@ أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (18) @

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (18).

-الحديث الضعيف:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (قال الله تعالى: أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً)
رواه أحمد(٧٢٤١) والترمذي(٧٠٩)
وفي سنده قرة بن عبدالرحمن المعافري ، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وأبو داود والنسائي ، كما في التهذيب(٤/٥٢٩)
والحديث ضعفه الألباني في سنن الترمذي(٧٠٩)

-ما يغني عنه:

‏عن ‏‏سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال :‏ ‏(لا يزالُ الناس بخير ما عجَّلوا الفطر).
رواه البخاري(١٩٥٧) ومسلم(١٠٩٨)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

13 رجب 1438هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – فصل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام @

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام-

أيها الأخوة: إن الله عزوجل أخبر في كتابه العزيز أنه يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ، وأخبر عزوجل أن ملائكته يصلون على النبي عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى: (إن الله وملـٰئـكته يصلون على النبي)

وصلاة الله عزوجل على نبيه عليه الصلاة والسلام: هي الثناء عليه في الملأ الأعلى ، يعني يمدحه ويبين فضله في الملأ الأعلى.
وصلاة الملائكة على النبي عليه الصلاة والسلام: هي الاستغفار له.

-ثم أمر ربُنا سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يصلوا على نبيه عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) وهذا خطاب لأهل الإيمان دون ما سواهم لأن الإيمان هو الذي يحمل صاحبه على امتثال الأوامر واجتناب النواهي.

وصلاة البشر على النبي عليه الصلاة والسلام: هي الدعاء له ، فقولك: (اللهم صل على محمد) معناها: اللهم اثنِ عليه في الملأ الأعلى واذكره بالصفات الحميدة.

-أيها الأخوة: إن أفضل الصيغ في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام: هو أن يجمع المُصلي عليه بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما ، يقول: (محمد صلى الله عليه وسلم) لقوله تعالى: (صلوا عليه وسلموا تسليماً) وهذا أمر بالجمع بين الصلاة والسلام ، (صلوا عليه) أي ادعوا الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى (وسلموا تسليماً) أي ادعوا الله أن يسلمه من كل نقص وعيب وآفة.

ولو اقتصر الإنسان في صلاته على النبي عليه الصلاة والسلام ، على قول: (عليه السلام) ، ولم يقل: (عليه الصلاة والسلام) ، جاز ذلك ، لما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في التشهد في الصلاة: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) رواه البخاري(٨٣١) ومسلم(٤٠٢) ، ولكنه ترك الأفضل.
وكذلك لو اقتصر على قول: (عليه الصلاة) ، جاز ذلك ، لما جاء في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في التشهد في الصلاة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) رواه البخاري(٣٣٧٠) ومسلم(٤٠٦)
لكنه ترك الأفضل والأكمل أيضاً ، وهو أن يجمع بين الصلاة والسلام لقوله تعالى: (صلوا عليه وسلموا تسليماً).

-أيها الأخوة: إن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من أفضل الأعمال الصالحة ، وأنفعها في الدين والدنيا ، قـال الحافظ السخاوي في القول البديع(١٠٩): الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: من أبرَك الأعمال وأفضلها، وأكثرها نفعًا في الدين والدنيا.اهـ

وقد تكاثرت الأحاديث في فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، وتواترت حتى زادت على أربعين حديثاً ، منها في الكتب الصحاح وفي السنن والمسانيد والمعاجم.
ومما ورد في ذلك:
١- عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (من صلى عليّ صلاة ، صلى الله عليه بها عشراً) رواه مسلم(٣٨٤)
يعني إذا قلت: (اللهم صل وسلم على محمد) مرة واحدة ، أثنى الله عزوجل عليك في الملأ الأعلى عشر مرات.

٢- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى علي مرة واحدة كتب الله عزوجل له بها عشر حسنات)
رواه أحمد(٧٥٥١) وصححه أحمد شاكر في المسند(٧/٣٢٤)

٣- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحُطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات)
رواه أحمد(١١٩٨٢) والنسائي(١٢٩٦)واللفظ له
وصححه ابن حبان(٩٠٤) والحاكم في المستدرك(١/٥٥٠) ، والألباني في سنن النسائي(١٢٩٦)
يعني إذا قلت: (اللهم صل وسلم على محمد)
أثنى الله عليك بالملأ الأعلى عشر مرات ، ومحا عنك عشر سيئات ، ورفع لك عشر درجات.

