@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (154) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٤)

– كتاب الأربعين للآجري.

كتاب الأربعين حديثاً للإمام الحافظ أبي بكر محمد بن الحسين الآجري ، المتوفى سنة(٣٦٠هـ)
فيه أربعون حديثاً في الاعتقاد والأحكام ، رواها الآجري بأسانيده ، فيها الصحيح والضعيف.

– عاداته في كتابه:

١- وضع لكتابه مقدمة لطيفة وخاتمه.

٢- يروي الحديث ولا يبين درجته ، ثم يشرحه شرحاً وافياً.

كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

11 جمادى الثاني 1438هـ

@ الفروق في علم مصطلح للحديث (2) @

– الفروق في علم مصطلح الحديث.

الفرق بين الحديث والخبر ، وبين الحديث والأثر.

١- الفرق بين الحديث والخبر:

الحديث له إطلاقان:
الأول: ما أُضيف إلى النبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلقية أو خُلقية.
والثاني: تعدد طرق الرواية الواحدة تسمى أحاديث.

والخبر: مرادف للحديث.
وقيل بينهما تباين ، الحديث خاص بما أُضيف للنبي عليه الصلاة والسلام ، والخبر أعم منه فيشمل ما أضيف للنبي عليه الصلاة والسلام وما أضيف للصحابي والتابعي ومن بعدهم ويشمل الخبر أيضاً الإسرائيليات ويطلق على من يشتغل بالتاريخ أخباري.

٢- الفرق بين الحديث والأثر:

الأثر: قيل مرادف للحديث وهذا ظاهر مذهب المتقدمين من أئمة الحديث.
وقيل بينهما تباين الحديث خاص بما أُضيف للنبي عليه الصلاة والسلام ، والأثر ما أضيف للصحابي والتابعي ومن بعدهم وهذا قاله علماء خرسان ، وعليه طوائف من الأئمة المتأخرين.

كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

10 جمادى 1438هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (143) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٣)

– موطأ محمد بن الحسن.

كتاب الموطأ للإمام محمد بن الحسن الشيباني الكوفي ، المتوفى سنة(١٨٩هـ)
هو موطأ الإمام مالك رواية محمد بن الحسن ، واشتهر باسم موطأ محمد.

ومحمد بن الحسن سمع الموطأ من مالك ولازمه ثلاث سنوات ثم رجع إلى الكوفة وكتب الموطأ.

– عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث موطأ محمد (١١٨٠) حديثاً وأثراً
فيها الموصول والبلاغ ، وفيها الصحيح والضعيف ، وليس فيه حديث موضوع.

روى عن مالك (١٠٠٥) حديثاً ، وروى عن غير مالك(١٧٥) حديثاً.

– عاداته في الموطأ:

١- من عاداته: أنه يعقد الترجمة ، ثم يسوق روايته عن مالك أو غيره من شيوخه.

٢- ومن عاداته: أنه يذكر أقوال إبراهيم النخعي وأبي حنيفة وأهل الكوفة ، وقد يذكر بعض مسائل مالك أحياناً.

٣- ومنها: أنه يقول بعد ذكر الحديث ، وبهذا نأخذ أو به نأخذ.

٤- ومنها: أنه استعمل في روايته عن شيوخه لفظ(أخبرنا) ولم يستعمل لفظ(سمعت) ولا(حدثنا) ولا غيرهما من العبارات.

٥- ومنها: أنه يقول: (هذا حسن) أو (هذا جميل) أو (هذا مستحسن) ويريد به السنة المؤكدة وغير المؤكدة.

– فائدة:
محمد بن الحسن الشيباني ، ضعفه النسائي وغيره من الحفاظ ، قاله الذهبي في الميزان(٣/٥١٣)
وقال ابن حجر في لسان الميزان(٥/١٢١): قال علي بن المديني: محمد بن الحسن ، صدوق.

كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

9 جمادى الثاني 1448هـ

@ الفروق في علم مصطلح الحديث (1) @

– الفروق في علم مصطلح الحديث.

