@ كلمات في الدعوة إلى الله – زمهرير جهنم @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

– زمهرير جهنم.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

أيها الأخوة: إن جهنم أعاذنا الله وإياكم منها ، اشتكت إلى ربها سبحانه وتعالى ، فقالت: يا رب أكلي بعضي بعضاً ، فأذن الله عزوجل لها بنفسين نفس في الصيف وهو أشد ما نجد من الحرارة ، ونفس في الشتاء وهو أشد ما نجد من البرودة وهو الزمهرير.
كما جاء ذلك في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير)
رواه البخاري(٥٣٧) ومسلم(٦١٧)
وفي لفظ لمسلم(٦١٧): (فما وجدتم من برد أو زمهرير فمن نفس جهنم).
وفي رواية لابن حبان في صحيحه(٧٤٢٣): (فجعل لها في كل عام نفسين في الشتاء والصيف ، فشدة البرد الذي تجدون من زمهريرها).
وفي رواية لابن أبي شيبة في مصنفه(٣٤١٢٦) (فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها).

– وهذا على ظاهره ، فإن الله عزوجل أنطق النار ، وهو الذي أنطق كل شيء ، أنطقها واشتكت له ، فأذن لها بنفس في الصيف وآخر في الشتاء وهو الزمهرير.

– والزمهرير أشد البرد ، وهو نوع من أنواع العذاب ، روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (الزمهرير لون من العذاب) ذكره ابن رجب في التخويف من النار(٧١)

فكما أن النار من عذاب جهنم ، فكذلك الزمهرير من عذاب جهنم ، فالله سبحانه وتعالى يعذب أهل جهنم بالنار ويعذبهم بالزمهرير.

– قال تعالى عن أهل النار: (هذا فليذُوقُوه حميمـٌ وغساقٌ)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٦١١): الحميم هو الحار الذي قد انتهى حره ، والغساق ضده وهو البارد الذي لا يستطاع من شدة برده المؤلم.اهـ

وروي عن ابن عباس وضي الله عنه أنه قال: (يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردُها فيسألون الحر) ذكره ابن رجب في اللطائف(٤٥٩)

قال العلامة ابن عثيمين في التعليق على صحيح مسلم(٣/٥٨٩): يعذب الله بالنار أحياناً وأحياناً بالزمهرير من أجل زيادة التعذيب.اهـ مختصراً.

– أيها الأخوة: إن ما نجد في هذه الحياة الدنيا من شدة الحر وشدة البرد ، ما هو إلا تذكرة وعظة لمن يتعظ ، فهذا حر الدنيا الذي يفر منه الناس ، وهذا برد الدنيا الذي يفر منه الناس ، فكيف بحر الآخرة وكيف ببرد الآخرة ، فعل المسلم أن يستعيذ بالله من جهنم إذا اشتد الحر وإذا اشتد البرد.
قال الحافظ ابن رجب في الفتح(٣/٥٦): جعل الله ما في الدنيا من شدة الحر والبرد مُذكراً بحَرِّ جهنم وبردها، ولهذا تُستحب الاستعاذة منها عند وجود ذلك.اهـ

– أيها الأخوة: عليكم أن تجعلوا لكم وقاية تَقيكم من شدة برد الدنيا ومن برد الآخرة:
– أما وقاية برد الدنيا: فتكون بلبس الملابس التي تصلح للشتاء ، قال سليم بن عامر: كان عمر بن الخطاب إذا حضر الشتاء تعادهم وكتب لهم بالوصية: (إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب) رواه ابن المبارك كما في اللطائف لابن رجب(٤٥٧)

– وأما وقاية برد الآخرة: فتكون بالأعمال الصالحة.
قال الله تعالى في وصف أهل الجنة: (متكئـين فيها على الأرائِك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً).
قال قتادة: (علم أن شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعاً) ذكره ابن رجب في اللطائف(٤٦٠)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١١ جمادى الأولى ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٤١) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٤١)

– مصنف ابن أبي شيبة.

الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ، الشهير بـ (مصنف ابن أبي شيبة) للإمام الحافظ الثقة أبي بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي ، المتوفى سنة(٢٣٥هـ)
يعد من أشهر كتبه ، جمع فيه حديث النبي عليه الصلاة والسلام وآثار الصحابة والتابعين ، ورتبه على الأبواب بدأ بكتاب الطهارات ثم كتاب الأذان والإقامة ثم كتاب الصلوات ثم بقية الأبواب ، وختم مصنفه بكتاب الجمل.

– عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث كتابه(٣٧٩٣٠) حديث وآثر ، فيها الصحيح والضعيف ، والغالب على أحاديثه الصحة.

– عاداته في مصنفه:

– عاداته: أنه يعقد الترجمة في يسوق بأسانيده كل ما في الباب من حديث مرفوع أو آثر موقوف أو مقطوع ما صح منها ما لم يصح.

فائدة:
ابن أبي شيبة روى عنه أصحاب الكتب الستة سوى الترمذي فلم يرو عنه ، وأكثر من روى عنه من أصحاب الكتب الستة الإمام مسلم فقد روى في صحيحه عن أبي بكر ابن أبي شيبة أكثر من ألف حديث.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٠ جمادى الأول ١٤٣٨هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – ذم الكبر @

– كلمات في الدعوة إلى الله –

– ذم الكِبْر –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

أخي المسلم: إن من الصفات المذمومة ، والمحرمة شرعاً ، صفة الكِبْر ، قال تعالى: (إنه لا يحب المستكبرين) وقال تعالى: (إن الله لا يحب كل مختال مخور)

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كِبْر) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنه ، قال: (إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر: بطرُ الحق وغمطُ الناس)
رواه مسلم(٩١)

وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (ألا أخْبِركم بأهل النار؟ كل عُتُل جَوَّاظ مُستكبر)
رواه البخاري(٤٩١٨) ومسلم(٢٨٥٣)
والعتل هو الشديد ، والجواظ هو سيء الأخلاق ، والمستكبر هو الذي عنده كبر.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأبي هريرة رضي الله عنه قالا: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (العِز إزارُهُ والكبرياء رداؤُهُ فمن يُنازعني عذبتُه)
رواه مسلم(٢٦٢٠)
قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١٥٥٩): قوله(فمن ينازعني عذبته) هذا وعيد شديد في الكبر مصرح بتحريمه.اهـ

– والكبر ضد التواضع وهو الترفع على الناس واحتقارهم.
وهو فرع من العُجُب ، والعجب هو إعجاب الإنسان بعمله.
وكلاهما محرم ، ونص الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر(٩٢) أن الكِبر والعُجب من كبائر الذنوب.

– والكبر نوعان:
الأول: كبر على الحق ، وهو عدم قبول الحق ورده.
الثاني: كبر على الخلق ، وهو الترفع على الناس واحتقارهم.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الكبر: بطرُ الحق وغمطُ الناس) رواه مسلم(٩١) عن ابن مسعود.
قوله(الكبر بطر الحق) هذا ترفع على الحق.
وقوله(وغمط الناس) هذا ترفع على الخلق.

قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين(٢/٥١٤): الذي في قلبه كبر:
إما أن يكون كبراً عن الحق وكراهة له ، فهذا كافراً مخلد في النار ولا يدخل الجنة ، لقول الله تعالى: (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) ولا يحبط العمل إلا بالكفر.
وإما إذا كان كبراً على الخلق وتعاظماً على الخلق
فهذا لا يدخل الجنة دخولاً كاملاً مطلقاً لم يسبق بعذاب.اهـ

– الأسباب التي تدعو إلى الكبْر:
الأسباب التي تدعو إلى الكبر كثيرة منها:

– أولاً: التكبر بسبب كثرة العلم.
وهو أن يكون الإنسان أعطاه الله علماً ، فيتكبر على الناس بعلمه ، وينظر للآخرين بأنهم أهل جهل وقصور وأنه هو العالم ، فيتعاظم في نفسه ويتكبر.
قال وهب بن منبه: (إن للعلم طغياناً كطغيان المال) رواه ابن حرب في كتاب العلم(١٠٣) وفي سنده رجل لم يسم ، ويشهد له قوله تعالى: (إن الإنسـٰن ليطغى أن رءاه استغنى) أي استغنى بماله وعلمه وغيرهما.

وقال الحافظ الذهبي في الكبائر(٩٥): وأشر الكبر من تكبر على العباد بعلمه ، وتعاظم في نفسه بفضيلته فإن هذا لم ينفعه علمه.اهـ

فالعلم الذي يدعو صاحبه إلى الكبر علم ضار ليس بنافع ، لأن العلم النافع هو الذي يدعو صاحبه إلى التواضع وعدم الكبر.

