السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٧٤)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٧٤)

-المغني لابن بدر الموصلي.

كتاب المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم: لم يصح شيء في هذا الباب ، للعلامة أبي حفص عمر بن بدر الموصلي الحنفي ، المتوفى سنة(٦٢٢هـ)
جعل كتابه أشبه بالقواعد الكلية في معرفة الأحاديث التي لم يصح منها شيء.

منهجه في كتابه:
يعقد الترجمة ثم يذكر قول أحد الأئمة أنه لا يصح في هذا الباب شيء ، وتارة يكتفي بقوله لا يصح في هذا الباب شيء.
مثال ذلك:
١-قال المصنف: باب في المرجئة والجهمية والقدرية والأشعرية.
قال: لا يصح في هذا الباب عن النبي عليه الصلاة والسلام شيء.

٢-قال: باب طلب العلم فريضة.
قال أحمد بن حنبل: لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٣-قال: باب من سئل عن علم فكتم.
قال أحمد بن حنبل: لا يصح في هذا الباب شيء.

-تنبيه:
انتقد على ابن بدر الموصلي إيراده في كتابه عدة أحاديث صحيحة أو حسنة. منها حديث ابن عمر رضي الله مرفوعاً(إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث) صححه ابن خزيمة(٩٢) وابن حبان(١٢٤٩) والحاكم(١٣٣) وابن القيم في تهذيب السنن(١/٥٩) وغيرهم.

قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(٢/٢٥٧): صنف عمر بن بدر الموصلي كتاباً سماه(المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب) وعليه فيه مؤخذات كثيرة ، وإن كان له في كل من أبوابه سلف من الأئمة خصوصاً المتقدمين.اهـ

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٩ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٧٣)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٧٣).

-صحيح مسلم.

كتاب المسند الصحيح للإمام الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ، المتوفى سنة(٢٦١هـ)
أصح كتب الحديث المصنفه بعد صحيح البخاري وصحيح البخاري أصح منه ، وكلاهما متلقى بالقبول.
أقام في تصنيف صحيحه في خمس عشرة سنة ، وقيل: صنفه في ست عشرة سنة ، وهو نفس الزمن الذي استغرق فيه الإمام البخاري في تصنيف كتابه الصحيح.
وعرض مسلم كتابه الصحيح على شيخه الحافظ أبي زرعة الرازي.
قال الإمام مسلم: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته وكل ما قال إنه صحيح وليس له علة خرجته.(مقدمة النووي١/٢١)

وكان الباعث على تصنيف مسلم لكتابه الصحيح هو طلب صديقه وتلميذه أحمد بن سلمة ، نص على ذلك الخطيب في تاريخ بغداد(٤/١٨٦)

-فائدة:
قيل: إن الإمام مسلماً أدركته المنية ولم يكمل كتابه الصحيح ، قال السخاوي في غنية المحتاج(٧٥): فإن المنية اخترمته قبل إكماله صرّح به ابن عساكر في أول الأطراف له.اهـ

-أعلى أسانيده وأنزلها:
أعلى ما عنده رباعيات.
مثاله: ما رواه في كتاب الفضائل ، باب صفة شعر النبي عليه الصلاة والسلام ، حديث رقم(١٩٤)
وأنزل ما عنده تساعيات.
مثاله: ما رواه في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، باب الدخان ، حديث رقم(٤٢)

فائدة:
أكثر من روى عنهم مسلم في صحيحه:
١-أبو بكر ابن أبي شيبة ، روى عنه(١٥٤٠)حديثاً.
٢-زهير بن حرب ، روى عنه(١٢٨١)حديثاً.

-عدة أحاديثه:
عدة أحاديثه بلا تكرار نحو أربعة آلاف حديث ، وبالمكرر نحو إثنا عشر ألف حديث.
قال السخاوي في غنية المحتاج(٣٨): عدة أحاديث مسلم بلا تكرار كما قال شيخ الإسلام النووي رحمه الله نحو أربعة آلاف حديث ، وبالمكرر كما قال المصنف أحمد بن سلمة: إثنا عشر ألف حديث ، يعني بحيث إنه إذا قال: حدثنا قتيبة وابن رمح ، يعدهما حديثين سواء اتفق لفظهما أو اختلف.اهـ

-معنى قول مسلم: (وضعت في كتابي ما أجمعوا عليه).
قال مسلم في صحيحه حديث(٤٠٤): ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه.اهـ
قيل: إنه أراد إجماع شيوخه عامة ، وقيل: أراد إجماع المحدثين عامة ، وقيل: أراد ما وجد عنده فيه شروط الصحة المجمع عليها ، وقيل غير ذلك.

