعدة: ( من علم حجة على من لم يعلم )
قاعدة: ( من علم حجة على من لم يعلم )
إذا قال إمام من الأئمة: إن فلاناً سمع من فلان
وقال إمام غيره: إنه لم يسمعه ، فهنا يقدم قول من أثبت السماع على من نفاه ، وهذه القاعدة أشبه بقاعدة: ( المثبت مقدم على المنفي )
مثاله: سماع جعفر بن بُرقان الكلابي من ابن شهاب الزهري.
قال الإمام أحمد: لم يسمع جعفر من الزهري
وقال يحيى بن معين وغيره: سمع جعفر من الزهري
(ذكره العلائي في جامع التحصيل-١١٨)
قال المحدث مقبل الوادعي في السير الحثيث(١٧٩): يقولون( من علم حجة على من لم يعلم ) فإذا قال البخاري: إن فلاناً سمع من ذلكم الصحابي ونفاه أبو حاتم ، من عَلِم حجة على من لم يعلم ، هذه من القواعد.اهـ
كتبه:
بدر بن محمد البدر
@ أقسام المجهول عند الحافظ ابن الصلاح @
– مباحث في علم مصطلح الحديث –
أقسام المجهول عند الحافظ ابن الصلاح
قسّم الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث المجهول إلى ثلاثة أقسام:
الأول مجهول الحال: وهو من روى عنه عدلان ولم يوثقه معتبر.
والثاني: المستور : وهو من كان عدلاً من حيث الظاهر أي الديانة ، ولا يعرف باطنه أي ضبطه والله أعلم.
والنوع الثالث: هو مجهول العين وهو من روى عنه واحد ولم يوثقه معتبر ، وهو دون ما تقدم من المراتب.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٢٦٤) المجهول ثلاثة أقسام:
أحدها: المجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعاً ، وروايته غير مقبولة عند الجماهير.
الثاني: المجهول الذي جهلت عدالته الباطنة وهو عدل في الظاهر وهو المستور ، فهذا المجهول يحتج بروايته بعض من رد حديث الأول ، ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير كتب الحديث المشهورة.
الثالث: المجهول العين ، وقد يقبل رواية المجهول العدالة من لا يقبل رواية المجهول العين.اهـ
كتبه:
بدر بن محمد البدر
@ الرد العشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @
الرد العشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم في ثناءه على علم الكلام.
علم الكلام من العلوم التي يثني عليها عدنان إبراهيم ويثني على أهل هذا العلم ويحث على تعلمه وتعليمه.
وعلم الكلام هو علم الفلسفة ، وهو من العلوم المذمومة التي ذمها السلف وعابوها وليس هو من العلوم الممدوحة الذي يمدح متعلمها.
وأهل الكلام قوم سوء ، يتكلمون في الغيبيات فعطلوا أسماء الله تعالى وصفاته ، كما حصل لأهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والروافض وغيرهم ممن تمسك بفلسفة اليونان وأعرض عن الكتاب والسنة ، ولهذا نهى علماء السلف عن علم الكلام وعن مجالسة أهله.
وقال عمر رضي الله عنه: ( اتقوا الرأي في دينكم)
رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٣٩)بسند صحيح
قال الإمام الشافعي:( لأن ألقى الله بكل ذنب ما عدا الشرك أحب إلي من أن ألقاه بعلم الكلام)
رواه البيهقي في السنن الكبرى(١٠/٢٠٦)
قال الإمام البربهاري في شرح السنة(١١٦): وإياك والنظر في الكلام ، والجلوس إلى أصحاب الكلام ، وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس.اهـ
وعلم الكلام مما يفسد القلوب الصحيحة ويفسد الفطر السلمية ويفسد العقول الرشيدة ، لأنه علم مبني على اتباع الهوى والإعراض عن الأدلة الشرعية.
قال تعالى( أفريت من اتخذ إلهه هوىـٰه وأضله الله على علمـ وختمـ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشـٰوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)
قال الإمام الشافعي:( مثل الذي ينظر في الرأي ثم يتوب منه مثل المجنون الذي عولج ثم برئ فأعقل ما يكون قد هاج به)
رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥٨) صحيح
وقال الإمام أحمد:( لا تكاد ترى أحداً نظر في هذا الرأي إلا وفي قلبه دغل) يعني:فساد.
رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥٩)صحيح
فينبغي للمسلم أن يعرض عن العلم المذموم
وهو علم الكلام الذي يجلب عليه الوسوسة والتشكيك في الدين كما حصل لطائفة من المتفلسفين
ويقبل على العلم الممدوح وهو العلم الشرعي ، علم الكتاب والسنة
قال مالك بن مغول: قال لي الشعبي:( ما حدثوك هؤلاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فخذ به ، وما قالوه برأيهم فألقه في الحش)
رواه الدارمي في مسنده(٢٠٦) ورجاله ثقات.
وقال الشعبي رحمه الله: ( إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل وحادوا عن الطريق فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم فضلوا وأضلوا)
رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥١) وسنده صحيح.
قال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية(٢/٦٢):
وقال سفيان الثوري: إنما العلم كله بالآثار.
وقال الأوزاعي: عليك بالأثر وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت فيه على طريق مستقيم.
وقال الأوزاعي أيضاً: إذا بلغك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حديث فإياك أن تأخذ بغيره فإنه كان مبلغاً عن الله عزوجل.اهـ
قال الإمام ابن مفلح أيضاً في الآداب الشرعية(٢/٤٠):
قال أحمد في رواية المروذي: ليس قوم عندي خيراً من أهل الحديث ليس يعرفون إلا الحديث.
وقال أحمد في رواية أبي الحارث: أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم.اهـ
كتبه:
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٦/٢هـ
@ الرد التاسع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @
الرد التاسع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم
بطعنه في النصوص الشرعية بحجة مخالفتها للعقل.
يستعمل عدنان إبراهيم دائماً في خطبه ومحاضراته قول: ( العقل لا يصدق هذا) وقول:
( العقل لا يقبل هذا) وقول : (عقلاً ليس كذا)
وقول: (فكروا بعقولكم هل هذا يعقل) وغير ذلك من العبارات
إذا كان الدليل الشرعي لا يوافق معتقدة الباطل فيرد النصوص الشرعية
بدعوى أن العقل لا يستطيع تصديق هذه الأحاديث.
وتقديم العقل على النقل أصل من أصول أهل الكلام ورثوه من فلاسفة اليونان.
ويستدل أهل الكلام في تقديم العقل على كل شيء ، بحديث باطل وهو حديث
(أول ما خلق الله العقل قال له: أقبل ،
فأقبل ، فقال له: أدبر ، فأدبر ، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أكرم عليّ منك ، فبك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب)
الحديث:
رواه ابن عدي في الكامل(٢/٣٩٠)
والطبراني في الأوسط(١٨٤٥)
والبيهقي في شعب الإيمان(٤٦٣٣)
عن أبي هريرة مرفوعاً.
وهو حديث موضوع ، كما نص على ذلك
ابن الجوزي في الموضوعات(٣٦٦)
وقال شيخ الإسلام في الصفدية(٢٤١):
هذا الحديث موضوع وكذب عند أهل العلم بالحديث كما ذكر أبو حاتم البستي وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهما.اهـ
وقال الشوكاني في الموضوعات(٤٩٨): قال ابن عدي: باطل منكر آفته ، محمد بن وهب الدمشقي
وقال في الميزان: صدق ابن عدي في أن الحديث باطل.اهـ
وله شاهد من حديث أبي أمامة
رواه العقيلي في الضعفاء(١١٦٩)
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات(٣٦٨)
وشاهد آخر عن عائشة
رواه أبو نعيم في الحلية(٧/٣١٨)
ولا يصح.
وله شاهد مرسل عن الحسن البصري.
رواه البيهقي في الشعب(٤٦٣٢) وقال: هذا من قول الحسن ، وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام بإسناد غير قوي.اهـ
والأحاديث الواردة في فضل العقل لا يصح منها شيء.
قال الإمام ابن القيم في المنار المنيف(٦٤):
أحاديث العقل كلها كذب ، قال أبو الفتح الأزدي: لا يصح في العقل حديث ، وقاله العقيلي وأبو حاتم بن حبان.اهـ
ونص على وضعها طائفة من الحفاظ منهم:
ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (١/٢٧٤) والهيثمي في اللآلي المصنوعة (١/١٢٩)
وابن عراق تنزيه الشريعة (١٣١)
والشوكاني في الموضوعات (٤٩٨)
وعلي القاري في الموضوعات (٤٨)
– حقيقة العقل:
لفظ العقل في لغة المسلمين ليس هو لفظ العقل في لغة فلاسفة اليونان ومن سلك مسلكهم.
