@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٥٦) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٦)

-كتاب الأوسط لابن المنذر.

كتاب الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف
للحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، الملقب بشيخ الحرم ، وفقيه مكة في زمانه ، المتوفى سنة(٣١٨هـ)
كتاب كبير روى فيه بأسانيده جملة كبيرة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة ، وذكر فيه الإجماع والخلاف الفقهي في عصر الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم إلى زمنه.

-وكتابه الأوسط مختصر ، اختصره ابن المنذر من كتاب له أخر ، كما نص على ذلك في غير موضع في الأوسط ، قال ابن المنذر في الأوسط(١/٣٥٩) ذكر مقدار الماء للطهور ، جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه كان يغسله الصاع من الماء ويؤضيه المد.
حدثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا أبو ريحانة ثنا سفينة مولى أم سلمة قال: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يغسله الصاع من الماء ويؤضيه المد.
وقد روينا في هذا الباب أخباراً سوى هذا الخبر ، وقد ذكرتها في كتاب السنن ، وفي الكتاب الذي اختصرت منه هذا الكتاب.اهـ
قيل إنه مختصر من كتابه المبسوط ، وقيل مختصر من كتاب له آخر.

-عاداته في كتابه:
١-من عاداته: أنه يعقد الترجمة ثم يصدر الباب أحياناً بآية من كتاب الله عزوجل ، ثم يسوق ما في الباب من آحاديث وآثار ، ويذكر إجماع أهل العلم في المسائل المجمع عليها ، واختلافهم في المسائل المتنازع فيها.
٢-ومنها: أنه يفسر غريب الحديث أحياناً.
٣-ومنها: أنه يذكر درجة الحديث أحياناً.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

4 شعبان 1438هـ

@كلمات في الدعوة إلى الله – تفسير قوله تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) @

كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ تفسير قوله تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان)-

أيها الأخوة: قال الله سبحانه تعالى في سورة النور: (يـٰأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خُطُوٰت الشيطـٰن ومن يتبع خُطُوٰت الشيطـٰن فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)
قوله(يـٰأيها الذين ءامنوا) هذا خطاب لأهل الإيمان ، روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إذا سمعت قول الحق “يا أيها الذين ءامنوا” فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير(١/١٨٠)

وقوله(لا تتبعوا خطوات الشيطان) هذا نهي ، ينهى ربُنا سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يتبعوا خطوات الشيطان ، وخطوات الشيطان هي طرائقه ومسالكه وما يأمر به من شر.
وخطواته كثيرة ، قال قتادة رحمه الله: (كل معصية فهي من خطوات الشيطان) ذكره ابن كثير في تفسيره(١٣٢٢)

فالمعاصي بشتى أنواعها سواء كانت معاصي قلبية أو معاصي قولية أو معاصي فعلية ، فهي من خطوات الشيطان ، فخطواته كثيرة لا يمكن حصرها ، إذ كل شر يقع به العباد ، سببه الشيطان نعوذ بالله من شره ، فالشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر ، كما قال تعالى: (ومن يتبع خُطُوٰت الشيطـٰن فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).
(الفحشاء) كل ما تستفحشه العقول والشرائع من الذنوب العظيمة.
(والمنكر) كل ما تنكره العقول ولا تعرفه.

-أيها الأخوة: اعلموا رحمكم الله أن من خطوات الشيطان: أن يوقع العبد في الشرك.
والشرك: هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته.
وهو نوعان:
الأول: الشرك الأكبر: وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله. كدعاء غير الله ، والذبح لغير الله والطواف حول القبور.
وهذا يُحبط العمل ، ويُخلد فاعله في النار إذا مات عليه ، ومن مات عليه فلن يُغفر له ، والجنة عليه حرام.

والثاني: الشرك الأصغر: وهو كل ذنب سماه الشارع شركاً ولم يبلغ مرتبة عبادة غير الله.
كيسير الرياء والحلف بغير الله لا على وجه التعظيم وقول: (ما شاء الله وشاء فلان)
وهذا لا يُحبط العمل ، ولا يخلد صاحبه في النار ، ولا يحرم عليه الجنة.

ومن خطواته: أن يوقع العبد في البدع.
والبدع جمع بدعة ، وهي الإحداث في الدين ، فكل ما ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام من العبادات والاعتقادات فهو من البدع.