٤- وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (من صلى على رسول الله عليه الصلاة والسلام صلاة ، صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة)
رواه أحمد في المسند(٦٦٠٥)
وحسنه المنذري في الترغيب(٢/٢٧٩) والهيثمي في المجمع(١٠/١٦٠) والسخاوي في القول البديع(٧٧) وأحمد شاكر في المسند(٦/١٧٦)
قال الحافظ السخاوي في القول البديع(٧٧): حكمه الرفع ، إذ لا مجال للاجتهاد فيه.

٥-وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة)
رواه الترمذي(٤٨٤) وقال: حديث حسن ، وصححه ابن حبان(٩١١)
قيل: معنى(أولى الناس بي) يعني أولى الناس بي وأقربهم مني يوم القيامة ، أكثرهم علي صلاة في الدنيا.

٦- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما من أحد يُسلم علي إلا رد الله علي رُوحي حتى أرُد عليه السلام)
رواه أبو داود(٢٠٤١) وصححه النووي في الأذكار(٣٤٦)

٧-وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعاً: (أكثروا الصلاة علي فإن الله وكَّل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة)
أخرجه الديلمي(١/١/٣١) وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٣٠)

-أيها الأخوة: إن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ، تجب عند ذكر اسمه.
كما جاء ذلك في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (رَغِم أنفُ رجل ذُكرت عنده فلم يصل علي) رواه الترمذي(٣٥٤٥)وحسنه.
معناه: لصق أنفه بالتراب من ذكرت عنده ولم يصل علي.

وعن علي رضي الله عنه مرفوعاً: (البخيل من ذُكرت عنده فلم يصلِّ علي)
رواه الترمذي(٣٥٤٦)وقال:حديث حسن صحيح.
معناه: البخيل كل البخل من ذكرت عنده فامتنع عن الصلاة علي.

-وتجب أيضاً في التشهد الأخير في الصلاة.
لما جاء في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في التشهد في الصلاة: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) رواه البخاري(٣٣٧٠) ومسلم(٤٠٦)

-وتستحب الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في مواضع منها:

١- يوم الجمعة وليلة الجمعة.

عن أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة فمَن صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً)
رواه البيهقي في سننه(٥٩٩٤) وحسنه الألباني في الصحيحة(١٤٠٧)

٢- يسن ابتدأ الدعاء بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعد حمد الله وختمه كذلك.

عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام رجلاً يدعو في صلاته ولم يُمجد الله تعالى ولم يصل على النبي عليه الصلاة والسلام فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (عجِل هذا) ثم دعاه فقال له أو لغيره: (إذا صلى أحدُكم…فليبدأ بتمجيد ربه سبحانه والثناء عليه ثم يُصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ثم يدعو بما شاء)
رواه أبو داود(١٤٨١) والترمذي(٣٤٧٧) والنسائي(٣/٤٤) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وعن أُبي بن كعب قال: قال رجل يا رسول الله ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها لك؟ قال:(إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك)
رواه أحمد(٥/١٣٦) والترمذي(٢٤٥٧) وعبد بن حميد(١٧٠) حسنه الترمذي ، وابن حجر في نتائج الأفكار(٤/١٦) وأدعه الألباني في الصحيحة(٩٥٤)
معناه: أن يكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء.

قال الحافظ النووي في الأذكار(٢١٥): أجمع العلماء على استحباب ابتدأ الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء ثم الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وكذلك يُختم الدعاء بهما.اهـ

٣- وتستحب الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلان بعد انتهاء الآذان.

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً)
رواه مسلم(٣٨٤)

٤- وتستحب عند دخول المسجد والخروج منه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا دخل أحدُكم المسجد فليُسلم على النبي وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليُسلم على النبي وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان)
رواه النسائي في الكبرى(٦/٢٧) وابن ماجه(٧٨٠) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٥١٤) وله شواهد كثيرة.