– ثانياً: التكبر بسبب كثرة المال.
وهو أن يكون الإنسان أعطاه الله مالاً ، فيتكبر على الناس بماله ، وينظر إلى الناس أنهم فقراء ومساكين وأنه هو الغني ، فيتعاظم في نفسه ويتكبر.
قال تعالى: (إن الإنسـٰن ليطغى أن رءاه استغنى)

– ثالثاً: التكبر بسبب كثرة الأعمال الصالح.
وهو أن يكون الإنسان مكثراً من الأعمال الصالحة ، فيتكبر على الناس بعمله ، وينظر إلى الناس أنهم أهل تقصير في عباداتهم وأنه هو العابد الزاهد ، فيتعاظم في نفسه ويتكبر.

رابعاً: التكبر بسبب المناصب العالية.
وهو أن يكون الإنسان أعطاه الله منصباً عالياً ، فيتكبر على الناس بمنصبه ، وينظر إلى الناس أنهم دونه في المنصب وأنه هو صاحب المرتبة العالية ، فيتعاظم في نفسه ويتكبر.

– خامساً: التكبر بسبب الصحة البدنية.
وهو أن يكون الإنسان أعطاه الله صحة بدنية في جسمه ، فيتكبر على الناس بصحته ، وينظر إلى الناس أنهم دونه في الصحة والعافية وأنه هو القوي ، فيتعاظم في نفسه ويتكبر.

– سادساً: التكبر بسبب الحسب والنسب.
وهو أن يكون الإنسان أعطاه الله حسباً ونسباً ، فيتكبر على الناس بحسبه ونسبه ، وينظر إلى الناس أنهم دونه في الحسب والنسب وأنه هو صاحب النسب الرفيع ، فيتعاظم في نفسه ويتكبر.

– أخي المسلم: اعلم أن التكبر لا يأتي بخير ، والخير كل الخير في التواضع ، فمن احتقر الناس احتقروه ، ومن تواضع للناس رفعوه.
قيل لأحد المتكبرين ، ماذا ترى الناس؟ قال: لا أراهم إلا مثل البعوض!
فقيل له: وهم يرونك كذلك ، أي مثل البعوض.
وقيل لأحد المتواضعين ، ماذا ترى الناس؟ قال: أراهم خير مني ، فقيل له: وهم يرونك كذلك ، أي خير منهم.

قال الحافظ ابن حبان في روضة العقلاء(٩٣): ما رأيت أحداً تكبر على من دونه إلا ابتلاه الله بالذلة لمن فوقه.اهـ

– فالواجب على من ابتلي بداء الكبر ، أن يُفكر في عيوبه ، وأنه عبد ضعيف لا حول له ولا قوة ، وأنه ميت لا محالة ، ولا ينفعه في الآخرة كبره الذي يتكبر به ، بل هو وبال عليه والعياذ بالله.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٧ جمادى الأول ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٣٩) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٣٩)

– دلائل النبوة للأصبهاني.

كتاب دلائل النبوة للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني ، المتوفى سنة(٤٣٠هـ)
روى فيه جملة من الأحاديث في النبوة والدلائل والمعجزات والشمائل المحمدية والخصائص التي اختص بها رسول الله عليه الصلاة والسلام.

– عدة أحاديثه.
بلغت أحاديث الكتاب(٥٦٦) حديثاً.

– عاداته في كتابه:
– من عاداته: أنه يسوق الأحاديث دون أن يبين درجتها.

ومنها: أنه يذكر بعض فضائله عليه الصلاة والسلام الواردة في القرآن الكريم.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٦ جمادى الأول ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٣٨) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٣٨)

– مصنف عبدالرزاق

مصنف عبدالرزاق للحافظ عبدالرزاق بن همام الصنعاني ، المتوفى سنة(٢١١هـ)
روى في مصنفه جملة كبيرة من الأحاديث المرفوعة ، وأقوال وفتاوى الصحابة والتابعين ، وبعض فتاوى أتباع التابعين ، ورتبه على الأبواب الفقهية ، ولم يشترط الصحة في مصنفه ، وإنما جمع ما في الباب من صحيح وحسن وضعيف ، وأغلب مروياته صحيحه.

عدة أحاديثه:
بلغت مروياته (٢١٩٥٨) فيها المرفوع والمرسل والموقوف والمقطوع ، وفيها الصحيح والحسن والضعيف.

– عاداته:
– بدأ مصنفه بكتاب الطهارة ثم كتاب الحيض ثم كتاب الصلاة ثم كتاب فضائل القرآن ثم كتاب الجنائز ثم كتاب الزكاة ثم بقية الأبواب الفقهية
وختم مصنفه بكتاب الجامع.

– ومن عاداته: إيراده للشواهد والمتابعات عقب الرواية الأصلية ، وقد يوردها منفصلة.