والبدع نوعان:
١- بدع مكفرة: وهي التي يكفر فاعلها.
كبدعة نفي الصفات ، والقول بخلق القرآن ، والقول بأن القرآن ناقص أو مُحرّف ، وغير ذلك من البدع المكفرة.

٢- بدع مفسقة: وهي التي يفسق فاعلها.
كبدعة المولد وأعياد الميلاد والذكر الجماعي وغير ذلك من البدع المفسقة.

ومن خطواته: أن يوقع العبد في المعاصي.
والمعاصي: هي الذنوب.
والذنوب نوعان:
الأول: كبائر.
والكبائر جمع كبيرة وهي: كل ذنب فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو لعن.
قال ابن عباس رضي الله عنه: (الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو لعنه أو غضب أو عذاب) رواه ابن جرير في تفسيره(٥/٤١)

والكبائر كثيرة ، وبعضها أعظم من بعض.
قال طاووس: قيل لابن عباس رضي الله عنه: (الكبائر سبع؟ قال هي إلى السبعين أقرب)
رواه ابن جرير في تفسيره(٥/٤١) وصححه ابن مفلح في الآداب الشرعية.

والثاني: صغائر.
والصغائر جمع صغيرة وهي: كل ذنب ليس فيه حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة.

فإذا داوم العبد على صغائر الذنوب وأصر عليها أصبحت كبائر لا صغائر.
قال ابن عباس رضي الله عنه: (لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار)
رواه ابن جرير في تفسيره(٥/٤١) وصححه ابن مفلح في الآداب الشرعية.

-أيها الأخوة: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ، كما قال ربنا سبحانه تعالى: (إن الشيطـٰن لكمـ عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحـٰب السعير)
فلا يغويك عدوك يا عبدالله فتعصي ربك عزوجل ، بل الواجب عليك أن تجتنب خطوات الشيطان وتبتعد عنها ، وإذا وسوس لك الشيطان بفعل معصية من المعاصي ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطـٰن نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
فإذا أوقعك في المعصية فبادر بالتوبة والإنابة ، قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وأناب ثم اهتدى)

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزالُ أغفرْ لهم ما استغفروني)
رواه أحمد(١١١٧٨)
والحاكم(٤/٢٦١) وقال: صحيح الإسناد ، وسكت عليه الذهبي في التلخيص(٤/٢٦١)
قال الهيثمي في المجمع(١٠/٢٠٧): رواه أحمد وأبو يعلى ، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح ، وكذلك أحد إسنادي أبي يعلى.اهـ
وحسنه الألباني في الجامع(١٦٥٠)

-كتبه/
بدر محمد العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

3 شعبان 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (١٤) @

-الفروق في علم مصطلح الحديث

-الفرق بين رجاله ثقات ورجاله موثقون

رجاله ثقات ، يعني وثقهم كبار الأئمة الحفاظ ممن يُحتج بتوثيقه كأحمد وابن معين والبخاري ونحوهم. ومن وثقه هؤلاء يقال له: ثقة.

رجاله موثقون: يعني وثقهم من عُرف بالتساهل في التوثيق ، كابن حبان وابن شاهين والعجلي ونحوهم. ومن وثقه هؤلاء فقط يقال له: وثق.

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

٢ شعبان ١٤٣٨هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – خصائص شهر شعبان @

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-خصائص شهر شعبان.

أيها الأخوة: لقد أهلى علينا هلال شهر شعبان ، وشعبان هو الشهر الذي بين رجب ورمضان ،
وسمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لجلب المياه ، اختص شهر شعبان بخصائص كثيرة دون غيره من شهور السنة.
-فمن خصائصه: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخصه بالصيام ، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يصوم في شعبان ما لا يصوم في غيره من بقية الشهور.

قالت عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام استكمل صيام شهر إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان)
رواه البخاري(١٩٦٩) ومسلم(١١٥٦)
وفي رواية للبخاري(١٩٧٠) (لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يصوم شهراً أكثر من شعبان وكان يصوم شعبان كله)
وفي لفظ لمسلم(١١٥٦) (كان يصوم شعبان كله إلا قليلاً)

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان)
رواه أبو داود(٢٤٣٤) والترمذي(٧٣٦)وحسنه والنسائي(٢١٧٤) وأصله في صحيح البخاري(١٩٦٩)

ومعنى قولها (كان يصوم شعبان كله) يعني يصوم أكثره.
قال الحافظ الترمذي في جامعه(٧٣٧): قال ابن المبارك: هذا جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال صام الشهر كُلَّه.اهـ

وشهر شعبان هو مقدمة لشهر رمضان ولذلك شرع فيه الصيام ، ليحصل التأهب والاستعداد لاستقبال شهر رمضان، وتتروض النفس على طاعة الله.