٥- يستحب الصلاة عليه عشراً في الصباح والمساء.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: (من صلى علي حين يُصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة)
رواه ابن أبي عاصم في الصلاة على النبي(٦١) والطبراني في الكبير كما في الترغيب والترهيب للمنذري(١/٣١٢)
قال المنذري في الترغيب(١/٣١٢): رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد.اهـ

وقال الهيثمي في المجمع(١٠/١٢٠): رواه الطبراني بإسنادين ، وإسناد أحدهما جيد ورجاله ثقات.اهـ

وقال ابن حجر في مختصر الترغيب والترهيب(١٤٢): أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد.اهـ

وورمز السيوطي لحسنه في الجامع الصغير(٨٨١١)

وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٦٣٥٧)
وضعفه في ضعيف الترغيب(٣٩٦)

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد
8 رجب 1438هـ

@ أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (17) @

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (١٧).

-الحديث الضعيف:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن صيام ستة أيام: اليوم الذي يشك فيه من رمضان…)الحديث.

رواه عبدالرزاق في المصنف(٤/١٦٠) والدارقطني في سننه(٢/١٥٧) والبيهقي في الكبرى(٤/٢٠٨)
وهو حديث ضعيف ، قال البيهقي(٤/٢٠٨) ، فيه أبو عباد هو عبدالله بن سعيد المقبري ، غير قوي.اهـ
وقال الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٣/٩٩): في إسناده عبدالله بن سعيد المقبري وهو ضعيف ، منكر الحديث كما قال أحمد بن حنبل ، وأخرجه أيضاً الدارقطني وفي إسناده الواقدي.اهـ

-ما يغني عنه:

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: (من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم عليه الصلاة والسلام).

رواه أبو داود(٢٣٣٤) والترمذي(٦٨٦) وابن ماجه(١٦٤٥) والنسائي(٢١٨٧)
والحديث: علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم(٤/١٤٣) وصححه الترمذي في جامعه(٦٨٦) وابن خزيمة في صحيحه(١٩١٤) وابن حبان في صحيحه(٣٥٨٥)
قال الحافظ الزيلعي في نصب الراية(٢/٤٤٢): قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقال الدارقطني: حديث صحيح رواته كلهم ثقات.اهـ
وصححه سنده البيهقي ، كما في تحفة الأحوذي(٣/٩٩).
وصححه الألباني في الإرواء(٩٦١)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

7 رجب 1438هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – التحذير من الابتداع في الدين @

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-التحذير من الابتداع في الدين-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

أيها الأخوة: إن نبينا عليه الصلاة والسلام حذرنا من البدع ، كما جاء في الحديث عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وإياكم ومحدثات الأمور)
رواه أحمد(٤/١٢٦) وأبو داود(٤٦٠٧) وصححه الترمذي في جامعه(٢٦٧٦) وابن حبان في صحيحه(١/١٧٨) والحاكم في المستدرك(١/١٧٦)

وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن البدع كلها شر لا خير فيها ، كما جاء في الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه مرفوعاً: (شر الأمور محدثاتُها) رواه مسلم(٨٦٧)

وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في نار جهنم والعياذ بالله ، كما في الحديث عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (كل بدعة ضلالة) رواه مسلم(٨٦٧) والنسائي(٣/١٨٨) وزاد: (فكل ضلالة في النار).
وكل من ألفاظ العموم ، فيشمل كل بدعة بلا استثناء.

-والبدع جمع بدعة ، وهي الإحداث في الدين ، فكل ما ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام من العبادات والاعتقادات فهو من البدع.

والابتداع في الدين محرم بالنص والإجماع.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري(٢٦٩٧) ومسلم(١٧١٨) وفي رواية لمسلم(١٧١٨): (من عمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رد)

وأجمع أهل السنة والجماعة على مجانبة البدع وأنها ضلالة ، وقد نقل الإجماع غير واحد من الأئمة منهم البخاري وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي ، كما في شرح أصول اعتقاد أهل السنة(١/١٩٧).