١- الفرق بين الحديث الصحيح لذاته ، والحديث الصحيح لغيره.

الصحيح لذاته: هو الحديث الذي اجتمعت فيه شروط الصحة الخمسة وهي: اتصال الإسناد وعدالة الرواة والضبط التام للرواة وسلم من الشذوذ وسلم من العلة القادحة.

الصحيح لغيره: هو الحديث الذي اجتمعت فيه شروط الصحة دون تمام الضبط ، فإن راويه خف ضبطه ، وتابعه راو ثقة أو مثله خف ضبطه ، واعتضد حديثه بحديث المتابع وأصبح صحيحاً لغيره ، بمعنى أن الصحة جاءته من غيره.

– كتبه/
بدر بن محمد بن بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (152) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٢)

– كتاب الإخلاص والنية لابن أبي الدنيا.

كتاب الإخلاص والنية للحافظ أبي بكر عبدالله بن محمد ابن أبي الدنيا القرشي ، المتوفى سنة(٢٨١هـ)
روى فيه جملة من الأحاديث الموفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة ، في الإخلاص بالعمل وتصحيح النية.

عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث كتابه(٥٦) حديثاً وآثراً ، وغالبه آثار موفوقة ومقطوعة.

– عاداته في كتابه:
جرد كتابه من الأبواب ، واكتفى بسرد الأحاديث والآثار سرداً.

كتبه/
بدر بن محمد بن بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

7 جمادى الثاني 1438هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (151) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥١)

– كتاب الجامع للخطيب البغدادي.

كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، المتوفى سنة(٤٦٣هـ)
كتاب حافل بالآداب والأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها طالب علم الحديث ، من تصحيح النية في طلب الحديث ، وما ينبغي للراوي والسامع أن يتميزا به من الأخلاق الشريفة ، وما ينبغي للطالب أن يبدأ به قبل علم الحديث ، وكيفية الحفظ عن المحدث ، وتدوين الحديث في الكتب وتحسين الخط والقراءة على المحدث وآدابها وذكر أخلاق الراوي وآدابه ، وغير ذلك من الآداب.

– عدة أحاديثه
بلغت مرويات كتابه(١٩١٧) حديث وآثر ، وغالبه آثار.

– عاداته في كتابه:
يعقد الترجمة ثم يسوق كل ما في الباب من أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة ومقطوعة وأقوال الأئمة الحفاظ.

كتبه/
بدر بن محمد بن بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

5 جمادى الثاني 1438هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – صفات المنافقين @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

– الكلمة/ صفات المنافقين.

أيها الأخوة: إن للمنافق ، النفاق العملي عدة صفات ، بينها لنا نبينا عليه الصلاة والسلام وحذرنا منها ، جاء في الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (أربع من كُن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كان فيه خلّة منهن كان فيه خلة من نِفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا واعد أخلف وإذا خاصم فجر)
رواه البخاري(٣٤) ومسلم(٥٨) واللفظ له.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)
رواه البخاري(٣٣) ومسلم(٥٩)
وفي لفظ لمسلم(٥٩) (آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم).

– هذه خمس صفات من صفات المنافقين:

– الصفة الأولى: إذا حدث كذب.
الكذب ضد الصدق هو خلاف الحقيقة.
وهو محرم ، قال تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) ، وقال تعالى: (قُتل الخرّاصون) أي لُعن الكذابون.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً)
رواه البخاري(٦٠٩٤) ومسلم(٢٦٠٦)

وقال عمر رضي الله عنه: ( ألا وإن الكذب والفجور في النار)
رواه ابن حبان في روضة العقلاء(١٢٤)

– والكذب محرم مطلقاً ، سواء كان جاداً أو هازلاً.

عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ويل للذي يُحدث بالحديث ليُضحك به القوم فيَكذب ويل له ويل له)
رواه الترمذي(٢٣١٥) وحسنه
وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٧١٣٦)

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا يصلح الكذب في هزل ولا جد)
رواه ابن أبي الدنيا في ذم الكذب(٧٩)

– والكذب نوعان:

الأول: كذب على النبي عليه الصلاة والسلام.
وهذا من كبائر الذنوب ، لما جاء عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن كذباً عليّ ليس ككذب على غيري من كذب علي عامداً فليتبوأ مقعده من النار)
رواه البخاري(١٢٩١) ومسلم(٤) وهو حديث متواتر.

قال الحافظ الذهبي في الكبائر(٧٢): الكبيرة التاسعة: الكذب على النبي عليه الصلاة والسلام ، قد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام كفر ينقل عن الملة
ولا ريب أن تعمد الكذب على الله ورسوله في تحليل حرام أو تحريم حلال ، كفر محض.اهـ

الثاني: الكذب في حديث الناس ، وهذا نوعان:
أولهما: كذب قليل ، وهذا محرم وهو من صغائر الذنوب.

ثانيهما: كذب كثير ، وهذا محرم وهو من كبائر الذنوب.
قال الحافظ الذهبي في الكبائر(١١٥): الكبيرة الرابعة والعشرون: الكذّاب في غالب أقواله.اهـ

– الصفة الثانية: إذا عاهد غدر.
الغادر هو الذي يعاهد الناس ولا يفي بعهده ، أو خيانة الإنسان في موضع الاستئمان ، وهذا محرم ، ولا يجوز ، قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً)
وقال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود)
أي: أوفوا بالعهد الذي تعاهدون عليه الناس ، وأوفوا بالعقود التي تعاملون بها الناس ، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه يوم القيامة ، والعقود معاهدة وإن سمي العقد عقداً فهو عهد.

– والواجب على المسلم أن يفي بعهده سواء كان
العهد لمسلم ، أو كان العهد لكافر.
ولا يجوز الغدر سواء كان الغدر بمسلم أوالغدر بكافر لأن الغدر ليس من أخلاق المؤمنين ، قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين: (والذين همـ لأمـٰنـٰتهمـ وعهدهمـ رٰعون)
وعدم الوفاء بالعهد من صفات المنافقين: قال النبي عليه الصلاة والسلام في وصف المنافقين: (وإذا عاهد غدر)

وقد وردت أحاديث عدة تدل على أن الغدر من كبائر الذنوب.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لكل غادر لواء عند استِه يوم القيامة يُرفع له بقدر غدره ، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة)
رواه مسلم(١٧٣٨)
يعني أن أعظم الغدر من غدر بأميره ، وقد نص الحافظ الذهبي في الكبائر(١٥١) أن الغادر بأميره من الكبائر.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمُهُم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر…)الحديث ، رواه البخاري(٤/٣٤٦) يعني أعطاهم العهد وغدر بهم.

قال العلامة ابن عثيمين في التعليق على مسلم(١/٢٣٠) وفي شرح الرياض(٤/٢٨١): الغدر من كبائر الذنوب.اهـ

– الصفة الثالثة: إذا وعد أخلف.
وخِلف الوعد محرم إذا تعمد ذلك ، قال الحافظ الذهبي في الكبائر(٢٢٢): خِلف الوعد ، يحتمل أنه من الكبائر.اهـ

والمنافق كلما وعد إنساناً أخلف وعده.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(١/١١٢): خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارناً للوعد ، أما إذا كان عازماً ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق.اهـ

– وُسن للمرء إذا وعد شخصاً على أمر في المستقبل ، أن يعلق الوعد بالمشيئة ، بقوله: (إن شاء الله) ، قال تعالى: (ولا تقولن لشاىء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله) وإذا نسى الاستثناء يستثني عند ذكره له ، لقوله تعالى: (وأذكر ربك إذا نسيت) قال المفسرون: معناه: إذا نسيت الاستثناء فاستثن عند ذكرك له.