فائدة:
أكثر من روى عنهم عبدالرزاق في مصنفه:
١- معمر بن راشد الأزدي ، روى عنه (٢١٤٥) حديثاً مرفوعاً.
٢- عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج ، روى عنه (١٠٢٤) حديثاً مرفوعاً.
٣- سفيان بن سعيد الثوري ، روى عنه (٦٣٣) حديثاً مرفوعاً.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٥ جمادى الاول ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٣٧) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٣٧)

– شعب الإيمان للبيهقي.

كتاب الجامع لشعب الإيمان ، للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفى سنة(٤٥٨هـ)
كتاب ضخم جمع فيه الأحاديث الواردة في الإيمان وشعبه ، كما في حديث (الإيمان بضع وسبعون شعبة).

قال البيهقي في مقدمة كتابه(١/٨٤): أحببت تصنيف كتاب جامع أصل الإيمان وفروعه وما جاء من الأخبار في بيانه وحسن القيام به لما في ذلك من الترغيب والترهيب.اهـ

– عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث كتابه (١٠٧٥٦) بالمكرر.

عاداته في كتابه:

١- من عاداته: أنه يعقد الترجمة ثم يسوق كل ما في الباب من الأخبار.
٢- ومنها: إذا كان الحديث مخرج في الصحيحين أو أحدهما ينص على ذلك.
٣- ومنها: إذا كان الحديث غريباً ينص على تفرد راويه.
٤- ومنها: إذا كان الحديث فيه ضعف يبين ذلك أحياناً.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١ جمادى الاول ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٣٦) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٣٦)

– ناسخ الحديث ومنسوخه للأثرم

– كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه للإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن هانيء الأثرم ، تلميذ الإمام أحمد بن حنبل ، المتوفى سنة(٢٩٦هـ) على قول.

جمع في كتابه الأحاديث التي ظاهرها يعارض بعضها بعضاً ، فتارة يجمع بينها إذا أمكن الجمع وتارة لا يجمع بينها ويصير إلى النسخ.

– عاداته في كتابه:

١- من عاداته: أنه يعقد الترجمة في ثم يذكر أحاديث الباب وما يعارضها.

٢- ومنها: إذا كانت الأحاديث ضعيفة يبين ذلك.

٣- ومنها: أنه غالباً يجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض ولا يصير إلى النسخ.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٣٠ ربيع الثاني ١٤٣٨هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – الإخلاص وما يضاده @

– كلمات في الدعوة إلى الله –

– الإخلاص وما يضاده.

أخي المسلم: إن من شَرط قبول العمل أن يكون العمل خالصاً لله عزوجل ، وأن يكون متابعاً لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولا يسمى العمل صالحاً ولا يكون متقبلاً إلا بهذين الشرطين الإخلاص والمتابعة.

فالإخلاص شرط من شرطي قبول العمل.

قال تعالى: (فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص)

وقال تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين)

وقال تعالى: (وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).

-دلت هذه الآيات: على شرطية الإخلاص في العمل ، وأن الله عزوجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لله وحده لا شريك له.

وفي الحديث عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغي به وجهه)
رواه النسائي(٢٩٤٣)
وحسنه العراقي في تخريج الإحياء(٤/٣٢٨)والألباني في الصحيحة(٥٢)
قال ابن رجب في الجامع(٢٥): سنده جيد.اهـ

– والإخلاص يضاده الشرك والرياء.
والرياء: هو عمل العمل ليراه الناس.
ومنه السمعة ، والسمعة عمل العمل ليسمع الناس.

والرياء والسمعة من الأخلاق المذمومة شرعاً ، فإن
مَن راءى الناس بعمله ، راءى الله به ، ومن سمع الناس بعمله ، سمع الله به ، كما جاء ذلك في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن سمع ، سمع الله به ، ومن راءى ، راءى الله به) رواه مسلم(٢٩٨٦)
وفي رواية لابن ماجه(٤٢٨١) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من يُسمع ، يسمع الله به ، ومن يُراء ، يراء الله به) ، صححه الألباني في سنن ابن ماجه(٤٢٨١).