فالعقل صفة للشخص العاقل ، يقال(فلان عاقل) أي له عقل يعقل به فهو صفة للشخص ، وليس هو عيناً قائمة بنفسها كما يقوله الفلاسفة.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/١٤٥):
العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل ، سواء سمي عرضاً أو صفة ، وليس هو عيناً قائمة بنفسها سواء سمي جوهراً أو جسماً أو غير ذلك ، وإنما يوجد التعبير باسم(العقل) عند الذات العاقلة التي هي جوهر قائم بنفسه في كلام طائفة من المتفلسفة الذين يتكلمون في العقل والنفس ويدعون ثبوت عقول عشرة كما يذكر ذلك من يذكره من أتباع أرسطو أو غيره من المتفلسفة المشائين ، ومن تلقى ذلك عنهم من المنتسبين إلى الملل.اهـ
وقال أيضاً(٩/١٥٣):
اسم العقل عند المسلمين وجمهور العقلاء إنما هو صفة ، وهو الذي يسمى عرضاً قائماً بالعاقل
وعلى هذا دل القرآن في قوله تعالى( لعلكم تعقلون) وقوله( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)
وقوله( قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)
ونحو ذلك مما يدل على أن العقل مصدر عقل يعقل عقلا ، وإذا كان كذلك فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي لم يعمل به صاحبه ولا العمل بلا علم ، بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به والعمل بالعلم ولهذا قال أهل النار ( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)
وقال تعالى( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها).اهـ
– مذهب العقلانية:
العقلانية مذهب فكري فلسفي جاء به فلاسفة اليونان ، كسقراط وأرسطو
ويزعم العقلانيون أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي بدون الاستناد إلى دليل من كتاب أو سنة.
وتأثر المعتزلة بالمذهب الفلسفي العقلاني ، حيث اعتمدوا على عقولهم وجعلوها أساس تفكيرهم ، وهي المرجع عندهم في إثبات العقيدة ، وقالوا: إن
ما اقتضى العقل إثباته من صفات الله فهو ثابت وما لم يقتضِ العقل إثباته من صفات الله فإنه لا يثبت ، ويسلكون في ذلك إحدى طريقين:
الأول: إن كان يمكنهم الطعن في الدليل أي في ثبوت هذا الدليل طعنوا فيه وقالوا لا يصح.
الطريق الثاني: إذا صح الدليل ولم يمكنهم الطعن في صحته أولوه بتأويلاتهم الباطلة.
لذا تجد المعتزلة يطعنون في النصوص الشرعية التي تخالف عقولهم الفاسدة يأولونها تارة ويضعفونها تارة أخرى ، بحجة أن العقل لا يصدق ذلك
فجعلوا العقل هو المرجع الوحيد في معرفة الحسن والقبيح ، وهو المرجع الوحيد إلى طريق الاستدلال بدون الرجوع إلى الكتاب والسنة.
وأخذ المعتزلي عدنان إبراهيم من العقل مطعناً في الأحاديث الصحاح المخرجة في الصحيحين بحجة مخالفتها للعقل وأن العقل لا يصدق ذلك
فقال عن حديث (خلق الله آدم على صورته) وهو مخرج في الصحيحين
قال عدنان :( كيف يقال خلقه على صورته هذا لا يعقل هذا تشبيه…)
فرد الحديث بحجة أنه لا يعقل.
ورد حديث عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام بنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين.
والحديث مخرج في الصحيحين.
قال عدنان إبراهيم عنه: (هذا لا يصح كيف يتزوجها وهي بنت تسع بل تزوجها وهي بنت إحدى وعشرين سنة)
وهكذا يفعل بالنصوص الشرعية
بحجة أنها لا تصدق وأنها تخالف عقله السقيم ، فسلك فيها مسلك أصحابه المعتزلة فروخ الجهمية ، وهو الطعن في النصوص الشرعية المخالفة لعقولهم الفاسدة.
وهذا دليل على جهلهم وعدم علمهم.
