-كلمات في الدعوة إلى الله.
-الكلمة/ شهر القرآن.
أيها الأخوة: إن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله عزوجل به القرآن ، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)
وكان إنزاله في ليلة القدر من رمضان ، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) يعني ليلة القدر.
وجاء في الحديث عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)
رواه أحمد(١٦٩٢١) والطبراني في الكبير(٢٢/٧٥) وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٧٥)
قال ابن عباس رضي الله عنه: (نزل القرآن جميعاً في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، ثم فُصِّل فنزل في السنين) رواه النسائي في السنن الكبرى(١١٥٠١) وصححه الحاكم في المستدرك(٣٧٨١)وأقره الذهبي في التلخيص(٣٧٨١)
وفي رواية عند النسائي أيضاً(١١٦٢٥) عنه: (نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر ، وكان الله عزوجل يُنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام بعضه في آثر بعض) صححه الحاكم في المستدرك(٣٩٥٨) وأقره الذهبي في التلخيص(٣٧٨١)
فشهر رمضان ، هو شهر نزول القرآن ، وهو الشهر الذي أُنزلت به أكثر الكتب على الأنبياء عليهم السلام ، أُنزلت الصحف على إبراهيم عليه السلام في رمضان ، وأنزلت التوراة على موسى عليه السلام في رمضان وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في رمضان وأنزل الزبور على داود عليه السلام في رمضان وأنزل القرآن على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في رمضان.
كما جاء في الحديث عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (أنزلت صُحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضَين من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)
رواه أحمد(١٦٩٢١) والطبراني في الكبير(٢٢/٧٥)والبيهقي في الشعب(٢٢٤٨)
في سنده عمران القطان مختلف في توثيقه ، وبقية رجاله ثقات.
وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٧٥).
-فشهر رمضان هو شهر القرآن ، هو شهر القراءة والتلاوة ، وقد كان جبريل عليه السلام يأتي النبي عليه الصلاة والسلام كل ليلة من ليالي رمضان يدارسه القرآن ، كما في الحديث
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن) رواه البخاري(٦)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن جبريل كان يعرض على النبي عليه الصلاة والسلام القرآن كل عام مرة ، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه) رواه البخاري(٤٦١٤)
ومعنى (يعرض القرآن) يعني يدارسه القرآن.
-وكان السلف الصالح رحمهم الله ، يكثرون من قراءة القرآن في رمضان ، إذا دخل عليهم رمضان أقبلوا على تلاوة القرآن وتركوا تدريس العلم الشرعي ، وكان بعضهم يختم القرآن كل سبعة أيام وبعضهم يختم كل ثلاثة أيام ، وبعضهم يختم كل يوم مرة ، وبعضهم كل يوم مرتين.
قال إبراهيم النخعي: (كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين)
ذكره الذهبي في السير(٤/٥١)
وكان قتادة بن دعامة السدوسي يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة) ذكره الذهبي في السير(٥/٢٧٦)
وكان مجاهد بن جبر يختم القرآن في رمضان في كل ليلة.
(ذكره النووي في التبيان(٧٤)وصححه)
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(٢٤٥): كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها ، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر وفي بقية الشهر كل ثلاث وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وعن أبي حنيفة نحوه.
وقال ابن عبدالحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.اهـ
-فيستحب الإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان.
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(٢٤٦): أما في الأوقات الفضيلة كشهر رمضان فيستحب الأكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة.اهـ
وينبغي لقارئ القرآن أن يحرك شفتيه حال القراءة ، ولا يكتفي بالنظر من غير تحريك الشفتين ، ومن الخطأ أن ينظر المرء في القرآن ولا يحرك شفتيه ، وهذه ليست قراءة وإنما نظر ، وفرق بين النظر في القرآن وبين قراءة القرآن.
سئل الشيخ ابن باز كما في الفتاوى(٨/٣٦٣): هل يثاب في النظر في المصحف دون تحريك الشفتين؟
قال: لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن.اهـ
-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
٧ رمضان ١٤٣٨هـ