أيها الأخوة: إن البدع في الدين من خُطوات الشيطان ، التي نهانا ربنا عزوجل عن اتباعها ، قال تعالى: (ولا تتبعوا خُطوات الشيطان)
وهي السبُل التي نهانا الله عزوجل عن اتباعها ، قال تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
وهي طعن في الدين ، فإن الله عزوجل أكمل دينه قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) فدين الله كامل ، لا يحتاج إلى إضافات تضاف عليه ، فالله عزوجل أكمل دينه ، فمن زاد في الدين فقد ابتدع ، ومن ابتدع بدعة طعن في الدين وادعى أن الدين لم يكمل والعياذ بالله.
قال الإمام مالك: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة ، فقد زعم أن محمداً عليه الصلاة والسلام خان الرسالة ، لأن الله يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً) ذكره الشاطبي في الاعتصام(١/٦٤)

-قال العلامة ابن عثيمين في شرح مسلم(٤/٥١٦): البدع لا خير فيها ، وذلك لأمور:
أولاً: أنها تخالف شريعة النبي عليه الصلاة والسلام وماذا بعد الحق إلا الضلال.
ثانياً: أنها تتضمن القدح في الشريعة ، حيث إن هذه البدعة المضافة تعني أن الشريعة قبل ذلك كانت ناقصة.
ثالثاً: أن إحداث هذه البدع وجعلها من الدين تنافي قول الله عزوجل (اليوم أكملت لكم دينكم)
لأن ما كان كاملاً لا يحتاج إلى إكمال.
رابعاً: أنها تفتح على الأمة الإسلامية باب الأهواء ، لأن كل إنسان يستحسن بذوقه أو فِكره شيئاً يتعبد به الله سوف يقوم به ، وحينئذٍ تحصل الفوضى بين الأمة الإسلامية ولا تتفق على دين واحد.اهـ

أيها الأخوة: إن من البدع والضلالات ، ما أحدثه بعض الناس في شهر رجب من قُرب وعبادات كعمرة وصيام وصلوات ، وغيرها من أنواع الطاعات ، كالعمرة الرجبية وصلاة الرغائب وغير ذلك ، فكل ما يروى فهو باطل لا أصل له ، فلم يرد في فضل شهر رجب حديث صحيح ، وإنما هي أحاديث موضوعة مختلقة مكذوبة.

قال الحافظ ابن حجر في تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب(٦): لم يرد في فضل شهر رجب لا في صيامه ولا في قيام ليلة مخصوصة حديث صحيح.اهـ

-أيها الأخوة: إن الخير كل الخير باتباع السنة ،
كما جاء عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خير الهدي هدي محمد) رواه مسلم(٨٦٧)

والشر كل الشر في ترك السنة ، كما جاء عن أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري(٥٠٦٣) ومسلم(١٤٠١)

وعن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (تركتُكُم على البيضاء ليلُهُا كنهارها لا يَزيغُ عنها بعد إلا هالك)
رواه أحمد(٤/١٢٦) وابن ماجه(٤٣) وصححه الحاكم في المستدرك(١/١٧٥) والألباني في الصحيحة(٩٣٧)

فمن أراد الخير في الدنيا والآخرة ، فليتمسك بسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، ويبتعد عن محدثات الأمور.
قال الإمام مالك: السنة سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق) ذم الكلام(٨٨٥)

قال الإمام مالك: (ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) ذكره ابن عبدالبر في التمهيد(١٠/٢٣)

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

2 رجب 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (12) @

-الفروق في علم مصطلح الحديث.

-الفرق بين الضبط المطلق والضبط المقيد.

-الضبط المطلق: وهو أن يكون الراوي ضابطاً لحديثه على كل حال هو عليها.
سواء حدث من صدره أو حدث من كتابه وسواء حدث في بلده أو في بلد آخر وسواء حدث عن فلان أو فلان ، فهو ضابط لحديثه على أي حال هو عليها.
مثاله: الإمام أحمد بن حنبل ، ضبطه مطلق ، إذا حدث من كتابه أو من صدره فهو ضابط ، وإذا حدث في بلده أو بلد آخر فهو ضابط ، وإذا حدث عن أي شيخ من شيوخه فهو ضابط لحديثه.