– الصفة الرابعة: إذا خاصم فجر.
الفجور في اللغة: هو الميل عن القصد ، ومعنى (إذا خاصم فجر) أي مال عن الحق وقال الباطل والكذب.
والفجور في الخصومة أنواع منها:
١- الكذب والبهت وقول الزور على المخاصم.
٢- هجر المخاصم فوق ثلاث أيام على أمر دنيوي.
٣- تحريش الناس على المخاصم.
٤- الاعتداء على المخاصم بالضرب كلما وجده.

الصفة الخامسة من صفات المنافق: (إذا أؤتمن خان).
حفظ الأمانة علامة من علامات أهل الإيمان ، وضياع الأمانة علامة من علامات أهل النفاق ،
قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: (والذين همـ لأمـٰنـٰتهمـ وعهدهمـ رٰعون)
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:( لا إيمان لمن لا أمانة له) رواه أحمد(١٢٣٢٥) وصححه ابن حبان(١٩٤)
و قوى سنده الذهبي كما في فيض القدير(٦/٣٨١)
وحسنه الهيثمي في المجمع(١/٩٦)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٧١٧٩)

قال العلامة ابن بدران في شرح الشهاب(١٩٤): قوله:(لا إيمان لمن لا أمانة له) معناه: أن المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم فمن خانهم لم يكن كامل الإيمان.اهـ

أيها الأخوة: إن الله عزوجل نهانا عن ضياع الأمانة
قال تعالى: (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)
وهذا نهي ، والنهي للتحريم ، وقد نص بعض أهل العلم أن خيانة الأمانة كبيرة من كبائر الذنوب ، قال الحافظ الذهبي في الكبائر(١٣٤): الكبيرة الرابعة والثلاثون: الخيانة.اهـ
فالواجب على المسلم أن يحافظ على الأمانة سواء كانت أمانة في القول أو أمانة في الفعل.

– أيها الأخوة: هذه صفات المنافقين ، التي نهانا عنها نبينا عليه الصلاة والسلام ،
فمن كانت فيه خصلة من هذه الخصال ، أو كانت هذه الخصال غالبة عليه ، وكثيرة عنده ، فعليه بالتوبة والاستغفار ، وتجنب هذه الخصال الذميمة.

كتبه/
بدر بن محمد بن بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

5 جمادى الثاني 1438هـ

@كلمات في الدعوة إلى الله – حرمة الاستهزاء بالأخرين @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

– الكلمة/ حُرمة الاستهزاء بالآخرين.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– أيها الأخوة: إن الاستهزاء من الأخلاق القبيحة المذمومة شرعاً ، وهو السخرية والاستنقاص للآخرين.

والاستهزاء نوعان:

الأول: استهزاء بالله أو بدينه الله أو برسول الله عليه الصلاة والسلام.
وهذا الفعل لا يصدر من مؤمن.

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام(٦): من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثواب الله أو عقابه كفر ، والدليل قوله تعالى:(قل أبالله وءايـٰته ورسوله كنتمـ تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمـٰنكمـ).اهـ

قال العلامة ابن عثيمين في القول المفيد(٥١٠): من استهزأ بالصلاة ولو نافلة أو بالزكاة أو الصوم أو الحج فهو كافر بإجماع المسلمين ، كذلك من استهزأ بالآيات الكونية فهذا كفر مخرج من الملة.اهـ

وقال العلامة الفوزان في شرح النواقض(٢٧٣): الاستهزاء بما أنزل الله أو بشيء مما جاء به الرسول ولو كان من السنن والمستحبات كالسواك وقص الشارب وأخذ شعر الإبط وتقليم الأظافر ، إذا استهزأ به صار كافراً ، والدليل على ذلك
قوله تعالى:(قل أبالله وءايـٰته ورسوله كنتمـ تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمـٰنكمـ).
فالذي يستهزئ بشيء مما جاء به الرسول وصح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فرضاً أو واجباً أو سنة فإنه يكون مرتداً عن دين الإسلام.اهـ