-عاداته في صحيحه:
١-صدر كتابه بمقدمة نفيسة في علوم الحديث ، وذكر فيها سبب تصنيفه لكتابه ومنهجه فيه.

٢-ومن عاداته: اقتصاره في صحيحه على الأحاديث المرفوعة دون الآثار الموقوفة.

٣-ومنها: أنه لا يكرر الحديث في مواضع مختلفة إلا نادراً ، وبلغت عدة أحاديثه التي كررها في مواضع مختلفة(١٣٧)حديث.

٤-ومنها: أنه أخلى كتابه من التراجم.
إلا أن شُراح صحيح مسلم وضعوا له الكتب والأبواب ومن أشهرهم الحافظ النووي.

٥-ومنها: أنه يسوق متن الحديث بتمامه من غير اختصار غالباً ومن غير تقطيع.

٦-ومنها: أنه إذا روى عن راوٍ متكلم فيه ، أخرج حديثه في الشواهد والمتابعات غالباً لا الأصول.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٩ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٧٢)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٧٢)

-جزء فيه علل صحيح البخاري للدارقطني.

جزء فيه بيان أحاديث أودعها البخاري في كتابه الصحيح ، للحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني(٣٨٥هـ)
هو جزء صغير كتبه الإمام الدارقطني من حفظه ، ذكر فيه اثنان وعشرون حديثاً ، رواها الإمام البخاري في صحيحه ، ويرى الدارقطني أنها معلولة غير صحيحه.

جاء في مقدمة الجزء(٣٩): أخبرنا الشيخ أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطُّريثيثي مستهل محرم من سنة ثلاث وستين وأربع مئة
في جامعها المعمور بقراءتي عليه قال: وجدت في جزء بمصر بخط أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله عند أبي الحسن علي بن بقا الوراق ذكر أن الدارقطني كتبه لأبي عمران بن رباح.
وترجمته: ما حضرني ذكره من الأحاديث التي خرجها محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه (السنن الصحاح)
عنده ، مما اختلف في أسانيد بعضها وفي إرسال بعضها وفي إيصالها وفي عدالة ناقليها وجرحهم.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٨ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثبة (١٧١)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٧١)

-مسند إسحاق بن راهوية.

مسند إسحاق بن إبراهيم بن راهوية الحنظلي المروزي المتوفى سنة(٢٣٨هـ)
هو مسند كبير ، وغالبه مفقود ، ووجدت منه قطعة صغيرة فيها مسند أبي هريرة ومسانيد بعض النساء ومسند ابن عباس.
لم يفصل ابن راهوية في مسند أحاديث الصحابة عن الصحابيات ، بل روى أحاديث أمهات المؤمنين وغيرهن من النساء بين مسند أبي هريرة ومسند ابن عباس.

عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث مسنده (٩٨٠) حديثاً مسنداً بالمكرر ، غالبها أحاديث مرفوعة ، وفيه بعض الآثار ، وأحاديث مسنده فيها الصحيح والحسن والضعيف

-عاداته في مسنده:

١-من عاداته: أنه يختصر الحديث أحياناً.

-ومنها: أنه يذكر علة الحديث أحياناً
مثاله: حديث رقم(٥٤٤) قال إسحاق: ونراه وهماً من سفيان.

-ومنها: أنه ينسب اسم الراوي المهمل:
مثاله: حديث رقم (٥٧٢) قال ابن راهوية: داود هو ابن أبي هند.
وحديث رقم (٦٠٧) قال ابن راهوية: زكريا هو ابن أبي زائدة.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

١٧ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٧٠)

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٧٠)

-كتاب الأم للشافعي.

كتاب الأم للإمام أبي عبدالله محمد بن إدريس الشافعي القرشي ، المتوفى سنة(٢٠٤هـ)
روى فيه جملة كبيرة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة في الأحكام وغيرها ، مرتبة على الأبواب.
وفيه مسائل فقهية كثيرة للإمام الشافعي ، نقلها عنه تلميذه الربيع بن سليمان المرادي.
وتنازع علماء الشافعية في كتاب الأم هل هو من كتب الشافعي القديمة التي صنفها في العراق أو من كتبه الجديدة التي صنفها بمصر ، على قولين مشهورين.