قال الحافظ الذهبي في السير(٢١/١٢٩):
إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث وهات العقل فاعلم أنه جاهل.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٥/٢٨هـ
@ الرد الثامن عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @
الرد الثامن عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم
بقوله إنه يعشق الفلسفة
قال عدنان إبراهيم: (بأنه يعشق علم الفلسفة كثيراً).
لا شك أنه لا يعتنق الفلسفة ، ويعظمها ، إلا من لم يعرف العقيدة الصحيحة ، فمن رزقه الله تعالى العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، عَرف فساد الفلسفة وضلال أهلها.
وسوف أُبين بإذن الله تعالى في ردي عليه عدة أمور.
أولاها:ما هي الفلسفة
ثانيها: مراحل الفلسفة اليونانية
ثالثها: مدارس الفلاسفة
رابعها: بيان بعض عقائد الفلاسفة
وخامسها: ذكر أسماء بعض مَن تأثر بالفلسفة.
نقول وبالله التوفيق:
أولاً: ما هي الفلسفة:
الفلسفة : كلمة يونانية مركبة من كلمتين
(فيلا) ومعناها الإيثار.
و(سوفيا) ومعناها الحكمة.
والفيلسوف مشتق من الفلسفة بمعنى(مؤثر الحكمة)
والفلسفة عند الفلاسفة هي: (النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تفرض عليه من الخارج)
وقال أرسطو: الفلسفة هي البحث عن علل الأشياء ومبدائها الأول.
ثانياً: مراحل الفلسفة اليونانية:
مرت الفلسفة اليونانية بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة البحث في عالم الطبيعة لمعرفة الأساس الذي عليه يطرأ تغير الأشياء إلى أضدادها.
وأشهر الفلاسفة في هذه المرحلة:
طاليس ، وانكسيمندريس ، وهرقليطس.
المرحلة الثانية: مرحلة اهتمت بالنظر والتأمل في جانبي التفكير والإدارة في الإنسان ، مما سبب ظهور القضايا الأخلاقية والمنطقية والنفسية.
وأشهر الفلاسفة في هذه المرحلة:
سقراط.
المرحلة الثالثة: مرحلة جمعت بين المرحلة الأولى والثانية.
وأشهر الفلاسفة فيها:
أفلاطون ، وأرسطو.
ثالثاً: مدارس الفلاسفة:
للفلاسفة ثلاث مدارس:
المدرسة الأولى: الطبيعيون: وهم الذين أكثروا البحث في عالم الطبيعة.
وهؤلاء ينكرون الحشر واليوم الآخر من جنة ونار وغيرها.
الثانية: الدهرية: وهم الذين جحدوا الخالق والعياذ بالله.
الثالثة: الإلهيون: وهؤلاء وثنيون.
رابعاً: نبذة عن عقيدة الفلاسفة:
١- من عقائد الفلاسفة: عدم إيمانهم بأركان الإيمان.
فالفلاسفة لا يؤمنون بأركان الإيمان التي جاءت في حديث ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) رواه مسلم(١)
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/٥٨):
وذهب الفلاسفة أهل المنطق إلى جهالات قولهم: إن الملائكة هي العقول العشرة ، وأنها قديمة أزلية ، وإن العقل رب ما سواه ، وهذا شيء لم يقل مثله أحد من اليهود والنصاري ومشركي العرب ، ولم يقل أحد إن ملكاً من الملائكة رب العالم كله.
ويقولون إن العقل الفعال مبدع كل ما تحت فلك القمر ، وهذا أيضاً كفر لم يصل إليه أحد من كفار أهل الكتاب ومشركي العرب ، ويقولون إن الرب لا يفعل بمشيئته وقدرته وليس عالماً بالجزئيات ، ولا يقدر أن يغير العالم ، بل العالم فيض فاض عنه بغير مشيئته وقدرته وعلمه ، وأنه إذا توجه المستشفع إلى من يعظمه من الجواهر العالية كالعقول والنفوس والكواكب والشمس والقمر فإنه يتصل بذلك المعظم المستشفع به فإذا فاض على ذلك ما يفيض من جهة الرب فاض على هذا من جهة شفيعه.اهـ
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية(٢٩٧):
وأعظم الناس إنكاراً للملائكة هم الفلاسفة المسمون عند من يعظمهم بالحكماء ، فإن من علم حقيقة قولهم علم أنهم لم يؤمنوا بالله ولا رسله ولا كتبه ولا ملائكته ولا باليوم الآخر.