– الثاني: الاستهزاء بعباد الله ، وهذا محرم ، منهي عنه ، قال تعالى: (يـأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قومـ عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٧٤٧): ينهى تعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدراً عند الله وأحب إليه من الساخر منه والمحتقر له.اهـ

وقال العلامة السفاريني في غذاء الألباب(١٣٤):
إن كل من سخر أو استهزأ بأحد من المؤمنين .. فقد باء بالإثم والوزر المبين.اهـ

– والاستهزاء بعباد الله من فعل الجهال ، قال تعالى: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمرُكم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذُنا هُزُواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجـٰهلين)
فبين لهم أن الاستهزاء بالناس من فعل الجُهال لا العُقال ، ولا تقع السخرية بالناس إلا من قلب ممتلئ من مساوي الأخلاق من كِبْر وعُجُب.

قال العلامة السعدي في تفسيره(٤٦): الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه ، وهو الذي يستهزئ بالناس ، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله.اهـ

– الاستهزاء له حالتان:
الحالة الأولى: استهزاء صريح وهذا يكون بالقول ، قال تعالى عن المنافقين : (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شيـٰطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مُستهزءون)

وكقول الرجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ، أرغب بطوناً ، ولا أكذب ألسنة ، ولا أجبن عند اللقاء ، فأنزل الله: (قل أبالله وءايـٰته ورسوله كنتمـ تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمـٰنكمـ)
رواه ابن أبي حاتم في تفسيره(٤/٦٣) قال الوادعي في الصحيح المسند من أسباب النزول(١٢٦): رجاله رجال الصحيح ، وله شاهد بسند حسن عند ابن أبي حاتم عن كعب بن مالك.اهـ

الحالة الثانية: استهزاء غير صريح وهذا يكون بالفعل ، مثل الغمز بالعين أو الإشارة بالرأس أو باليد أو مد اللسان ونحوها.

قال تعالى عن المشركين : (إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٩٧٤): يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم.اهـ

– فالواجب على العاقل أن لا يسخر بالآخرين ، فربما سخر بهم وابتلي بما أبتلوا به.

– قالت مرجانة مولاة عائشة عن عائشة رضي الله عنها قالت: (مرَّ رجل مصاب على نسوة فتضاحكن به ، يسخرن ، فأُصيب بعضُهن)
رواه البخاري في الأدب المفرد(٨٨٧) ورجاله رجال الصحيحين ، سوى مرجانة وثقها ابن حبان والعجلي وعلّق لها البخاري في صحيحه بصيغة الجزم.

وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: (لو رأيت رجلاً يوضع شاة في الطريق فسخرت منه خفت أن لا أموت حتى أوضعها) رواه ابن أبي شيبة في المصنف(٢٥٥٣٥)بسند حسن.

– أيها الأخوة: عليكم بمكارم الأخلاق ، والبعد عن مساويها ، جاء في الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله يُحب مكارم الأخلاق ويكرهُ سَفْسافَها)
رواه ابن حبان في روضة العقلاء(١)
وصححه الحاكم في المستدرك(١/٤٨) والألباني في صحيح الجامع(١٨٨٩)

-والسفساف هو الرديء من كل شيء.

فعلى العاقل أن يجتنب السخرية بالآخرين ، فإنها لا تأتي بخير ، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي بها بالاً ، تهوي به في النار سبعين خريفاً)
رواه الترمذي(٢٣١٤) وحسنه.
وصححه الألباني في صحيح الجامع(١٦١٨)

كتبه/
بدر بن محمد بن بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

1 جمادى الثاني 1438هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (150) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٠)

– المستدرك للحاكم.