واختلف أهل العلم في الحكمة من إكثار النبي عليه الصلاة والسلام من صوم شعبان ، وأصح ما قيل: أن الأعمال ترفع فيه إلى الله عزوجل.
كما جاء ذلك في الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: لم يكن يصوم النبي عليه الصلاة والسلام من الشهور ما يصوم من شعبان ، قلت: لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)
رواه أحمد(٢١٢٤٦) والنسائي(٢٣٥٧)
صححه ابن حجر في الفتح(٤/٢٥٠)
وحسنه الألباني في الصحيحة(١٨٩٨)

-ومن خصائص شعبان: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب صيامه.
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان أحب الشهور إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يصوم شعبان ، وكان يصله برمضان)
رواه النسائي(٢٣٥٠) وصححه الألباني في صحيح الترغيب(١٠٢٤)

-أيها الأخوة: دلت هذه الأحاديث على فضل الصوم في شعبان ، وذهب طوائف من أهل العلم إلى استحباب الإكثار من صيامه ، كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام.

وأما حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)
رواه أحمد(٩٤١٤) وأبو داود(٢٣٣٧) وغيرهما.
وهو حديث مختلف في صحته ، ضعفه كبار الأئمة كعبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وأبي زرعة ، وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم ، كما نص على ذلك ابن رجب في اللطائف(١٩٧)
وعلى تقدير صحة الحديث فالمراد منه: النهي عن تخصيص النصف من شعبان بصيام ، كما نص ذلك الإمام الشافعي.

-ومن خصائص شعبان: أن الأعمال ترفع فيه إلى الله عزوجل.
كما جاء في الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام ، عن شعبان: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)
رواه أحمد(٢١٢٤٦) والنسائي(٢٣٥٧)
صححه ابن حجر في الفتح(٤/٢٥٠)
وحسنه الألباني في الصحيحة(١٨٩٨)

دل هذا الحديث على شيئين اثنين:
الأول: أن شهر شعبان ، شهر يغفل عنه الناس لأنه بين شهرين لهما فضل بين شهر رجب وشهر رمضان.
الثاني: أن الأعمال ترفع إلى الله عزوجل في شهر شعبان.

-ومن خصائص شعبان: فيه ليلة يغفر الله عزوجل فيها لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن ، وهي ليلة النصف من شعبان.
عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه مرفوعاً: (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) رواه ابن ماجه(١٤٠٩) بسند ضعيف ، وله شواهد كثيرة لا تخلو من ضعف وبعضها يعضد بعضاً.
قال العلامة الألباني في الصحيحة(١١٤٤): حديث صحيح ، روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً.اهـ

-أيها الأخوة: ينبغي على من كان عليه قضاء أيام من رمضان الماضي ، أن يُعجل بقضاء هذه الأيام التي عليه قبل أن يدركه رمضان ، لأنه إذا جاء شعبان يضيق قضاء رمضان فلا يجوز حينئذ تأخيره من غير عذر.
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان) رواه البخاري(١٩٥٠) ومسلم(١١٤٦)

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٣٠ رجب ١٤٣٨هـ

@ أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (٢٢) @

-أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (٢٢)

-الحديث الضعيف:

عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره)
رواه أبو داود(٦٣٨) وفي سنده ضعف ، يحيى بن أبي كثير مدلس وقد عنعن ، وأبو جعفر مجهول لا يعرف.
والحديث ضعفه الألباني في سنن أبي داود(٦٣٨)

-ما يغني عنه:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (من أسبل إزاره في صلاته خُيلاء فليس من الله جل ذكره في حِل ولا حرام)
رواه أبو داود(٦٣٧) بسند رجاله ثقات ، وروي موقوفاً على ابن مسعود ، ورواه مرفوعاً أبو عوانة الوضاح بن عبدالله اليشكري وهو ثقة ثبت ، ومثله تقبل زيادته.
والحديث رمز السيوطي إلى تحسينه في الجامع الصغير(٨٣٨٠)
وصححه الألباني في الجامع(٦٠١٢)

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٦ رجب ١٤٣٨هـ

@ أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (21) @

-أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (٢١)

-الحديث الضعيف:

عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً: (ترفع الأعمال يوم الاثنين والخميس فيغفر للمستغفرين ويترك أهل الحقد لحقدهم)
رواه البزار(١٧٢٣) بسند ضعيف جداً
وضعفه ابن رجب في اللطائف(١٨٥)

-ما يغني عنه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم الاثنين والخميس ، فقيل: يا رسول الله إنك تصوم الاثنين والخميس ، فقال: (إن يوم الاثنين والخميس يَغفر الله فيهما لكل مسلم إلا مُهتجرين ، يقول: دعهُما حتى يصطلحا)
رواه ابن ماجه(١٧٦٧) وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(١٧٦٧)
ورواه مسلم في صحيحه(٢٥٦٥) عنه بلفظ: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا).

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

25 رجب 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (13) @

– الفروق في علم مصطلح الحديث.

-الفرق بين متفق عليه ورواه الشيخان.

-المتفق عليه: هو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن صحابي واحد بلفظ واحد أو مقارب.
دل التعريف أن المتفق عليه له ثلاثة شروط:
١- أن يكون الحديث مُخرج في الصحيحين.
٢- أن يكون الصحابي راوي الحديث واحد.
٣- أن يكون اللفظ واحد في الصحيحين أو مقارب.

-رواه الشيخان: هو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن صحابي واحد أو أكثر بلفظ واحد أو مختلف.
دل التعريف أن ما رواه الشيخان له ثلاثة شروط:
١- أن يكون الحديث مخرج في الصحيحين.
٢- أن يكون الصحابي راوي الحديث واحد أو أكثر من صحابي.
٣- أن يكون اللفظ واحد في الصحيحين أو مختلف.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

24 رجب 1438هـ

@ أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (20) @

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (٢٠)

-الحديث الضعيف:

عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (من وجد تمراً فليُفطر عليه ومن لا فليفطر على ماء فإن الماء طهور)
رواه الترمذي(٦٩٤) وضعفه ، ورواه ابن خزيمة في صحيحه(٢٠٦٦)وقال: لم يروه عن سعيد بن عامر عن شعبة إلا هذا.اهـ يعني تفرد به.
والحديث ضعفه الألباني في سنن الترمذي(٦٩٤)
وله شاهد عن سلمان بن عامر رواه الترمذي(٦٩٥) وصححه ، وصححه ابن حبان(٣٥٠٦) والحاكم في المستدرك(١٦١٦) وفي تصحيحه نظر فإن له علة ، رواه عاصم عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر ، ورواه عن حفصة عن سلمان بن عامر ولم يذكر فيه الرباب ، وضعفه الألباني في سنن الترمذي(٦٩٥)

-ما يغني عنه:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يُفطر قبل أن يصلي على رُطبات ، فإن لم تكن رُطبات فتُميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء)
رواه أحمد(١٢٦٧٦) وأبو داود(٢٣٥٦) والترمذي(٦٩٦) وقال: حديث حسن غريب.
ورواه الحاكم(١٦١٧)وقال: صحيح على شرط مسلم.
وصححه الألباني في سنن أبي داود(٢٣٥٦)
قال الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٢٠): حديث حسن على شرط مسلم.
وقال الأرنؤوط في مسند أحمد(٢٠/١١٠): إسناده صحيح على شرط مسلم.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

24 رجب 1438 هـ

@ كلمات غي الدعوة إلى الله – التحذير من التسرع في الفتيا @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

-التحذير من التسرع في الفتيا.

أيها الأخوة: إن من الأمور العظيمة التي تساهل فيها كثير من الناس ، التسرع في الفتيا ، والقول على الله بغير علم ، قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصفُ ألسنتكم الكذب هذا حلـٰل وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون)

والفُتيا والفتوى ، لغتان ، وهي جواب المفتي.
وإن شئت قل: هي الإخبار عن حكم الشرع لا على وجه الإلزام.
وهي فرض كفاية ، إذا قام به بعض الناس سقط الإثم عن البقية.