– العمل إذا كان لغير الله له حالات:

– الحالة الأولى: أن يكون الرياء محضاً ، بحيث لا يراد به سوى مراءاة الناس.
قال الحافظ ابن رجب في الجامع(٢٥): وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه مستحق المقت من الله والعقوبة.اهـ

– الحالة الثانية: أن يكون العمل لله ويشاركه الرياء.
قال الحافظ ابن رجب في الجامع(٢٥): وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه ، وممن رُوي عنه هذا المعنى وأن العمل إذا خالطه شيء من الرياء كان باطلاً طائفة من السلف منهم: عبادة بن الصامت وأبو الدرداء والحسن وسعيد بن المسيب وغيرهم ، ولا نعرف عن السلف في هذا خلافاً.اهـ

قال تعالى: (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صـٰلحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)
رواه مسلم(٢٩٨٥) وفي لفظ لابن ماجه(٤٢٧٧) (فأنا منه بريء وهو للذي أشرك) صححه الألباني في سنن ابن ماجه(٤٢٧٧)

– الحالة الثالثة: أن يكون أصل العمل لله وحده ثم طرأ عليه الرياء ، فهذا إن دفع الرياء لم يضره ، وإن استرسل معه قيل ما كان قبل الرياء فهذا مقبول ، والذي خالطه الرياء غير مقبول.

– الحالة الرابعة: أن يكون الرياء بعد انتهاء العبادة ، وهذا لا يؤثر ، إلا أن يكون فيه عدوان كالمن والأذى بالصدقة فيبطلها ، قال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا لا تُبطلوا صدقـٰتكم بالمن والأذى).

– مفاسد الرياء:
الرياء له عدة مفاسد منها:

– أولاً: الرياء شرك أصغر.
عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (كنا نعد الرياء على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام الشرك الأصغر)
قال الحافظ الهيثمي في المجمع(١٠/٢٢٢): أخرجه الطبراني في الأوسط والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير يعلى بن شداد وهو ثقة.اهـ

– وعن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء)
رواه أحمد(٥/٤٢٨) قال الهيثمي في المجمع(١/١٠٢): رجاله رجال الصحيح.اهـ

– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: (ألا أُخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قالوا: بلى. قال: (الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيُصلي فيُزين صلاته لما يرى من نظر رجل)
رواه أحمد(١١٢٥٢) وابن ماجه(٤٢٧٩)
قال الحافظ الهيثمي في المجمع(١/٣١٥): رواه أحمد ورجاله موثقون.اهـ
وحسنه البوصيري في مصباح الزجاجة(٣/٢٩٦) والألباني في سنن ابن ماجه(٤٢٧٩)

قال العلامة ابن عثيمين في القول المفيد(٤٢٦): الرياء من الشرك الأصغر ، لأن الإنسان قصد بعبادته غير الله ، وقد يصل إلى الأكبر.اهـ

– ثانياً: الرياء كبيرة من كبائر الذنوب.
قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر(١٣٢): الكبيرة الثالثة والثلاثون: الرياء.

– ثالثاً: الرياء من صفات المنافقين.
قال الله سبحانه تعالى في وصف المنافقين: (وإذا قاموا إلى الصلوٰة قاموا كُسالى يُراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٨هـ

@ أحاديث ضعيفية وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (١٦) @

– أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (١٦)

– الحديث الضعيف:

عن مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه الحارث التميمي قال: قال لي رسول الله: (إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحداً من الناس اللهم أجرني من النار سبع مرات
فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله عزوجل لك جواراً من النار ، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحداً من الناس اللهم إني أسألك الجنة واللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله عزوجل لك جواراً من النار).
رواه أحمد(١٧٩٧٦) وأبو داود(٥٠٧٩)
ضعفه الألباني في ضعيف الجامع(٥٧١)

– ما يغني عنه:

عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (من سأل الله الجنة ثلاث مرات ، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ، ومن استجار من النار ثلاث مرات ، قالت النار: اللهم أجره من النار)
رواه أحمد(١٣١٠٧) والترمذي(٢٥٧٢) والنسائي(٥٥٣٦)
صححه ابن حبان في صحيحه(١٠٣١) والألباني في صحيح الجامع(٦٢٧٥)
والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٢٣)

وفي لفظ لأنس رضي الله عنه مرفوعاً: (ما يسأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثاً إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ، ولا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثاً إلا قالت النار: اللهم أجره)
رواه أحمد(١٢٥٢٣)
صححه ابن حبان في صحيحه(١٠٣٠) والألباني في صحيح الجامع(٥٦٣٠)
والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١/١٠٧)

معنى (من سأل الله الجنة) يعني قال: اللهم إني أسألك الجنة ، أو قال: اللهم أدخلني الجنة.
(ومن استجار من النار) يعني قال: اللهم أجرني من النار.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٨هـ