كتاب المستدرك على الصحيحين ، ويسمى (الجامع الصحيح المستدرك) للحافظ أبي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري ، المتوفى سنة(٤٠٥هـ)
كتاب قيّم جداً ، كثير الفوائد ، لا يستغنى عنه ، رغم تساهل مصنفه في تصحيح الأحاديث.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٦): الحاكم واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به.اهـ

وقسّم الحافظ الذهبي كما في السير(١٧/١٧٥)والتاريخ(٢٨/١٣٢) أحاديث المستدرك إلى ثلاثة أقسام قال: نصفه ما كان على شرط الشيخين أو أحدهما ، ونحو الربع منه سنده صحيح ، الربع الآخر منه أحاديث مناكير وواهيات لا تصح.اهـ

دل كلام الحافظ الذهبي أن غالب ما في المستدرك صحيح ، والذهبي من أعلم الناس بمستدرك الحاكم ، وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة جليلة(١٣٨): غالب ما يصححه الحاكم صحيح.اهـ
ورغم تساهل الحاكم إلا أن الحفاظ لم يتركوه ، بل كانوا يحتجون بما صححه.
قال المناوي في فيض القدير(١/٤٠)قال الذهبي: وما انفرد بتصحيحه الحاكم ولم يكن مردوداً بعلة فهو دائر بين الصحة والحسن وظاهر تصرف الحاكم أنه يرى ادراج الحسن في الصحيح.اهـ

والتساهل الذي وقع فيه الحاكم ، قيل سببه أنه صنف المستدرك في آخر حياته ومات لم ينقحه فوقع منه ما وقع من الوهم والخطأ ، وقيل غير ذلك.

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٤٠): قالوا قد تساهل الحاكم فيما استدركه على الشيخين لموته قبل تنقيحه ، أو لكونه ألفه في آخر عمره وقد تغير حاله ، أو لغير ذلك.اهـ

– شرط الحاكم في المستدرك:
قال الحاكم في مقدمة المستدرك(١/٥): وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات قد احتج بمثلهما الشيخان أو أحدهما.اهـ

عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث مستدركه (٨٨٣٩) حديثاً. وفيه بعض الآثار.

– عاداته في المستدرك:
١- من عاداته: أنه يسوق الحديث ويذكر شواهده ومتابعاته أحياناً.
مثاله: حديث(٢٨٤) عن الفريابي عن سفيان.
قال الحاكم: وقد تابع الأشجعي الفريابي على سنده ومتنه.
ثم ساق حديث الأشجعي عن سفيان.

وحديث(٢٨٢٨) عن إياس بن عبدالله رضي الله عنه مرفوعاً: (لا تضربوا إماء الله)
قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وله شاهد بإسناد صحيح عن أم كلثوم بنت أبي بكر.
ثم ساق الشاهد.

٢- ومنها: أنه يبين حال الرواة.
مثاله: قال الحاكم(٩): عامر بن يحيى مصري ثقة ، والليث بن سعد إمام ، ويونس المؤدب ثقة متفق على إخراجه في الصحيحين.

٣- ومنها: أنه إذا روى عن أكثر من شيخ يبين لمن اللفظ أحياناً.
مثاله: حديث(٢٨٢٦) قال الحاكم: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي وأخبرنا عبدالله بن محمد بن موسى ، واللفظ له.

٤- ومنها: أنه في بعض الأحيان يذكر الحديث ولا يبين درجته ، وهذا قليل جداً.
مثاله: حديث(١٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة)
قال الذهبي في التلخيص(٩): لم يتكلم عليه الحاكم وإسناده صالح.

٥- ومنها: أنه يسوق أحياناً أحاديث الضعفاء في الشواهد.
مثاله: حديث(٤٠)قال الحاكم: وإنما استشهدت بعبدالرحمن بن أبي الزناد اقتداء بهما ، فقد استشهدا جميعاً به.اهـ يعني ساقا حديثه في الشواهد.
وحديث(١٣٩) قال الحاكم: بشر بن رافع إنما ذكرته شاهداً ، وقد ألان مشايخنا القول فيه.

٦- ومنها: أنه يعد تفسير الصحابي من قبيل المرفوع.
مثاله: حديث(٨١) عن ابن عباس رضي الله عنهما: (فقال لهما وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً) قال للسماء اخرجي شمسك وقمرك ونجومك ، وقال للأرض شققي أنهارك واخرجي ثمارك ، فقالتا: أتينا طائعين.
قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وتفسير الصحابي عندهما مسند.