فإن مذهبهم أن الله موجود لا ماهية له ولا حقيقة فلا يعلم الجزئيات بأعيان ، وكل موجود في الخارج فهو جزئي ، ولا يفعل عندهم بقدرته ومشيئته وإنما العلم عندهم لازم له أزلاً وأبداً
وإن سموه مفعولاً له فمصانعة ومصالحة للمسلمين في اللفظ وليس عندهم بمفعول ولا مخلوق ولا مقدور عليه وينفون عنه سمعه وبصره وسائر صفاته ! فهذا إيمانهم بالله.
وأما كتبه عندهم ، فإنهم لا يصفونه بالكلام فلا يكلم ولا يتكلم ولا قال ولا يقول ، والقرآن عندهم فيض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زاكي النفس طاهر متميز عن النوع الإنساني بثلاث خصائص: قوة الإدراك وسرعته لينال من العلم أعظم ما يناله غيره وقوة النفس ليؤثر بها في هيولى العالم يقلب صورة إلى صورة ! وقوة التخييل ليخيل بها القوى العقلية في أشكال محسوسة وهي الملائكة عندهم! وليس في الخارج ذات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب وتجيء وترى وتخاطب الرسول ، وإنما ذلك عندهم أمور ذهنية لا وجودية.
وأما اليوم الآخر ، فهم أشد الناس تكذيباً وإنكاراً له في الأعيان وعندهم أن هذا العالم لا يخرب ولا تنشق السموات ولا تنفطر ولا تنكدر النجوم ولا تكور الشمس والقمر ولا يقوم الناس من قبورهم ويبعثون إلى جنة ونار ، كل هذا عندهم أمثال مضروبة لتفهم العوام ، لا حقيقة لها في الخارج كما يفهم منها أتباع الرسل.
فهذا إيمان هذه الطائفة- الذليلة الحقيرة- بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.اهـ
٢- ومن عقائدهم: نفي صفات الله.
الفلاسفة الإلهيين أمثال أرسطو ليس من أصلهم وصف الله بصفات الإثبات بل إنما يصفونه بالنفي أو الإضافات كقولهم: إن الله مبدأ الكائنات وعلة الموجودات.
وكذا قال الشيعة الباطنية أمثال الفيلسوف ابن سيناء والصوفية الباطنية أمثال ابن عربي.
٣- ومن عقائدهم: تسمية الرب سبحانه وتعالى
(عقلاً وجوهراً) وهو عندهم لا يعلم شيئاً سوى نفسه
ولا يريد شيئاً ولا يفعل شيئاً، ويسمونه( المبدأ)
و( العلة الأولى)
(ينظر فتاوى شيخ الإسلام -٩/١٤٨)
٤- ومن عقائدهم: أن كلام الله مخلوق.
(ينظر فتاوى شيخ الإسلام-٩/١٤٩)
٥- ومن عقائدهم: في الروح أنها لا حقيقة لها.
فيقولون في الروح: أنها ليست داخل البدن ولا خارجة ولا مباينة ولا مداخلة ولا متحركة ولا ساكنة ولا تصعد ولا تهبط ولا هي جسم ولا عرض.
٦- ومن عقائدهم: نفي معجزات الأنبياء.
ينكر الفلاسفة معجزات الأنبياء بحجة أنها غير معلومة لهم.
(ينظر فتاوى شيخ الإسلام-٩/٥٨)
٧- ومن عقائدهم: إنكارهم بما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن أمور معينة مما كان وسيكون.
وليس في ذلك يمكن معرفته بقياسهم لا البرهاني ولا غيره ، فإن أقيستهم لا تفيد إلا أموراً كلية وهذه أمور خاصة.
(ينظر فتاوى شيخ الإسلام -٩/١٣٤)
٨- ومن عقائدهم: أن الفلاسفة أفضل من الأنبياء.
قال أرسطو اليوناني الذي يسميه الفلاسفة:
(المعلم الأول) : الفيلسوف أعلى درجة من النبي لأن النبي يدرك عن طريق المخيلة بينما الفيلسوف يدرك عن طريق العقل والتأمل.
والمخيلة عند الفلاسفة درجة أدنى من التأمل ، وتابع الفارابي أرسطو في جعل الفيلسوف فوق النبي.