-يقع كتاب الأم في عشر مجلدات ، بدأ الإمام الشافعي كتابه بمقدمة نفيسة في بيان وجوب طاعة الله وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام وذكر عدة مباحث في مختلف الحديث وفي الناسخ والمنسوخ وذكر في كتابه جملة من القواعد والضوابط الفقهية وغير ذلك.

فائدة:
ذكر العلامة أحمد شاكر في مقدمة كتاب الرسالة(٩): أن كتاب الأم لم يصنفه الشافعي وإنما جمعه تلميذه الربيع بن سليمان المرادي من كتب الشافعي وسماه الأم ، بعد أن سمع منه هذه الكتب.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٥ رمضان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – الحكمة من الصيام

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الحكمة من الصيام:

-أيها الأخوة: إن الله عزوجل شرع الصيام لحكمة عظيمة ، بينها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه ، هي تحقيق تقوى الله ، قال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
فالحكمة من الصيام هي تحقيق تقوى الله عزوجل ، كما قال ربنا عزوجل (لعلكم تتقون) فالصيام سبب لحصول التقوى ، والتقوى هي فعل المأمور وترك المحذور ، فمن فعل ما أمر الله عزوجل به ، وما أمر به رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وترك ما نهى الله عزوجل عنه ، وما نهى عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقد اتقى الله عزوجل.

-ومن العجب ، أن ترى كثيراً من الناس لا يعرفون حقيقة التقوى ، فتراهم يمسكون عن الطعام والشراب ، ولا يمسكون عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام الماجنة وغيرها من المحرمات ، يظنون أن الصوم هو الإمساك عن المفطرات بنية من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس فقط ، دون الإمساك عن سائر المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية ، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٩٩٦) وصححه ابن حبان(٣٤٧٠) والألباني في صحيح الترغيب(١٠٨٢)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (الصيام جُنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرُؤ قاتلة أو شاتمة فليقل: إني صائم مرتين)
رواه البخاري(١٨٩٤) ومسلم(١١٥١)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تساب وأنت صائم ، فإن سابك أحد فقل: إني صائم)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٩٩٤) وابن حبان في صحيحه(٣٤٧٤)

ويروى عن عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه قالا: (إن الصيام ليس من الطعام والشراب ، ولكن من الكذب والباطل واللغو ) رواه ابن أبي شيبة في المصنف(٨٨٨٤)و(٨٨٨٢)

فليس الصيام مجرد الإمساك عن المفطرات من أكل وشرب وجماع وغيرها من المفطرات ، بل هو الإمساك عن المفطرات وسائر المحرمات.

لأن المحرمات من غيبة ونميمة وكذب وغيرها ، تنقص آجر الصائم ، فليس أجر من إمساك عن المفطرات وسائر المحرمات ، كأجر من أمسك عن المفطرات ولم يمسك عن المحرمات.
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامَه وشرابه)
رواه البخاري(١٩٠٣) وفي رواية لابن حبان في صحيحه(٣٤٧١): (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل…)

قال ابن حجر في الفتح(٤/١٤٠): قال ابن العربي: مقتضى هذا الحديث أن من فعل ما ذُكر لا يثاب على صيامه.اهـ

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (رُب صائم حظُّه من صيامه الجوع والعطش)
رواه أحمد(٢/٣٧٣) وصححه ابن خزيمة في صحيحه(١٩٩٧) وابن حبان في صحيحه(٣٤٧٢) والهيثمي في المجمع(٥٢٣٢) والسيوطي في الجامع الصغير(٤٣٨٧) والألباني في صحيح الجامع(٣٤٨٨)
وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٧٢)

قال الصنعاني في التنوير(٦/٢٢٤): هذا محمول على من لم يخلص النية ، أو من لا يجتنب قول الزور والكذب والبهتان والغيبة ونحوها من المناهي فيحصل له الجوع والعطش ولا يحصل له الثواب.اهـ

وقال العلامة ابن عثيمين في الباب المفتوح(١/١١٦): يجب أن يصوم الإنسان عن المعاصي ، لأن هذا هو المقصود الأول في الصوم ، لقول الله تبارك وتعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) لم يقل: لعلكم تجوعون ، أو لعلكم تعطشون ، قال: (لعلكم تتقون) هذا هو المقصود الأول من الصوم ، وحقق النبي عليه الصلاة والسلام ذلك وأكده بقوله: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) إذاً أن يصوم الإنسان عن معاصي الله عزوجل ، هذا هو الصوم الحقيقي ، أما الصوم الظاهري: فهو الإمساك عن المفطرات تعبداً لله عزوجل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)
هذا الصوم الظاهري صوم البدن ، أما صوم القلب الذي هو المقصود الأول فهو الصوم عن معاصي الله عزوجل.
وعلى هذا: فمن صام صوماً ظاهرياً جسدياً ولكنه لم يصم صوماً قلبياً ، فإن صومه ناقص جداً جداً.اهـ