٧- ومنها: أنه يقبل تفرد الثقة مطلقاً.
مثاله: حديث(١٠٧) قال الحاكم: والتفرد من الثقات مقبول.
وحديث(١٣١) قال الحاكم: فنحن على شرطنا في إخراج الزيادة من الثقة في الوصل والسند.

٨- ومنها: أنه يصحح حديث الضعيف إذا كثرت شواهده.
مثاله: حديث(١٥٣) عن كثير بن زيد عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً(لا ينبغي للمسلم أن يكون لعاناً)
قال الحاكم: أما الشيخان فإنهما لم يخرجا عن كثير بن زيد ، وهو شيخ من أهل المدينة ، لا أعرفه بجرح في الرواية ، ولهذا الحديث شواهد بألفاظ مختلفة عن أبي هريرة وأبي الدرداء وسمرة بن جندب يصحح بمثلها الحديث.

٩- ومنها: أنه ينص على تفرد الراوي.
مثاله: حديث(١٧٠) قال الحاكم: تفرد به الدراوردي
وحديث(٢٤٩) قال الحاكم: تفرد به عبدالله بن محمد بن عقيل.

١٠- ومنها: أنه يصحح حديث التابعي الكبير إذا لم يعرف بجرح.
مثاله: حديث(٢٦١) قال الحاكم: حديث صحيح اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته غير أبي سبرة الهذلي ، وهو تابعي كبير غير مطعون فيه.

١١- ومنها: أنه يذكر اسم الراوي المهمل.
مثاله: حديث(٢٢٠) قال الحاكم: أبو كثير الزبيدي اسمه يزيد بن عبدالرحمن بن أذينة وهو تابعي معروف يقال له: أبو كثير الأعمى.
وحديث(٣٤٨) قال الحاكم: عارم هذا هو أبو النعمان محمد بن الفضل البصري حافظ ثقة.

١٢- ومنها: أنه أحياناً يتردد في تصحيح الحديث إذا شك في سماع الراوي.
مثاله: حديث(٢٩٣) قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر.

١٣- ومنها: أنه يطلق اسم الشاذ على الحديث الذي ينفرد به الثقة.
مثاله: حديث(٣٧٢) قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد على شرطهما وهو غريب شاذ.

وفي المستدرك فوائد أخرى كثيرة يطول ذكرها.

– الاستدراكات على المستدرك:
استدرك على الحاكم عدة استدراكات منها:
١- قد يكون الحديث مخرج في الصحيحين أو أحدهما ، ويقول: لم يخرجاه.

٢- ومنها: قد يكون رواة الحديث أخرج لهم البخاري في المتابعات ومسلم في مقدمة صحيحه
ويقول: على شرطهما ، وهذا خلاف ما عليه الأئمة الحفاظ فإن شرط الشيخين عند الأئمة: ما أخرجه البخاري ومسلم في أصول الصحيحين ، وأما ما أخرجه البخاري في المتابعات ومسلم في المقدمة فهذا ليس من شرطهما.
مثاله: قال الحاكم(١٠): قد احتج مسلم بمحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قال الذهبي في تلخيص المستدرك(٩): ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفرداً ، بل بانضمامه إلى غيره.اهـ يعني بالمتابعات.