وقولهم هذا مثل قول الصوفية: إن الأولياء أفضل من الأنبياء.
قال شيخ الإسلام في النبوات(٢٨٠): فهؤلاء المتفلسفة ما قدروا النبوة حق قدرها.اهـ
٩- ومن عقائدهم: مخالفة الكتاب والسنة والعقل.
قال شيخ الإسلام في النبوات(٩٣):
والمتفلسفة أشد مخالفة للعقل والسمع.اهـ
١٠- ومن عقائدهم: أن النبوة لا تنقطع بل يبعث الله بعد كل نبي نبياً دائماً ، وأن محمداً عليه الصلاة والسلام ليس خاتم الأنبياء.
قال شيخ الإسلام في الصفدية(٥٢):
وهؤلاء الملاحدة من المتفلسفة والقرامطة ومن وافقهم يقولون: إن النبوة لها ثلاث خصائص مَن قامت به فهو نبي ، والنبوة عندهم لا تنقطع بل يبعث الله بعد كل نبي نبياً دائماً ، وكثير منهم يقول إنها مكتسبة ، وكان السهروردي المقتول منهم يطلب أن يصير نبياً ، وكذلك ابن سبعين كان يطلب أن يصير نبياً وكانوا يَعْلمون من السحر والسِّيماء ما يُضلون به من يُلبسون عليه.اهـ
(السيماء) نوع من أنواع السحر ، وهو: إحداث خيالات لا وجود لها في الحس وهو علم أسرار الحروف. قاله ابن خلدون في مقدمته(٤/١٢٧١)
١١- ومن عقائدهم: نفي الجن.
الفلاسفة ينفون الجن ويقولون إن الجن قوى نفسية.
( ينظر الصفدية لشيخ الإسلام-١٨٤)
خامساً: ذكر بعض مَن تأثر بالفلسفة ممن يُطلق عليهم (بالفلاسفة الإسلاميين):
تأثر بالفلسفة كثير من أهل الإسلام ، أمثال: الكندي والفارابي وابن الهيثم والسهروردي
وابن رشد والغزالي والرازي وابن سينا وغيرهم
وتعلقوا بالفلسفة تعلقاً شديداً وتكلم بعضهم بأمور فلسفية لم يتكلم بها فلاسفة اليونان.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/٧٣) عن ابن سينا: وابن سينا تكلم في إشياء من الإلهيات والنبوات والشرائع لم يتكلم فيها سلفه ولا وصلت إليها عقولهم ولا بلغتنا علومهم فإنه استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية ، وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد.اهـ
– ولم يستفد الفلاسفة من الفلسفة إلا الحيرة والضياع والتشكيك في الدين ، وكان هذا سبب لتراجع كثير من الفلاسفة عما كانوا عليه.
قال الرازي في آخر مصنفاته: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات( إليه يصعد الكلم الطيب)
(الرحمن على العرش استوى)
واقرأ في النفي( ليس كمثله شيء)
(ولا يحيطون به علماً)
قال: ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
(ذكره شيخ الإسلام في النبوات-٩٨)
وينقل عن أبي حامد الغزالي الذي تعمق في علم الفلسفة وذمه العلماء على ذلك ذماً شديداً
ثم تراجع عن الفلسفة في آخر حياته وندم
وألف كتاباً في ذم الفلاسفة سماه(تهافت الفلاسفة) كشف فيه عوار الفلاسفة ، ووافقهم في بعض المواضع ظناً منه أن ذلك حق أو موافق للملة.
– وهنا خطأ شائع يخطأ به البعض وهو قولهم:(الفلسفة الإسلامية) وهذا خطأ ، لأن الإسلام ليس فيه فلسفة.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/١٠١):
ليس الفلاسفة من المسلمين ، كما قالوا لبعض أعيان القضاة الذين كانوا في زماننا: ابن سينا من فلاسفة الإسلام؟ فقال: ليس للإسلام فلاسفة.
ختاماً: هذه هي الفلسفة التي يعشقها عدنان إبراهيم كما يقول ، علم لا يعرف إلا العقل ، والعقل عندهم مقدم على النقل ، فهم يقدمون عقولهم السقيمة على الكتاب والسنة
فعارضوا بعقولهم الفاسدة ما جاء به الأنبياء.
كتبه/
بدر بن محمد البدر
١٤٣٦/٥/٢٦هـ