-أيها الأخوة: على صائم أن يحفظ صيامه عما يجرحه ، يحفظ لسانه عن المحرمات ويحفظ سمعه عن المحرمات ويحفظ بصره عن المحرمات ، يروى عن جابر رضي الله عنه قال: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك) رواه ابن أبي شيبة(٨٨٨٠)

قال الإمام ابن قدامة في المغني(٤/٤٤٦):
ويجب على الصائم أن يُنزه صومه عن الكذب والغيبة والشتم ، قال أحمد: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه ولا يُماري ويصون صومه ، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا. ولا يغتاب أحداً ولا يعمل عملاً يجرح به صومه.اهـ

وعلى الصائم أن يسأل ربه عزوجل أن يتقبل منه صيامه وسائر أعماله الصالحة ، كما سأل ذلك إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام ربهما أن يتقبل منهما ، وهما يبنيان الكعبة ، قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٢٠٤): قوله(ربنا تقبل منا) فهما في عمل صالح وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما.
وعن وهيب بن الورد رحمه الله أنه قرأ (ربنا تقبل منا) ثم بكى وقال: يا خليل الرحمن ، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مُشفق أن لا يتقبل منك.اهـ

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٢ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٦٩)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٦٩)

-موارد الضمآن للهيثمي.

كتاب موارد الضمآن إلى زوائد ابن حبان ، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، المتوفى سنة(٨٠٧هـ)
أفرد فيه زوائد الحافظ ابن حبان في كتابه الصحيح على الصحيحين صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم ، ورتب كتابه على الأبواب الفقهية بدأه بكتاب الإيمان ثم كتاب العلم ثم كتاب الطهارة ثم كتاب الصلاة ثم كتاب الجنائز ثم بقية الأبواب الفقهية وختمه بكتاب صفة النار وصفة الجنة.

قال الحافظ الهيثمي في مقدمة كتابه(١/٨٩): فقد رأيت أن أفرد زوائد صحيح ابن حبان على صحيح البخاري وصحيح مسلم مرتباً ذلك على كتب فقه أذكرها لكي يسهل الكشف عنها.اهـ

-عدة أحاديث كتابه:
بلغت زوائد الحافظ ابن حبان على الصحيحين (٢٦٤٧)حديث.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٩ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٦٨)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٦٨)

-كشف الأستار للهيثمي.

كتاب كشف الأستار عن زوائد البزار للحافظ نور الدين علي ابن أبي بكر الهيثمي ، المتوفى سنة(٨٠٧هـ)
أفرد فيه زوائد مسند الإمام البزار المسمى البحر الزخار ، على الكتب الستة ، ورتبه على الأبواب ، بدأه بكتاب الإيمان ثم كتاب العلم ثم كتاب الطهارة ثم كتاب الصلاة ثم بقية الأبواب وختمه بكتاب الزهد.

قال الهيثمي في مقدمة كتابه(١/٥): فقد رأيت مسند الإمام أبي بكر البزار المسمى (البحر الزخار) قد حوى جملة من الفوائد الغزار يصعب التوصل إليها على من التمسها ، ويطول ذلك عليه قبل أن يخرجها ، فأردت أن أتتبع ما زاد فيه على الكتب الستة من حديث بتمامه أو حديث شاركهم فيه ، وفيه زيادة ، مميزاً بقولي: قلت: رواه فلان خلا كذا أو لم أره بهذا اللفظ أو لم أره بتمامه اختصره فلان أو نحو هذا.اهـ

-عدة أحاديث كتابه:
بلغت أحاديث كشف الأستار (٣٦٩٨) حديث ، فيها الصحيح والحسن والضعيف.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٩ رمضان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – شهر القرآن

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ شهر القرآن.

أيها الأخوة: إن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله عزوجل به القرآن ، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)
وكان إنزاله في ليلة القدر من رمضان ، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) يعني ليلة القدر.