٣- ومنها: تصحيحه لأحاديث الضعفاء والمتروكين والمجاهيل.
وقال شيخ الإسلام في قاعدة جليلة(١٣٨):
قال أئمة العلم بالحديث:إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بن بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

29 جمادى الأول 1438هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله @

– كلمات في الدعوة إلى الله –

– شرح حديث: (ألا أدُلُكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (ألا أدُلُكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط)
رواه مسلم(٢٥١)

قوله: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟) هذا إسلوب تشويق ، وجاء في رواية عند ابن ماجه(٤٣٣) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً:(ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات؟) صححه ابن خزيمة في الصحيح(٣٥٧) والألباني في سنن ابن ماجه(٤٣٣)

قوله: (ما يمحو الله به الخطايا) يعني ما يكفر الله به السيئات والذنوب ، والمراد بالذنوب الصغائر لا الكبائر ، لأن صغائر الذنوب تمحى بالأعمال الصالحة ، وكبائر الذنوب تمحى بالتوبة الخالصة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكفرات لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر) رواه مسلم(٢٣٣)

قوله: (ويرفع به الدرجات) يعني يرفع درجات العبد في الجنة ، (قالوا بلى يا رسول الله) يعني دلنا عليه ، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره) يعني إتمام الوضوء من غير إخلال به سواء كان الماء بارداً أو حاراً ، يتم الوضوء على كراهة الماء البارد أو الحار فهذا مما يرفع به الدرجات ويمحو به الخطايا.
(والمكاره) جمع مكره ، وهو ما يكرهه الشخص ويشق عليه.
قال الحافظ ابن رجب في اللطائف(٣٢٨): إسباغ الوضوء في شدة البرد ‏من أعلى خصال الإيمان.اهـ

– تنبيه:
قال العلامة ابن عثيمين في التعليق على صحيح مسلم(٢/٦٧): ولا يراد بهذا الحديث أن يتقصد الإنسان ما يكرهه من الماء المتوضئ به ، بمعنى أن يكون عنده ماء بادر وهو قادر على أن يسخنه ويسبغ الوضوء به فيرفض ذلك ويتقصد الوضوء بالماء البارد ليكون مسبغاً للوضوء على المكاره ، فنقول: هذا غلط.اهـ

– قوله: (وكثرة الخُطا إلى المساجد)
يعني يذهب ماشياً إلى المسجد ويرجع ماشياً ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت درجة وحط عنه بها خطيئة)
رواه البخاري(٦٤٧) ومسلم(١٥١٩)

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهباً وراجعاً)
رواه أحمد(٦٥٩٩) وصححه ابن حبان(٢٠٣٩) وأحمد شاكر في المسند(٦٥٩٩)

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا تطهر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٤٩٢) وابن حبان في صحيحه(٢٠٤٣)
صححه الألباني في صحيح الترغيب(٢٩٨)

قال العلامة ابن عثيمين في شرح الرياض(٣/٣٩٢): المجيء إلى المسجد على القدمين أفضل من المجيء على مركوب لأنه يحسب لك أجر الخُطا ، لكن إذا كان الإنسان معذوراً فلا بأس أن يأتي بالسيارة وخطوة السيارة دورة لعجلتها إذا دار عجلها دورة واحدة فهذه خطوة.اهـ

– وقوله: (وانتظار الصلاة بعد الصلاة)
الانتظار نوعان:
الأول: انتظار بالبدن: وهو أن يجلس في المسجد ينتظر الصلاة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (لا يزال أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسُه) رواه مسلم(٦٤٩)

الثاني: انتظار بالقلب: وهو أن يكون قلبه معلقاً بالصلاة كلما انتهى من صلاة اشتاق للصلاة الأخرى.
عن أبي هريرة رضي الله عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر(ورجل قلبه معلق بالمساجد) رواه البخاري(١٣٥٧) ومسلم(١٠٣١)

– قوله: (فذلكم الرباط) وفي رواية للترمذي(٥٢): (فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط) ثلاثاً.
الرباط: هو حراسة ثغور المسلمين ، وهو من أفضل الأعمال الصالحة ، فعد النبي عليه الصلاة والسلام المواظبة على إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، كالرباط ، وكرر الرباط ثلاثاً للاهتمام بهذه الأعمال.

وجاء في رواية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إسباغ الوضوء على المكاره وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، يغسل الخطايا غسلاً)
رواه الحاكم(٤٦٨) وصححه على شرط مسلم.
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٩٢٦)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

27 جمادى الأول 1438هـ