– كيفية الرد على سلام الكافر –
سلام الكافر له عدة حالات:
الحالة الأولى: إذا قال: (السام عليكم)
يرد عليه: (وعليكم)
لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)
رواه البخاري(٦٢٥٨) ومسلم(٢١٦٣)
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(إذا سلم عليكم اليهود ، فإنما يقول أحدهم: السام عليك ، فقل: وعليك)
رواه البخاري (٦٢٥٧)
وعن عائشة رضي الله عنها أن اليهود قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام (السام عليك) قال:(وعليكم) رواه البخاري(٦٢٥٦)
– الحالة الثانية: إذا قال:(السِّلام عليكم) بكسر السين المشددة ، يعني الحجارة.
يرد عليه: (وعليكم)
قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٩٦): قال ابن أبي موسى: إذا سلم الذمي على المسلم فقال: (السِّلام عليك) بكسر السين وهي الحجارة فعل مثل ذلك.اهـ
– الحالة الثالثة: إذا قال:(السَّلام عليكم)
بفتح السين المشددة ، وهي التحية المعروفة.
قيل يرد عليه: (وعليكم السلام)
لعموم قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)
نص عليه الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة(١/٢٠٠) وبه قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين(٣/١٠) ، والمحدث الألباني في الصحيحة(٢/٣٢٢)
وهو قول لبعض الشافعية ، قال الحافظ النووي في الأذكار(٤١٥): وحكى الماوردي وجهاً: أنه يقول في الرد عليهم إذا ابتدؤوا(وعليكم السلام) ولكن لا يقول: (ورحمة الله) وهذا الوجه شاذ مردود.اهـ
قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٩٦): وقال الشيخ تقي الدين: إذا سلم الذمي على المسلم فإنه يرد عليه مثل تحيته.اهـ
– وقال طائفة من أهل العلم: إذا قال الكافر(السَّلام عليكم) يرد عليه (وعليكم) لعموم الأحاديث.
وأما قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) المراد: إذا سلم المسلم على المسلم.
قال الإمام القرطبي في الجامع (٥/٢٠٩):
أما الكافر فحكم الرد عليه أن يقال له: (وعليكم)
قال ابن عباس وغيره:المراد بالآية (وإذا حييتم بتحية) فإذا كانت من مؤمن (فحيوا بأحسن منها) وإن كانت من كافر فردوا على ما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقال لهم (وعليكم) وقال عطاء: الآية في المؤمنين خاصة ، ومن سلم من غيرهم قيل له: عليك.اهـ
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٥١٢): قوله
(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)
أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم أو ردوا عليه بمثل ما سلم به ، فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(١١/٥٣): الراجح من هذه الأقوال كلها ما دل عليه الحديث ، لكنه مختص بأهل الكتاب ، وقد أخرج أحمد بسند جيد عن حميد بن زادويه عن أنس رضي الله عنه قال: (أمرنا أن لا نزيد على أهل الكتاب على: وعليكم).اهـ
الحالة الرابعة: إذا شككنا هل قال: (السام عليكم) أو (السلام عليكم) يرد عليه: (وعليكم)
لعدم وضوح تحيته ، نص عليه الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة(١/٢٠٠)
الحالة الخامسة: إذا قال: (صباح الخير) ونحوها.
قيل يرد عليه بمثل ما قال ، وهذا من باب العدل والانصاف.
مسألة/
حكم رد السلام على الكافر؟
قال الإمام القرطبي في الجامع(٥/٢١٠): اختلف في رد السلام على أهل الذمة هل هو واجب كالرد على المسلمين ، وإليه ذهب ابن عباس والشعبي وقتادة تمسكاً بعموم الآية وبالأمر بالرد عليهم في صحيح السنة ، وذهب مالك فيما روى عنه أشهب وابن وهب إلى أن ذلك ليس بواجب ، فإن رددت فقل: عليك.اهـ
والصحيح وجوب الرد لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام فقولوا:(وعليكم)
قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٩٦): فإن سلم أحدهم ، وجب الرد عليه عندنا ، وعند عامة العلماء لصحة الأحاديث بالأمر بالرد.اهـ
وبه قال العلامة ابن باز في الفتاوى(١/١٠٤٢)
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
٢٥/١/١٤٣٧هـ