والفتوى شأنها عظيم ، لا ينبغي للمسلم التساهل فيها ، والمفتي موقِّع عن الله عزوجل ، فلا يجوز له التسرع بالفتوى، فلا يقل هذا حلال أو هذا حرام ، من غير تثبت ، ومن غير بينة ولا برهان.
قال تعالى: (ولا تقولوا لما تصفُ ألسنتكم الكذب هذا حلـٰل وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)

قال الحافظ النووي في آداب الفتوى(١٣): (اعلم أن الإفتاءَ عظيمُ الخطر، كبيرُ الموقع ، كثيرُ الفضل ، لأن المفتيَ وارثُ الأنبياء صلواتُ الله وسلامه عليهم، وقائمٌ بفرض الكفاية، لكنه مُعَرَّضٌ للخطأ، ولهذا قالوا: المفتي مُوَقِّعٌ عن الله تعالى.اهـ

وكان السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والأئمة المجتهدين ، يهابون الفُتيا ، ولا يتصدرون لها ، وكان بعضهم يدفعها إلى بعض حتى يكفيه صاحبه الفتوى.

قال عبدالرحمن بن أبي ليلى: (أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام في المسجد فما كان منهم محدث إلا ودَّ أن أخاه كفاه الحديث ولا مفتٍ إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفتيا) رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٥٨١) بسند صحيح.

وعن معاوية بن أبي عياش أنه كان جالساً عند عبدالله بن الزبير وعاصم بن عمر فجاءهم محمد بن إياس بن البكير فقال: إن رجلاً من أهل المدينة طلق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها فماذا تريان؟ فقال عبدالله بن الزبير: إن هذا الأمر ما لنا فيه قول ، فاذهب إلى عبدالله بن عباس وأبي هريرة ، فسلْهُما ، ثم ائتنا فأخبرنا ، فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة) رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٥٨٣) بسند صحيح.

وعن حجاج بن عمير بن سعد قال: (سألت علقمة عن مسألة ، فقال: ائت عبيدة فاسأله فأتيت عبيدة ، فقال: ائت علقمة فقلت: علقمة أرسلني إليك ، فقال: ائت مسروقًا فاسأله فأتيت مسروقًا فسألته ، فقال: ائت علقمة فاسأله فقلت: علقمة أرسلني إلى عبيدة ، وعبيدة أرسلني إليك ، فقال: ائت عبد الرحمن بن أبي ليلى فأتيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فسألته فكرهه ، ثم رجعت إلى علقمة فأخبرته ، قال: كان يقال: أجرأ القوم على الفتيا أدناهم علماً) رواه الآجري في أخلاق العلماء(١١٠)

-هكذا حال السلف: يهابون الفتيا ، ويشددون فيها ، ويتدافعونها بينهم ، وكان من ورعهم في الإفتاء يتوقف أحدهم عن الفتوى في أشياء معروفة معلومة ، وقد كانت المسألة تُعرض على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيجمع لها أهل بدر.
قال الشعبي والحسن وأبو حَصين: إن أحدكم ليفتي في المسألة ، ولو ردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر.(ذكره النووي في الفتوى(١٥)

-هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين ، ومن كبار فقهاء الصحابة ، قال عنه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم) رواه أبو خيثمة في كتاب العلم(٦١) بسند رجاله ثقات.
كان رضي الله عنه يتورع عن الفتوى ، ويجمع لها كبار الصحابة.

-أيها الأخوة: يُتشرط فيمن يتصدر للفتيا أن يكون: مسلماً ، بالغاً ، عاقلاً ، ثقة ، مأموناً ، متنزهاً عن أسباب الفسق وخوارم المرؤة ، وأن يكون له نية ووقار وسكينة.
فلا تؤخذ الفتوى من كافر ولا من صغير ولا مجنون ولا مجروح ولا مبتدع ولا فاسق ولا مخروم المرؤة.
وإنما تؤخذ الفتوى من أهل العلم والفضل ممن عرفوا بالخير والصلاح وسلامة العقيدة والمنهج.

قال الحافظ النووي في الفتوى(٢٠): اتفقوا أن الفاسق لا تصح فتواه ، ونقل الخطيب فيه الإجماع.اهـ

وقال العلامة المرداوي الحنبلي في التحرير(٣٤٠): ويمنع عندنا وعند الأكثر من الفتوى من لم يعرف بعلم أو جُهل حاله ، ويلزم ولي الأمر منعه ، قال ربيعة الرأي:بعض من يفتي أحق بالسجن من السُّرَّاق.اهـ

-والواجب على المفتي أن لا يفتي الناس في كل شيء.
قال ابن عباس رضي الله عنه: (إن من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون) رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٥٨٤) بسند صحيح
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون) رواه أبو خيثمة في كتاب العلم(١٠) وابن عبدالبر في الجامع(١٥٨٦) بسند صحيح