-الضبط المقيد: وهو أن يكون الراوي ضابطاً في حال دون أخرى.
كأن يكون إذا حدث من كتابه فهو ضابط وإذا حدث من حفظه فليس بضابط ، أو إذا حدث عن فلان فهو ضابط وإذا حدث عن غيره فليس بضابط ، وهكذا.
مثاله: إسماعيل بن عياش الحمصي ، ضبطه مقيد ، إذا حدث عن أهل بلده فهو ضابط لحديثه وإذا حدث عن غيرهم فليس بضابط.

كتبه/
بدر بن محمد العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

1 رجب 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (11) @

الفروق في علم مصطلح الحديث.

الفرق بين قولهم: (حديث على شرط الشيخين) وقولهم: (رجاله رجال الصحيحين)

شرط الشيخين: هو أن يكون هذا السند بعينه أخرجه الشيخان في أصول صحيحهما.
مثاله: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها.
هذا السند بهذا السياق أخرجه البخاري في أصول صحيحه ومسلم في أصول صحيحه.
وهذا شرط الشيخين.

وأما رجاله رجال الصحيحين: هو أن يكون الرواة
أخرج لهم البخاري في أصول صحيحه وأخرج لهم مسلم في أصول صحيحه ، لكن رواية بعضهم عن بعض في غير موجودة الصحيحين.

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي

25 جمادى الثاني 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (10) @

-الفروق في علم مصطلح الحديث.

-الفرق بين الصحيح المطلق والصحيح النسبي.

الصحيح المطلق: هو الحديث الذي صح سنده من أوله إلى منتهاه.

والصحيح النسبي: هو الحديث الذي صح سنده إلى أحد الرواة فقط ، كقولهم: صحيح إلى الزهري أو صحيح إلى مجاهد.

كتبه/
بدر محمد بدر الغنزي

24 جمادى الثاني 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (9) @

– الفروق في علم مصطلح الحديث.

– الفرق بين شرط البخاري وشرط مسلم في الإسناد المعنعن.

اشترط البخاري في الإسناد المعنعن: أن يعاصر الراوي من روى عنه ، وأن يثبت لقاؤه به ولو مرة.

واشترط مسلم في الإسناد المعنعن: أن يعاصر الراوي من روى عنه ، مع إمكان اللقي.

فالبخاري اشترط اللقاء مع المعاصرة ، ومسلم اكتفى بالمعاصرة فقط مع إمكان اللقي.
لذا قُدم شرط البخاري على شرط مسلم.

قال الحافظ الصنعاني في توضيح الأفكار(١/٨٦): البخاري شرطه أخص من شرط مسلم ، لأنه يشترط اللقاء ، ومسلم يكتفي بشرط المعاصرة مع إمكان اللقاء ، وكل من ثبت له اللقاء ثبتت له المعاصرة ، وليس كل ممن ثبتت له المعاصرة يثبت له اللقاء.اهـ

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

24 جماى الثاني 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (8) @

– الفروق في علم مصطلح الحديث.

– الفرق بين حديث صحيح وإسناده صحيح.

قولهم: حديث الصحيح ، يعني اجتمع فيه شروط الصحة الخمسة ، اتصال الإسناد وعدالة الرواة والضبط التام وانتفاء الشذوذ والعلة.

وقولهم: سنده صحيح ، يعني اجتمع فيه اتصال الإسناد وعدالة الرواة والضبط التام فقط.

عليه: يكون سنده صحيح دون حديث صحيح ، لأن سنده صحيح حكم على السند بالصحة دون المتن ، وحديث صحيح حكم على السند والمتن بالصحة.

قال الحافظ الزركشي في النكت على المقدمة(٤٩):
ينبغي النظر والتأمل والنظر بين قولهم: (هذا حديث صحيح) و (هذا إسناد صحيح) وبينهما فرق فإن الثاني يريدون به اتصال الإسناد وعدم انقطاعه لا جودة رجاله ، فربما كان من الحديث ضعيفاً وإسناده جيداً ، بخلاف قولهم: (حديث صحيح).اهـ

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

@ كلمات في الدعوة إلى الله @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

– الكلمة/ حُرمة قتل المسلمين بغير حق-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

فإن من أعظم الذنوب إثماً عند الله عزوجل قتل المؤمن بغير حق ، قال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلـٰهاً ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذٰلك يلق أثاماً يضـٰعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً)