وجاء في الحديث عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)
رواه أحمد(١٦٩٢١) والطبراني في الكبير(٢٢/٧٥) وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٧٥)

قال ابن عباس رضي الله عنه: (نزل القرآن جميعاً في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، ثم فُصِّل فنزل في السنين) رواه النسائي في السنن الكبرى(١١٥٠١) وصححه الحاكم في المستدرك(٣٧٨١)وأقره الذهبي في التلخيص(٣٧٨١)
وفي رواية عند النسائي أيضاً(١١٦٢٥) عنه: (نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر ، وكان الله عزوجل يُنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام بعضه في آثر بعض) صححه الحاكم في المستدرك(٣٩٥٨) وأقره الذهبي في التلخيص(٣٧٨١)

فشهر رمضان ، هو شهر نزول القرآن ، وهو الشهر الذي أُنزلت به أكثر الكتب على الأنبياء عليهم السلام ، أُنزلت الصحف على إبراهيم عليه السلام في رمضان ، وأنزلت التوراة على موسى عليه السلام في رمضان وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في رمضان وأنزل الزبور على داود عليه السلام في رمضان وأنزل القرآن على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في رمضان.

كما جاء في الحديث عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (أنزلت صُحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضَين من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)
رواه أحمد(١٦٩٢١) والطبراني في الكبير(٢٢/٧٥)والبيهقي في الشعب(٢٢٤٨)
في سنده عمران القطان مختلف في توثيقه ، وبقية رجاله ثقات.
وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٧٥).

-فشهر رمضان هو شهر القرآن ، هو شهر القراءة والتلاوة ، وقد كان جبريل عليه السلام يأتي النبي عليه الصلاة والسلام كل ليلة من ليالي رمضان يدارسه القرآن ، كما في الحديث
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن) رواه البخاري(٦)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن جبريل كان يعرض على النبي عليه الصلاة والسلام القرآن كل عام مرة ، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه) رواه البخاري(٤٦١٤)
ومعنى (يعرض القرآن) يعني يدارسه القرآن.

-وكان السلف الصالح رحمهم الله ، يكثرون من قراءة القرآن في رمضان ، إذا دخل عليهم رمضان أقبلوا على تلاوة القرآن وتركوا تدريس العلم الشرعي ، وكان بعضهم يختم القرآن كل سبعة أيام وبعضهم يختم كل ثلاثة أيام ، وبعضهم يختم كل يوم مرة ، وبعضهم كل يوم مرتين.

قال إبراهيم النخعي: (كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين)
ذكره الذهبي في السير(٤/٥١)

وكان قتادة بن دعامة السدوسي يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة) ذكره الذهبي في السير(٥/٢٧٦)

وكان مجاهد بن جبر يختم القرآن في رمضان في كل ليلة.
(ذكره النووي في التبيان(٧٤)وصححه)

قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(٢٤٥): كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها ، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر وفي بقية الشهر كل ثلاث وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وعن أبي حنيفة نحوه.
وقال ابن عبدالحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.اهـ

-فيستحب الإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان.
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(٢٤٦): أما في الأوقات الفضيلة كشهر رمضان فيستحب الأكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة.اهـ

وينبغي لقارئ القرآن أن يحرك شفتيه حال القراءة ، ولا يكتفي بالنظر من غير تحريك الشفتين ، ومن الخطأ أن ينظر المرء في القرآن ولا يحرك شفتيه ، وهذه ليست قراءة وإنما نظر ، وفرق بين النظر في القرآن وبين قراءة القرآن.

سئل الشيخ ابن باز كما في الفتاوى(٨/٣٦٣): هل يثاب في النظر في المصحف دون تحريك الشفتين؟
قال: لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن.اهـ

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٧ رمضان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٦٧)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٦٧)

-فضائل الأوقات للبيهقي.

كتاب فضائل الأوقات للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفى سنة(٤٥٨هـ)
جمع فيه فضائل الشهور ، فضل شهر رجب وشهر شعبان وشهر مضان وشهر شوال وشهر ذي الحجة وشهر محرم
وفضائل الليالي والأيام ، فضل ليلة النصف من شعبان وفضل العشر الأواخر من رمضان وفضل ليلة القدر وآداب الصوم ، وفضل يوم العيد وفضل يوم عرفة وفضل يوم النحر وفضل يوم الجمعة وغير ذلك.

-عدة أحاديث:
بلغت أحاديث كتابه (٣٥٠) حديثاً وآثراً

-منهجه:
يعقد الترجمة ، ثم يسوق الفضائل الواردة في الباب ، وأحياناً يبين صحة الأحاديث.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٦ رمضان ١٤٣٨هـ