-والواجب على المفتي أن يكثر من قول: (الله أعلم) أو قول:،(لا أدري) فإن علامة فقه المفتي الإكثار من قول: (لا أدري) وهذا رفعة له لا منقصة.
والواجب أيضاً على من سئل عن مسألة ولا يعرف حكمها أن يقول (لا أعلم) ولا يتكلف في الإجابة.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أيها الناس من سُئل عن علم يعلمُهُ فليقل به ، ومَن لم يكن عنده علم فليقل: الله أعلم ، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم ، إن الله تبارك وتعالى قال لنبيه: (قل ما أَسئلُكمـ عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) رواه البخاري(٤٨٠٩) ومسلم(٢٧٩٨)
وفي رواية لمسلم(٢٧٩٨) عنه: (من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به: الله أعلم).
ورواية لأبي خيثمة في كتاب العلم(٤٩) عنه: (إن من العلم أن يقول الذي لا يعلم: الله أعلم).

وقال بعض السلف: نص العلم (لا أدري و لا أعلم)
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (قول الرجل فيما لا يعلم: لا أعلم ، نصف العلم) رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٥٨٥)
وقال الشعبي: (لا أدري ، نصف العلم) ذكره ابن مفلح في الآداب(٢/١٣٢)
وقال القاسم بن محمد: (لأن يعيش الرجل جاهلاً خير له من أن يفتي بما لا يعلم) رواه أبو خيثمة في كتاب العلم(٩٠) بسند صحيح

وكان الأئمة الأربعة رحمهم الله أهل ورع في باب الفتوى ، سُئل الإمام مالك عن ثمان وأربعين مسألة، فأجاب منها عن اثنتين وثلاثين مسألة بقوله: (لا أدري).
وجاءه رجلٌ بأربعين مسألة ، فما أجابه منها إِلَّا في خمس مسائل.
وسٌئل مرة عن اثنين وعشرين مسألة ، فما أجاب منها إلا في واحدة أو اثنتين.
وربما يُسأل عن مائة مسألة ، فيجيب منها في خمس أو عشر، ويقول في الباقي: (لا أدري)
ذكره ابن عبدالبر في الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء(٣٨)

وكان الإمام مالك يقول: (جُنَّة العالم قوله: لا أدري ، فإذا أضاعها أصيبت مقاتل) رراه الآجري في أخلاق العلماء(١١٥)

وكان الإمام أحمد شديد الكراهة والمنع للإفتاء بمسألة ليس فيها أثر عن السلف ،كما قال لبعض أصحابه: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
قال أبو داود في مسأله: ما أُحصي سمعت أحمد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول: لا أدري ، قال أبو داود: وسمعت أحمد يقول: ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه ، كان أهون عليه أن يقول: لا أدري.
وقال عبدالله بن أحمد في مسائله: كنت أسمع أبي كثيراً يسأل عن المسائل فيقول: لا أدري ، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف ، وكثيراً ما كان يقول: سل غيري ، فإن قيل له: من نسأل؟ قال: سلوا العلماء ، ولا يكاد يسمي رجلاً بعينه.
(ذكره ابن القيم في إعلام الموقعين١/٢٧)

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

18 رجب 1438هـ

@ أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الاحاديث الصحيحة (19) @

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (19)

-الحديث الضعيف:

عن ابن عباس رضي الله عنه جاء أعرابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: إني رأيت الهلال ، قال:(أتشهد أن لا إله إلا الله ، أتشهد أن محمداً رسول الله) قال: نعم ، قال: (يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غداً)
رواه أبو داود(٢٣٤٠) والترمذي(٦٩١)
من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس.
ورواية سماك عن عكرمة مضطربة ، وقد اضطرب في هذا الحديث ، فمرة يرويه موصولاً ، ومرة مرسلاً.
ورجح إرساله الترمذي في جامعه(٦٩١) والنسائي في الكبرى(٢٤٣٥)
وضعفه الألباني في الإرواء(٩٠٧)

-ما يغني عنه:

‏عن ابن عمر رضي الله عنه قال ‏‏: (تراءى الناسُ الهلال فأخبرتُ رسولَ الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏أني رأيتُهُ ‏، ‏فصامَهُ وأمر الناس بصيامه)

رواه أبو داود(٢٣٤٢) وسكت عنه ، وصححه ابن حبان في صحيحه(٣٤٤٧) والحاكم في المستدرك(١٥٤١) وصححه ابن حزم كما في التلخيص(٨٨٠) والألباني في الإرواء(٩٠٨)

-كتبه/ بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد
14 رجب 1438هـ