بيّن ربُنا عزوجل في هذه الآية الكريمة عقوبة هذا الفعل العظيم وأن صاحبه يكرر عليه العذاب يوم القيامة ويغلظ ويخلد في النار حقيراً ذليلاً.
وقتل المؤمن بغير حق ، كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن أعظم الذنوب جُرماً عند الله عزوجل ، قال تعالى: (ومَن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيماً)
هذه خمس عقوبات مغلظة ، الأولى (جزاؤه جهنم) الثانية (خالداً فيها) الثالثة (وغضب الله عليه) الرابعة (ولعنه) والخامسة (وأعد له عذاباً عظيماً)
لم تجتمع هذه العقوبات الخمس في ذنب من الذنوب سوى قتل المؤمن بغير حق ، فإن دل هذا على شيء دل على عظم جرم هذا الذنب عند الله عزوجل.

قال العلامة السعدي قي تفسيره(٢٠٩): لم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد بل ولا مثله ، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض حده أن يجازي صاحبه بجهنم
بما فيها من العذاب العظيم والخزي المهين وسخط الجبار وفوات الفوز والفلاح وحصول الخيبة والخسارة فعياذاً بالله من كل سبب يبعد عن رحمته.اهـ

ولعظم جُرم قتل المؤمن بغير حق ، قرنه الله عزوجل في كتابه العظيم في غير آية بالشرك به.
قال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلـٰهاً ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق)

وقال تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولـٰدكم من إمـٰلق)

ولعظم جرم قتل المؤمن بغير حق ، من قتل مؤمناً متعمداً بغير حق كمن قتل الناس جميعاً.

قال تعالى: (مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)

قال ابن عباس رضي الله عنه: (من قتل نفساً واحدة حرمها الله فهو مثل من قتل الناس جميعاً) ذكره ابن كثير في تفسيره(١/٦٠٩)

– وتواترت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في حرمة قتل المؤمن بغير حق.

منها جاء عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام
( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل )
رواه مسلم (٢٣)

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواه البخاري(١٠٥) ومسلم(١٦٧٩)

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)
رواه أبو داود (٤٢٧٠) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٢٧٠)

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركاً أو من قتل مؤمناً متعمداً) رواه أبو داود(٤٢٧٠) وصححه ابن حبان في صحيحه(٥٩٤٨) والألباني في صحيح الجامع(٤٥٢٤)

– إن ما قام به الحوثي ومَن معه من أهل الشر ، من قتل المصلين في بيت من بيوت الله ، من أكبر الذنوب وأعظمها جُرماً عند الله عزوجل ، قتلوا الركع السجود ولم يروا لهم حرمة.
قال تعالى: (ومن أظلم ممن منع مسـٰجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم)
وهذا وعيد شديد وتهديد أكيد لمن سعى في خراب مساجد الله ، فكيف بمن خرب المساجد وقتل المصلين ، كما فعله الحوثي الخبيث ومن معه.
وهذه ليست الأولى لهم ، فقد حالوا قتل المصلين في المسجد الحرام ، ولم يروا للحرم حُرمة ، وقتلوا المسلمين في بلاد اليمن وهدموا مساجدهم ، (وما نقموا منهمـ إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) قتلوهم لأنهم آمنوا بالله العزيز الحميد ، وهذا أصل من أصولهم الخبيثة ، قتل كل من قال: (لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله)
والحوثة أحفاد القرامطة ، الذي انتهكوا حرمة المسجد الحرام وقتلوا المسلمين عند الكعبة وسرقوا الحجر الأسود.
فجاء الحوثي ومن معه من أهل الشر ، وساروا على ما سار عليه القرامطة ، وسعوا في الأرض فساداً والله لا يحب الفساد ، قتلوا الشيوخ والنساء والأطفال ، وهدموا البيوت والمساجد ، قال تعالى: (ولا تحسبن اللّهَ غافلاً عمَّا يعمل الظالِمون إنما يُؤخرهم ليوم تَشخص فيه الأبصار)
أسأل الله عزوجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل بزوال الحوثي ومن معه ، ويجعلهم عبرة لغيرهم.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

21 جمادى الثاني 1438هـ